Al-TOMMY CENTER

Al-TOMMY CENTER نهتم بنشر وأرشفت تاريخ القوات المسلحة الليبية والعربية وكل المنشورات من أعداد واخراج هذه الصفحة

●●●●▬▬▬▬▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬▬▬▬●●●●

░▀█▀░░░▀█▀░▀█▀░▀█▀░░▀█▀▀▀▀█░ ░░█░░░░░█░░░█░▄▀░░░░░█░░░░░░ ░░█░░░░░█░░░█▀▄░░░░░░█▄▄▄░░░ ░░█░░░░░█░░░█░░▀▄░░░░█░░░░░░ ░▄█▄▄█░▄█▄░▄█▄░░▄█▄░▄█▄▄▄▄█░

●●●●▬▬▬▬▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬▬▬▬●●●●
الاهتمامات الشخصية
نحن لا نهتم بكثرة الأعضــــاء والمعجبيــن
بل نهتم بمشاركاتكم معنا .. فلا تحرمونا منها

تمر علينا اليوم الذكري 57 للهجوم الأول من قبل القوات البحرية المصريه علي ميناء ايلات الإسرائيلي المغتصب سنة 1968.المقدمة...
15/11/2025

تمر علينا اليوم الذكري 57 للهجوم الأول من قبل القوات البحرية المصريه علي ميناء ايلات الإسرائيلي المغتصب سنة 1968.

المقدمة:
لم تكن عملية تدمير إيلات مجرّد هجوم ناجح، بل إعادة تعريف لفكرة القوة في البحر الأحمر بعد هزيمة 1967،كانت الضربة رسالة واضحة:
الموانئ المحصّنة، الأضواء الكاشفة، والقطع العسكرية الثابتة لا تمنح الأمان عندما يواجهها رجال يعرفون ما يفعلون.
منذ البداية كانت الفكرة بسيطة في ظاهرها: اختراق الميناء الأشد تحصينًا، وتدمير سفن أساسية في شبكة الإمداد الإسرائيلية.
لكن ما جرى على الأرض وتحت الماء كان أكثر تعقيدًا بكثير.

لماذا إيلات؟ الأسباب التي لا تظهر في البيانات الرسمية.

ففي مطلع 1968، شنّ الكيان الإسرائيلي عدة عمليات هجومية من البحر عبر ناقلتين بحريتين:
- الأولى “بيت شيفع” التي كانت تحمل مدرّعات برمائية.
- الثانية “بات يم” ناقلة جنود.
واستُخدمت هذه الناقلات في تنفيذ عمليات كوماندوز إسرائيلي على السواحل الشرقية المصرية، من بينها عملية استهداف رادار مصري بين أبو الدرج والزعفرانة، استمرّ الجنود الإسرائيليون في ذلك الموقع نحو 15 ساعة تحت غطاء جوي، واستولوا على معدات عسكرية.
الأمر لم يكن فقط عسكريًا، بل أيضًا إعلاميًا، إذ استُخدم الظهور الإعلامي لتسويق فكرة أن إسرائيل قادرة على غزو الموانئ المصرية.

لقد استفزّت هذه الضربات القيادة المصرية، فقرّرت أن تردّ بطريقة نوعية، فبعد تقييم البدائل، ظهر اقتراح من قائد القوات البحرية المصري بالقيام بعملية للضفادع البشرية داخل ميناء إيلات بدلاً من شنّ غارة جوية عالية المخاطر، نظراً لاحتمالات خسائر كبيرة.
الرئيس جمال عبد الناصر أيد الفكرة، وبدأت تحضيرات دقيقة بعد التأكد أن الناقلتين تخرجان من إيلات نحو شرم الشيخ ثم إلى السواحل المصرية.
يعني اختيار الهدف لم يكن انتقاميًا أو استعراضيًا، فلقد كان محسوبًا بدقة أي:
- ضرب الشريان اللوجستي الذي يغذي الجبهة عبر البحر الأحمر.
- تحييد تفوق إسرائيل الجوي عبر عمل بحري لا يعتمد على الطائرات.
- إعادة التوازن النفسي والعسكري بعد 1967 بضربة نوعية ذات أثر واضح.
- إرباك حسابات العدو عبر جعل أحد أهم موانئه مكشوفًا وغير آمن.
- كانت النتيجة: عملية منخفضة التكلفة، عالية التأثير، ومحمّلة برسالة عملياتية لا يمكن تجاهلها.

الميناء: مسرح ضيق مكتظ درجة الخطأ فيه تساوي الموت.
ميناء إيلات في نهاية الستينيات كان مقسومًا عمليًا إلى منطقتين:
منطقة عسكرية شمالية-شرقية عالية الحماية، مخصّصة للوحدات البحرية الإسرائيلية.
منطقة تجارية مركزية مزدحمة بالسفن والرافعات والشحنات.
الأخطر لم يكن التحصين وحده، بل طبيعة المكان: خليج ضيق، مياه متحركة، أضواء كاشفة ثقيلة، أبراج مراقبة، دوريات ليلية، وضوضاء مستمرة تجعل أي صوت غريب قابلًا للاكتشاف. ورغم ذلك حمل هذا الازدحام ثغرة واحدة: كثرة الحركة التجارية تجعل المكان قابلًا للاختراق إذا تمّت مراقبة الإيقاع جيدًا من بعيد.

الاستخبارات: من عمّان إلى القاهرة
تم الاعتماد على المخابرات المصرية في الأردن لتنفيذ استطلاع أولي دقيق، الرائد رضا حلمي قائد لواء الوحدات الخاصة قاد مهمة سرّية إلى ميناء عقبة، حيث تظاهر بأنه ضابط إشارة، وراقب مداخل إيلات وسجّل تحركات السفن.
استُخدمت تلك المعلومات الاستخباراتية لتصميم خطة الهجوم بدقة، بما في ذلك توقيت المغادرة والمسارات والقوارب.
بالتوازي جرى في القاهرة إعداد نماذج مائية مطابقة لشكل الميناء، حيث تدربت قوات الضفادع البشرية على نفس المسافات والظروف.
المهندس البحري أسامة مطاوع لعب دورًا محوريًا في تحسين أداء الزوارق المطاطية عمل على كتم صوت المحرك لتجنّب الكشف، وهي خطوة تمثّل اهتمامًا دقيقًا بأدق التفاصيل التقنية التي قد تكون فارقة في نجاح العملية.

القوة المنفّذة: أسماء لم تضِع رغم الغوص في العتمة
مجموعات العمليات:
قائد سلاح البحرية وقيادة العمليات اللواء محمود فهمى.
قائد العملية رائد بحري رضا حلمى.
قائد التدريب رائد بحري مصطفى طاهر.
رئيس الأركان خليفة جودت.

