جمعية المذيعين الأردنيين

جمعية المذيعين الأردنيين جمعية المذيعين الأردنيين هي الممثل الوحيد عن المذيعين

 إحسان رمزي شقم: رحلته مع الإذاعة والتلفزيون وبناء المؤسسات الإعلاميةفي عالم الإعلام الأردني والعربي، يظل اسم إحسان رمزي...
10/07/2025



إحسان رمزي شقم: رحلته مع الإذاعة والتلفزيون وبناء المؤسسات الإعلامية

في عالم الإعلام الأردني والعربي، يظل اسم إحسان رمزي شقم علامة بارزة ومثالًا يُحتذى به في المهنية والالتزام. فهو من الأسماء اللامعة التي أسهمت بشكل فعّال في بناء وتطوير الإعلام الأردني منذ بداياته، وترك إرثًا غنيًا من البرامج والأعمال التي شكلت جزءًا من ذاكرة الإعلام في المنطقة.

وُلد إحسان رمزي في الأردن عام 1939، ونشأ في بيئة تعشق الإعلام والإذاعة كوسيلة أساسية للتواصل ونقل الأخبار والمعلومات. كانت بداياته في الإذاعة الأردنية التي كانت في مراحل نموها الأولى، حيث التحق بها كمذيع ومعد ومحرر برامج. امتاز بصوته العذب وأسلوبه الهادئ والرصين الذي أكسبه ثقة المستمعين، وميزته عن غيره من المذيعين في تلك الفترة.

قدّم إحسان رمزي مجموعة كبيرة من البرامج الإذاعية التي تنوعت بين الأخبار، التوعية، والترفيه، وكان من بين الأصوات التي رافقت المستمع الأردني في مسيرة تطور الإعلام في البلاد. لقد ساهم بشكل واضح في تطوير البرامج الإذاعية لتشمل مواضيع مختلفة تهدف إلى رفع الوعي الثقافي والاجتماعي، ونقل الأخبار الوطنية والعربية والدولية بكل دقة وموضوعية.

كما كان له دور محوري في تغطية الأحداث والمناسبات الوطنية، والتي عكست صورة حقيقية عن واقع الأردن وتعززت بفضل جودته المهنية في نقل المعلومة بموضوعية ومسؤولية.

مع تأسيس التلفزيون الأردني، لم يكن إحسان رمزي غائبًا عن الساحة. بدأ مشواره في التلفزيون بوظائف إدارية وإعلامية مختلفة، حتى وصل إلى منصب مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، حيث قاد المؤسسة خلال فترة مفصلية من تاريخها.

في هذا المنصب، أشرف على تطوير البث التلفزيوني، وتوسيع المحتوى ليشمل البرامج الثقافية والاجتماعية والسياسية، مع الحرص على الالتزام بالمعايير المهنية. كما لعب دورًا كبيرًا في تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية، مما أسهم في رفع مستوى الأداء الإعلامي للمؤسسة.

كان لإحسان رمزي بصمات واضحة خارج الأردن أيضًا، حيث استُدعِي في أواخر السبعينيات إلى سلطنة عمان بقيادة وزير الإعلام العماني عبد العزيز الرواس. كُلف بإدارة فريق أردني كان مسؤولًا عن تطوير التلفزيون في مسقط وصلالة، خلفًا للشركتين الألمانية والإنجليزية، ونجح في قيادة هذه الجهود حتى وصفه الوزير العماني بأنه "أخرج عمان من عنق الزجاجة" في مجال الإعلام.

خلال هذه الفترة، أخرج وأنتج عدة مسلسلات تلفزيونية تاريخية، منها مسلسل "أحمد بن ماجد" عام 1976، بالتعاون مع التلفزيون العماني، بالإضافة إلى مسلسل "السندباد" عام 1984، مما أضاف إلى رصيده الإعلامي إنتاجات مهمة أثرت المشهد الفني والإعلامي في المنطقة.

عُرف إحسان رمزي بشخصيته الهادئة والمتزنة، وبصوته الجذاب الذي حمل رسائل الصدق والموضوعية، ما جعله من المذيعين الأكثر احترامًا وثقة بين الجمهور وزملائه. تميز بتفانيه في العمل وإخلاصه لمهنة الإعلام، وكان نموذجًا يُحتذى به في الالتزام الأخلاقي والمهني.

إضافة إلى ذلك، ترك اثراً كبيرًا في تطوير المؤسسات الإعلامية الأردنية، سواء من خلال الإدارة أو التدريب أو تطوير البرامج، ما ساهم في رفع مستوى الإعلام الأردني على المستوى المحلي والإقليمي.

توفي الإعلامي القدير إحسان رمزي في 27 نيسان 2019، عن عمر ناهز 80 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء. نعت الحكومة الأردنية والعديد من المؤسسات الإعلامية والفنية الراحل، مشيدين بمكانته الكبيرة ودوره الريادي في الإعلام الأردني والعربي.

أشاد العديد من الإعلاميين والنقاد بإنجازاته، واعتبروه من رموز الإعلام الذين أسهموا في بناء القواعد الأساسية للعمل الإعلامي في الأردن.

يبقى اسم إحسان رمزي شقم محفورًا في ذاكرة الإعلام الأردني والعربي كأحد رواد هذا المجال، الذي مزج بين صوت الكلمة ورقيها، وبين الإدارة والقيادة الإعلامية. إن تاريخه المهني هو منارة تُضيء دروب الإعلاميين الشباب، ودليلاً على أهمية الإعلام الملتزم بالموضوعية والمصداقية.

إن قراءة مسيرته تذكرنا دومًا بأن الإعلام هو رسالة نبيلة تتطلب من حاملها الصدق والإخلاص، وأن نجاح هذه الرسالة يعتمد على من يعتنقها بصدق وإيمان.

