ليبيا في مخيلتي صارت واقعا

ليبيا في مخيلتي صارت واقعا تعني بليبيا بعد ثورة فبراير ومستقبلها ليبيا متطورة دي?

18/11/2013

مصابنا جلل ويكاد لا يخلوا شارع في طرابلس من جريح أو مصاب ناهيك عن الضحايا الذين لم يسقط مثلهم اثناء التحرير ولكن المنا مضاعف والمنتصر فيها خاسر فبرغم ان قلوبنا تقطر دما ويلفنا الحزن فألمنا يتضاعف عندما نرى من كان بلامس لنا خير سند وعون بل مجاهدين حصنوا ليبيا من التقسيم عندما صمدوا شهورا وصدوا الطاغية وجبروته صاروا ينعتون اليوم بالقتلة.
وادعو الليبين على عض الجرح فلا نشق الصف ونحن مازلنا في حالة الثورة والبناء وأن يلملموا الشمل وأن نرجح صوت العقل فمصابنا واحد

23/11/2011

ماذا تنتظرون؟ ... بقلم / د. توفيق ابوزيد
ماذا تنتظرون؟ اخرجوا من الأحلام والخيال واهبطوا على الأرض وصدقوا فالثورة قامت وانتصرت والملك قد قبر. نعم عشنا ليبيا الفاضلة عهودا في مخيلتنا وحفظنها في القلوب عام بعد آخر. كل منا كان اثنين في واحد فكان لنا وجدانين واحساسين فنتألم مرتين ونحنّ مرتين ونموت ونحيا مرتين وكانت لنا حياتين. حياة مقموعة ملئها الغبن والألم، كان هناك فيها ألف سبب للحزن ولم يكن للفرح سبب واحد. أينما وليت وجهك يلقاك الطاغوت وأبناء الطاغوت في أعمار وأشكالا وأحجما مختلفة وكل من هؤلاء له أجندته وهدفه وليس بالضرورة تتفق أجندتهم. لن اجني عليهم إذا قلت ليس بينهم أخيار أو يقل العدد بينهم إلى الحد الأدنى. كانوا يخرجون في طرق ملتوية إلى أرزاقهم ينهبون ويغنمون ولهم غرائز لا تشبع. استباحوا الدولة وكل مرافقها ومفاصلها فاغتصبوها وانتهكوا حرماتها. الحقيقة اختفت حدود الدولة وصارت هلامية الشكل فلا تعرف مالها وما عليها دولة الهجين. لم نكن في غفلة منهم بل نعلمهم جيدا ونغض البصر عنهم لأنهم الأقوى وان كانوا اقل عددا. ليس بيننا عامل مشترك إلا العيش على هذا الوطن ولم يكن عيش مشتركا. كشرنا في بادئ الأمر ثم انقلبنا على أنفسنا وابتسمنا لنداري زعلهم وغضبهم. انقلبنا على أنفسنا عندما خُضنا معهم سجالات وربما اشتباكات وتَيقنا بأنهم الأقوى ولا طائل من وراء معاداتهم بل مهادنتهم والعيش في سلام هو انفع. مصالحنا عطلت جزئيا وحياتنا بالكاد استمرت معهم. تكيفنا جيدا ولم ننتحر بل وفي بعض الأحيان يعجبنا قليل من الفوضى حيث لا رقيب فتنهض أنت أيضا متى ما تشاء وتبقى طريح الفراش إن أحببت فرغيف الخبز متيسر وفي متناول الجميع ودون بسيط عناء. ارتضينا بالقليل ولم نكن في عجلة من أمرنا فلابد أن نعطي الموظف المختص وقت كثيرا عند قضاء حاجاتنا ولا نكثر الأسئلة ولابد أن نقول لهم كلمات الشكر سواء انهوا معاملتك أم لم يفعلوا وان نبتسم ونلتمس لهم الأعذار ليمكننا أن نعود مرات ومرات وإلا حرمنا من هذه العودة وتنقطع بنا السبل فلا عود ولا مصلحة قضيت وتبقى عندئذ متحسرا ملوما. وبتعبير أدق كان هناك نوعان من المواطنين ولم يكن هذا التصنيف موثق بل ربما متعارف عليه وضمني. لم تكن هناك هيئة ما او جهة تقوم بذلك التصنيف فحاشا الدولة أن تسئ إلى مواطنيها بل لا ضرورة لهكذا هيئة فالتصنيف تلقائي وصار طبيعي فكل يعرف قدر نفسه ويقف دونها. في كندا هناك تصنيف غريب بعض الشيء فهناك كندي بلاستيك نسبة إلى بطاقته البلاستيكية حيث تًصرف له بطاقة بلاستكية عند تجنسه وهناك الكندي الأصلي منذ الولادة. أما في ليبيا فكل الناس ليبيون منذ الولادة وان ظهر منهم الليبي