Strategya - استراتيجيا

Strategya - استراتيجيا مكتب دراسات و احصاءات و نشر



Stud

28/02/2025
بقلم مروان الايوبيكان لابد للشهيد السيد حسن نصرالله ان يتوجه بخطاب أخير الى جمهوره الواسع الذي حضر مراسم تشييعه و أولئك ...
24/02/2025

بقلم مروان الايوبي

كان لابد للشهيد السيد حسن نصرالله ان يتوجه بخطاب أخير الى جمهوره الواسع الذي حضر مراسم تشييعه و أولئك الذين لم يشاركوا لبنانيين, عربا و أجانب, كما الى القوى السياسية محليا و الى الدول الشقيقة و الصديقة و العدوة.
موكب التشييع المهيب كان لب الخطاب.. جوهره أن الحزب لم و لن ينتهي بغض النظر عن الهزيمة التي مني بها الحزب في حربه الأخيرة و إن كانت بالنسبة اليه خسائر يمكن للحزب تخطيها؟! و فيه أيضا ان الحزب تخطى بعلاقته محور الممانعة الذي حوصر بسقوط نظام الأسد في سورية إن لم نقل ان هذا المحور انتهى نهائيا.. أعلن الحزب انتماؤه إلى محور أممي يضم قوى المقاومة بكل أشكالها ضد الهيمنة الأمريكية على العالم.. وفود كبيرة أتت من دول المحور خصوصا من اليمن و العراق و وفود رمزية من قوى معارضة من الدول العربية و أفريقيا و أمريكا اللاتينية و الجنوبية. والحزب هنا يحاول توسيع دائرة حمايته من الاستهدافات التي يتعرض لها من العدو الصهيوني و قوى النظام الغربي و حلفائه.
المشهد بكل هيبته عابه تفاصيل صغيرة لكنها كبيرة في معناها.. إذ غاب التنوع السياسي و الطائفي على المستوى الوطني فيما حضر التنوع في حضور الوفود العربية و الدولية.. غابت قوى سياسية محلية ومنهم حلفاء و أبواق تبدلت أحوالهم فعابهم الغياب بقدر ما أصاب حزب الله في خياراته و انحيازاته. غاب أيضا العلم اللبناني فيما حضرت أعلام إيران و العراق و اليمن و ارتفعت الرايات الحزبية بألوانها. بادرة متميزة عبّر عنها حضور النائب أسامة سعد إبن البيت المقاوم الذي حاصره حزب الله منذ إنتفاضة 17 تشرين إلى انتخابات 2022.. هذا الحضور يسجل لسعد صاحب الموقف المبدئي و لابد أن يصيب الحزب بعيب تحالفاته و محاولاته بإملاء ما يريد على القوى القومية الحية فخسر بذلك الصادقين في مواقفهم و كسب حفنة من المنافقين و المنتفعين.
مشهد التشييع و دقة التنظيم عبرتا عن حضور حزب الله القوي داخل بيئته و عن قدرته التنظيمية و تعافيها بعد سلسلة الضربات التي تعرض لها و هذه رسالة أخرى من خطاب الوداع.
الجزء الثاني من خطاب الشهيد نصرالله كان كلام الأمين العام الشيخ نعيم قاسم.. ظاهره إيجابي لكن لغته تستبطن التأويل..
أعلن قاسم أن الاتفاق على الهدنة نقطة قوة للحزب في توقيتها نظرا لعدم التناسب في القدرات العسكرية للحزب مع العدو, وبعيدا عن السجال مع حزب الله حول كل السرديات التي أطلقها خلال سنوات و في حرب الإسناد ثم الحرب على لبنان فإن قوله يفيد بموافقة الحزب قبل حكومة تصريف الأعمال على قرار الهدنة بكل ما فيها من ثغرات تسمح للعدو باستباحة لبنان و العدوان على مناطق و أفراد و منشآت مدنية و عسكرية للحزب وبالتالي فإن مسؤولية منع التمادي الإسرائيلي تقع على عاتق من وافق أولا ثم على عاتق الدولة التي لم تملك قرار الحرب.
ثانيا: أعلن الشيخ قاسم أن المقاومة باقية دون تحديد لأوصاف هذه المقاومة و آلياتها ثقافيا, مدنيا, فكريا و عسكريا و ترك الباب مواربا لاستخدام المقاومة "بعتادها" دون تحديد لهذا العتاد و في الوقت المناسب؟ وهذا تجاوز لما جاء لاحقا حول مسؤولية الدولة في تحرير الأرض المحتلة.
ثالثا: تحدث عن تحرير النقاط الخمس و لم يأت على ذكر مزارع شبعا.. فهل هذا تراجع في سياساته للتحرير أو أبعد من ذلك و هل إغفال شبعا تكتيك في اللحظة الراهنة ليعاد استخدامها ذريعة بعد تطبيق اتفاق الهدنة مع العدو كاملا.