عماد الشبار

ذاكرة الميكروفون والكاميراسلسلة يومية عن إعلاميي الإذاعة والتلفزيون الأردنيالحلقة العاشرةمحمود إسماعيل الشريف: مهندس الإ...
10/07/2025

ذاكرة الميكروفون والكاميرا
سلسلة يومية عن إعلاميي الإذاعة والتلفزيون الأردني

الحلقة العاشرة

محمود إسماعيل الشريف: مهندس الإعلام الأردني وبوصلة الكلمة الصادقة

كتب : عماد الشبار : يُعد الراحل محمود إسماعيل الشريف (1925 – 2003) أحد أبرز أعمدة الإعلام في الأردن والعالم العربي. بصماته العميقة على الإذاعة والصحافة والعمل الإعلامي الرسمي جعلت منه نموذجًا يحتذى في المهنية، والريادة، والعمل المؤسسي.
وُلد محمود الشريف في مدينة العريش بسيناء عام 1925، وواصل تعليمه العالي في جامعة القاهرة حيث حصل على بكالوريوس في الآداب – تخصص أدب إنجليزي. وبدافع الشغف بالتواصل الجماهيري، تابع دراسته لاحقًا في الولايات المتحدة، فنال دبلومًا في دراسات الاتصال الجماهيري من جامعة سيراكيوز، مما هيأه ليكون من أوائل الإعلاميين العرب الذين جمعوا بين التأهيل الأكاديمي والخبرة العملية.
بدأ الشريف مسيرته المهنية في إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية، حيث عُيّن رئيسًا لقسم الأخبار بين عامي 1957 و1958. في هذه المرحلة، لعب دورًا محوريًا في:
إرساء المعايير المهنية في العمل الإخباري من حيث الدقة والصياغة والمصداقية.
تحويل الإذاعة من وسيلة ترفيهية بسيطة إلى منبر وطني إعلامي مؤثر.
إدخال برامج تحليل سياسي وثقافي بأسلوب متوازن.
المساهمة في صياغة مصطلحات إعلامية عربية أصيلة بدلًا من الترجمة الحرفية.
توسيع البث الإذاعي وتحسين نوعيته عبر تطوير البنية التحتية للتغطية.
دعم استخدام التسجيلات الخارجية والتقارير الميدانية في النشرات الإخبارية.
تدريب وتوجيه جيل من الإعلاميين الشباب الذين أصبحوا لاحقًا من كبار الإعلاميين في الأردن والمنطقة.
في عام 1958، انتقل الشريف ليشغل منصب مدير الإعلام في إدارة التوجيه الوطني، حيث واصل تطوير المنظومة الإعلامية الرسمية.
لم يقتصر دور الشريف على الإذاعة، بل كان من رواد الصحافة الأردنية الحديثة. ومن أبرز إنجازاته:
تأسيس صحيفة "المنار" اليومية في القدس عام 1960.
رئاسة تحرير مجلة "الأفق الجديد" الأدبية.
إطلاق صحيفة "The Jerusalem Star" باللغة الإنجليزية عام 1962.
بعد دمج صحيفتي المنار وفلسطين، شارك في تأسيس صحيفة "الدستور" عام 1967 وتولّى فيها منصب المدير العام ورئيس التحرير، لتصبح من أبرز الصحف الأردنية.
في عام 1969، عُيِّن الشريف مديرًا للإعلام في دولة قطر، حيث أسس الأجهزة الإعلامية القطرية الرسمية، واستمر في هذا المنصب حتى عام 1974.
وبعد عودته، انتُخب رئيسًا لاتحاد الإذاعات العربية بين عامي 1974 و1976، مما عزز مكانته كقيادي إعلامي عربي على المستوى الإقليمي.
كان الشريف أيضًا فاعلًا في الشأن الوطني:
عضو في المجلس الوطني الاستشاري الأردني عام 1978.
عضو في لجنة شؤون الضفة الغربية.
عضو في لجنة الميثاق الوطني، التي صاغت مبادئ العمل السياسي في الأردن.
في تشرين الأول (أكتوبر) 1991، عُيِّن محمود الشريف وزيرًا للإعلام في حكومة طاهر المصري، واستمر في المنصب ضمن حكومة الأمير زيد بن شاكر حتى أيار (مايو) 1993.
خلال توليه الوزارة، عمل على:
تطوير السياسات الإعلامية الأردنية.
تعزيز حرية التعبير ضمن إطار المسؤولية.
تقوية الإعلام الرسمي ليواكب تطورات الإعلام العالمي.
توفي محمود الشريف في 17 شباط 2003، بعد مسيرة حافلة بالعطاء امتدت لعقود. وترك وراءه إرثًا غنيًا في بناء المؤسسات الإعلامية وتخريج الأجيال. أشاد به زملاؤه وتلاميذه باعتباره:
أبًا روحيًا للإعلام الأردني.
يبقى اسم محمود إسماعيل الشريف محفورًا في ذاكرة الإعلام العربي، كرمزٍ للريادة والتأسيس والتجديد. شخصية جمعت بين الحرفية العالية، والرؤية العميقة، والروح الوطنية الصادقة.

عماد الشبار.. الك الايام

 محمود أبو عبيد: صوت الزمن الجميل في الإذاعة الأردنية والعربيةفي ذاكرة الإعلام الأردني والعربي، تبقى أسماء قليلة فقط قاد...
09/07/2025