البلاستيك والليبي الأصلي ومن العائلة الوحدة. تلاحظ ذلك ليس من خلال بطاقة هويته فلا حاجة لك بها حيث ليس ثمة صعوبة في قراءتك للشخص. فانظر إلى ساعته إن كانت براقة او انظر إلى شعر رأسه إن شعره مازال رطب ومبلل بالماء فذلك هو الأعلى المترف لأنه قد حضر منذ لحظة وجيزة ولن ينتظر طويلا. وان كنت مصطف ومنتظم في طابور فانظر الى من يتجاوز ويدخل من الباب فهؤلاء أيضا من المترفين وان كانت هناك نسبة خطأ لا تذكر فقد يكون موظفا جاء متأخرا وليس من الزبائن المترفين.
هؤلاء الليبيون الأصليون نراهم يتجاوزوننا أينما ذهبنا لقضاء حاجة إلا فيما يطلق عليها الجمعيات التي توزع الطعام لأنه ليست لديهم مصلحة هناك ولا حاجة لهم في طعامها. يتجاوزوك ويلتمس الحاضرون سواء كانوا مصطفون او غير مصطفون لهؤلاء العذر. القليل منهم إعجابا بهم والباقي خشية منهم وحتى لا تتعطل نهائيا مصالحهم المعطلة جزئيا في أغلب الاحيان. ولذلك ترى ردة فعلنا ناعمة جدا ولنا في ذلك حيلتنا وللتخفيف من ألمنا ووقع الظلم علينا. حيلتنا هي أحلام اليقظة وخيالنا فكثيرا ماننتقل من خلالهما إلى الحياة الاخرى ونعيش في المدينة الفاضلة اقصد ليبيا الفاضلة. في هذه البلاد صارت لنا مدننا وقرانا وشوارعنا وأرزاقنا نعيش فيها سعداء وفي غفلة من السلطان وحراسه. لنا فيها كل قوانيننا الحديثة وقوانين حماية الإنسان وصون حقوقه.
اليوم الدعوة عامة للنزول وكذلك الدولة الفاضلة إلى الأرض ومشاركة من تبقى لينعم الجميع بهذه القوانين وفضائلها وموانع النزول وقد ولت. عشنا عقودا تحت طائلة قوانين جائرة وحاكم جائر وفي الظل. يجب أن نعيش هذه الدولة الفاضلة ودون انتظار فماذا ننتظر؟ لا ننتظر تشكيل حكومة ورئيس حتى يأمروننا ولا ننتظر برلمان يتشكل من عدمه والكل هو نحن والبرلمان يمثل الجزء. فلنهبط وما تمنيناه أو عشناه في خيالنا نعيشه واقعا. فكل منا يكون قدوة لنفسه قبل ان يكون قدوة للآخرين في كل دروب الحياة وخفاياها. وان نرسي دولة القانون ونلبي استحقاقاتها ومنها احترام القانون وجهاد النفس على احترامه وجلدها على الصبر وما أحوجنا إليه فليس هناك للصبر حدود ونصبر حتى يعجز على صبرنا والصبر هو المدخل إلى دولة الرفاهية. فبالصبر تلتئم الجراح والألم به يزول. واحترام حق الآخرين في العيش والصبر على أخطأهم ونترك لهم مساحة ليخطئوا ويتعلموا فيها فلكل إنسان حيز يتدرب فيه فلا تضيقه عليه. فقانون المرور والمشاة وهو ابسط القوانين أساسه الصبر على الآخرين، فعند إشارة قف يجب أن نقف ونصبر دون أن نلتفت إلى الآخرين وما هم فاعلون وان نعطي الأولوية إلى مستحقيها وننتظر. وهكذا الحديث يطول على دولة الرفاهية ومتطلباتها ومنها ايضا حفظ المال العام ولا نأكل أموالنا بيننا بالباطل وان نحفظ الحق العام فلا نصادر الطرقات العامة ونحجز حركة السير على سبيل المثال وان لا نسكت على الظلم ولا نغفره قهرا بل نعفو عند المقدرة ونترفع عن الصغائر ونرتقي ولا نتهاون في الحق ونكشف الفاسدين ونعتقلهم. لابد لنا أن نعود إلى ما هجرناه عنوة، تعلمنا من قبل ان الصغير قبل الكبير عندما كنا نصعد إلى الحافلة وكنا ننهض من الكرسي ليجلس الكهل وكبير السن. ذلك جزء ضئيل من ملامح دولة الرفاهية ولابد لنا ان نعيش هذه الدولة التي عشناها عقودا في خيالنا فورا بعدما تحررنا فالحلم صار حقيقة ولن تقبل الأعذار للمتخلفين. ثورتكم حصنكم فحصنوها وأحفظوها تحفظكم.