رابعا: توجه إلى دعاة السيادة بعدم رؤيتهم لتضحيات شباب الحزب في مقاومة الدبابات أو مساهمة الثنائي الشيعي في إنتخاب رئيس للجمهورية و تسهيل تأليف حكومة العهد الأولى.. فهل هذا التوجه كان بريئا يهدف إلى فتح قنوات حوار مع القوى السياسية المعارضة لنهجه أو الإنتقاص من دور القوى السيادية في دعم خياراته التي يتخذها منفردا.. ثم الم يمتنع الثنائي الشيعي عن إنتخاب الرئيس جوزاف عون في الجلسة الأولى كرسالة أن انتظام المؤسسات الدستورية يمر حكما بقرار الثنائي. كما يبقى السؤال عن تسهيل تأليف الحكومة فهل غياب رئيس المجلس النيابي عن استقبال رئيس الحكومة المكلف في المجلس و امتناع الثنائي عن الاستشارات و التمسك بوزارة المالية و تسمية وزراء الطائفة الشيعية يدل على التسهيل أم الحفاظ على المحاصصة و بطريقة فجّة؟!
خامسا: أعلن قاسم مشاركة الحزب في بناء الدولة القوية تحت سقف الطائف وفق برنامج أولويات حدده بتحرير النقاط الخمس و إعادة الإعمار و الترميم و إقرار خطة الإنقاذ و الحرص على الوحدة الوطنية.. و أودّ سؤال الشيخ قاسم عن تعريفه للدولة القوية و كيف تكون حين يحتفظ بحق المقاومة و سلاحها و ضمن أية إستراتيجيات أو رؤية سياسية وهو يدرك أن الاتفاق على تنفيذ القرار 1701 بكامل مندرجاته يقضي ان لا سلاح خارج الدولة و خارج القوى العسكرية الشرعية.. وهو بعد ذلك حدد ثلاث نقاط بدءا بالتحرير و هو يدرك أن الحكومة لا تستطيع ذلك إلا بالحركة الدبلوماسية النشطة, إنما في مواجهة عدو صلف و همجي لا يلتزم بأية قرارات دولية تصدر عن الأمم المتحدة أو مجلس الأمن.. ناهيك عن مسؤولية الدولة في إعادة الإعمار و الترميم, و رغم المسؤولية الأخلاقية للدولة فإن الدولة لم تكن مسؤولة عن قرار الحرب ثم إن الإعمار و الترميم في دولة مفلسة يلزمه هبات و مساعدات من الدول العربية الشقيقة و الصديقة و الحزب منفك على مدار سنوات بتهديد هذه الدول بأمنها و استقرارها عدا أن المساعدات العربية و الدوليةترتبط بنزع السلاح و خطوات إصلاحية في بنية الدولة و مؤسساتها ..و هل المطلوب من الدولة الإيفاء بوعود الحزب بإعادة الإعمار "بأحلى مما كان" فيصبح طرفا يدمر و يوعد و يطلب من طرف آخر أن يعيد بناء نتائج حروبه.
أخيرا و ليس آخراً, فهل الحرص على الوحدة الوطنية هو بالمسيرات التي انطلقت الى مناطق مختلفة تهتف شيعة.. شيعة.. و هل الوحدة الوطنية ترتكز على خطاب التخوين ضد كل من انتقد او رفض انخراط الحزب في حرب الاسناد؟!
الوحدة الوطنية تتطلب خطاباً وطنياً جامعاً و تعاون مبني على الإنفتاح و الثقة و القبول بالآخر.. اليوم حزب الله و الطائفة الشيعية هما أحوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية التي تصون مستقبلهم في لبنان و هذا يتطلب التّخلي عن سردية المظلومية التي يتعرض لها الشيعة لأن هذه المظلومية أصابت الآخرين الذين لا يملكون إلا سلاح الكلمة و الموقف.. و الحزب مدعو إلى الإبتعاد عن السياسة الإيرانية التي دفع فيها أثماناً باهظة من حياة قياداته و مقاوميه الأبطال على طاولة المفاوضات الإيرانية الأمريكية.. و للحقيقة فإن الحزب لا يمكنه ذلك منذ افتتح تشييع الوداع للشهيد نصرالله بكلمة السيد علي خامنئي و هذا يدل أن ارتباط الحزب بإيران فوق أي اعتبار وطني و كل اعتبار عربي.
الوحدة الوطنية و انتمائكم السليم لهويتكم العربية أولا هو ما يحمي شيعة لبنان فهم جزء أساسي من النسيج الوطني اللبناني إذا ما ارتضوا أن يكون لبنان أولا بكل تلاوينه و فئاته.
كان يكفي للشهيد حسن نصرالله خطاب المشهد بتجلياته و حشوده دون التباسات الخطاب المتكرر.