محمود أبو عبيد: صوت الزمن الجميل في الإذاعة الأردنية والعربية

في ذاكرة الإعلام الأردني والعربي، تبقى أسماء قليلة فقط قادرة على تجاوز الزمن، وتحفر مكانتها بصوتها قبل صورتها. من بين تلك الأسماء، يتألق الإعلامي القدير محمود سليم أبو عبيد، الذي مثّل جيل الرواد، وساهم في تأسيس الإذاعة الأردنية، وأسّس لمسار إعلامي خليجي مبكر، واضعًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الإعلام العربي.
وُلد محمود أبو عبيد عام 1938 في بلدة الحصن الواقعة في لواء بني عبيد بمحافظة إربد شمالي الأردن. منذ سنواته الأولى، أبدى شغفًا كبيرًا بالكلمة والصوت، ووجد في الإذاعة وسيلة سامية للتعبير والتواصل. تلقى تعليمه في الأردن، وواصل تطوير قدراته بالحصول على دبلوم في العلوم العليا، إلى جانب مشاركته في دورات تدريبية إعلامية متخصصة، كان من أبرزها دورات احترافية في القاهرة، أضافت إلى رصيده المعرفي والفني.
التحق أبو عبيد بـإذاعة المملكة الأردنية الهاشمية في مطلع الستينيات، وتحديدًا عام 1960 أو 1961، حيث بدأ ضمن فرع الأحاديث الثقافية، في وقت كانت فيه الإذاعة تخطو أولى خطواتها نحو التأسيس والهوية. برز صوته بسرعة، ليصبح من ركائز البث الإذاعي، وممن ساهموا في رسم ملامح المدرسة الأردنية في الإلقاء الإذاعي، التي اتسمت بالفصاحة، والهدوء، ووضوح الرسالة.
لم يكن أبو عبيد مجرد مذيع أخبار، بل كان إعلاميًا شموليًا جمع بين الإعداد والتقديم والإشراف البرامجي. تميز بتقديم برامج ثقافية واجتماعية تنبض بروح الوطن، وحملت صوت المواطن وهمومه اليومية. كان محاورًا بارعًا للأدباء والشعراء والمفكرين، وتميّز أسلوبه بالرصانة والتأمل العميق.
"مع الغروب": برنامج رمضاني يومي بثّه لأكثر من 25 عامًا، شاركته تقديمه زوجته الإعلامية نبيلة السلاخ، وامتاز بمزج الشعر بالتأمل والطرح الثقافي.
"مجلة الأثير": برنامج متنوع استقطب جمهورًا واسعًا من الأردن وخارجه، لما فيه من مقالات صوتية وحوارات وموضوعات يومية.
"البث المباشر": من أطول البرامج التي قدّمها، واستمر في تقديمه لنحو 14 عامًا، عاكسًا نبض الشارع الأردني بكل شفافية.
"لقاء الظهيرة": برنامج تناول الشؤون العامة، واستضاف مسؤولين ومفكرين ناقش معهم قضايا الوطن والمواطن.
بعد سنوات من التألق في الأردن، انتقل أبو عبيد إلى دول الخليج العربي، حيث لعب دورًا رياديًا في تأسيس الإعلام الإذاعي في السعودية، وكان أول صوت يُبث في إذاعة الرياض، وقرأ أول نشرة إخبارية فيها، كما ساهم في إطلاق إذاعة الدمام.
كما تولى مهامًا في:
إذاعة جدة
إذاعة نداء الإسلام – مكة المكرمة
إذاعة رأس الخيمة – الإمارات التي أسسها وأدارها لمدة عامين
خلال هذه المرحلة، لم يكن مجرد مذيع، بل مدرّبًا ومحاضرًا، فقد عمل في كلية الإعلام بالرياض، وأسهم في إعداد وتدريب الكوادر الإعلامية الخليجية، واضعًا خبراته في خدمة أجيال جديدة.
في عام 1976، عاد أبو عبيد إلى الإذاعة الأردنية ليستأنف مسيرة العطاء. تبوأ عدة مناصب إدارية، من أبرزها:
إدارة البرامج الميدانية والمنوّعة
مساعد مدير البرامج
رئاسة الفريق الإذاعي لتغطية اليوبيل الفضي لجلوس المغفور له الملك الحسين بن طلال
كما أشرف على التغطيات الخاصة لـمهرجان جرش للثقافة والفنون، وأدار فرق العمل في تغطيات رسمية ووطنية مهمة.
رغم تخصصه الإذاعي، كان لأبو عبيد ظهور مميز في التلفزيون الأردني، خاصة في برامج توثيقية تناولت مسيرة الإعلام الرسمي. من أبرز مشاركاته:
ظهوره مع الإعلامية نبيلة السلاخ في برنامج يوم جديد
مقابلات في الثمانينيات ضمن سلسلة زمن الإذاعة والتلفزيون
كما قدّم خبراته للأجيال الجديدة من خلال محاضرات في معهد الإعلام الأردني، فكان أحد ركائز تأهيل الكفاءات الإعلامية.
عرف أبو عبيد بصوته الدافئ الرخيم، وأسلوبه الهادئ الذي يجمع بين الوقار والتأمل. تميّز بلغته المنتقاة، وقدرته على تحويل النص الإذاعي إلى تجربة سمعية غنية. كان وفيًا لمهنة الإعلام، يلتزم بأخلاقياتها، ويحرص على الموضوعية والمهنية والاحترام الكامل للمستمع.
في 12 كانون ثاني 2025، غيّب الموت الإعلامي الكبير محمود أبو عبيد، بعد رحلة حافلة بالعطاء استمرت أكثر من ستة عقود. شُيّع جثمانه من مسجد صدام في بلدته الحصن، وأقيمت له مجالس عزاء في الحصن، إربد، وعمان، وسط حضور شعبي ورسمي واسع.
نعاه وزير الاتصال الحكومي بوصفه "أحد أعمدة الإعلام الأردني والعربي"، وأشادت المؤسسات الإعلامية بإسهاماته التي صنعت هوية إذاعية وثقافية ما زالت حاضرة حتى اليوم.
يبقى محمود أبو عبيد صوتًا خالدًا في سجل الإعلام العربي، وأحد أعلام "زمن الإذاعة الجميلة". لم يكن مجرد مذيع، بل رائدًا، ومُعلّمًا، ومرجعًا في الإلقاء واللغة والصوت. ترك وراءه مدرسة قائمة بذاتها، وإرثًا من الأخلاق والاحترافية لا يزال يلهم كل من يسير في درب الإعلام.
عماد الشبار

 نقولا حنا زابورة (أبو جوني)... صوت الإذاعة الأردنية ورمز المصداقية الإعلاميةفي ذاكرة الإعلام الأردني، أسماء لا تُنسى، و...
08/07/2025



نقولا حنا زابورة (أبو جوني)... صوت الإذاعة الأردنية ورمز المصداقية الإعلامية

في ذاكرة الإعلام الأردني، أسماء لا تُنسى، وأصوات ما تزال تتردد في وجدان من عاصروا فجر البث الإذاعي الأردني. من بين تلك الأسماء يبرز نقولا حنا زابورة، الشهير بلقب "أبو جوني"، كأحد أعمدة العمل الإذاعي، وواحد من الأصوات التي ساهمت في صياغة وجدان الأردنيين ومخاطبة وعيهم على مدار أكثر من نصف قرن من الزمن.

وُلد نقولا حنا في الأردن في أربعينيات القرن العشرين، وفي وقت مبكر من شبابه انجذب إلى عالم الكلمة والصوت، فالتحق بـالإذاعة الأردنية في أواخر خمسينيات القرن الماضي، حين كانت الإذاعة لا تزال في طور التأسيس والتطور. بدأ كقارئ أخبار، وسرعان ما لفت الأنظار بفضل صوته العميق، وأسلوبه المتزن، ومخارج حروفه الدقيقة، إلى جانب شخصيته الودودة وحضوره المتواضع.