19/11/2011

عجبي عليك يا ابن آدم يا كبير الدار
قومت الدنيا وما قعدت لما قالوا حمار
هو اسمي شتيمة و لا جنسي ده عار
خلقني ربي وخلقك و لا حدّش له خيار
و أنا مهما زاد الحمل فوقي صابر على المشوار
لافي يوم أقول اشمعنى أخويا وأخد منه تار
ولا يوم ابص لرزق غيري واطق منه وأغار
ولا أرفع في عينتي على جارتي واصون الجار
ولا مهر أدفع لحمارتي وشبكة وسوار
ولا شقة اجمع في ثمنها ولا أجهز دار
ولا حرمي حامل تتوحم عايزة الكافيار
ولابنت تخرج عن طوعي وتجيب العار
ولا ابن يدمن ويهلوس ويقع وينهار
عايش في حالي متهني وليه افكار
بأكل وباشرب وانهق ومافيش اسرار
وعندي ابن آدم يخدمني ليل ويا نهار
ان جعت يشتري برسيمي بأغلى الأسعار
وفي مرضي يفضل يعالجني ويدعي الستار
خادم آمين من غير راتب ولا حتى إيجار
والحين عرفت يابني آدم
مين فينا حمــــار؟؟

وحشية ابن ادم نتيجة الحاجة
19/11/2011

وحشية ابن ادم نتيجة الحاجة

19/11/2011

ليس لدي ما أكتبه ولكن لماذا أمسك بالقلم وأحاول أن اكتب؟ .. بقلم/ د.توفيق ابوزيد
الحقيقة لم أخرج قلمي والقرطاس من حقيبتي. فقط امتدت يدي إلى قصاصة وقلم وقع بصري عليهما ولم أجد ممانعة من محدثتي التي فرغت للتو من الكتابة. محدثتي هي ممرضة الاستقبال بعيادة أسنان. امتدت يدي إلى القصاصة قبل أن تعاود بعد برهة الممرضة الحديث لتمتمته.
معلوم إننا لا نصدر أوامر لأطرافنا للحركة في هذا الاتجاه أو ذاك. انها الأوامر الخفية، الصامتة، اللاإرادية، إنها حاجات الجسم والعقل والكتابة هي حاجة الأخير حصريا. إذا لماذا هذا العجز، انها حاجته وأوامره؟ هل تراجع؟ هل أخطأ؟ هل هو قصور عضوي؟
ربما الأفكار المتلاطمة أصعب من لملمتها والأحلام اكبر من أن تحتويها السطور.
إذا كان ذلك صحيح فكيف له أن يحملها ويحتملها وما تبعاتها على بقية الجسد وراحته.
قد تكون الكتابة هي وسيلته للدفاع والنهوض بمسؤوليته، ولكنه أخفق. ربما يكابد ولا يريد الاستسلام لان في ذلك فناءه. وكيف له ان يستسلم مادام القلب ينبض، الكل يكابد ويئن. الكل عليه أن يعطي ما ليس بمقدرته وطاقته، صحيح القلب ينبض و يقارع وعليه الامتثال إلى الأوامر لكنه مجهد.
فمن يطيع من يا ترى القلب أم العقل وهل البيضة هي الأولى أم الدجاجة أتت؟
تلك هي أجواء الحرب تلك هي الحرب لما ترخي بسدولها على المرء، معا والرغبة في العيش وغريزة البقاء عنده. تختفي الفواصل وتختلط الأمور وتتداخل فمثلا في الصباح تنهض قبل الموعد بكثير، في الطريق تسير إلى ابعد مما تريد فتعود مرات ومرات، ، أحيانا تطيل النظر إلى حد الريبة، نقودك دائما أقل مما احتسبت وفي باطن عقلك تتهم الآخر ودونما البوح، فيزداد بؤسك تلك هي جزء يسير من إرهاصات الحرب. ولكن يبقى الامل العظيم هو النبراس، سقوط الطاغية الذي بات حتميا. نهاية هذه الحرب الضروس الجليلة المباركة هي رحيله وخيوطه ومعه دفاتره والحسناوات من بلاد الروم وعبقرياته كهذه اقتباس "الدجاجة تبيض والديك لا يبيض". ذلك ما تقوله في قرارة نفسك وتردده وراسك على الوسادة فتهدأ الأعصاب سبحان الله ويغفو المرء ثم يخلد إلى سبات عميق.