المجموعة الأولي ميناء العقبه:
ملازم عمر عز الدين.
رقيب محمد العراقي.

المجموعة الثانية ميناء العقبه:
ملازم حسنين جاويش.
رقيب عادل البطراوي.

المجموعة الثالثة ميناء العقبه:
ملازم نبيل عبدالوهاب .
الرقيب فوزي البرقوقي (الشهيد الوحيد في العملية).

المجموعة الرابعة كانت بالغردقه (شرم الشيخ ولم تشارك) :
ملازم عبد الرؤوف سالم.
مساعد عبده مبروك.

المجموعة الخامسة كانت بالغردقه (شرم الشيخ ولم تشارك):
ملازم أول رامي عبد العزيز.
الرقيب فتحي محمد أحمد.

المجموعة السادسة كانت بالغردقه (شرم الشيخ ولم تشارك):
ملازم أول عمرو البتانوني.
رقيب علي أبو ريشة.

مهندس العملية :
مجند مهندس أسامة مطاوع.
عريف محمد محمد جودة.

الدليل الصحراوي:
الشيخ البدوي سالم سلامه ابوعكفة.

المجموعة المعاونة:
نقيب مخابرات حربية /أبراهيم الدخاخني.
نقيب صاعقة امير يوسف.
نقيب صاعقة علي عثمان بلتك.
النقيب احمدعلاءالدين قاسم.

اختيروا لأنهم قادرون على العمل في بيئة لا تمنح فرصة ثانية: خطأ واحد يعني فشل المهمة وموت الجميع.

التحشيد والتنقُّل السري.
بدأ التنفيذ فعليًا بين 14 و15 نوفمبر 1969، مع اكتمال الفريق وتدريب الضفادع، بتوجه المجموعات على إحدى طائرات النقل المصرية، إلى إحدى المطارات العراقية، على زعم أنهم أفراد من منظمة فتح الفلسطينيه، وأن الصناديق التي بحوزتهم هي معدات خاصة بالمنظمة، ثم انتقلوا إلى بلدة “الطفيلة” بالأردن، حيث تجمعوا انتظاراً لوصول باقي أفراد الضفادع من القاهرة .
استخدم المهاجمون تغطية مدنية أغلبهم سافروا بجوازات مدنية من القاهرة إلى عمّان، بدعوى السياحة. أقاموا في بيت تابع للسفارة المصرية في الأردن ثلاث ليالٍ لتعزيز التخفي.
في مساء 14 نوفمبر، انطلقت المجموعة من عمّان إلى العقبة عبر الصحراء بدعم من دليل صحراوي بدوي، الشيخ سالم أبو عكفة، لتجنّب الطرق التقليدية المكشوفة.
حتى وصلوا إلى مكانهم حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهر يوم 15 نوفمبر، إذ كان المفترض أن يتم تنفيذ العملية الليلة التالية، حتى ينال الأفراد قسطاً من الراحة، ولكن قائد العملية قرر تنفيذها في الليلة نفسها، خشية أن يحدث أي تغيير في الموقف .
و بعد أن صدرت إلاشارة متفق عليها من إذاعة صوت العرب بالقاهرة وكانت أغنية «بين شطين وميه» للمطرب محمد قنديل، وكانت هذه الأغنية تعنى أن الأهداف موجودة فى مكانها، أما أغنية «غاب القمر يا ابن عمى» لشادية، فتعنى أنها غير موجودة.

ليلة البحر الثقيلة
ليلة 15-16 نوفمبر، تحركت مجموعات الضفادع البحرية إلى الزوارق المطاطية عند الساعة الرابعة والنصف بدأ الإبحار. البحر كان صعبًا رياح قوية وموج متقلب، لكن الضفادع تغلّبت، وقطّعت مسافة إلى ميناء إيلات في نحو ثلاث ساعات.
عند الوصول، غاصت المجموعات إلى الماء قرب رصيف الميناء (حوالي كيلومترين من الأرصفة) وشرعت في ملغمة السفن. هدفهم كان الميناء التجاري (وليس الميناء العسكري) لأن الملاحة التجارية كانت محورية لجهود اللوجستيات العسكرية الإسرائيلية.
تم تلغيم سفينتين تعرفت المصادر المصرية على أسمائهما: “هيدروما” و”داليا”.
كانت هناك تعليمات صارمة إن لم يُعثر على القارب المطاطي للعودة، فينبغي السباحة إلى الشاطئ الأردني، وتسليم الذات للسلطات الأردنية والإدّعاء بأنهم ضباط ضفادع بشرية مصرية أُلقي بهم بطائرة هليكوبتر لتنفيذ المهمة ولم يُعادوا.
في هذه المهمة، كان الرائد إبراهيم الدخاخني في انتظار بالميناء الأردني لدعم مثل هذه السيناريوهات.
عند حوالي الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق مساءً، وصلت المجموعات إلى مدى قريب جدًا من السفن (حوالي 150 مترًا) غاصت الفرق، وبدأت تثبيت المتفجّرات. بعدها بدأوا رحلة العودة سباحة.
وفي حوالي 01:13 فجر 16 نوفمبر دوى أول انفجار ضخم، تلاه انفجارات أخرى، ليصل المجموع الكلي إلى نحو خمس انفجارات.
فالسفن المستهدفة كانت:
داليا — سفينة شحن لوجستي محوري.
هيدروما — سفينة إسناد وإمداد.
سفينة ثالثة متوسطة الحمولة أصيبت بأضرار معقولة.
فعملية اللصق كانت دقيقة الشحنات ثُبّتت تحت خط الماء عند نقاط محسوبة لخلخلة البدن وإحداث عطب لا يمكن إصلاحه سريعًا، والمؤقتات ضُبطت لتنفجر بعد ساعات، ما يمنح القوة وقتًا للانسحاب ويُربك التحقيق الإسرائيلي فور الانفجار.

