
03/06/2025
في خضمّ الاضطراب العالمي الذي أعقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، خرج الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بتصريح خطير قال فيه: "هذه الحملة ستكون حملة صليبية طويلة"، ثم تبعه بتصريح آخر لا يقل خطورة: "إما أن تكونوا معنا أو مع الإرهابيين"، وهي كلمات ليست زلّة لسان، بل تجلٍّ صريحٌ للعقيدة السياسية الغربية المتجذّرة في أعماق الوعي الاستعماري، والتي تنظر إلى العالم الإسلامي كخصم حضاري وعقائدي.
فمصطلح "الحملة الصليبية" ليس مجرد تعبير عابر، بل هو استدعاء لذاكرة دموية مليئة بالعدوان على ديار الإسلام والقتل والسلب وتدنيس المقدسات، وهو ما يثبت أن ما يسمى "الحرب على الإرهاب" لم يكن في جوهره إلا حرباً على الإسلام ذاته، عقيدةً وشريعةً وأمةً.
أما ثنائية "إما معنا أو مع الإرهاب"، فهي منطق فرعوني يتلبس قناع الحداثة، يفرض على العالم خيارين بمصطلحات من عندهم، في تكرارٍ لمنطق الطغاة الذين لا يرون إلا رأيهم، لقد كانت تلك التصريحات بمثابة كشف للوجه الحقيقي للهيمنة الغربية، التي توظف شعارات الحرية والديمقراطية لتبرير التدخل والاحتلال والفتك بالأمة الإسلامية.
إنها حرب عقدية وإنْ غُلّفت بألفاظ سياسية، وإن من واجب الأمة أن تدرك ذلك، فتتوحد كلمتها، وتفيق من غفلتها، وتعدّ ما استطاعت من قوة لمواجهة مشروع استعماري صليبي حديث، يعيد رسم خريطة المنطقة بدماء أبنائها، وأشلاء شعوبها، لصالح صهاينة الداخل ومحتلي الخارج، وإنه ما لم تنهض الأمة بشعوبها وعلمائها وقادتها لردّ هذا العدوان، فإنها ستبقى لقمة سائغة في أفواه الذئاب المتحضّرة.
#الاسلام
#الصلاة
#سوريا
#عسكري
#اخبار