19/11/2011

أيهم أقل دهاءا تاجر الكلمة، تاجر السلاح أم تاجر الاثنين.. بقلم/ د. توفيق أبوزيد من صحيفة الصباح
"تفريق اعتصام بالرصاص الحي في المرج... والناتو يستأنف قصف بني وليد اعتقال دوردة
رئيس مخابرات القذافي في طرابلس ومقتل 12 باشتباكات بين الثوار في الغرب الليبي". هذا عنوان لمقال ورد في صحيفة القدس اللندنية لصاحبها عبدالباري عطوان بتاريخ 2011.09.11 به من السموم ما يكفي ليبيا وجيرانها. ذكر في مقاله أن الثوار في الغرب الليبي يقاتلون بعضهم بعضا ومقتل العديد منهم. يا ويحه كم تجنى على الحقيقة وهو من ادعى الحرص عليها والسند للثوار ومعينهم. كيف لا وهو من طُرد من قريته وسُلب حقه في العيش فوق ارض أجداده. ولكنه تبرم لذلك كله لأنه امتهن تجارة الكلمة وافلح. كلمته لمن يدفع أكثر أو مناصفة أن نجح في الحفاظ عليهما. وقواعد التجار، اقصد تجار الكلمة، قواعدهم مختلفة عن قواعد الثوار منها العفة وغيرها، لا أبوح في ذلك سرا. يا ويحه مرة أخرى أنا من شهد الوقيعة كاملة حتى ساعات الفجر الأولى ولن اتركه هذه المرة يفلت. ذلك اليوم حملت بندقية مستعارة لأول مرة في حياتي بعد حضوري من طرابلس قبيل العصر إلى عين المكان إلى ارض المعركة. لا ادعي شجاعة كانت معطلة عشرات السنين وكان هناك صوت في نفس الوقت يناديني بالابتعاد. ولكن لم ابتعد وايضا لم أتقدم الصفوف. شاهدت تدفق الثوار ارتالا وفرادى إلى الجبهة وسرى في جسدي حماس إليها منقطع النضير. استدركت الأمر لأنني لم انطوي تحت لواء أو كتيبة وقد أكون ضحية نيران صديقة فارفع من الخسائر ولا أكون من الشهداء فالشهادة لا تكتب فقط بالنوايا وان كان لكل امرئ ما نوى. وقت الغروب عاد المقاتلون الشجعان من الخطوط الأمامية إلى حيث نحن. أقول الشجعان لأنه لم يترددوا كما ترددت ولم يطيلوا الحسابات مثلي. تعالت التكبيرات والصيحات ونادى منادي بالرجوع إلى الجبهة لان اخوة لنا قد حوصروا ثم سرعان ما خَفت ذلك الصوت وتعالى صوت أخر مزمجرا صابا كل غضبه على سائق سيارة نقل كان يحمل بعض الغنائم التي ليس لها قيمة عالية ولقي من الشتائم من الحاضرين ما يكفيه. في الليل عدت إلى عين المكان حيث نُصب حاجز واستراح بعض من مقاتلي الزنتان الذين حضرتُ للحديث معهم ببيت عرف ببيت صفية وهي زوجة الطاغية الهارب. وجدتهم يحاورون كبار السن من الاصابعة وهي ساحة الوغى والمستهدفة لأنها لم ترفع رايات الاستقلال حتى يومه بل بقيت خاصرة الجبل الغربي الضعيفة وقطعت الوصل بين مدن الجبل خلال الثورة. رغم أنها فرغت من الكتائب الذين اندحروا منها مخافة قبضة الثوار منذ زمن. فالاصابعة لم تحسم امرها مع الثورة رغم ان معظم مدن الجبل قد حسمت أمرها او حُسمت عنوة ومنحوا الثوار المهلة تلو المهلة ليُحقن الدم، سقط باب العزيزية ولم يحسموا أمرهم بعد ويلتحقوا بالحق والأحرار. الثوار الميدانيين رآوا ضرورة الحسم العسكري لأنه غالبا ما أتبث نجاعته ولهم ما رآوه رُغم اعتراض البعض من القياديين. فكان الحسم العسكري الدواء الناجع للمترددين والمتمترسين بحجج واهية وكان الحسم خير نصير لثوار الاصابعة واستطاع الثوار ان يحييدوا الكثيرا من اسلحة المترددين وهاهم المفاوضون من كبار السن من الاصابعة يأتون إلى بيت صفية للتفاوض والاستسلام وايقنوا ان للحق طريق واحد. فالغارة حققت الجزء الأكبر من أهدافها. والسبب الأخر لغضبي الشديد على هذا الكاتب الذي سخر صحيفته للربح لا المبادئ، انه نال من احد الشهداء الذي اعرفه عن قرب. فهذا الشهيد امتهن مهنة التجارة وكان صادق وامين في تجارته. ثم ما اندلعت الثورة الا والتحق بها فصار من ثوار الجبل الغربي وصقوره، التحق بكتيبة ودخل مع الفاتحين لغريان واستشهد في الاصابعة وكان جسده مشوها اضافة الى ما خرقه من الرصاص جيئة وذهابا. فهل خرج هذا الثائر ليقاتل اخيه الثائر في الاصابعة كما ادعت هذه الصحيفة التي ما انبرت تتاجر بدماء الشهداء. أطفال القرية بكوا هذا الشهيد لأنهم تعلقوا به من خلال حانوته ورقته ومعاملته الحسنة، طفلتي ذرفت عليه الدمع الكثير في صمت. صاحب هذه الجريدة سلك مسلك الثعلب المكار، فقد صدقته في بداية مشواره وعند سماع صوته عبر الشاشات ومن خلال النسخة الاليكترونية لصحيفته عبر الانترنت، إلى درجة أنني اتصلت بصحيفة عرب تايمز التي تصدر في أمريكيا عام 2003 وأخبرتهم بان سهامهم أصابتني أنا شخصيا قبله. لماذا تريدون إسكات هذا الصوت الثائر في هذا الزمن الرديء؟ ولم اقتنع بما ساقوه لي من أدلة وما يحتفظون به من وثائق تسند ما ادعوه. ومستنداتهم أتبث انه يتلقى الدعم المالي من المحتل الصهيوني، فهو عراب القضية. بعد رصد لسنوات تأكدت مما ساقوه لي الإخوة في عرب تايمز. تاجر كلمة بارع من العراق إلى الخليج إلى شمال افريقيا والثورة منه براء. يعلمونه ولكنهم يخشونه فهذا الكاتب يظل يبتز الزبون حتى يخرج له المد. أليس هو من سمى ثوارنا الأشاوس بثوار الناتو ووصف الثورة في ليبيا بأن النظام يقاتل نفسه. هل يؤمن له جانب بعدما ألغى تضحيات ألاف الشهداء وآلاف الجرحى والمفقودين وآلام الثكالى واليتامى؟ لم يقطع شعرة معاوية بينه وبين النظام الفاسد المهزوم الذي أعاد تهجير الفلسطينيين، رجالا ونساءا، أطفالا وشيوخا إلى الصحراء في الخيام وعلى الحدود بين مصر وليبيا أم هو لم يعلم. فيا عباد الله تبينوا وقد تبين الغي من الرشد ولا تنساقوا وراءه بعد اليوم، وراء طبله ومزماره وكذلك بوقه. آلاته وثقافته توليفة قد تكون يوما قاتلته، والثوار حتما منتصرون.