بطولات الأفراد والعودة:
في المجموعة الأولى، نضب الأكسجين في جهاز زميل صف الضابط، فصعد الزميل إلى السطح، لكن الملازم أول عمر عزالدين أمره بالعودة، ثم أكمل عزالدين التلغيم منفردًا، ونزع تيل الأمان من اللغم، وبعدها سعى إلى نقطة الالتقاء لكن لم يجد القارب، فسبَح إلى الشاطئ الأردني وسلم نفسه للسلطات هناك.
المجموعة الثانية أنجزت مهمتها أيضًا، لكن عند العودة لم تجد القارب المطاطي، فسبَحوا إلى العقبة واختبأوا في مبنى مهجور حتى الصباح.
المجموعة الثالثة الرقيب فوزي البرقوقي وهو المكلف بتلغيم السفينة “داليا”، استُشهد، لم يكن السبب إطلاق نار كما صورت بعض الأفلام، بل تسمّم الأكسجين تحت الماء، على الرغم من التعب، أصر البرقوقي أن يثبت اللغم في الجزء الأخير من السفينة، ورفض الصعود إلى السطح لتجنّب كشف الموقع. زميله، الملازم أول نبيل عبدالوهاب، سحب جثمانه وسبَح به نحو السواحل الأردنية لمسافة طويلة جدًا، حتى وصل إلى العقبة.
في تقارير لاحقة قال إنهما "يا نعيش سوا يا نموت سوا" مشاعر الحزن على رفيقه والفرح الناجم عن النجاح تداخلت أثناء السباحة.
بعد الانفجارات، نُقل الابطال إلى مبنى الاستخبارات الأردنية في عمّان، هناك، قدّم الأردنيون لهم ملابس مدنية بدلاً من ملابس الغطس، وسُمِعوا الانفجارات من الشاطئ الأردني، حيث وقفوا يراقبون أعمدة الدخان ووميض الانفجارات العابرة.

ما بعد العملية النتائج والتداعيات
العملية نجحت بتدمير السفن وإلحاق أضرار جسيمة، فالإعلان المصري جاء مساء نفس اليوم، وأثار ضجة كبيرة في الأوساط العسكرية والإعلامية.
العدو الإسرائيلي تأثر بشدة أمر بعدم بقاء الناقلتين “بيت شيفع” و”بات يم” في ميناء إيلات بين الليل والنهار، بل وجّههما للتجوّل ليلاً فقط، خشية من هجمات الضفادع في الليل.
موشى ديان، وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك، وصف منفّذي العملية بكلمات قاسية:
“إما لديهم مستوى فني وتقني عال جدًّا، أو أنهم مجانين.”
هذا القول يعكس تقديرًا، وإن كان غاضبًا، لجرأة المصريين وكفاءتهم.
كما كرّم الرئيس جمال عبد الناصر ابطال الضفادع البشرية بعد العملية، ومنح الشهداء نوط الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى تقديرًا لشجاعتهم ومهارتهم.
بعد هذه العملية، استُكملت سلسلة من الهجمات اللاحقة على «بيت شيفع» و”بات يم” من نفس الوحدة، ما أظهر أن رد الفعل لم يكن لمرة واحدة فقط، بل استراتيجية مستمرة.

الخلاصة المضمون والدروس الكبرى:
هذه العملية تمثل أكثر من إنجاز عسكري؛ هي درس في الإيمان بالقضية، والتضحية من أجل الوطن، والعمل الجماعي تحت أقسى الظروف.
الضفادع البشرية المصرية لم تنفذ المهمة طمعًا في مال أو سلطة، بل بدافع وطني وإيمان قوي، رغم الإمكانيات المحدودة، استطاعوا استخدام التخطيط الدقيق والتكتيك الذكي والجرأة المثالية لصناعة نصر نوعي.
إن حديثنا اليوم عن هذه العملية يجب أن يكون فخرًا واضحًا، ليس فقط بدماء الشهداء، بل بأن هناك أجيالًا صنعت من القليل الكثير، وقدّمت كل شيء لخدمة الوطن والكرامة.
القوة في البحر ليست دائمًا في حجم القطع البحرية ولا في عدد الصواريخ، بل في قدرة المقاتل على اتخاذ قرار في الظلام دون أن تنتظره مكافأة أو شهرة.
عملية إيلات مثال نادر على عملية خاصة ناجحة صُمّمت بعقل، ونُفذت بصبر، وانتهت بدرس لا يزال قائمًا: الميناء المحصّن ليس آمنًا إذا كان من يقف ضده قادرًا على التفكير والعمل خارج التوقع.

المصادر:
1- بوابة الأهرام – ملف عملية تدمير إيلات – سعيد الشحات.
2- اليوم السابع – سلسلة “ذات يوم” عن عمليات الضفادع البشرية 1969–1970 – سعيد الشحات.
3- السياسة الدولية – دراسات حرب الاستنزاف – مركز الأهرام.
4- مقابلات الضباط عمر عز الدين، نبيل عبدالوهاب، حسنين جاويش — منشورة صحفيًا.
5- أرشيف القوات البحرية المصرية — شهادات تكتيكية وهندسية حول العملية.
6- Jewish Telegraphic Agency (JTA) – Archive Reports, November 1969
7- Associated Press – Middle East Dispatches, 16–17 November 1969
8- British Pathe – Film Archive: “Israel: Eilat Explosion Footage – 1969”
9- The Jerusalem Post – Contemporary Reports on the Eilat Attack, 1969
10- US Naval Institute (USNI) – Historical Notes on Arab-Israeli Naval Incidents
11- Israel State Archives – War of Attrition Documents (Maritime Section)
12. مذكرات ضباط البحرية المصرية – دار المعارف
13. دراسة: العمليات البحرية في حرب الاستنزاف – كلية القادة والأركان المصرية

والي لقاءا تاريخيا اخر وتحليل حدث عربيا نفتخر به جميعا، مع تحياتي AL-TOMMY CENTER.

صقور صنعت السيادة: قصة الميغ-25 الليبية.. وعهد التحدي في سماء المتوسط.​المقدمة: الردع الذي غيّر مسار السفن.​في مطلع الثم...
11/11/2025

صقور صنعت السيادة: قصة الميغ-25 الليبية.. وعهد التحدي في سماء المتوسط.

​المقدمة: الردع الذي غيّر مسار السفن.
​في مطلع الثمانينيات، حين كانت ليبيا في ذروة قوتها الجوية، لم يكن التحليق فوق المتوسط حدثًا عابرًا.
كانت سماء ليبيا مرصودة بالكامل بعزيمة الرجال الذين جعلوا منها مجالًا مُحرَّمًا.
​عندما كانت سماء ليبيا وخليج سرت تشهد مواجهات متكررة على السيادة، كانت ليبيا تمتلك ما يُعد أيقونة العصر في سباق التسلح والتحدي الجوي: طائرة ميكويان-غوريفيتش ميج-25 (MiG-25 Foxbat).
هذا ليس مجرد سلاح، بل كان رمزاً لإرادة التحدي الليبي لأكبر القوى العالمية، ورمزًا لهيبة الردع الليبي؛ فمجرد ظهورها في الأفق كان كفيلًا بتغيير مسار القطع البحرية الأمريكية جنوب المتوسط.