إنها الحرب ... قد تثقل القلب نعم،وإنها الحرب بتضحياتها وآلامها .. بالإثمان التي ندفعها دماً وعمراناً واقتصاداً .. شهداء ...
17/02/2025

إنها الحرب ... قد تثقل القلب نعم،
وإنها الحرب بتضحياتها وآلامها .. بالإثمان التي ندفعها دماً وعمراناً واقتصاداً .. شهداء وجرحى وأشلاؤنا المبعثرة فوق تراب وطن لم يزل بالنسبة إلينا حلماً.
وها نحن قبلنا بوقف للنار التي لم تتوقف، هدنة لا نعرف عنها إلا عنوانها.. فيما استباحة الأرض والسماء والبحر من العدو مستمرة على قدم وساق .. والأمر الغريب أن الهدنة تتمدد من طرف عدو يطغى وطرف لبناني يخضع..
لكن الأغرب أن خطاب حزب الله يتحدث عن النصر ويردف خطابه بالرد على الخروقات إنما في الوقت المناسب!!
والوقت اليوم ليس مناسباً للرد بالتأكيد .. فالحزب منهك وقدراته العسكرية تقلصت إلى حدٍّ كبير وقياداته العسكرية شهداء دون الحديث عن استشهاد أمينه العام ورمزه السيد حسن نصر الله وبعده خليفته السيد هاشم صفي الدين.
الوقت ليس مناسباً للرد.. فما زلنا ننتشل جثامين الشهداء وأشلاؤهم الممزوجة بتراب الأرض وصخرها وشجرها .. ولا تزال قرى الخط الأمامي تحت الإحتلال الذي يعلن بقاؤه فيها إلى وقته المناسب..
لكن الوقت أكثر من مناسب للحزب لمراجعة نقدية شاملة تتناول إدارتيه السياسية والعسكرية للحرب، لإعلامه وابواقه الأصيلة منه أو تلك المأجورة التي انقلبت سريعاً حتى وصل الأمر بالبعض منهم إلى المطالبة بالتطبيع مع العدو..
مراجعة لبنيته.. لقدراته وإمكانياته العسكرية .. للوسائط التكنولوجيه المعتمدة لديه... للخروقات الأمنية الفادحة داخله وفي بيئته الحاضنة..
والمراجعة ضرورية لايديولوجيته الدينية التي تتجاوز حدود وطنيته..لعلاقته العضوية مع إيران ونظام الملالي فيها التي تقفز فوق عروبة لبنان وشعبه والحزب بعض هذا الشعب إلا إذا أصر على إنكار هويته..
حان الوقت لوقف خطاب النصر فهذه المكابرة باتت خطاباً موجهاً إلى الداخل اللبناني إلى البيئة الحاضنة لشد عصبها وهذا مفهوم لكن هتاف شيعة شيعة في مناطق خارج البيئة وبالإعلام الصفراء أقرب إلى رسالة ترهيب إلى التنوع القائم في البلد .. ولا ينفع التبرؤ منها فالرسالة وصلت لكن الجواب عليها ظل حبيساً داخل النفوس وإن طفا على السطح بعض الإنتقادات القاسية والمطلوبة.
بات على حزب الله مصارحة جمهوره فالإعتراف بالهزيمة ليس نهاية التاريخ ونضال الشعوب لا يتوقف عند غاية فالشعوب تنهض دائماً بعد كل كبوة وعلى جمهور الحزب أن يتقبل نتائج هذه الحرب بخلاصاتها المدمرة للحزب وللبنان وهذا درس التاريخ الذي علينا أن نتعلمه..
اغتيال القادة ليس نصراً، واحتلال قرى الخط الأمامي ليس نصراً، وتدمير القرى والبنى التحتية ليس نصراً..
وآلاف الشهداء مقاومين ومدنيين ليس نصراً .. والصمود ليس نصراً واستجداء وقف النار ليس بالتأكيد نصراً وأخيراً وليس آخراً ليس خطاب التخوين نصراً،
على الحزب الإعتراف أن القرار 1701 في نسخته الأولى حافظ على السيادة اللبنانية وإن هذا القرار في نسخته الجديدة أكثر سوءاً بتداعياته.. لجنة دولية برئاسة جنزال أميركي وهو شريك العدو في عدوانه حسب نص الحزب. وحدودنا مستباحه بحرية العمل للعدو .. وتمديد الهدنة وفق مصالحة وأهدافه ..
وعلى الحزب الإعتراف بأن الهدنة ورقة تفاهم أميركية إسرائيلية وافق عليها المفاوض اللبناني "الأخ الأكبر للحزب" وهو بالتأكيد وقف عند رأي الحزب وقراره في حين كانت حكومة تصريف الأعمال مجرد ستارة دستورية لإعلان الهدنة.
خطاب الحزب يرتكز على مطالبة الحكومة والدولة اللبنانية بأن تتحمل مسؤولية قراره بالحرب في وقف الإستباحة التي إباحتها الهدنة وإعادة إعمار ما هدمته الحرب .. متذرعاً بأن الإدارة الأميركية تمنع إيران من تمويل إعادة الإعمار وهذا بعض الحقيقة. لكن استخدامها وبوتيرة متصاعدة تهدف إلى وصل ما انقطع بين بيئته الحاضنة وولاية الفقيه التي تضررت بعد اغتيال السيد نصر الله دون أي ردّ فعل من إيران على هذه الضربة القاصمة لمحور الممانعة.
فيما تشير كل الدلائل أن إيران لا ولن تتمكن من تمويل إعادة الإعمار " بأفضل مما كان" لواقعها الإقتصادي والمالي أولاً وبعد ذلك للظروف السياسية والعسكرية في ظل هيمنة أميركية إسرائيلية على المنطقة ..
وتوالت فصول الهزيمة بسقوط نظام الأسد في سوريا " بات الحزب محاصراً من عدوين .. عدو تاريخي همجي صنعه الغرب الإستعماري في المنطقة وعدو صنعه الحزب حين انحاز لنظام استبدادي في مواجهة شعبه . وفي سورية تغولت سياسة المصالح على حساب السردية التاريخية لمظلومية الحسين.. في سورية وقف الحزب مع الظلم ضد حرية الشعب السوري .. فكان أن سقط النظام وبات الشعب السوري ضد الحزب .. دون العودة إلى ارتكابات الحزب في سورية أو إنكشافه الأخير أمام إسرائيل وكل الجيوش التي احتلت أجزاء فيها.
بدأ الحزب حرب الإسناد، لكنه ظل يقرأ في كتاب المفاوضات الإيرانية الإميركية فأفضت الحرب إلى هيمنة أميركية إسرائيلية على المنطقة برمتها بتنا اليوم أمام خطر التغيير الجيوسياسي الذي يطال كل الدول العربية ويهدد الوجود الفلسطيني في فلسطين وليس في غزة وحدها..
فهل يملك الحزب شجاعة الإعتراف بما افضت إليه مغامراته حين استطالت الدويلة على الدولة .. وهل يتمكن الحزب من نقد تجربته ليعود حزباً لبنانياً لنحضن معاً جبهتنا الداخلية في مواجهة العصف الآتي مع جنون ترامب وتطرف نتنياهو وحكومته.
كان للبنانيين أن يمروا بآخر تجاربهم المريرة في محاولة فئة منهم الإستقواء على باقي اللبنانيين وإن كانت هذه التجربة الأخيرة هي الأكثر فداحة والأخطر على مستقبل لبنان والمنطقة فإننا أحوج ما نكون إلى العودة إلى منطق الدولة والمواطنة .. إلى دولة القانون والعدل .
لأن المهمة الأقسى اليوم هي الحفاظ على حدود إتفاقية سايكس-بيكو .. وهي مهمة وطنية بفعل الوقائع التي تفرضها متغيرات الحروب على المنطقة وفي داخلها.