14/11/2011

وما ينطق عن الهوى أنما هو كذبا.. بقلم/ د. توفيق أبوزيــد
القائد، الثائر، المفكر، الملهم، المهندس، العظيم، المحرر، المنتصر بالله، الصقر الأوحد، الرياضي الأول، اللاعب الأول، الكابتن أو الربان الأول لا اذكر ثم آخرها ملك ملوك افريقيا. آلا يخجل من نفسه هذا القائد الثائر، ...... الخ، كلها ألقاب زلفة وتزلف. هذا القائد، الثائر، ..... الخ ارتضى لنفسه كل تلك الألقاب وما سقط منها. ربما ذلك هو السبق يحسب له. فلاسفة التاريخ وعلماءه وقادته لم يفوتوا عليه تلك الفرصة، فرصة السبق. ابوبكر الصديق رضي الله عنه واسمه عبداللة أبي قحافة، أول الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة لقب بالصديق ولم يذكر له التاريخ غير ذلك في الوقت الذي استحق جل تلك الألقاب. والصحابي ابي ذر الغفاري، ذو البصيرة، فما ان سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال إلى مكة وكان أبو ذر رابع أربعة وقيل خامس خمسة في الإسلام ومن أكثر الصحابة مجاهرة بالحق لم ينل من حزمة الألقاب تلك شيئا. أما الطبيب الفيلسوف ابوالحسن علاء الدين الدمشقي اكتشف الدورة الدموية الصغرى وظل اكتشافه مجهولا للمعاصرين حتى عثر على مخطوط في مكتبة في برلين، له لقب وحيد هو ابن النفيس. رئيس الجمهورية الفرنسية والأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة، الجنرال شارل ديغول ورث اللقب الوحيد الجنرال. ونستون تسرشل كان رجل دولة انجليزي وجندي ومؤلف وخطيب مفوه وهو احد أهم الزعماء محافظة في التاريخ البريطاني فكانت خطاباته إلهاما عظيما إلى قوات الحلفاء وكان أول من اشار الى علامة النصر بواسطة الإصبعين السبابة والوسطى، لم أطأ له على لقب.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ۞ وتـأتـي على قدر الكريم الكرائم
وتكبر في عين الصغير صغارها ۞ وتصغر في عين العظيم العظائم
صاحب هذا البيت الشاعر أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد وعرف بابي الطيب المتنبئ مفخرة الأدب العربي فهو نادرة زمانه وأعجوبة عصره وظل شعره إلى اليوم مصدر الهام ووحي للشعراء والأدباء.
ومن الأسماء في الثورة الصناعية الميكانيكي والمهندس ردولف كارل ديزل مخترع المحرك الذي يعمل بالوقود وأطلق عليه محرك ديزل تخليدا وتكريما له. وكارل بنز الذي اخترع أول سيارة تعمل بالوقود وسميت مرسيدس بنز ومرسيدس هي اسم ابنته تيمنا بها. والفيزيائي ردولف هرتز الذي أطلق اسمه على الوحدة الدولية لقياس التردد حيث كانت لتجاربه فضل كبير في اختراع التلغراف. وكذلك العالم فولت الذي اخترع البطارية وسميت وحدة قياس فرق الجهد باسمه والعالم الفيزيائي اندريه امبير الذي أُُطلق اسمه على وحدة قياس التيار الكهربائي امبير
ناهيك عن مؤسس الفكر الشيوعي الفيلسوف كارل ماركس ومؤسس علم الجبر محمد ابن موسى الخوارزمي واسحاق نيوتن الذي حدد مقدار قوة الجاذبية الأرضية لأول مرة وصاحب قوانين سميت قانون نيوتن الأول ونيوتن الثاني وغيرها.
أين هذا القائد، الثائر، ...... الخ من ذلك كله وقد كذب على نفسه وذهب وراء كذبه قبل أن يكذب على الشعب الليبي ويخطئ في حق نفسه وما ظلموا ولكن لأنفسهم كانوا يظلمون.

14/11/2011

السماء في ليبيا لا تمطر مطراً.. بقلم/ د. توفيق أبوزيــد
قبل سنين طويلة روى صديق لي من ألمانيا كيف أن السماء تمطر ترابا وكنت مندهشا. ذكر انه وبعد ظهور الشمس من بين ثنايا السحب وقطرات المياه وقد جفت بقيت أثار الغبار ذو اللون الذهبي على عربته. كيف يحصل ذلك وألمانيا ليست بها صحراء، سؤال بديهي. العواصف الرملية تحمل الغبار إلى طبقات الجو العليا ثم تحملها الرياح إلى ارض ليست بأرضها. وأكمل توضيحه فما أن تمطر حتى تترافق ذرّات الغبار وحبات المطر إلى الأرض. مرت السنين ورأيت الشيء ذاته على سيارتي وعندها صدقت رواية صديقي.
ولكن هل يصدقني لو أخبرته بأن السماء في ليبيا تمطر رصاصا بل وبالا. وإلا كيف أفسر له الرصاص المنتشر في كل حدب وصوب وبغزارة أو يفسره لي؟ ولم تمتصه الأرض كما يحصل مع حبات المطر ولا يبعث الحياة بالتأكيد كما تبعث حبات المطر، والأرض لا تنبت ولا تزهر رصاصا. قد لا يصدق قولي هذا " السماء في ليبيا تمطر رصاصا بل وبالا" ولكن أنا لم انقل عن راوي بل شاهدت وله أن يصدق أو لا يصدق فليس الخبر كشاهد العيان. فذات مساء والصبية تلعب على قارعة الطرقات فإذا بالرصاص يتساقط من عال. الرصاص عصي على الرياح فكيف وصل إلى تلك الأرض؟ فالحكاية هي عندما رجع أفراد عائلة من أزلام الطاغية إلى بيتهم وما أن رأوا أثار الحريق الذي شب بفعل فاعل بمخزن ملحق بالبيت حتى اشتدوا غضبا وصاروا يطلقون الرصاص في كل اتجاه. وكما هو معروف فما طار الشيء وارتفع إلا وللأرض يعود. ولان زاوية السقوط تساوي زاوية الإقلاع فصار الرصاص يقع على الصبية، على بعد عدة كليومترات. لا تسألني عن عدد الإصابات فذلك ليس الآن مقامه وربما تجاوزه الزمن، والاهم هو أن تصدق روايتي. ولأن تلك الرّخات لم تستمر إلا أجزاء من الثانية أو بضع ثواني ومصدرها شخصان يزيد أو يقل أي لم تكن معركة أو جبهة. ولان الجبهات تستغرق عشرات الآلاف من الثواني والمئات من المقاتلين يطلقون كل أصناف الذخائر والرصاص فعندها يمكن أن تسأل عن الضحايا، فلكل مقام أرقامه ومقاله وعذاباته.