​الميغ-25 في سلاح الجو الليبي: قوة استراتيجية.
​انضمت MiG-25 Foxbat إلى الخدمة في القوات الجوية الليبية (LAAF) نهاية السبعينيات ضمن صفقات استراتيجية مع الاتحاد السوفييتي، لتشكل العمود الفقري للدفاع الجوي عالي السرعة والاستطلاع بعيد المدى.
​أهم الخصائص التي ميزتها:
- ​السرعة والارتفاع: قدرتها الخارقة على الوصول إلى سرعة ماخ 2.83 (أكثر من 3000 كم/ساعة) وارتفاع تحليق يتجاوز 20 كيلومترًا برادار قوي وصواريخ بعيدة المدى من طراز R-40، جعلتها هدفاً صعب المنال للمقاتلات الغربية.
- ​النسخ المُتخصصة:
​الطراز MiG-25R/RB (استطلاع/قاذف): لمهام التصوير وجمع المعلومات الاستخباراتية.
​الطراز MiG-25PD/PDS (اعتراض): لمهام حماية الأجواء والتعامل مع التهديدات.
- ​العدد والتمركز: امتلاكها نحو 80 طائرة وضع ليبيا ضمن نخبة الدول القليلة التي امتلكت مقاتلات من هذا الطراز الاستراتيجي، موزعة على قواعد مثل معيتيقه والجفرة وبنينة والقرضابية.

​الصورتان: شهادة البحرية الأمريكية على تفوق الميغ الليبية.
​اللقطتان التاريخيتان المرفقتان في هذه الصورة المركبة من قبلنا ليستا إلا جزءاً من سجلات البحرية الأمريكية نفسها لمن يصدقهم علي حساب سجلاتنا.
لقد اضطر الطيارون الأمريكيون لتصوير طائراتنا لتوثيق اعتراضها كـ"أهداف معادية" فوق المياه الدولية، وهو ما يوثق نجاح الميغ الليبية في الوصول إلى مناطق المناورات الأمريكية:
​1. الصورة العلوية: تحدي الاستطلاع (أغسطس 1981)
- ​الحدث: حادثة خليج سرت (18 أغسطس 1981).
- ​الطائرة: MiG-25R (استطلاع) بالرقم 504.
- ​العمل البطولي: الطيار الليبي لهذه الطائرة نفذ مهمة استخباراتية عالية الخطورة، اخترق المنطقة بسرعة خارقة لتصوير موقع وتشكيل حاملتي الطائرات الأمريكيتين (USS Nimitz و USS Forrestal) بالمياه الدولية.
كانت الطائرة رقم 504 ضمن الأسراب التي نفذت مهام استطلاع تكتيكية على ارتفاعات شاهقة تجاوزت 70 ألف قدم.
- ​النجاح التكتيكي: مثّل هذا الحدث أول اختبار فعلي للميغ-25 الليبية، فلقد نجح الطيار في إنجاز المهمة، وتجنب الاشتباك قبل العودة إلى القاعدة، ما اعتُبر نجاحًا تكتيكيًا أثبت قدرة الطائرة على العمل في بيئة تهديد عالية دون أن تُسقط.
-
​2. الصورة السفلية: تحدي الاعتراض (يناير 1986)
- ​الحدث: عملية "Attain Document II" (26 يناير 1986).
- ​الطائرة: MiG-25PDS (اعتراض) بالرقم 6716 ضمن السرب 1025.
- ​العمل البطولي: كانت هذه الطائرة ضمن مجموعة أقلعت لاعتراض الطائرات الأمريكية (F/A-18 Hornet و F-14 Tomcat) أثناء المناورة البحرية الأمريكية التي سبقت اشتباك خليج سرت الثاني.
واجهت الطائرة 6716 مقاتلات F-14 Tomcat من السرب VF-102، وتم تسجيل محاولة قفل راداري متبادل قبل أن تعود الطائرات الليبية إلى عمق المجال الجوي.
- ​نتيجة التحدي: بالرغم من التفوق الإلكتروني الأمريكي، أظهرت الميغ-25 أداءً ممتازًا في الارتفاع والسرعة، مما دفع البنتاغون آنذاك إلى إعادة تقييم تهديد الطراز Foxbat في البحر المتوسط.

​خلاصة التحدي: مشروع سيادة في الجو.
​لقد كانت طائرات الميج-25 بمثابة خط أحمر متحرك في سماء ليبيا. إن وجودها لم يكن مجرد استعراض، بل كان رادعاً فعّالاً أجبر الدول الكبرى على حساب كل خطوة في المنطقة، وكرس مشروع سيادة حقيقية في الجو.
​التحدي الأكبر كان في كيف يمكن لدولة نامية مثل ليبيا وقتها أن تمتلك أسرع مقاتلة في العالم، وتُشغّلها بكوادرها الوطنية، وتفرض وجودها في سماء المتوسط أمام أعتى الأساطيل.

​شكر مستحق لأبطالنا: صقور الجو وعمالقة الصيانة.
​إن هذه القصص البطولية لم تكن لتتحقق لولا سواعد وعقول وطنية أثبتت أن الإرادة الليبية لا تُقهر:
​للطيارين الأبطال: تحية إجلال لصقور الشجعان الذين قادوا هذه الآلة المعقدة ببراعة واقتدار، وواجهوا أحدث التكنولوجيا الغربية بمهاراتهم وجرأتهم الفائقة.
​للمهندسين والفنيين الأوفياء: تحية تقدير خاصة للطواقم الأرضية التي عملت في ظروف صعبة، وحتى في ظل حظر دولي على قطع الغيار نهاية الثمانينات، لقد نجحوا في المحافظة على هذه الطائرات في أعلى مستويات الجاهزية التشغيلية لسنوات، جاعلين سماء ليبيا محرماً على الأعداء.

الخاتمه:
​لقد كان سلاح الجو الليبي وقتها مدرسة في الإصرار ودرعًا حقيقيًا للسيادة فمن طائرة 504 في 1981 إلى 6716 في 1986، يبقى إرث الميغ-25 شاهدًا على زمنٍ كانت فيه السماء الليبية حمراء الخطوط... لا تُخترق.
​ليكن هذا السجل دافعاً لنا لاستعادة مكانة بلادنا ودرساً بأن الإرادة الوطنية تصنع المعجزات.

المصادر:
- Scramble.nl، Military Watch Magazine
- The Aviation Geek Club – 70 Libyan Fighters Scrambled, 1981)
- MyCity-Military Forum – MiG-25 Foxbat dossier)

​مع تحيات AL-TOMMY CENTER

اليوم تمر علينا الذكري 221 علي أسر الفرقاطه فيلادلفيا الامريكيه من قبل البحاره الليبيين قبالت سواحل طرابلس. هي حرب تعرف ...
31/10/2025

اليوم تمر علينا الذكري 221 علي أسر الفرقاطه فيلادلفيا الامريكيه من قبل البحاره الليبيين قبالت سواحل طرابلس.