أحد أبرز محطات حياته المهنية، حين قرأ أطول نشرة أخبار في تاريخ الإذاعة الأردنية، وذلك يوم احتراق المسجد الأقصى عام 1969، على يد متطرف يهودي أسترالي الجنسية. كان ذلك اليوم مفصليًا في التاريخ العربي والإسلامي، وكان نقولا حنا هو الصوت الذي اختارته الإذاعة الأردنية ليُعلن عبر الأثير للعالم ما حدث، ولينقل الغضب والحزن والموقف الأردني بدقة وأمانة، فاستمر في قراءة الأخبار لساعات طويلة، دون كلل، وبكامل الحرفية والانضباط.

من أبرز ما قدمه نقولا حنا خلال سنوات عمله، برنامج "بلدان وأحداث"، الذي استمر لأكثر من 500 حلقة حتى أوائل التسعينيات. كان هذا البرنامج منبرًا أسبوعيًا يُسلّط الضوء على التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العالم العربي والعالم، ويُحللها بموضوعية وبلغة مبسطة، بعيدًا عن التهويل أو الخطاب الشعبوي.
شارك في تقديم البرنامج إلى جانب مذيعين ومذيعات بارزين مثل:
نداء النابلسي
ضياء فخر الدين
زهور الصعوب
نعيمة الدباس
خلدون الكردي
أما الإخراج فكان بتوقيع مجموعة من أهم المخرجين الإذاعيين: أديب غرايبة، موسى عمار، وعطا خليل. وكان البرنامج من إعداد الإعلامي المعروف محمد المناصير.

امتلك نقولا حنا نبرة صوتٍ تُناسب اللحظات الجليلة، ولهذا كان يُكلف بتقديم البرامج الخاصة بالمناسبات الوطنية الكبرى مثل عيد الاستقلال، عيد الجيش، ويوم الكرامة. كان أداؤه في هذه اللحظات يجمع بين الجدية والعاطفة، وبين الرسمية والدفء، ما جعله مقبولًا لدى جميع أطياف الشعب الأردني.

عرفه زملاؤه ومتابعوه بكونه إعلاميًا نزيهًا، شديد الدقة، حريصًا على تحري الحقيقة، وملتزمًا بأعلى معايير الأخلاق الصحفية. لم يكن يقرأ النشرة الإخبارية إلا بعد مراجعة دقيقة، وكان يتحقق من كل كلمة تُكتب، احترامًا للعقل الأردني والعربي. كما أنه كان حريصًا على نقل الصورة بصوت صادق، دون تزييف أو تهويل.

كما اشتهر بين زملائه بـدماثة الخلق، وروح التعاون، والابتعاد عن الأضواء، رغم مكانته البارزة في المشهد الإعلامي الأردني.

بعد مسيرة حافلة بالعطاء، انتقل نقولا حنا في أواخر حياته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عاش مع أسرته. وعلى الرغم من بعده الجغرافي، ظل يتابع الإعلام الأردني، ويحنّ إلى أيام البث المباشر، وأستوديوهات الإذاعة، وزملائه القدامى.

توفي الإعلامي الكبير نقولا حنا زابورة في عام 2023، في غربته الأمريكية، بعد سنوات طويلة من التقاعد، لكنه بقي في ذاكرة الأردنيين كواحد من أصدق الأصوات، وأعمقها تأثيرًا.

إن الأثر الذي تركه نقولا حنا لا يُقاس فقط بعدد برامجه أو سنوات عمله، بل بما خلّفه من مصداقية وثقة واحترام للمهنة. لقد ساهم في صياغة الوعي العام، وكان أحد منارات الإعلام الأردني، وعلّم أجيالًا من المذيعين قيمة التحضير، وأهمية الحياد، وسحر الصوت الهادئ.

لقد كان، بحق، "صوت الحكمة"، و"راوي التاريخ الإخباري" الذي ظل حاضرًا في الوجدان، حتى بعد أن صمت المايكروفون.

المهندس عماد الشبار

 غالب الحديدي: صوت الرزانة في الإعلام الأردني في مشهد الإعلام الأردني، قلّما يُذكر اسم دون أن تتردد مع نبرته جملة الختام...
07/07/2025



غالب الحديدي: صوت الرزانة في الإعلام الأردني

في مشهد الإعلام الأردني، قلّما يُذكر اسم دون أن تتردد مع نبرته جملة الختام الشهيرة:
"في رعاية الله نترككم… من عمان لكم التحية… ولأردننا كل الحب"
صاحبها هو الإعلامي الكبير غالب الحديدي، أحد روّاد الإعلام الصوتي والمرئي في الأردن والعالم العربي، الذي امتدت مسيرته لأكثر من ستة عقود من المهنية والإتقان.

وُلد غالب الحديدي في عمان عام 1939، وتلقى تعليمه في كلية الحسين، حيث نال شهادة الثانوية العامة عام 1957، ثم تابع تأهيله الأكاديمي، فحصل على شهادة الإدارة العليا من معهد الإدارة العامة، كما التحق بدورة تدريبية متخصصة في إعداد الأخبار في جامعة سيراكيوز الأميركية، الأمر الذي أسهم في صقل أدواته الإعلامية وجعله من الأسماء المحترفة مبكرًا.

بدأ الحديدي مسيرته الإعلامية في الإذاعة الأردنية عام 1957، من استوديو جبل الحسين، ثم انتقل عام 1959 إلى المبنى الجديد للإذاعة بعد افتتاحه في موقعه الحالي، ليعمل مذيعًا ومحررًا ومعدًا وممثلًا إذاعيًا، متقنًا أدوات العمل الإذاعي بمستوياته كافة.

كانت الإذاعة الأردنية في تلك الحقبة واحدة من أبرز المنابر الإعلامية العربية، وشكّلت مدرسةً إعلامية للأردن والمنطقة. أبدع الحديدي في البرامج الإخبارية والثقافية والدرامية، وترك بصمة مهنية خالدة.

في عام 1964، انتقل الحديدي للعمل في إذاعة وتلفزيون السعودية، وهناك حظي بانتشار واسع في الخليج، بفضل صوته العميق وقدرته على الإلقاء المتزن، ليُصبح من الأسماء المعروفة لدى الجمهور العربي، حيث بقي في المملكة حتى عام 1975.

في تلك السنة، التقى أثناء زيارة لمدينة الرياض بالأستاذ محمد كمال، مدير التلفزيون الأردني حينها، والذي طلب منه العودة إلى الأردن والانضمام إلى كادر التلفزيون الأردني. وافق الحديدي، فعاد ليبدأ مرحلة جديدة من مسيرته الإعلامية.

