
14/07/2025
عن أبي جعفر (الإمام الباقر) عليه السلام، قال:
قال الله تبارك وتعالى:
“وعزّتي، لا أخرج لي عبداً من الدنيا أريد رحمته إلا استوفيت كلّ سيئة هي له، إمّا بالضيق في رزقه، أو ببلاء في جسده، أو بخوف أدخله عليه، فإن بقي عليه شيء شدّدت عليه الموت.”
🔸 “وعزّتي”
قسمٌ من الله تعالى، للدلالة على جديّة سنّته في التعامل مع عباده.
وكأنّه يقول: بحقّي وجلالي، لن أترك عبدي المقرَّب يخرج من الدنيا إلا وقد طهّرته تطهيراً.
🔹 “لا أخرج لي عبداً من الدنيا أريد رحمته”
المقصود: العبد المؤمن الذي يريد الله أن يدخله الجنّة برحمة، لا بالعدل المجرد.
فحتى لو كان عنده ذنوب، فإن الله يريد له النجاة، لكنه لا يُدخله الجنة وهو ملوث، بل يُطهره أولاً.
🔸 “إلا استوفيت كلّ سيئة هي له”
أي: كل ذنب اقترفه العبد يجب أن يُطهَّر منه قبل أن يُرحل إلى الدار الآخرة.
لأن الجنة لا يدخلها أحدٌ بنجاسة روحية أو حسابٍ غير مغلق.
🔹 “إمّا بالضيق في رزقه”
بعض الناس يُبتلى بالفقر والتضييق في المعاش، وهذا ليس دائمًا عقوبة، بل تكفير للذنوب.
🔹 “أو ببلاء في جسده”
كأن يُصاب بمرض، أو أوجاع مزمنة، أو حوادث جسدية، وكلّها وسائل تطهيرية.
🔹 “أو بخوف أدخله عليه”
مثل: القلق، أو الحزن، أو الخوف من المستقبل، أو همّ ثقيل على القلب…
هذه الحالات النفسية ليست دائمًا ضعفًا إيمانيًا، بل قد تكون طريقًا للتكفير، إذا كان العبد صابرًا ومتوكلًا.
🔸 “فإن بقي عليه شيء شدّدت عليه الموت”
إن بقيت بعض الذنوب لم تُغفر بالبلاء الدنيوي، فإن الله يشدّد عليه سكرات الموت، حتى تُصبح آخر لحظاته تطهيراً لما بقي عليه.
فيموت مطهّراً، ليدخل الجنة نظيفًا من الذنوب، ويُكرم بالرحمة الإلهية.