هي حرب تعرف بالتاريخ بحرب السنوات الأربع و كانت هذه الحرب أول حرب لأمريكا في البحر المتوسط و أول حرب مع دولة مسلمة و عربية .

كانت ليبيا في ذلك الوقت تحت حكم الأسرة القرامانلية، التي كانت تدير البلاد بصورة منفصلة إداريا عن الدولة العثمانية ، وكان اسم الحكم انذاك " يوسف باشا القرامالي" (1795 -1832) .

حيث كانت الأساطيل الليبية تقوم بحماية السفن التجارية التي تعمل في البحر المتوسط مقابل رسوم تدفع لها من قبل الدول الأوروبية لحماية سفنها من القراصنة الذين كانو يجوبون البحر المتوسط.

ففي أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا عن إنجلترا سنة 1776 ترفع أعلامها لأول مرة سنة 1783م، وتجوب البحار والمحيطات.

المقدمه التاريخه للاحداث:

تم توقيع معاهدة السلام والصداقة بين ولاية طرابلس والولايات المتحدة الأمريكية، في مدينة طرابلس مع "يوسف باشا القرامالي".

من 4 نوفمبر 1796 الي 3 يناير 1797، وتم تصديقها من مجلس الشيوخ الأميركى في 7 يونيو 1797 ووقع عليها الرئيس "جون ادامز" في 10 يونيو 1797.

وعلى الرغم من امتناع ولاية طرابلس عن مهاجمة سفن الولايات المتحدة طيلة عام كامل، إلا أنها لم تحصل على إتاوة سنوية مجزية، أسوة بحكام الجزائر وتونس.

ففي 1801، طلب "يوسف باشا" زيادة الجزية المدفوعة إلى 225,000 دولار، من الرئيس الامريكى "توماس جيفرسون"، ولكن الرئيس "جيفرسون" المنتخب حديثا تجاهل هذه المطالب.

فغضب حاكم ولاية طرابلس ، لمماطلة الولايات المتحدة في دفع أتاوة مناسبة نظير حماية ومرور سفنها في البحر المتوسط بسلام، وهو واقع كان سائدا وتواصل في المنطقة منذ القرن السادس عشر حتى التاسع عشر.

وفي 6 فبراير 1802، شرَع الكونغرس قانونا لتجنيب التجارة الأمريكية وبحارة الولايات المتحدة من خطر الطرادات الطرابلسية.

اعلان الحرب من قبل طرابلس :

فلقد حطم جنود "يوسف باشا القره ماللي"، في 14 مايو 1801 سارية العلم الأمريكي أمام قنصلية الولايات المتحدة في طرابلس، إيذانا بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعلانا للحرب ضدها في المتوسط.

ولقد قام القنصل الأمريكي في طرابلس "لوكاس"، بمقابلة الباشا عارضا احتجاج دولته الرسمي على الإهانة التي لحقت بالعلم الأمريكي، وطلب اعادة البضائع التي غنمت من السفن الأمريكية. فقال له الباشا:

«أيها القنصل لا توجد أمة أريد معها الصلح مثل أمتكم، وكل دول العالم تدفع لي ويجب ان تدفع لي أمتكم.

فقال القنصل:
«لقد دفعنا لك كل ما تعهدنا به اليك ولسنا مدينين بشيء.

فرد الباشا متهكما:
«في ما يتعلق بالسلام قمتم فعلا بدفع اللازم، أما في ما يتعلق بالمحافظة على السلام فلم تدفعوا شيئا».

وانطلقت بعدها السفن الطرابلسيه تجوب البحر بحثا عن السفن الأمريكية للاستيلاء عليها و غنمها، وإجبار حكومة واشنطن على دفع جزية سنوية مجزية.

اعلان الحرب من قبل الامريكان :

وأعلن حينها الرئيس الأمريكي "توماس جيفرسون"، الذي باشر للتو أعماله الرئاسية كثالث رئيس للولايات المتحدة، يأمل بإرسال أفضل قواته إلى البحر المتوسط، كي تعزز هذه القوة من هيبة الولايات المتحدة في المنطقة، وقال الرئيس موجها كلامه لنائبه ووزير دفاعه في مكتبه الرئاسي.

"سوف نلقن هذا الأبله، ويقصد حاكم طرابلس، درسا لن ينساه في فنون القتال".

"وسنجعله نصرا مدوياً ندشن به حقبة جديدة لأسطولنا وتواجدنا العسكري في أكثر مناطق العالم حيوية، وبهذا أيها السادة نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو بناء الامبراطورية الأمريكية"

وتوجه أسطول بقيادة الأدميرال "ريتشارد ديل" ، يتكون من 4 سفن حربية في طليعتها الفرقاطة "يو إس إس فيلادلفيا"، التي تحمل 44 مدفعا نحو السواحل الليبية ثأرا للإهانة التي وجهها إليها باشا طرابلس.

وبهذه الاحدث بدأت حرب السنوات الأربع بين ولاية طرابلس والولايات المتحدة (1801 – 1805).

الفرقاطة فيلادلفيا (بالإنجليزية: USS Philadelphia)‏:

كانت فرقاطة بحرية تحمل 44 مدفعًا، تم تسميتها نسبة إلى مدينة فيلادلفيا ، وكانت قد بنيت بين عامي 1798-1799 لحكومة الولايات المتحدة من قبل مواطني مدينة فيلادلفيا، بنسيلفانيا.

وقام بتصميمها المهندس البحري الأمريكي "جوزيف فوكس" (1763-1847) ، في حين تولى الإشراف على بنائها "صأمويل همبفريز" (1778-1846) وهو مهندس من سلاح البحرية الأمريكية، إضافة "لنثانيان هوتن" و"جون دلفو".

بدأ العمل في إنشائها في 14 نوفمبر 1798 وانطلقت في 28 نوفمبر 1799، وفي 5 أبريل 1800 تم تكليف القبطان" ستيفن ديكاتور" (1752-1808) بقيادتها.

بلغ وزن الفرقاطة فيلادلفيا 1,240 طن، فيما بلغ طولها 40 مترًا، أما عرضها فبلغ 11.9 أمتار، عمقها كان يبلغ 4.1 متر. كان طاقمها مؤلفا من 307 فرد بينهم ضباط. أما ترسانتها فكانت مكونة من مدافع 18×28 و 16×32.

ولتصل إلى جبل طارق في 24 أغسطس، وكانت تحت قيادة القبطان "وليام باينبريدج" (1774-1833).

