28/08/2025
من إنسان نياندرتال إلى الهوبيت هل يمكن أن تكون أساطير الجان و العمالقة ذكريات مشوهة عن أنواع حقيقية عشنا بجانبها ذات يوم؟
على مدار معظم تاريخ البشرية روي قصصا عن آخرين عاشوا جنيات في تلال خفية و عمالقة في الجبال و رجال متوحشين في الغابات و قزمات يسرقن الطعام و يقلدن أصواتنا نسميها اليوم أساطير و لكن ماذا لو كانت هذه الحكايات أصداء لشيء حقيقي؟ ماذا لو كانت تبقي ذكريات باهتة عن سلالات بشرية أخرى سارت معنا على الأرض؟
هذا ليس مجرد تكهنات خيالية على مدى العقود القليلة الماضية غير علم الآثار و علم الوراثة فهمنا لأصول الإنسان نعلم الآن أن الإنسان العاقل لم يكن النوع الوحيد من البشر فقد تداخل معنا ما لا يقل عن ستة أنواع: إنسان نياندرتال و إنسان دينيسوفا و إنسان فلوريس أو الهوبيت و إنسان ناليدي و ربما أنواع أخرى لم تحدد هويتها بعد عاش بعضها حتى وقت قريب بشكل مثير للقلق ضمن نطاق التراث الشفهي.
1. إيبو جوجو من فلوريس:
تروي أسطورة محلية من جزيرة فلوريس الإندونيسية قصة إيبو غوغو و هي كائنات صغيرة كثيفة الشعر تعيش في الكهوف قادرة على تقليد الكلام و سرقة الطعام و من اللافت للنظر إكتشاف إنسان فلوريس في المنطقة نفسها و هو نوع من أشباه البشر الصغار عاش حتى وقت قريب نسبيا و قد جادل عالم الأنثروبولوجيا غريغوري فورث بأن هذه الأساطير قد تكون مستمدة من لقاءات حقيقية.
2. الترولز الشماليون و النياندرتال:
تتحدث الأساطير الإسكندنافية عن العفاريت كائنات وحشية تسكن الكهوف و تجوب الجبال و يشير بعض الباحثين إلى أن هذه قد تكون ذكريات مشوهة عن إنسان نياندرتال الذي كان أقصر و أكثر بدانة و أقوى من البشر المعاصرين.
3. رجال البرية في سيبيريا و آسيا الوسطى:
لا تزال أساطير ألماس أو تشوتشونيا رجال متوحشون كثيفو الشعر في غابات سيبيريا و منغوليا مستمرة حتى العصر الحديث عاش إنسان دينيسوفا في تلك المنطقة و ترك آثارا لحمضه النووي في السكان المعاصرين فهل تمثل هذه الأساطير أصداءً ثقافية لوجودهم؟
تفسر هذه النظرية سبب شيوع أساطير الجان و للأقزام و العمالقة و الساحرات ربما تكون ذكرى قديمة للبشرية عن التعايش مع البشر الآخرين ربما كان جان تولكين يتلاشى في الغرب و العمالقة يختبئون في الجبال صدىً لشيء أقدم: زمن لم نكن فيه وحدنا.