16/12/2024

الطائفة السنية.. مقدمة حوار

يتبدى في المشهد اللبناني عمق الأزمة السياسية و الإقتصادية و المالية و الإجتماعية التي يعاني منها الشعب اللبناني فضلا عن الحرب التي تفجرت منذ 8 أكتوبر 2023 و تداعياتها الكبرى على مجمل الواقع السياسي و الإجتماعي.
هذة الأزمة الوطنية في واقعها السياسي انعكست بأشكال مختلفة على مختلف المجموعات اللبنانية التي رفعت شعار المظلومية طوائف و مذاهب و فئات و أحزاب...
هذه المظلومية النسبية تبدو اكثر وضوحا و اعلى صوتا عند الطائفة السنية لإعتبارات عديدة إهمها:

1. اعلاء زعامة احادية للطائفة منذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري رغم ما يطلق عليه نتؤات سياسية غلب عليها الطابع المناطقي..

2. انكفاء هذه الزعامة عن العمل السياسي في لحظة الإنهيار الاقتصادي و المالي..

3. سبب هذا الإنكفاء و تردي الإدارة السياسية لهذه الزعامة المفترضة "بدايةً بإنتخاب ميشال عون ثم قانون الإنتخاب الصادر في 2017, علماً ان سعد الحريري الذي شهد تياره السياسي تراجعا حاداً تمكن من استعادة بعض جمهوره بعد احتجازه في السعودية و اعادة تشكيل صورته "ضحية بريئة" امام تحولات اقليمية كبرى.

4. رغم شرعية الانتخابات النيابية في أيار 2022 و المشاركة السنية المعتادة فإن النواب السنة في المجلس لم يتمكنوا من تشكيل كتلة نيابية وازنة ثم ان ظروف لبنان المالية و الإقتصادية لم تمكن هؤلاء النواب من التعبير عن وزن سياسي قادر على ابراز اتجاه او تقديم مشروع سياسي او خلق بيئة حاضنة متفاعلة تتمكن من فرض بعض شروطها على الإستحقاقات او مشاريع قوانين تتصل بقضايا الناس.

من هنا فإن الطائفة التي باتت تشعر بتهديد يتصل بوجودها ووزنها كمكون أساسي في تأسيس لبنان و تنظر بقلق الى التغيير الديمغرافي الذي يلحق بمناطقها خصوصا في بيروت العاصمة دوراً اكثر منها مركزاً, ترى في نواب المجلس الحالي تشابهاً في الأدوار رغم اختلاف الأسماء.
لذا فإن العمل المتوجب خلق حالة سياسية عبر التفاعل مع مختلف شرائح المجتمع البيروتي أولاً لإبراز بيئة حاضنة ووازنة بإتجاه تأسيس حزب وطني قادر على الإستقطاب من مختلف المناطق و البيئات بغض النظر عن قاعدته الأساس المكونة من الطائفة السنية بإعتبارها رافعة وطنية و ليست "طائفة مغلقة"

بقلم مروان الأيوبي

🔺 *أنطوان سعادة يستضيف مدير مركز "استراتيجيا للدراسات"  مروان الأيوبي في حوار سياسي عميق وعتب من القلب في برنامج "كلام ي...
19/11/2024

🔺 *أنطوان سعادة يستضيف مدير مركز "استراتيجيا للدراسات" مروان الأيوبي في حوار سياسي عميق وعتب من القلب في برنامج "كلام يوصل" عبر قناة "أخبار البلد".*
https://youtu.be/p53YjyRb1ys?si=RrJUdRNMoR-kkS-5

____________________

تابعوا *"أخبار البلد"* عبر الواتسآب على الرابط التالي:
*https://chat.whatsapp.com/HIxUoFXLKfEDt2PReO0VQR*

مدير مركز "استراتيجيا للدراسات" مروان الأيوبي ضيف أنطوان سعادة في برنامج "كلام يوصل" عبر قناة "أخبار البلد" وهذا بعض ما جاء في اللقاء:- تسمين الحزب وتكبيره ف...