المعارك والاحداث :

ووصلت سفن الأسطول الأمريكي إلى المنطقة وبدأت عملياتها العسكرية بصب حُممها على السرايا الحمراء في طرابلس، مقر حاكمها يوسف باشا.

أسر فيلادلفيا :

في يوم 31 أكتوبر 1803 انقلبت مجريات الأحداث رأسا على عقب، حيث خرج ربابنة البحرية الليبية بقيادة" الريس زريق"، في عدة مراكب شراعية صغيرة وقاموا باستدراج الفرقاطة فيلادلفيا إلى مياه صخرية ضحلة حيث علقت، وشُلت حركتها على بعد نحو ثلاثة أميل ونصف الميل من سواحل طرابلس.

حاول قبطان فيلادلفيا "وليام باينبريدج" تعويم الفرقاطة التي تعرضت في تلك الآونة إلى هجوم عنيف من زوارق البحرية الليبية، إلا أنه فشل في ذلك.

فقرر وجنوده الاستسلام ، وبالمحصلة وقع 307 بحارا أمريكيا في قبضة الطرابلسيين.

وتم فرض الإقامة الجبرية في القنصلية الأمريكية على الضباط ، فيما استُغل البحارة الآخرون في الأعمال الشاقة، وبقي الجميع في الأسر حتى نهاية الحرب.

مابعد الاسر:

استعر غضب الأمريكيين وسعوا بكل الوسائل إلى استعادة فيلادلفيا التي أطلق عليها يوسف باشا اسما جديدا هو هبة الله، إلا أنهم حين تيقنوا من استحالة المهمة، أرسلوا في 16 فبراير 1804 فرقة من 70 جنديا بقيادة الملازم "ستيفن ديكاتور" على متن "Tripolitanian Mastico"، وهي سفينة صغيرة كانت سيطرت عليها البحرية الأمريكية في وقت سابق قبالة سواحل طرابلس.

نجح البحارة الأمريكيون في التسلل، ورست سفينتهم التي مُنحت اسما جديدا هو "USS Intrepid"، قرب فيلادلفيا، ومن ثم صعدوا إليها وأشعلوا النيران في أرجائها قبل انسحابهم، ولم يتبق منها إلا صاري ضخم انتزعه الليبيون ووضعوه فوق سطح السرايا الحمراء وهي لازالت هناك لحد الان.

بقيت الاحداث:

لم تنته متاعب البحرية الأمريكية عند هذا الحد، فبعد سلسلة من المعارك والاشتباكات التي لم تفض إلى نتائج حاسمة، لجأ الأمريكيون من جديد إلى السفينة "USS Intrepid" وملؤها بالمتفجرات وأرسلوها إلى ميناء طرابلس في محاولة لتفجير أسطول طرابلس.

إلا أن قذيفة مدفعية انطلقت من الساحل أصابت هدفها ودمرتها وقتلت 5 بحارة أمريكيين من طاقمها، بينهم 3 ضباط، دفنوا في مقبرة شط الهنشير، شرق العاصمة طرابلس.

بعض من أسماء الرياس الذين اسروا السفينة ڤيلادليڤيا في مثل هذا اليوم بتاريخ 31 أكتوبر 1803م:

1- الريس محمد الزريق.
2- الريس عمر الشلي .
3- الحاج احمد القريو .
4- الريس رجب الهنشيري .
5- الريس عمر التاجوري .
6- الرايس محمد الداقيز " الكبير "
7- الرايس محمد الداقيز " الصغير "
8- الرايس محمد الدبسكي .
9- الرايس محمد بالحاج .
10- الرايس محمد الزقوزي.

من بين القتلى الامريكان :
- الكابتن ريتشارد سمرز
- جيمس دكاتشر
- جيمس كالدوال
- هنري وادسورث
- جوسف إزرائيل
- 25 بحار.
- 1 من مشاة البحرية.
-
وبعضا من المصابون من الامريكان:
- الكابتن ستفن دكتشر
- الكابتن إيزاك هاپس
- جون تريپ.
- 15 بحار.
- 4 من مشاة البحرية.

معركة درنه:

بعد فشل الامريكان في مهمتهم احتلال طرابلس او حتي حصارها، فقامو بغزو لمدينة درنة الواقعة شرق ليبيا بالتواطئ مع الأخ الأكبر للباشا.

حيث كان أحمد باشا، المقيم في مصر، والذي يعتبر نفسه أحق بالعرش من أخيه الأصغر يوسف باشا، الذي انقلب عليه و أقصاه عن الحكم، لينفرد به لوحده.

فخطط الأمريكيون من خلال سفيرهم في تونس "وليم ايتون" لتغيير نظام طرابلس، عبر إقناع "أحمد باشا القراملي"، بأنهم قادرون على تتويجه على عرش طرابلس بعد التخلص من أخيه يوسف، فقبل.

و جهزت قوة من المرتزقة بقيادة ضابط الجيش الأميركي "وليام ايتون"، و تعتبر هذه الفرقة هي أول فرقة مشاة بحرية أمريكية (مارينز).

و هاجمت شرق ليبيا و غزت مدينة درنة النائية و هى مدينة صغيرة على البحر المتوسط، و تبعد عن طرابلس العاصمة أكثر من ألف كم، و رفع علم الولايات المتحدة على قلعة درنة للاحظات، و بذلك اعتبرت أول قطعة أرض تحتلها الولايات المتحدة في تاريخها.

وعقب معركة درنة فرضت القوات الطرابلسيه، حصارا على القوة الغازية الموجودة فيها، فعمدت الولايات المتحدة إلى المفاوضات، والاستسلام بالاخر.

نهاية الحرب :

انتهت تلك الحرب بتوقيع اتفاقية طرابلس في 10 يونيو 1805، وأنسحب الأمريكيون إثرها من مدينة درنة، وتم تبادل الجانبان للأسرى، وتدفع بموجبها أمريكا تعويضا عن كل جندي قتل و تدفع أيضا الجزية مُضَاعَفَة عن السابق

نتائج تلك الحرب :

التزمت الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية مقابل عدم التعرض لسفنها، وكانت الغرامات المالية تقدر بثلاثة ملايين دولار ذهبا، وضريبة سنوية قدرها 20 ألف دولار سنويا.

وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الجزية حماية لسفنها لطرابلس حتى سنة 1812م، حيث سدد القنصل الأمريكي في 62 ألف دولار ذهبا، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي تسدد فيها الضريبة السنوية.

وهذه الاتفاقيه التاريخيه هي اعلان هزيمة واستلام لشروط باشا طرابلس الا فرضها عليهم من قبل الحرب.