14/11/2011

أحاديث الثورة الليبية
بقلم /د. توفيق ابوزيد
فُضت اللقاءات وانصرفت مجالس في سبيل حالها كنّا نتبادل أطراف الحديث فيها. كانت مواعيدها في الصباح وتستمر حتى وقت صلاة الظهر وتبدأ بعيد صلاة العصر وحتى صلاة المغرب و قليلا أحيانا بعد صلاة العشاء إذا ما استجد أمر. كنا نلتقي النازحين وغير النازحين ممن اتفقت آراءهم على ضرورة التغيير. في المجمل نتناول أخبار الجبهات في الشرق والغرب أخبار الجبل الغربي والجبهة الوسطى من ليبيا وكذلك أخبار الجبهة المحلية وهى الجبهة داخل البلدة ومحيطها. والجبهة المحلية اشد فتكا بنا والكل في حالة ترقب وخوف وعصبية حيث كانت هناك مواجهات خيوطها خفية ممتدة داخل الأسرة الواحدة تشدها أزلام النظام وجنوده وأمواله الطائلة. خَفت الأمل في اغلب الوقت وكثيرة هي لحظات الإحباط التي عاشها المرء. كثيرون من اخبرونا عن حوادث حصلت لهم. احدهم اخبرنا ان استقراره النفسي له علاقة وثقى بجهاز التلفزيون. فتراه سعيدا ممتنا إذا ما سيق له خبر جيد وان قل، وتراه عصبيا في اغلب الأحيان. وداخل بيته منزعجا ومزعجاً يصرخ في وجه أطفاله إن حاولوا مداعبته. وكانت لتلك المجالس أهمية في تخفيف المعاناة ولو إلى حين. بعد انتظار طويل ومظن تقدم الثوار في إحدى الجبهات وصار ممكنا للنازحين العبور إلى مكان أكثر أمنا وخارج قبضة النظام ليتواروا عن عيونه وقذف أزلامه والمتطوعين المنتفعين الذين أصابونا جميعا نازحين وغير نازحين، فقرروا النازحين العبور والمخاطرة وترك المكان. بتنا ليلة هادئة استثنائية وفي الصباح فتحت الباب بعد سماع طَرقات وإذا بها طفلة أتت من بيت الجيران وقالت نحن ذاهبون وسألتها إلى أين قالت حملنا كل أمتعتنا وسنعود إلى قريتنا. دب شعور الحزن في جسدي من جديد وخرجت ورأيت السيارة محملة فهذه المرة حقا سيغادرون بل ما هي الا دقائق وقد غادروا المكان وشدّوا الرحال مرة أخرى. شعرت بهول الحزن لأنني فكرت بابنتي كيف لها ان تقوى على ذلك عندما تستيقظ وقد ذهبوا وهي النحيلة. بالأمس بكت وبكت امها وذرفا الدموع وأصرا على الجيران بالبقاء فاستجابوا الجيران. كيف أعيد لها البسمة هذه المرة بعدما حقا غادرتها. غادرتها مرات عدة في السابق وفي كل مرة يهمون فيها بالرحيل يبقون الجيران نزولا عند رغبتنا جميعا. عانقت الوالد وسألته كيف حصل ذلك وقد بتنا على أنكم باقون ماذا حدث؟ فاخبرني الكل رجع أخوته ووالده قد عادوا إلى الديار وعليه ان يلحق بهم للم الشمل وتفهمت ذلك. تألمت على أطفال الجيران أكثر فهاهم يبرحون المكان وعيونهم تفيض بالدمع. فما كادوا يعاودون الحياة الطبيعية إلا ويبدوا الرحيل مرة أخرى وما يرافق الرحيل من حزن ومتاعب. رأيت الأم عائدة من وداع الجيران والسيارة في انتظارها وما أن رأتها والدتي حتى سألتها عن بقية مفاتيح البيت الذي أقاموا فيه. عادت الأم إلى البيت تبحث عن المفتاح المفقود ثم عندما تأخرت لحق بها بعض من أطفالها يبحثون معها والوالدة تنتظر. ولما تأخروا كثيرا عن آخرين نازحين ينتظرونهم على الطريق العام طلبت منهم المغادرة وسأتدبر امر المفتاح المفقود وان يسيروا في سبيل حالهم فطريقهم طويل ومجهول. في المساء اختلف المشهد لا احد هناك وعم السكون المكان وغابت صرخات الأطفال وصيحاتهم. كنا نطلب منهم ان يبتعدوا عنا وان يلعبوا بهدوء واليوم لا أحد. في ذلك المساء جاء احد رواد المجلس يسأل عنهم وجلس كلينا في نفس المكان الذي كان بالأمس مزدحما و كان غالبا عليك الانتظار قليلا ليفرغ مكان بين الجالسين أو يفرغ كأس لكي يقدم اليك الشاي واليوم لا شيء من ذلك. وصار الزائر يحدثني على القرية التي عاد منها للتو وعلى مشقة الطريق. فالرحلة انطوت على مخاطر جمة. لان القرية تقع خلف الجبهة التي دائما كانت حامية الوطيس، فكان عرضة للقبض عليه لأي سبب وهناك ألف سبب. عند العبور عليه ان يتمالك وان لا يتلعثم في الكلام حتى لا يثير الريبة والشكوك فالحراس يقظين جدا ولديهم ثأر دفين نتيجة لما يتكبدونه من خسائر وفقدان زملاء لهم كانوا أيضا هناك معهم. محدثي يستطيع العبور ولا استطيع أنا أو غيري، لسبب بسيط ذلك ان في بطاقة هويته كتبت مكان إقامته وهي منطقة لم تقاتل كتائب النظام كما فعلت مناطق أخرى متمردة كما يقولون فالقتل صار على الهوية. كان مضطرا إلى هذه الرحلات لزيارة والده الطاعن في السن والفكر الذي يرفض مغادرة القرية ويصر على الموت هناك بعدما غادرها الجميع ومنذ زمن. فيحمل له بعض من الأكل وقد تُغيب المنية والده ان تأخر في الحضور إلى القرية. القرية الخاوية الخالية من كل شيء إلا الذكريات ومن نفر قليل من الكهولة أشباه أبوه والذين أبوا ان يبرحوا المكان وهم أحياء ومنهم من بقى لرعاية بهيمة. كل الأبواب في القرية موصدة والعتمة ليلا موغلة لانقطاع الكهرباء المستديم، وصارت القرية قرية أشباح. روى لي أخر كيف ان نازح آنذاك عندما حان وقت الرحيل فتح الباب لغنمه وتركهم في سبيل حالهم مخاطبا إياهم قائلا اذهبوا فان كان لنا نصيب سنلتقي من جديد وغادر لينجوا بجلدته وأطفاله. قال لي ذلك الزائر عند وصوله في كل مرة إلى القرية تأتي كل قطط القرية وكلابها ودجاجها ومن بقى على قيد الحياة وتلتف حول السيارة من شدة الجوع والعطش، ولو تأخر قليلا لكان العدد اقل ففي كل مرة العدد يقل. وكأن الموت هو القاسم المشترك بين كل الكائنات، الموت جوعا، الموت عطشا او الموت رميا.