18/08/2024

بقلم مروان الأيوبي

7 أكتوبر

كان لنا أن نفرح، للمرة الأولى سقطت هيبة الجيش الإسرائيلي بشكل دراماتيكي. إنهيار في قيادة الجنوب وارتباك على مستوى القياديتين السياسية والعسكرية.
المشهد الذي تبدى أمام العالم، كان لشباب لم يدرسوا في مدارس عسكرية ولم يتخرجوا من كليات حربية، جُلّهم نبت من الأرض التي سقتها دماء أجدادهم، آباؤهم والأمهات. حفروا في الأرض عميقاً بحيث غابوا عن السمع والبصر، ثم أشرقوا كما الشمس تماماً في عصف قتالي لم نألفه.
استولوا على الدبابات والآليات، اقتحموا المواقع والمهاجع قاتلوا عدوهم فقتلوه، وأسروا جنده. كان وعد من الله حق.
طوفان الأقصى لبست حرباً يتحقق فيها نصر مبين، قيمتها انها أعادت السردية الفلسطينية إلى العالم، قدّمت فلسطين قضية احتلال ونضال شعب. فلسطين الضحية والمناضلة في آنٍ معاً.
في الأيام الأولى حاول الصهاينة استعادة الهولوكست ثانية وكادوا أن ينجحوا. لكن عطشهم للدم الفلسطيني ولأي دم قادهم إلى مجازر ومجازر.
لم يستثنوا مستشفى أو مدرسة، مسجداً أو كنيسة، شيخاً، امرأة أو طفلاً، قرروا أن الفلسطينيين ليسوا بشراً.
لكن الفلسطيني، بصورته الأولى والأبهر الذي نفخ الله فيه من روحه، علّم الإنسان ما لم يعلم عن معنى الإنسانية في وجه عدو غاشم، أعطى أسراه دفء أرضه، وحلاوة نبته، ورحابة بحره المنفتح على العالم، قال ان الدم سينتصر على البندقية وخاطب كل المتجمهرين أمام شاشات التلفزة بأنه باقٍ كجذر عميق في الأرض، أشلاؤه المبعثرة على جدران بيوته الصغيرة وفوق تراب وطنه لا بد أن تُزهر حرية. أعطى للنضال معنى آخر، وقال ان النصر عمل، والعمل فِكر وإيمان وهكذا يبدأ كل شيء بالإنسان.
أيّ إنسان هذا الفلسطيني؟! الذي يجعل من دمه نهراً يروي الأرض العطشى، أو بحراً يحمل الناس إلى الأفق البعيد، إلى حيث تحلِّق الروح متحررة من كل قيد.
هذا الفلسطيني أيقظ ضمير العالم، أربك عقوله، عرّى قِيَمه بحيث بدت افتراضية وأوهام يتخفى وراءها إبليس الكامن خلف ستارة الحرية والمساواة والديمقراطية.
كم اتّسعت الأرض لصرخات الذين تظاهروا دعماً لفلسطين، لحقّها في الحرية وحق شعبها في دولته، ضاقت شوارع العواصم والمدن الغربية باتساع مشروعية النضال الفلسطيني كما ضاق النظام الغربي كله من اتساع قاعدة المشروع، لكنها مع ذلك تشبه صرخات في الهواء الطلق، تأثيرها الطفيف في بعض مجريات السياسة الغربية يتم قضمه بابتكار عنصرية كمنت وتمظهرت بخفوت أحياناً لكنها كشّرت عن أنيابها بقوة حتى في وجه مواطنيها الذين عابهم صمت الحملان عن الغيلان التي أمعنت في حرب إبادة يشاهدها العالم أمام عينيه. لكن الرهان سيبقى على أولئك الشباب الذين إذا ما راكموا في حراكهم أن يشهدوا أو نشهد معهم نظام عالمي أكثر عدلاً لحساب الأنسنة على حساب المصالح.
ماذا فعلت حرب الإبادة فينا؟!
مع كل شهيد كانت تتضاءل البسمة، ومع كل مجزرة يتلاشى الفرح بفعل الوجع الذي يحفر عميقاً في القلوب، حتى كدنا ندمن رؤية الدم والأشلاء.
أغرب ما نعيش هو ذلك الإحساس بالعجز المتفشي فينا، عرب ومسلمون، أعجز من تنظيم مظاهرة وأعجز كثيراً من محاصرة قصر جمهوري، أو قصر ملكي، أو سرايا حكومة.. خوف كل هؤلاء الحكام المتربعين على العروش من فعل نصرٍ يخطه الشعب الفلسطيني كنموذج لمواجهة كل استبداد..
لكن ما سر خوفنا نحن؟!