اثار تلك الحرب:

لعل ساري السفينة فيلادلفيا فوق قلعة السرايا الحمراء بالعاصمة الليبيه طرابلس الان، هو خير شاهد عن تلك الاحداث.

لقد أقام الامريكان نصبا تذكاريا لقتلاهم في حرب السنوات الأربع أطلق عليه اسم "نصب طرابلس"، الذي شُيد في عام 1806، وهو الان بمقر الأكاديمية البحرية في أنابوليس بولاية ماريلاند، بعد أن نُقل من العاصمة واشنطن عام 1860.

ولقد تركت تلك الحرب آثارها في تاريخ البحرية الأمريكية، ولا يزال نشيد مشاة البحرية الأمريكية يُذكر بهذه المغامرة الفاشلة من خلال مقطع يقول:

"من قاعات مونتيزوما (قصر بالعاصمة المكسيكية) إلى شواطئ طرابلس نحن نخوض معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر".

النشيد بالإنجليزية :
From the Halls of Montezuma,
To the Shores of Tripoli,
We fight our country's battles,
In the air, on land and sea;
First to fight for right and freedom
And to keep our honor clean;
We are proud to claim the title
of United States Marine.

الخلاصة:

هذه الملاحمة توضح لنا مدى جهلنا بالتاريخ القديم و الذى تعمد أعداؤنا إخفاءه أو تشويهه، وايهام البعض بأن الامريكان كانو يقاتلون في قراصنة ومرتزقه، ولكنهم كانو في مواجهات مع ابناء هذا البلد المعطاء الذين فرضو السياده والسيطره واجبرو في النهاية الامريكان علي الاستسلام ودفع الجزيه مضاعفة وهم صاغرين.

فنترحم علي كافة الشهداء عبر العصور الذين كانت تضحياتهم من اجل ليبيا.

المصادر :
من مقالات وكتب متنوعه تتحدث عن تلك الحرب.

والي لقاء قريب ومع تحليل جديد لحدث تاريخي مر علي هذه البلاد، ومع تحياتي AL-TOMMY CENTER.

تمر علينا اليوم الذكري 115 لمعركة من معارك الجهاد الليبي ضد الغزو الايطالي وهي معركة الهاني (شارع الشط).فمعركة الهاني (ش...
23/10/2025

تمر علينا اليوم الذكري 115 لمعركة من معارك الجهاد الليبي ضد الغزو الايطالي وهي معركة الهاني (شارع الشط).

فمعركة الهاني (شارع الشط) تعتبر من أشرس المعارك التى خاضتها إيطاليا ضد المجاهدين، في المرحلة الأولى من مراحل الجهاد.

وحدثة هذه المعركة يوم الاثنين 29 من شوال 1329 هـ الموافق 23 أكتوبر 1911م.

وهي ثاني المعارك الكبرى التي تجري حول مدينة طرابلس، خلال الشهر الثاني للغزو الإيطالي، حيث كانت اول معركة هي أبو مليانة بطرابلس يوم 9-10-1911، ومنطقة الهاني كانت نفس الميدان الذي جرت فيها معركتان وهي:

1- الهاني- شارع الشط 23 أكتوبر 1911م.
2- والهاني- أبي مليانة 26 أكتوبر 1911م.

ولاننسي بأنه بشهر اكتوبر من سنة 1911 كان شهر الجهاد واللحمه الوطنيه والعزه والفخر وحدثة به اعنف واشرس وافخر المعارك وهي:
1-معركة أبو مليانة بطرابلس يوم 9-10-1911.
2- معركة جليانة ببنغازي يومي 19و 20-10-1911.
3- معركتي الهاني بطرابلس يوم 23 و 26-10-1911.
4. معركة المرقب بالخمس يوم 23-10-1911.

فالعزه والشرف لمن كان همه ليبيا اولا واخير، وهنا شرح تفصيلي لاحد تلك الملاحم الوطنيه.

مقدمة تاريخه لسير الاحداث قبل المعركة:

بدء الهجوم الايطالي علي مدينة طرابلس في تمام الساعة 2,30 من ظهر يوم الثلاثاء 3 أكتوبر 1911، وبدء بوسط المدينة والقلعة، واستمر حتى يوم الخميس، ووصل الأمر بالقتال من الحكومة التركية بعد بدء الهجوم بساعات عن طريق تونس، فلم تتمكن الحامية من اعداد استراتيجية محددة للدفاع والانسحاب ووضع خطط بديله .

ونزلت القوات البحرية الايطالية، الى المدينة يوم الخميس 5 أكتوبر 1911، بإنزال أولي قدره 1732 فردا منتشرين في المدينة لبناء الحصون والمواقع والاستيلاء على أهم المواقع فيها وهي:
1- منطقة أبومليانة: للسيطرة على موارد المياه في المدينة حيث توجد بها ( سبالة بير بومليانة وهي مضخة بخارية بقوة اربعة احصنة، افتتحها كمشروع لراسم بك مع مفتي طرابلس الشيخ مصطفى باكير، وكان بها خزان طوله 7 امتار ويسع حوالي 78 الف لتر وكان سعر الاربع جرار ( قرش ونصف )،
وكان هناك خزان موصول مع البئر لتغذية وسط المدينة ويقع تحت سور المدينة، مدخل سوق المشير الأن)، وايضا لاحكام السيطرة على المدخل الجنوبي لمركز المدينة.
2- منطقة قرقارش: لبناء التحصينات وللسيطرة على الجزء الغربي والمناطق الزراعية فيها حيث كانت منطقة مستوية في اغلبها.
3- منطقة الهاني: حيث توجد قائمقامية تركية للسيطرة على الجزء الشرقي ومداخله.

وتم أحاطت المدينة بالأسلاك الشائكة لمنع غارات المجاهدين الليبيين، ثم قدمت القوات البرية لتحل محلها، فكان نزولها يومي الاربعاء والخميس 11 , 12 من نفس الشهر بقيادة القائد العسكري الجنرال " كارلو كانيفا " والذي تم تعيينه قائدا للقوات الايطالية في طرابلس.

أحدث هذا الإحتلال أثر سئ في نفوس المجاهدين بعد إنسحاب الأتراك منها واتخاذ مدينة العزيزية والتي تبعد 45 كم مقرا للقيادة بعد نزول الطليان الى مدينة طرابلس.

وبعد أن تم قصف طرابلس لمدة ثلاثة أيام غطت سحابة من الحزن الأجواء وغصت مناطقها بسوق الثلاث والشط والفندق والاسواق بالجنود والخيل والبغال والمدافع، وتحول السوق الى ثكنة عسكرية وتمركزات للقوات الإيطالية، على خط يمتد من الهاني الى سيدي المصري وبومليانة وقرجي، يحفرون الخنادق ويعززون التحصينات ويجهزون المتاريس.