ابتداءً من عام 1975، أصبح غالب الحديدي من أبرز مذيعي نشرة الأخبار الرئيسية في التلفزيون الأردني، إذ مثّل صوته وصورته عنصرًا أساسياً في المشهد الإخباري الوطني. وقد عرفه الجمهور الأردني والعربي بوقاره، ونبرته المتزنة، وحضوره المهني اللافت.في عام 1978، أُعير للعمل في التلفزيون القطري، حيث استمر هناك حتى عام 1983، ثم عاد مجددًا إلى عمان ليستكمل عمله مذيعًا أول في التلفزيون الأردني، ويقدم البرامج والنشرات ذات الطابع السياسي والوطني.

في عام 1998، التحق الحديدي للعمل في إذاعة القوات المسلحة الأردنية حيث قدّم برامج تثقيفية وتوعوية تُعنى بالشأن الوطني، وشارك في تغطية مناسبات الدولة، إلى جانب تقديم نشرات إخبارية خاصة.

كان غالب الحديدي صاحب نبرة صوت فريدة، وامتاز بفصاحة لغوية عالية ودقة في النطق والتركيب، إلى جانب هدوء في الإلقاء وثقة في التقديم. لم يكن مجرد مذيع يقرأ النشرة، بل كان متمكناً من فهم السياقات السياسية، ويعرف كيف يصوغ الخبر ويحترم عقل المتلقي.

ارتبط اسمه بنشرات الأخبار حتى صار رمزًا لها، وكانت عبارته الخاتمة:
"في رعاية الله نترككم… من عمان لكم التحية… ولأردننا كل الحب"
واحدة من أشهر الجمل التي رسخت في ذاكرة الأردنيين لعقود.

في أكتوبر 2022، قام الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، بزيارته في منزله، تكريمًا لمسيرته وعرفانًا لعطائه الإعلامي الطويل. وقد اعتُبرت هذه اللفتة تتويجًا رسميًا وشعبيًا لمسيرة أحد الروّاد.

وفي 23 مايو 2023، رحل غالب الحديدي عن عمر ناهز 84 عامًا، في مسقط رأسه بمدينة السلط، وشيّع إلى مثواه الأخير وسط حزن رسمي وشعبي كبيرين، ونعته مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ووزارة الاتصال الحكومي.

يُعد غالب الحديدي من أركان الإعلام الأردني الحديث، وواحدًا من الذين ساهموا في تأسيس معايير الرصانة والمهنية في البث التلفزيوني والإذاعي.
وقدوةً مهنيةً لأجيال من الإعلاميين الأردنيين والعرب، الذين تتلمذوا على صوته وأسلوبه.

المهندس عماد الشبار

ذاكرة الميكروفون والكاميرا: سلسلة يومية عن إعلاميي الإذاعة والتلفزيون الأردنيالحلقة السابعةعائشة أحمد التيجاني: أمّ المذ...
07/07/2025

ذاكرة الميكروفون والكاميرا: سلسلة يومية عن إعلاميي الإذاعة والتلفزيون الأردني

الحلقة السابعة

عائشة أحمد التيجاني: أمّ المذيعين والمذيعات في الإذاعة الأردنية

تُعدّ الإعلامية الأردنية عائشة أحمد التيجاني من أبرز الشخصيات التي شكّلت ملامح الإعلام الإذاعي في الأردن، ومن أوائل النساء اللاتي خضن مجال الإعلام في العالم العربي. أثّرت في جيل كامل من الإعلاميين والإعلاميات، حتى لُقّبت عن جدارة بـ"أم المذيعين والمذيعات"، تقديرًا لمكانتها ومهاراتها في الأداء والتدريب والتوجيه.

وُلدت عائشة التيجاني عام 1930 في حي المغاربة بمدينة القدس، لأسرة ذات أصول مغربية ساهمت تاريخيًا في تحرير المدينة خلال عهد صلاح الدين الأيوبي، وهو ما غرس في شخصيتها حب الوطن والتمسك بالهوية الثقافية. تلقت تعليمها في مدرسة المأمونية بالقدس، ثم تابعت دراستها في دار المعلمات، ما منحها أساسًا قويًا للعمل في التربية والإعلام.

بدأت حياتها المهنية معلمة في مدرسة المأمونية بين عامي 1954 و1957، ما صقل مهاراتها في الإلقاء والتواصل، وأكسبها خبرة مباشرة في التعامل مع فئات مختلفة من الناس، قبل أن تنتقل إلى العمل الإذاعي.

انضمت التيجاني إلى إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية في القدس أواخر خمسينيات القرن العشرين، ثم انتقلت إلى عمّان عام 1960 لتشارك في تطوير الإذاعة الأردنية الهاشمية التي كانت قد تأسست عام 1959. عُينت رئيسة لقسم المنوعات، ثم تولّت إدارة البرامج، ما عكس ثقة الإدارة بها واعتمادها كركن أساسي في النهضة الإذاعية.

عرفها المستمعون بصوتها الدافئ، وأسلوبها العفوي، وثقافتها الواسعة، كما تميزت بدماثة خلقها وتواضعها، فكانت محل احترام من زملائها والمحيطين بها، وأسهمت في صقل مهارات عدد من الإعلاميين والإعلاميات الذين برزوا لاحقًا في المشهد الإعلامي الأردني والعربي.

قدّمت عائشة التيجاني عددًا كبيرًا من البرامج الإذاعية التي تنوعت بين الثقافية والاجتماعية والسياسية، فساهمت في تشكيل وعي جماهيري متنوع، ومن أبرز البرامج التي تولّتها: "في الزورق"، "أنت والمساء"، "ريشة طائر"، "أحباؤنا وراء النهر"، "ما هي الصهيونية"، "اعرف عدوك"، "سنرجع"، "مرحبا يا صباح"، و"نحن والمستمع"، وكلها عكست قدرتها على مزج المعلومات بالبساطة، والحوار بالدفء، والمضمون بالقيمة.

كما شاركت في أول مسلسل إذاعي أردني بعنوان "ناديا" للكاتب يوسف السباعي، حيث أدت دور البطولة، مظهرة موهبة فنية لافتة إلى جانب حضورها الإذاعي.

إلى جانب عملها الإذاعي، كانت التيجاني فاعلة في الشأن العام، حيث شاركت بعد معركة الكرامة عام 1968 في تأسيس تنظيم نسائي تابع لحركة فتح في عمان، ما يعكس التزامها السياسي والوطني. كذلك ساهمت في العمل الخيري والاجتماعي، فكانت من المؤسسين لـجمعية الشابات المسلمات في القدس، وشغلت منصب أمينة سر مجلس أمناء "دار الطفل العربي" التي أسستها هند الحسيني، دعماً لقضايا المرأة والطفولة.

