09/08/2025
في ذكرى غياب محمود درويش نعيد نشر قصيدة "القربان" التي تم نشرها في جريدة "السفير" بتاريخ 2 كانون الأول 2000 والتي تبدأ بالتالي:
هيّا... تقدّمْ أنتَ وحدك، أنتَ وحدكَ. حولك الكُهّانُ ينتظرون أمرَ الله، فاصعَدْ أيها القربان نحو المذبح الحجريّ، يا كبشَ الفداءِ فدائنا... واصعد قويّا.
لكَ حبُّنا، وغناؤنا المبحوحُ في الصحراء: هاتِ الماءَ من غبش السراب، وأيقظِ الموتى! ففي دمِكَ الجوابُ، ونحن لم نقتُلْكَ... لم نَقْتُلْ نبيّا.
إلا لنمتحِنَ القيامةَ، فامتحِنّا أنتَ في هذا الهَبَاء المعدنيّ. ومُتْ لتعرفَ كم نُحبّكَ... كم نحبّكَ! مُتْ لنعرفَ كيف يسقط قلبُكَ الملآن، فوق دعائنا، رُطَباً جَنِيّا. لكَ صورةُ المعنى. فلا ترجعْ إلى أعضاء جسمكَ. واتركِ اسمَكَ في الصدى صفةً لشيءٍ ما. وكُنْ أيقونةً للحائرين، وزينةً للساهرين. وكن شهيداً شاهداً، طَلْقَ المُحيّا.
فبأي آلاءٍ نكذّبُ؟ من يُطَهّرنا سواكَ؟ ومن يحرّرنا سواك؟ وقد وُلدتَ نيابةًً عنّا هناك. وُلدتَ من نور ومن نار. وكُنّا نحن نجّارين موهوبينَ في صُنع الصليب، فخُذْ صليبكَ وارتفعْ فوق الثُريّا......