إنه الخوف من الحرية، لكأننا أدمنّا سجننا الكبير مذاهبنا هي بيوتنا الآمنة، وساستنا آلهة نقدم لهم حياتنا قرابين. لم تعد تضحياتنا فداء للوطن أو الكرامة والتحرر. بقدر ما هي فداء للزعيم ولأي زعيم، هو الذي يمنحنا صك البراءة لندخل في جنته على الأرض أو جنة الله في السماء.
وماذا عن جبهات الإسناد والمشاغلة؟!
الفارق بين وحدة الساحات وجبهات الإسناد كالفالق الزلزالي، في الأولى انغماس كلي في الأهداف والحرب، والثانية مواجهات متنقلة تُشاغل لمنع العدو من تحقيق أهدافه، هنا سقطت كل الشعارات عن إزالة إسرائيل وإنهاء الاحتلال بسبعة دقائق ونصف أو أكثر قليلاً. هنا تبدلنا من التحرير بالقوة إلى زوال إسرائيل بانفجارها من الداخل، هي إلى زوال حتمي بفعل ذاتي لا بقدرة رجال الله في المقاومة.
افترضنا ان الشيطان الأصغر سيفجر نفسه، وإن الشيطان الأكبر أميركا سترى ربيبتها تنتحر، لكن غزة كشفت أن الشيطان الأكبر هو إسرائيل وأن كل شياطين العالم تسعى لاهثة لحمايتها والدفاع عنها بل وإعلان الحرب على كل مَن يعاديها أو يستهدفها، اكتشافاتنا المتأخرة قادتنا إلى قناعة مُستجدة بأن موتها بطيء وذاتي!!
ورغم ذلك فإن جبهات الإسناد وبعيداً عن تشقق الأهداف أدّت وظيفتها كاملة في الأشهر الأولى للحرب على غزة وعلى كل فلسطين، إشغال للعدو وانتهاك مستمر لهيبة جيشه وتهجير مستوطنيه من مستوطنات ومستعمرات الشمال عدا عن شبه حصار اقتصادي بفعل اليمن الذي أقفل إلى حدٍّ كبير البحر الأحمر وبحر العرب.
قيمة هذا الإسناد كانت الضغط على الكيان وإبراز تهديدات جدّية بفتح أكثر من جبهة في فترة ارتباك وتضعضع جيشه وبالتالي الذهاب إلى تسوية ما توقف المجازر وحرب الإبادة
وتُخرج حماس وقوى المقاومة منتصرة بما تبقى وبغض النظر عن الخسائر البشرية والمادية.
هناك وضعنا العدو الصهيوني أمام مأزق الحرب الواسعة او القبول بتسوية تعيد له أسراه وتمنع سقوط حكومة نتنياهو أمام الضغط الداخلي، لكن هذا العدو المتعطّش للثأر والانتقام هذا اليميني المتطرّف بلا أية ضوابط، استفاد من حشد النظام الغربي كله وراءه. تذاكى على حلفائه وعلينا، لعب على عامل الوقت وفهم الفارق بين وحدة الساحات ومفهوم الاسناد، كشف عوراتنا بأننا غير قادرين على الحرب الواسعة ولا مصلحة لنا فيها لأسباب تتصل بالداخل ولمصالح بعض قوى الخارج. بتنا نحن في مأزق، لا نملك تصوّراً للأيام القادمة ولا ندرك إلى أين مسير خطواتنا. غزة لم تعد غزة، والضفة الغربية منهكة كسلطتها ومنتهكة من جموع وجموح المستوطنين.
بات حلّ الدولتين مستحيلاً، وبات دمنا مدراراً بشكل يومي دون أي تحرُّك سياسي على مستوى الإقليم أو شعبي على مستوى المنطقة والعالم. غزة وحيدة متروكة فقط لصمود شعبها وزنود شبابها الذين لا يملكون إلا الموت، فلنمت ونحن نقاتل، لا بفعل القصف الذي يطال الأرض والشجر والخيام والهواء والسماء.
الان لم تعد المشاغلة مُجدية ولا وقف النار، أدركَ العدو خوفنا فاستباحنا، يناور ويناور ويضحك في سره علينا، أخذنا إلى حيث يريد وبقينا نحن خارج أسوار الحصار والموت نتغنى بالشعارات.
سابقاً تعلمنا أن الجغرافيا ثابتة والتاريخ متحرك، أما اليوم فان الفلسطيني يُعلِّمنا أن التاريخ ثابت، لأنه هو من يمنح الأرض هويتها، ثقافتها، تقاليدها، هو الفلسطيني الذي يزرعها ويبنيها، وهو الفلسطيني الذي يصنع قدره بدمه لابحد السيف، بروحه التوّاقة إلى حريته، وبإرادته التي لا تلين في مواجهة الشيطان الأكبر.