توفيت عائشة أحمد التيجاني في 11 كانون الثاني/يناير 2010 عن عمر ناهز الثمانين عامًا، ودُفنت في مقبرة سحاب الإسلامية في الأردن. ظلت طوال حياتها عنوانًا للانضباط والإخلاص، وشخصية فاعلة في ترسيخ قواعد الإعلام الأردني، حيث كانت صوتًا صادقًا ورسالة حية في خدمة الوطن والمجتمع.

ويبقى اسمها محفوظًا في وجدان الإعلام الأردني والعربي، باعتبارها من أوائل الأصوات النسائية التي شقّت طريقها بثبات، ورسّخت حضور المرأة في مجال ظلّ طويلًا حكرًا على الرجال.

عماد الشبار

 سامي حداد: مسيرة إعلامي من إذاعة عمّان إلى قمة الجزيرة في زمن كانت فيه الكلمة مسؤولية ثقيلة، والصوت يحمل معاني أعمق من ...
06/07/2025



سامي حداد: مسيرة إعلامي من إذاعة عمّان إلى قمة الجزيرة

في زمن كانت فيه الكلمة مسؤولية ثقيلة، والصوت يحمل معاني أعمق من النطق، برز سامي حداد كأحد أعمدة الإعلام العربي، ورائدًا من روّاد الحوار السياسي العميق. امتدت مسيرته لأكثر من خمسة عقود، تنقّل خلالها بين عمّان ولندن والدوحة، لكنه بقي ثابتًا في موقعه كرمز للحرفية والمصداقية.

وُلد سامي حداد في مدينة السلط الأردنية عام 1939، في بيت تربوي مثقف، وتلقى تعليمه في الأردن، قبل أن يتجه إلى بريطانيا لاحقًا لاستكمال دراساته في الإعلام واللغات. أظهر منذ شبابه المبكر شغفًا باللغة والإلقاء والثقافة العامة، وهي المهارات التي مهدت له طريقًا نحو المايكروفون.

بدأ سامي مسيرته الإعلامية عام 1961 في الإذاعة الأردنية، مذيعًا للأخبار والبرامج الثقافية والسياسية، في وقت كانت فيه الإذاعة الوسيلة الإعلامية الأهم. بصوته الرخيم وأسلوبه الوقور، استطاع أن يلفت الانتباه سريعًا، وأن يحجز لنفسه مكانًا بين أبرز الأصوات في الإعلام الرسمي الأردني حيث قدم:
"نشرات الأخبار " كان من أوائل المذيعين الذين تولوا قراءة نشرات الأخبار الرسمية بصيغة عربية فصيحة ورصينة، في وقت كانت الإذاعة هي الوسيلة الأهم لنقل المعلومة للمواطن الأردني والعربي.

"البرامج السياسية التحليلية" شارك في إعداد وتقديم برامج سياسية دورية، تناولت أحداث المنطقة العربية والدولية، وكان له دور في تحليل المشهد الإقليمي بلغة مبسطة ومباشرة.

"برامج ثقافية وتوعوية" قدّم برامج ذات طابع ثقافي معرفي، تُعنى بالتنوير العام وتعزيز الهوية الثقافية، في فترة شهدت بدايات الإعلام العربي الرسمي بعد الاستقلال.

"المشاركة في تغطيات وطنية وقومية" ساهم في تغطية مناسبات قومية ومحلية كأعياد الاستقلال، والقمم العربية، والأحداث السياسية الكبرى، وكان صوته يُستخدم في الإعلانات الوطنية الرسمية.

في عام 1964، التحق سامي بإذاعة بي بي سي – القسم العربي، والتي كانت في ذلك الزمن قِبلة الإعلاميين العرب ومركزًا لإعداد الكفاءات. تعلم هناك أصول العمل الصحفي الحقيقي، واكتسب تجربة غنية في التحرير وإعداد التقارير والتعامل مع الأحداث الدولية الكبرى.

وفي عام 1968، ومع انطلاق البث الرسمي للتلفزيون الأردني، عاد حداد إلى عمّان ليعمل ضمن الفريق المؤسس للتلفزيون، حيث قدّم نشرة الأخبار الرئيسية، وكان أحد أبرز الوجوه الإعلامية على الشاشة الأردنية.

لكن طموحه بقي أكبر من الحدود المحلية، فعاد إلى لندن مجددًا عام 1971 ليواصل العمل في إذاعة بي بي سي، وفي 1978، تولّى منصب رئيس قسم البرامج الإخبارية السياسية، ما وضعه في قلب تغطية الأحداث السياسية الكبرى في العالم العربي.

عند انطلاق أول تجربة فضائية للقسم العربي في بي بي سي عام 1994، انتقل حداد ليقدم برنامج "ما وراء الخبر"، الذي ناقش أبرز الملفات السياسية الساخنة في الشرق الأوسط. لكن التجربة لم تستمر طويلًا، إذ أُغلق المشروع بعد عامين بسبب خلافات تمويلية، مما مهّد الطريق لولادة قناة جديدة ستُغيّر خارطة الإعلام العربي.

في عام 1995، التحق سامي حداد بقناة الجزيرة القطرية منذ مراحل التأسيس الأولى، وكان أحد الأركان الأساسية في بناء غرفة الأخبار. شغل منصب أول رئيس تحرير للقناة، وأسهم بشكل كبير في رسم خطها المهني التحريري، القائم على التوازن وطرح الرأي والرأي الآخر.

وبعد استقراره في لندن، بدأ بتقديم برنامجه الحواري الأبرز "أكثر من رأي" منذ انطلاقة القناة وحتى عام 2009، حيث كان من أوائل برامج الحوار السياسي المباشر في الوطن العربي، يستضيف ضيوفًا متضادين فكريًا، ويقود النقاشات الحادة بهدوء، وبحكمة تغلفها الابتسامة الساخرة أحيانًا والصرامة الصحفية دائمًا.

تميز سامي حداد بإلمامه الواسع بالشأن السياسي الدولي، وبلغته العربية الفصيحة الخالية من الزخرفة، إلى جانب إتقانه لعدة لغات، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية. جمع في شخصيته بين الصرامة الصحفية والذوق الفني الرفيع، إذ كان محبًا للموسيقى الكلاسيكية والمسرح، كما كان شاعرًا، وله ديوان بعنوان "القلوع الشاردة"، عبّر فيه عن وجدانه السياسي والإنساني.

