25/10/2025
إن من أصول عقيدة الإسلام أن العبادة حق خالص لله وحده لا يجوز صرف شيء منها لغيره، لا لملك مقرّب ولا لنبي مرسل، قال تعالى:
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]
فجعل الله الاستعانة عبادةً لا تجوز إلا له سبحانه، لأنها تتضمن التوكل والافتقار والخضوع، وهذه معانٍ لا تليق إلا برب العالمين.
⸻
🕋 أولًا: الأدلة من القرآن الكريم
1️⃣ قال الله تعالى:
{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]
أي لا تدعوا غير الله، لا نبيًّا ولا وليًّا ولا ميتًا، فإن الدعاء نوع من الاستعانة والعبادة.
2️⃣ وقال سبحانه:
{وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} [الأحقاف: 5]
وهذا نصّ صريح في ذمّ من يطلب الغوث من الأموات الذين لا يسمعون ولا يقدرون على شيء.
3️⃣ وقال عز وجل:
{وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر: 13]
{إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} [فاطر: 14]
فهؤلاء الأموات لا يملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، فكيف يُطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله؟
⸻
🕌 ثانيًا: الأدلة من السنة النبوية
1️⃣ قال النبي ﷺ:
“إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله”
(رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح)
هذا أصل عظيم من أصول التوحيد، يبيّن أن الاستعانة المطلقة لا تكون إلا بالله.
2️⃣ وكان ﷺ إذا نزل به كرب قال:
“يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث”
(رواه الترمذي)
فلم يستغث بغير الله، لا بنبيٍّ ولا بوليٍّ، وهو سيد الخلق وأعظمهم منزلة عند الله.
⸻
⚖️ ثالثًا: أقوال العلماء
🔹 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“من دعا ميتًا أو استغاث به فقد أشرك شركًا أكبر، لأن ذلك عبادة صرفت لغير الله.”
(مجموع الفتاوى 1/356)
🔹 وقال ابن القيم رحمه الله:
“الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك، كدعاء الأموات والغائبين.”
(مدارج السالكين 1/343)
⸻
🚫 رابعًا: الرد على شبهة (نحن لا نعبدهم بل نتوسل بهم)
الجواب:
الفرق بين التوسل المشروع والاستعانة المحرمة واضح:
• التوسل المشروع: أن تسأل الله بعمل صالح أو بدعاء حيّ صالح.
• أما الاستعانة بالأموات: فهي دعاء لهم وطلب منهم، وهذا شرك أكبر، لأن الميت لا يسمع ولا يملك أن يعينك.
قال تعالى:
{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ} [يونس: 18]
وهذه نفس حجّة المشركين الأوائل.
⸻
💡 الخلاصة:
الاستعانة بالأموات، وطلب الغوث منهم، أو دعاؤهم من دون الله، شرك أكبر مخرج من الملة، ينافي أصل التوحيد الذي بُعثت به الرسل، قال تعالى:
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]
فلنُخلص العبادة لله وحده، ولنجعل حاجاتنا إليه وحده، فهو القريب المجيب، قال تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
⸻
علم الناس التوجه إلى الله واربط قلوبهم به فهو الحى القادر علمهم التوحيد لانك والله ستسأل على ما تفعل
وانا خصيمك أمام الله يوم القيامة
✍️ اللهم اجعلنا من أهل التوحيد الخالص، واحفظ قلوبنا من الشرك صغيره وكبيره، ما علمنا منه وما لم نعلم.
فانية تلك الحياة