14/11/2011

هناك درس مفيد للجميع
هناك درس مفيد للجميع، للمرؤوسين وكما هو لسيادة الرئيس.
الدرس هو ليس أخفاقات الأجهزة الأمنية في محاصرة الثورة في المهد واحتواءها.
الدرس هو كراهية الناس لما هو سائد والمتمثل في ديمومة الوضع السيئ. الدرس هو الوقوف على عمق وحجم هذه الكراهية الدفينة.
رجل بسيط يخاطب الرئيس ويقول:
"ارحل يعني أمشي هو أنت ماتفهمشي" .......... ففهم ومشى.
مشى وتمنى على نفسه لو فهم قليلا مبكرا لا مشى ولا كان في حاضنة التاريخ عوضا عن مزبلته.
لو فهم قليلا مبكرا لا وضع الصولجان بيديه الطيعتين جانبا عوضا عن الخلع وما أدراك ما الخلع.
تمنى لو فهم قليلا مبكرا لا كان من الخاتمين العليين الفائزين بذات الحسنتين.
تمنى لو فهم قليلا مبكرا او كان هناك فارق في التوقيت لسويعات فقط لا ختم على قلوبهم بغشـــاوة. فطـــــاب له المستقــــر وعاش عظيم ومات عظيــــم.

14/11/2011

http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=17618&ThisCat=22

بدأ التاريخ دورته من جديد فقط اليوم الموافق 1969.10.20 وليس 2011.10.20 بعدما همد الطاغية ولفض نفسه الأخير في هذا اليوم. طاغية طغى وتجبر فسبح له البشر. ودعونا غفرانه وقبول ثبوتنا ان أخطأنا في حق أنفسنا. فحبنا من حبه ونصفح له وكثيرا ما يصدنا. طوقنا سنينا بالتقشف وبقى هو خارجه وشدد على ربط البطون إ...

14/11/2011

http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=17734&ThisCat=22

لا اعتقد بشار قد حزم أمره حقا فلابد له أن يمر بديار أبناء عمومته في الجزائر وفي الحبشة، يسري ويعرج إليهم في الظلام ويشاورهم في الأمر قبل أن يحزم. وليستخلص العبر ويتدبر أمره مع من نجا من النظام المنهار وجها إلى وجه ودون وسيط فلا تحريف ولا لغط. من بقى منهم لابد له كلام كثيرا مفيد وقد وصلوا إلى خوات...

14/11/2011

http://www.alwatan-libya.com/more.asp?ThisID=17873&ThisCat=22

اليوم أكملنا انتصارنا واتمم الله علينا نعمته بميلاد حكومة من رحم العدم ومن غير مخاض. السيوف مسلولة والأصابع على الزناد والصليل وصدى الرصاص يتناهى إلى مسامعنا جزء منه ابتهاجا وأخر لحسم موقعة ومرتد أو ضال. تمخضت الحكومة وليست في ظل حكومة سابقة كما هو معهود في الدنيا ولأول مرة في التاريخ. خرجت من وس...