دوّن سامي سيرته الذاتية، وكتب عن لقاءاته مع شخصيات سياسية بارزة، من ملوك ورؤساء وزعماء، إذ كان شاهدًا على مراحل حساسة من التاريخ العربي، وناقلًا أمينًا لما دار في الكواليس من حوارات ومواقف.

في 19 يناير 2021، توفي سامي حداد في لندن، عن عمر ناهز 81 عامًا. نعاه زملاؤه في قناة الجزيرة، وعدد كبير من الإعلاميين العرب، الذين اعتبروا رحيله خسارة كبيرة للإعلام السياسي الراقي، الذي لا يسعى للتهويل أو الاستفزاز، بل يسعى للفهم والعمق وإتاحة المجال للنقاش المتوازن.

المهندس عماد الشبار

06/07/2025

تعترض جمعية المذيعين الأردنيين على إطلاق أعضاء نقابة الصحفيين الأردنيين تصريحات إستقوائية ودكتاتورية تتوعد وتهدد كل من يطلق على نفسه لقب إعلامي بما فيهم المذيعيين العاملين في محطات الإذاعة والتلفزة المحلية والعربية والأجنبية بإعتبارهم ليسوا من أعضاء نقابة الصحفيين .
لا أدرى من أعطى نقابة الصحفيين الأردنيين حق الإستقواء على وسائل الإعلام الأردنية والعاملين بها من مذيعين والكترونيين ، والإساءة إلى قامات إعلامية وطنية تستحق أكثر وأسمى وأرفع من لقب إعلامي .
إن نقابة الصحفيين الأردنيين تمارس سلوكا عدائيا وإستعلائيا على باقي المهن الإعلامية ، يجب عليها أن تتوقف عنه حتى لا تكون سببا في إثارة الفوضى والفرقة بين فئات الجسم الإعلامي .
إن جمعية المذيعين الأردنيين تعلق مطلبها بانضمام المذيعين الأردنيين لنقابة الصحفيين ، وتتمسك بتأسيس نقابة خاصة بالمذيعين بإعتبارهم أصحاب مهنة مميزة على الساحة الإعلامية المحلية والعربية والدولية ، وانهم جزء من تنظيم أوسع يشمل كافة المذيعين العرب المنتسبين للشعبة العامة للمذيعين العرب المنبثقة عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

 هشام  الدباغ:  صوت  الثقافة  وذاكرة  الإعلام  العربيوُلد  الإعلامي  د.  هشام  الدباغ  في  مدينة  يافا  –  فلسطين  عام  ...
04/07/2025



هشام الدباغ: صوت الثقافة وذاكرة الإعلام العربي

وُلد الإعلامي د. هشام الدباغ في مدينة يافا – فلسطين عام 1938، وهناك التحق بالمدرسة العامرية الابتدائية. إلا أن نكبة عام 1948 أجبرته مع عائلته على اللجوء، متنقلاً بين نابلس وعمّان، ليستقر أخيرًا في دمشق، حيث أتمّ دراسته الثانوية.

في جامعة دمشق، تابع دراسة الفلسفة، وشهدت تلك المرحلة انطلاقته الفكرية والثقافية الأولى، إذ بدأ يخط لنفسه طريقًا في الإعلام الثقافي، تزامنًا مع انفتاح العالم العربي على الإعلام الحديث بعد الحرب.

عام 1958، أعلنت الإذاعة السورية عن حاجتها إلى مذيعين، فتقدّم الشاب هشام إلى امتحان الصوت واللغة، ونجح. تم ابتعاثه إلى جمهورية مصر العربية، حيث تلقى تدريبًا مهنيًا في فن الإلقاء والإعداد الإذاعي، وعمل لفترة قصيرة في إذاعة صوت العرب الشهيرة، ثم عاد إلى سوريا ليعمل في الإذاعة والتلفزيون السوري لمدة عام.

مع تأسيس التلفزيون الكويتي عام 1961، انتقل هشام الدباغ للعمل فيه، حيث أصبح من أبرز وجوه الشاشة في الستينيات، واستمر في عمله حتى عام 1968. وبدعوة من السلطات الأردنية، عاد لفترة وجيزة إلى عمان للمشاركة في التأسيس المبكر للتلفزيون الأردني، إلا أنه عاد مجددًا إلى الكويت بعد ثلاثة أشهر فقط.

عام 1974، وخلال إعداده لمقابلة خاصة مع الملك الراحل الحسين بن طلال لصالح التلفزيون الكويتي، عرض عليه جلالته العمل في التلفزيون الأردني. وافق الدباغ، وتولى إدارة البرامج الثقافية، حيث استمر حتى عام 1989، مقدّمًا باقة من أبرز وأشهر البرامج، على رأسها:
مجلة التلفزيون
أحداث القرن العشرين
العالم من حولنا
الإبداع والمبدعون
العلم في حياتنا

كما كان من أبرز المعلقين الإخباريين، وذاع صيته لما يتمتع به من صوت رخيم، ولغة عربية سليمة، وثقافة موسوعية.

بعد مغادرته التلفزيون الأردني، عمل هشام الدباغ في عدة مؤسسات إعلامية عربية، منها:
تلفزيون دبي
تلفزيون أبو ظبي
إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية
تلفزيون "سفن ستارز"
إذاعة الجامعة الأردنية
إذاعة هوا عمّان
إذاعة مجمع اللغة العربية الأردني

وقد أعدّ وقدم برنامجًا بارزًا بالتعاون مع مجمع اللغة العربية الأردني بعنوان "لغة العرب".

د. هشام الدباغ لم يكتفِ بالإعلام فقط، بل انخرط في العمل الأكاديمي، حيث درّس الإعلام في جامعة الشارقة لمدة خمس سنوات. كما عمل خبيرًا إعلاميًا مع الأمم المتحدة، وشغل منصب سفير النوايا الحسنة في السودان.

كان الدباغ كاتبًا وأديبًا إلى جانب كونه مذيعًا. من مؤلفاته:
التفسير الصوفي للقرآن الكريم
التلفزيون: أسرار وعجائب
التكوين الثقافي للمذيع
ترويض الشهوات (رواية)
غرام في أمريكا (رواية)
حب بين الأرض والسماء (ديوان شعري)

كما كتب عددًا من القصائد والأبحاث الفكرية، وشارك في صالونات أدبية ومؤتمرات ثقافية في الأردن والوطن العربي.

