
23/04/2025
موجة غضب إسرائيلية ضد البابا فرنسيس بسبب مواقفه من غزة!
في صباحٍ رماديٍّ من نيسان، وقبيل جنازة البابا فرنسيس المقررة في السادس والعشرين من الشهر، انطلقت عاصفة من التصريحات الغاضبة من قلب تل أبيب، محمّلة برسائل توبيخ وانتقاد لاذع ضد الحبر الأعظم، الذي لطالما وُصف بصوت الضمير الإنساني في هذا العالم المضطرب.
لم يكن رحيل البابا حدثًا كنسيًا فقط، بل تحوّل إلى ساحة جدل سياسيّ ودينيّ، بعد أن اتهمه دبلوماسيون إسرائيليون بأنه "منحاز"، و"مثير لمشاعر العداء"، فقط لأنه نطق بكلماتٍ تعاطفية مع أطفال غزة، وتحدّث عن الجوع والمعاناة والموت تحت القصف.
في مشهد حمل طابعًا دراماتيكيًا، ظهر السفير الإسرائيلي السابق لدى إيطاليا، درور إيدار، في تصريحات نارية لصحيفة "معاريف" العبرية، قائلًا إن مشاركة إسرائيل الرسمية في جنازة البابا ستكون "إهانة لكرامة الدولة". وتابع قائلاً: "لقد ركّز على الأطفال الفلسطينيين، متجاهلًا صواريخ حماس ومعاناة الإسرائيليين... هذه ليست محبة، هذا انحياز".
ثم، وبين سطور الهجوم، شبّه إيدار البابا الراحل بواحد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في تاريخ الكنيسة، البابا بيوس الثاني عشر، والذي واجه انتقادات مماثلة لصمته خلال المحرقة. "فرنسيس لا يقل عنه في معاداته للسامية"، قالها السفير، وكأنّه يضع خاتمة سياسية لحياةٍ روحية امتدت لأكثر من عقد.
لكن في الضفة الأخرى من هذا المشهد، وعلى الطرف الآخر من البحر، كانت القلوب الفلسطينية والعربية تنبض بالامتنان. فقد رأى فيه الكثيرون، ليس بابا الفاتيكان فحسب، بل وجهاً إنسانيًّا يعكس شجاعةً نادرة في زمن صمتت فيه أصوات كثيرة. شكره الرئيس محمود عباس بحرارة، وأشادت به حركة حماس، واعتبرته جامعة الدول العربية "صوتًا أخلاقيًا يذكّر العالم بأن في غزة بشرًا يستحقون الحياة".
وفي خطابه الأخير، الذي لا يزال صداه يتردّد، قال البابا فرنسيس من على شرفة القديس بطرس: "شعب غزة يتضوّر جوعًا ويتوق إلى سلام... أوقفوا الحرب، افتحوا الطرق أمام الغذاء، لا تتركوا الأطفال فريسةً للدمار".
وهكذا، في حياةٍ امتلأت بالمواقف، ووداعٍ لم يخلُ من الجدل، يظل البابا فرنسيس حاضراً في ذاكرة العالم، كما كان دائمًا: الصوت الذي لا يخاف، حتى وإن صرخ في وجه الجدران الصمّاء. #فاتيكان