مشاركتي في حوار مع الاذاعة الجزائرية عن العدوان على غزة ولبنان
30/07/2024

مشاركتي في حوار مع الاذاعة الجزائرية عن العدوان على غزة ولبنان

ناقشت حلقة هذا الأسبوع من برنامج منتهى السياسة احتمالات اندلاع حرب إقليمية على خلفية التصعيد المتواصل بين حزب الله والكيان الصهيوني. الضيوف كمال منصاري مدير صحيفة "...

رسالة الى صديق هناك...         متعب أنا يا صديقي بوطنيتي و عروبتي.. متعب يا صديقي بأخلاقي, كتعب الأرض من السيول الجارفة....
29/04/2024

رسالة الى صديق هناك...
متعب أنا يا صديقي بوطنيتي و عروبتي.. متعب يا صديقي بأخلاقي, كتعب الأرض من السيول الجارفة.. و تعب الغابات من الحرائق التي تحولها الى رماد, أثقلتني الشجون قبل الهموم حتى بات الدمع الذي استعصى سنيناً يكاد ينهمر مدراراً عند رؤية اي مشهد من غزة الذبيحة او حتى مسناً يتسول في شوارع بيروت..

ها أنا تجاوزت منتصف الستينيات من العمر.. و لم يبقى من حلاوة العمر الا بعضٌ من ذكريات الطفولة.. لا أعرف كيف تحولت حلاوة عمري في النضال الى مرارات مكدسة راسخة في العقل كالطين المبلول بالدم و ليس بالماء..

و ها أنا اتذكر خروجي في أول مظاهرة و لم أبلغ التاسعة من العمر رفضا لهزيمة 1967 و تمسكا بقيادة جمال عبدالناصر.. بيتنا لم ترفع فيه صورة لجدي أو جدتي انما صورة له وحده; عبدالناصر.. و كان الحديث في بيتنا ضاجا بخطاباته.. بالعروبة و الوحدة.. وبالنضال و الاصرار على مواجهة الإستعمار.. ترسخت تلك الصورة لتبني شخصيتي التي بدأ وعيها آنذاك و تراكم فوقها بالمقاومة الفلسطينية و الفدائي الذي خلق من جزمةٍ أفقا.

خرجت بعدها في مظاهرات عدة.. رفضا لمشروع روجرز, تشييعا لناصر قبل التحاقي بمدرسة عمر بن الخطاب (المقاصد) لتبدأ رحلة الالتزام السياسي بالاتحاد الاشتراكي العربي التنظيم الناصري.. وكان ذلك في العام الدراسي 1973.. 1974 .

كانت رحلة البحث عن الذات بالقراءات المتعددة والمترامية الاطراف في الثقافة.. حتى داهمنا اغتيال الشهيد معروف سعد فحملت السلاح لأول اول حماية للمجتمعين في نادي خريجي الجامعة العربية..

وبدأت الحرب.. كنا نتسابق على مقدمة الصفوف في القتال وكنا نتسارع للاستشهاد وخلف حلم الدولة الوطنية العربية ومن أجل فلسطين حرة من البحر الى النهر..

تنقلنا من متراس الى متراس.. في الشياح والصنايع وزقاق البلاط وعين المريسة والفنادق أم المعارك بدءاً من فندق فينيسيا ثم الهوليداي ان وصولا الى المرفأ..

وكنت مع اخوتي في النضال طليعة المتوجهين الى مدينة صور ابان الاجتياح 1978.. وأثناء حصارها ومع القصف لم نستنشق سوى رائحة التراب المغمس بالدم والممتزج مع رائحة الليمون والبحر.. كنا ملح الارض ولم نزل..
اذكر بعدها اشتباك مع حركة فتح في راس النبع واصابتي انذاك. وكانت صرخة الوجع اغنية لفلسطين والثورة بديلا عن الآخ.. كانت الاه تصدح بنشيد فتح وعناصرها من أطلق النار عليّ..

بعدها كانت معارك صنين ثم جاء إجتياح 1982.. حكاياته كثيرة و اوجاعه أكثر.. مع كل شهيد كان يسقط جذع من جسدنا لكن صمود الروح كان أساس المواجهة.. وها أنا اذكر صبرا و شاتيلا.. اغنية الموت تنشدها أشلاء الضحايا المبعثرة بين الركام.. لكن بيروت ابت إلّا ان تطلق طلقة المقاومة الأولى.. لتكر بعدها عمليات المقاومة في كل شارع و عند كل مفترق طرق و حيث تنتشر قوات العدو.. كانت نشوتنا كلما صدحت مكبرات الصوت لدى العدو بأنهم منسحبون.

هل تذكر قبلها زيارة السادات الى المغتصب.. وأول عملية ضد السفارة الأمركية ثم تدمير مركز جون كنيدي في الحمرا آنذاك.. هل تذكر خالد الاسلامبولي 1981 ثم خالد علوان 1982؟!

ماذا نتذكر و ماذا تنفع الذكريات سوى أحلام وأدتها سلطة الطوائف ومطامع الصديق و الشقيق قبل العدو.. أذكر يا صديقي انني تركت العمل الحزبي في العام 1987 مع الدخول السوري الى بيروت بعد المعارك بين حركة أمل و الحزبين الشيوعي و الإشتراكي.. وهل أذكر رسالة وصلت اليّ بعبوة ناسفة امام مدخل منزلي ثم محاولة اغتيال لم تكتمل فصولها.. رغم ذلك قررت الاستمرار بمقاومة الاحتلال. نفذت عدة عمليات بإسم مجموعة الشهيد عبدالمنعم رياض و عمليات اخرى بإسم أنصار ثورة مصر بعد انكشافها أمام النظام الساداتي..

كانت آخر عملياتنا في 18/11/1990.. استشهد من مجموعتنا اربعة شهداء و سقط للعدو ضابط برتبة كولونيل في ذلك العام مع خمسة من عناصره.. ولن أتحدثعن ظروف التوقف بعدها أو أسبابها المحلية و الإقليمية..
انتقلت الى الميدان الثقافي, و أصبحت عضو اللجنة التنفيذية للمنتدى القومي العربي منذ تأسيسه و لدورتين انتهت في العام 1999 حيث قررت العمل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري..
و أذكر في لقائي الأول معه بصحبة الدكتور حسني المجذوب حين سألني "ماذا جاء بك و أنت من غلاة المعارضين, و أجبته:"سقطت احلام الثورة و بقيت أوهام الدولة, لعلنا معك نتمكن من إعادة بناء الدولة.."