الشهادات والمؤهلات
دكتوراه في الفلسفة الإسلامية – جامعة البنجاب، باكستان
ماجستير في الفلسفة الإسلامية – نفس الجامعة
ماجستير في التاريخ – جامعة القديس يوسف، بيروت
عضو مؤسس في اتحاد الكتّاب الأردنيين
عضو في مجمع اللغة العربية الأردني
تم تكريمه من قبل منتدى البيت العربي الثقافي في عمّان عام 2021
وُصف بـ**"ابن بطوطة الإعلام"** لموسوعية ثقافته وتنوع مسيرته الإعلامية

في 6 مايو 2024، توفي د. هشام الدباغ في القاهرة بعد صراع مع المرض. وقد نُقل جثمانه إلى عمان وودّعته الأوساط الإعلامية والثقافية بحزن واعتزاز، مستذكرة أثره وصوته الذي لا يُنسى.

لم يكن هشام الدباغ مجرد مذيع. لقد كان فيلسوفًا خلف الميكروفون، ومفكرًا على الشاشة، وشاعرًا في الورق. جمع بين الأصالة والمعاصرة، ونجح في جعل الإعلام وسيلة لتنوير العقل، لا فقط وسيلة لنقل الخبر. ترك إرثًا ثقافيًا وإعلاميًا يستحق أن يُدرّس، وصوتًا سيبقى في ذاكرة كل من سمعه يومًا يقول: "هنا عمّان".

عماد الشبار

03/07/2025

"يريدونني بلا لحم بلا شحم بلا عظمٍ به أقفُ" قصيدة ارتجلها الشاعر الفلسطيني عادل الرمادي بعد نجاته من قصـ.. ـف إسرائيلي طال منزله في #غزة ...

 غازي زعبلاوي: صوت حمل هموم المستمعين وأسس تجربة إذاعية مميزة في الأردنفي ذاكرة الإذاعة الأردنية، تتردد أصوات صنعت حالة ...
03/07/2025



غازي زعبلاوي: صوت حمل هموم المستمعين وأسس تجربة إذاعية مميزة في الأردن

في ذاكرة الإذاعة الأردنية، تتردد أصوات صنعت حالة خاصة من التواصل بين المذيع والمستمع، من بينها صوت غازي زعبلاوي الذي كان له حضور متوازن وجاد في عالم الإذاعة المحلية. منذ التحاقه بإذاعة المملكة، كان غازي صوتاً يُعتمد عليه في نقل الأخبار والتواصل مع الجمهور عبر برامج تتناول همومهم وأفراحهم، في فترة حافلة بالتغيرات والتحديات
دخل غازي زعبلاوي عالم الإذاعة في وقت كانت فيه الوسائل الإعلامية تتطور بشكل متسارع، إذ كان ينتقل بين أدوار متعددة داخل المؤسسة الإذاعية، مقدماً نشرات الأخبار بصوت هادئ وموثوق، يُثير الشعور بالاطمئنان لدى المستمعين. لم يكن دوره مقتصراً على الأخبار فقط، بل امتد ليشمل إعداد وتقديم برامج حوارية وثقافية، حيث فتح المجال للحوار والنقاش مع مختلف فئات الجمهور.

من خلال برنامجه الخاص برسائل المستمعين، كان غازي بمثابة الجسر الذي يربط بين الناس والإذاعة، حيث استمع إلى همومهم، وأعاد توجيه أصواتهم عبر الأثير، ما جعل تلك البرامج تعكس نبض المجتمع الأردني بتنوعه وغناه. وتميز أسلوبه بالاحترافية، حيث كان يجمع بين الوضوح والصوت الدافئ، مما أتاح له بناء علاقة متينة مع المستمعين عبر السنوات.

كان غازي زعبلاوي جزءًا من مجموعة من الإعلاميين الذين عملوا معًا لإضفاء طابع خاص على إذاعة عمان، كل منهم يسهم بأسلوبه واهتماماته، ليشكلوا معًا نسيجًا إذاعيًا مميزًا في تاريخ البلاد. رغم أن أسماء كثيرة تلقت اهتماماً إعلامياً وتوثيقاً أكبر في السنوات الأخيرة، إلا أن غازي بقي صامتًا لكنه حاضراً في ذاكرة من عاشوا فترات كان فيها الصوت الإذاعي هو النافذة الأولى لعالم الأخبار والثقافة.

حمل غازي في صوته هدوءاً يبعث على الثقة، كان دقيقاً في مواعيده ومتقناً في أدائه، صفات جعلته محط احترام زملائه والذين تواصلوا معه طويلاً. كان يحرص دائماً على التطوير الذاتي، والالتزام بالمصداقية، وأحياناً كان يحمل على عاتقه مهمة إيصال صوت من لا صوت لهم، من خلال البرامج التي أدارها والتي كانت تضج بحكايات الناس اليومية.

وفي الوقت الذي شهدت فيه الإذاعة الأردنية تطورات كبيرة مع دخول الوسائط الرقمية، بقي صدى صوت غازي يذكر كجزء من زمن مختلف، زمن كانت فيه كلمة المذيع بمثابة نبض المجتمع. هو صوت لم يتردد فقط في نقل الأخبار، بل حمل بين نبراته قيمة التواصل الإنساني والتفاعل المجتمعي، ما جعله يحتل مكانة خاصة في وجدان المستمعين.

على الرغم من مرور سنوات طويلة على انضمامه للإذاعة، وقلة المعلومات المتداولة عنه في الوقت الحالي، إلا أن الذين استمعوا إلى برامجه يتذكرونه بكل احترام وتقدير، خاصة أولئك الذين عاصروا تلك المرحلة التي كانت فيها الإذاعة جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية. لقد كان غازي زعبلاوي صوتاً حمل مسؤولية كبيرة في بناء صورة إعلامية توصلت إلى الجمهور بحس عالٍ من المسؤولية والإخلاص.

في النهاية، يظل غازي زعبلاوي أحد الأصوات التي شكلت حياة الإذاعة الأردنية، وحافظت على جسر التواصل بين الناس وإعلامهم في فترة من التاريخ لا تنسى. هو مثال على العمل الإعلامي الذي يقوم على الصبر والجدية، ويعكس قدرة الإذاعة على خلق روابط اجتماعية وثقافية عميقة، رغم التحديات والظروف المتغيرة.

عماد الشبار

Address

المملكة الاردنية الهاشمية
عمان

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when جمعية المذيعين الأردنيين posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share