14/11/2011

لماذا ظهر بيننا المؤيدون ؟
أن يكون سيف الاسلام القذافي المؤيد الأول او المعتصم أو غيرهما من أسرته فلا حرج في ذلك وان لم يكونوا مؤيدين بالفطرة بل مصالحهم اتفقت مع نظام أبوهم. قلب رئيسهم لم يكن لهم قلب الوالد الحنون ولو لم يغدق عليهم بالملايين لا انفرط عقد الأسرة. والفئة الأخرى من المؤيدين وهي التي تربت في كنفه منذ نعومة أظافرها كالطحالب وعاشت على الفتات إلا ما سرقت يداهم فهي بالنسبة للنظام أدواته ومعوله فتورطت تلك الفئة وليس أمامها إلا الهروب دائما إلى الأمام. تورطها لا يعني بالقتل وتلطيخ أيديهم بالدم سواء الليبي أو غير الليبي فقط ولكن يعني أيضا تلطخ أيديهم بالمال الحرام. قائدهم كان شخص حقود حسود فلم يكن كريم معهم فتركهم ينهبون ما هو ليس ماله وهو المال العام وفي السرقات فليتنافس المتنافسون. فظهرت في شوارعنا البائدة بعد طول سنين عجاف وربط بطون الجميع إلا بطنه، ظهرت السيارات الفارهة التي قل نظيرها في العالم وانتشرت القلاع والقصور التي جمعت بين التقليدية الجورجية والقصور الحديثة المحاطة بأصناف الزجاج والأحجار الثمينة وما احتوت هذه القصور على أحواض سباحة وجنات وحيوانات افريقيا. تلك الفئة استدرجها الطاغية وتركها تقفز على القوانين وتقدمت على أجهزة الدولة التقليدية ونصبت نفسها الحارس الذي لا تمس النار عينيه لأنها باتت تحرس في سبيل الله. فأشبعت غرائزها في التسلط والتكبر وحب الذات فهي تشترك مع قائدهم حيث جميعهم يحملون نفس السمات أو الأمراض النفسية. فما الضير ان يسجدوا ويركعوا من جانب وان يتسلطوا ويفسدوا وينهبوا بل ويبطشوا من الجانب الأخر فالبلد أي ليبيا واسعة وتتسع لهم جميعا، وصار كل منهم قائد او ملك في مملكته الصغيرة. والفئة الثالثة والمهمشة وهي تمثل نسبة لا بأس بها اكتفت بالعيش في دولة اللاقانون وأحبت هذه الدولة حبا جما. تلك الفئة تلبي حاجتها دون عناء يذكر وتأتيهم الأموال بالباطل فهي فئة غير عاملة بمعنى الكلمة ولا تنهض في الصباح الباكر بل تنهض للتناول وجبة الغذاء وليس لها ما يؤهلها للعيش في غير هذه البيئة، بيئة فوضوية عُطلت فيها كل القوانين التنظيمية. والفئة الرابعة الرافضة وصوتها وان وجد فقد خفت بعد سنين من القمع والسجن. وبعد المحاولات البائسة للتغيير أُنهكت تلك المجموعات ورضخت بعد اليأس وفقدان الأمل لواقعها المرير وصارت تتألم وتئن في السر وأضحت الدولة واهلها تسبّح له خاصة ولورثته من بعده إن ورثوه.
يوم الفرقان انقسم الجميع إلى فريقين. فريق يمثل الفئة الرابعة في التقسيم السالف الذكر. هذا الفريق حجمه كبير وان ظهر للعيان قليل، رأى في الثورة ضالته وفرصته الأخيرة المنتظرة منذ عقود فكشر على أنيابه وخرج بكل ما أوتيا من قوة. وقسم ان تكون له بصمته في هذه الثورة. ومن هذا الفريق أيضا من جاهر بتأييده للثورة ليس أكثر ومنه من أيد بصمت وانتظر النصر. أما الفريق الأخر المؤيد للنظام المنهار ضم كل الفئات إلا الفئة الرابعة. فالمؤيدون بشراسة، الفئة الأولى صاروا في سفينة واحدة اما النجاة جميعا أو الموت جميعا غرقا. أما الفئة الثانية، فئة الطحالب فساندت النظام وعملت قصارى جهدها لأحيائه ولما اتضحت الرؤية وصاروا يفقدون الأمل في ترميم النظام وعودته صاروا ينسلخون او يقفزون للنجاة الواحد تلو الآخر كل اختار لحظة القفز حسب قوة أيمانه. أما أنصاف المؤيدين وهي الفئة الثالثة فقد استرزقت من هذا التأييد ودر التأييد عليها النقود أو خافت فارتدت ثم ارتدت وعصفت بها الرياح لان الخوف سكن القلوب. الخوف من البطش أو خوف من المجهول فمنهم من رأى في الأمن المستتب كما يقولون خير سبب لتأييد الطاغية، انها كلمة حق أُريد بها باطل. فلم يكن هناك أمن بالمعنى الحقيقي للكلمة، فعلى سبيل المثال المساجد المحصّنة بالحديد ولا تفتح أبوابها إلا عند دخول وقت الصلاة هي دليل على غياب هذا الأمن الذي ادّعوه وتستّروا خلفه للبوح بتأييدهم للطاغية. هذا الفصيل ربما يصدُق فيما يقول لأنه لا يستطيع العيش بدون زعيم أو قائد يتدبر أمره ولو كان هذا الزعيم من ورق. فمثلا جميعنا وهم أول من يعلم ماذا صنع في زياراته التاريخية إلى ايطاليا وكيف استقبل بالتكبير عند عودته. هذه الطاعة العمياء هي نتاج القمع والوعيد على مدى عقود من الزمن فصاروا مستعمَرين في أنفسهم ويرتضون بما يمد لهم النظام، فهو عادل بالنسبة لهم مهما ظلم ولا يرون الفرق بين عدله وظلمه. هؤلاء ارتدوا يوم ان خطب فيهم الطاغية خطبته الشهيرة ونعت فيها الآخرين بالجرذان. في هذا الخطاب هدد الطاغية ووعد فارتد من ارتد. في الأيام الأولى للثورة سقطت كل المدن الليبية من قبضته وربما مغادرته إلى فنزويلا حقيقة كما أكده ضباط من ذوي الشأن. في تلك الفترة انهارت كل مراكز الأمن وبدّل رجاله ملابسهم. هذا الفريق نفخ في روحه ودبت الحياة في جسد النظام من جديد. وجل هذا الفريق لم يقف في المنتصف بل انحاز له وحمل السلاح معه وتدفق الالاف منهم إلى الجبهات. هذه الفئة يرجع لها الفضل في تمديد عمره عدة شهور أخر وربما تحمل وزرا آلاف الجرحى والشهداء. في النهاية ذهب الطاغية وكان الثمن باهض وليس لنا إلا نتركهم إلى ربهم وندعه يقتص للجميع، شهداءنا، جرحانا، أيتامنا وثكلانا. أما نحن سنلملم جراحنا ونتفرغ للبناء مستقبلنا ومستقبل أبناءنا، الذين سنعلمهم كيف يبقوا أوفياء للدماء الذكية ويحفظوا النصر العظيم الى من بعدهم.

Address

Omer Street
Tripoli
021

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when ليبيا في مخيلتي صارت واقعا posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share