التحقت بمكتبه في السادات تاور حتى اغتياله في العام 2005 فانتقلت الى مكتب مساعدات الحريري و انتسبت أيضا الى النادي الثقافي العربي حيث شغلت منصب أمين السر لعدة سنوات.. ثم عملت مستشاراً لتيار المستقبل في بيروت قبيل التأسيس و التحقت باللجنة التنظيمية المركزية في العام 2010 قبل عودتي الى إدارة المستوصفات مستشاراً أيضاً في بداية العام 2013 لما مثّلت من عبءٍ ثقيل على الهيئة و رئاستها و على الأمانة العامة التي بدأت تتطلّع الى بناء رعيتها الخاصة.. و كان الإفتراق النهائي 2016..

اشتركت في انتخابات 2018 دعما لبعض الأصدقاء و فشلت اللائحة في تحقيق اختراق حتى جاءت انتفاضة 17 تشرين.. شعرت حينها انها فرصة لبنانية بحتة لاستعادة الدولة من سلطة الطوائف واحزاب المذاهب, لكن التجربة سقطت حتى انتخابات 2022 حين إنتعشت الثورة في وجدان الناس ولأسباب مختلفة لا مجال لذكرها الآن.. شاركت بالإنتخابات و نجحنا – وهذا نجاح قيد المساءلة اليوم – في وصول 13 نائبا منهم ثلاثة نواب في بيروت الثانية..
أطلقت مع اصدقاءٍ "المظلة البيروتية" كإطار تفاعلي لبناء وعي وطني مستفيداً من إرث التجارب دون اعادة تكرارها.. ففيها من المرارات والإنكسارات الكثير..

يا صديقي..
غابت تفاصيل كثيرة لأنني لا أكتب لك مذكراتي او سيرة حياتي لا بل هي محاولة للولوج الى خلاصاتٍ تستفيد من كل أسباب الإنهيار.. لكل حقبةٍ او تجربة روايتها الخاصة قد أكتبها لك لاحقا لعل فيها ما ينفع الناس..
لكننا وبرغم صغرنا حينها كانت جذورنا ضاربةً عميقاً في الأرض و أحلامنا تطاول السماء.. ما يحركنا روح وثابة الى التغيير.. الى غدٍ متحرر فيه من رسوخ التقدم ما يدفعنا دائما الى صناعة التاريخ.
سلاحنا قيمٌ أخلاقية ووطنية وعربية..

متعب أنا يا صديقي.. ليس بتقدم العمر انما بما وصلت حالنا اليه.. من سقوط للقيم و من تفشي الفساد و العصبيات المذهبية.. عندما سقطت احلامنا الكبرى.. ظننا ان الدولة القطرية بمؤسساتها و فضاءها ملاذا آمنا لمستقبلٍ أصغر لكنه أفضل.. لكن بنيان الدولة الهشّ لم يتجاوز حدود الامنيات أيضاً..

كثيرا ما أتساءل.. هل سقط كل أولئك الشهداء سدى؟ هل العيب فينا ام في احلامنا الكبرى غير القابلة للتحقق في ظل متغيرات لم نحسن قراءتها؟! و هل نتجه لنقد تجربتنا للتطهر و التبرؤ منها رغم الدماء التي سالت و التضحيات التي بذلت؟! او يكون النقد مدعاةً لمقاربة اكثر واقعية..
الآن شخوص المسرح كثر.. منهم أصحاب المال و منهم زعماء الطوائف و المذاهب و الغالبية العظمى منهم رؤوس فارغة.. حتى إنها لم تقرأ تاريخ لبنان والمنطقة.. أتقنوا الكذب والنفاق ويبدعون في إنتاج صورهم على كل مواقع التواصل الإجتماعي..

المشكلة ليست فيهم, هم عنوان لها, مشكلتنا أن شعبنا لا يريد ان يكون شعبا.. ولا مجتمعا متماسكاً.. بعضهم تحركه الغرائز اوالمال, فيما البعض الآخر هم حزب الكنبة أو النرجيلة..

صار مخزوننا الثقافي و إرثنا السياسي نقطة ضعفنا لا قوتنا.. فالعقل لا يستقيم مع الجهل, والأنسنة لا تستوي مع العصبيات..

كنا بيتاً بمنازل كثيرة كما قا المؤرخ كمال الصليبي.. الآن بتنا سوقاً بمحلات و بسطات كثيرة تسوده الفوضى و يعمره النسيان..

نتحسر على وطن لم نعرف كيف نحافظ عليه.. و نتحسر على عمر قضيناه في معارك لم تحقق خرقاً واحداً في جدار العتمة..

يا صديقي..
أتعبتني فكرة ان يكون لي وطن و سحقتني محاولة ان اكون انساناً في وطن الشياطين و البراري...

بيروت في 29/04/2024

مروان الأيوبي

المظلة البيروتية ولقاء حواري عن اجراءات البنك المركزي ومصير اموال المودعين..حوار موضوعي وعاصف في آن ...
09/03/2024

المظلة البيروتية ولقاء حواري عن اجراءات البنك المركزي ومصير اموال المودعين..
حوار موضوعي وعاصف في آن ...

Address

Main Street, Massabki And Serhal Bldg
Beirut

Opening Hours

Monday 09:00 - 17:00
Tuesday 09:00 - 17:00
Wednesday 09:00 - 17:00
Thursday 09:00 - 17:00
Friday 09:00 - 17:00
Saturday 09:00 - 13:00

Telephone

+9611343440

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Strategya - استراتيجيا posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Category