
19/08/2025
" كان صيف السنة التاسعة للهجرة لاهبًا حين بدأ الاستعدادُ لغزو الروم فيما سُمّي بغزوة العُسرة، وإنما سُميت بذلك لأنّ الناس كانوا في عُسر وفقر وأوضاعٍ اقتصادية صعبة، وكان في التجهُّز للسفر البعيد كُلفةٌ ومشقّةٌ، ناهيك عمّا وقر في النفوس من التهيُّب والحذر، فقتالُ الروم ليس كقتال غيرهم من الأعداء؛ الروم أهل حضارةٍ وجيوشٍ نظامية مُدرّبةٍ مُحترفةٍ كثيرة العَدد والعُدد والسلاح، يُواليهم ويُؤيدهم كثيرٌ من قبائل العرب بأطراف الجزيرة والشام، تلك القبائل التي كان الروم يكسبون ولاءهم، ويُطوِّعونهم لخدمة دولتهم من خلال إكرام زُعمائهم، وإعطائهم بعض المناصب والأموال والامتيازات، فكانت هذه الامتيازات كفيلةً بتنافس زعماء القبائل على خدمة الروم، وحماية أطراف دولتهم، وبذل المُهج في الدفاع عنها"
من مقال: صدق النية (المقال كاملا في التعليق الأول)
بقلم : أ.د. أحمد محمد القضاة