تم عقد إجتماع للمجاهدين والعقيد نشأت بك قائد القوات العثمانيه والمجاهدين، وتم فيه الاتفاق على إرسال برقية إلى الحكومة التركية، لإبلاغها بمجمل الإتفاق وتصميم المجاهدين على الجهاد وتعيين نشأت بك قائدا عاما للقوات، واتخاذ منطقة سواني بني ادم وقصر بن غشير كخط دفاعي أول أمام القوات الإيطالية، ثم إمتد غربا حتى جنزور وشرقا حتى تاجوراء ودعوة المجاهدين من كل مكان للجهاد عن طريق الإتصال بالأعيان وخطباء المساجد والمراسلات المباشرة.

موقع المعركة:

منطقة الهاني هي عبارة عن ربوة مرتفعة بالضاحية الشرقية لطرابلس تحمل اسم الولي علي الهاني دفين مقبرتها
وبها قصر الهاني وهو مبنى على هيئة برج فوق مرتفع الهاني اتخذه الأتراك مقرا لقائم مقامية النواحي الأربعة الساحل، قصر بن غشير العلاونة، المنشية.
واندثر بعد الاجتياح الايطالي، والمنطقة المحيطة بها تسمى سماح الهاني

وكانت بها مزارع ومسورة بحواجز طوابي بها التين الشوكي الذي ساعد على تخفي المجاهدين عندما بدأت المعركة، وعندما قررت قيادة المجاهدين شن هجوم على القوات الإيطالية بطرابلس رأى الضباط الشباب الليبيون المنخرطون في الجيش التركي أن منطقة المنشية لا زالت عامرة بسكانها ولديهم أسلحة وعتاد حربي أخذوها عندما فتحت مخازن أسلحة الأتراك في الأيام الأولى للغزو.

التخطيط والتجهيز للمعركة:

تعتبر هذه المعركة أول معركة كبرى حدثت حول مدينة طرابلس، وقد شملت أحداث المعركة كافة أجزاء المدينة من قرقارش غربا حتى بو ستة وسوق الجمعة شرقا، مرورا بجنوب المدينة حيث المنشية التي كانت تضم منطقة فشلوم الظهرة وتمتد حتى ميدان التحرير حاليا.

ولضعف مدينة طرابلس وخروج الحامية التركية منها، وبأن القوات الإيطالية لم تقم بالاستيلاء علي كافة طرابلس حتى التاريخ المذكور أعلاه.

فتم التخطيط علي انه يمكن الاستفادة من هذه المناطق لوجودهم خلف مراكز دفاع الإيطاليين، التي أسسوها عند احتلالهم لمدينة طرابلس مثل بو مليانة والهاني وقرقارش.

فتم تحريض الاهالي والتجمع على القيام بهجوم على مؤخرة الجنود الطليان ، لذلك تسلل بعض الضباط والقيادات الليبيه م لإقناعهم على ذلك، وكان على رأسهم إبراهيم محمد الزواوي وغيره، واتفقوا معهم على الثورة وذلك في اليومين السابقين للمعركة.

ودخلوا المنطقة من بين التحصينات الإيطالية، وقد تم الاتفاق أيضا على أنه عندما يهاجم المجاهدين مراكز دفاع الإيطاليين المتقدمة من قرقارش وبو مليانة، يقوم أهالي المنشية باجتياح المدينة بما لديهم من قوة لارباك تحركات القوات الإيطالية.

المعركة:

بدأت أحدات المعركة بهجوم المجاهدين صباح ذلك اليوم، وعلى امتداد الجبهات، وكلفت قوة من الفرسان بالهجوم على القوات الايطالية غرب المدينة في سواني حلاب والحماجي.

وتمكنت من اختراق القوات ودخلت فيها مسافة 2 كم وهدفت الى اشغال القوات الايطالية، وتشجيع سكان المنشية على الثورة، وتمكنت من ارباك القوات، ومنع تحركها بانقضاض السكان على مؤخرة القوات.

وفر الجنود الطليان الى داخل المدينة، وتسرب بعض المجاهدين الى داخل المنشية، مسببين ارباك اخر للقوات الايطالية، واضعف جبهتها مما أدى الى توغل قوات المجاهدين حتى مقبرة القرماليين وفشلوم وشارع الزاوية.

واستمرت المعركة ثمان ساعات متواصلة بحدة متفاوتة من منطقة لأخرى.

القوات الليبية المشاركة بالمعركة:

المجاهدون الليبيون وعددهم 4332 مقاتل موزعة على النحو التالي:
القلب : الكتيبة الثالثة من اللواء 126 بقيادة محمد فائق بوشويرب.
كتيبة مجاهدي الزاوية الغربية بقيادة اليوزباش محسن.
كتيبة مجاهدي زوارة والنوائل بقيادة الملازم زكي مقين.
كتيبة مجاهدي العلالقة بقيادة اليوزباش حكمت وكلفت بالهجوم على بو مليانة.
الجناح الأيمن فيضم: كتيبتين من اللواء 127 بقيادة اليوزباش رشدي
كتيبة مجاهدي ترهونة.
كتيبة مجاهدي مصراته.
كتيبة مجاهدي الجبل الغربي.
كتيبة مجاهدي غريان.
الجناح الأيسر يضم كتيبة من اللواء 125 بقيادة النقيب محمود أفندي.
كتيبة الزاوية بقيادة الملازم عبد الله.
كتيبة مجاهدي جنزور والماية وصياد بقيادة الملازم محسن علي
كتيبة المجاهد الطاهر الزاوي.

القوات الايطالية المشاركه بالمعركة:

كان قوام الجيش الايطالي وقتها حوالي 20 ألف جندي بكامل تجهيزاته وكان بقيادة الجنرال كانيفا (هو اول حاكم عسكري لطرابلس .. سفاح ومجرم حرب .. من أثاره في طرابلس مستشفى طرابلس المركزي < شارع الزاوية > الذي حمل اسمه).
حيث كانت الميمنة في حدود قرقارش، والوسط في بومليانة، والميسرة في شارع الشط وكانت من القناصة البرسيليري، اضافة الى المدفعية الثقيلة في المراكز المتقدمة وفي السفن.

نتائج المعركة:

كانت الخسائر الإيطاليه:
ادت الى هزيمة اللواء الايطالي المتمركز في شارع الشط وقدرت خسائره 374 قتيلا منهم 12 ضابطا و 158 جريحا بينهم 16 ضابطا.

و انتقمت على اثرها القوات الايطالية، من المجاهدين بقتل اعداد كبيرة من العُزل، بينهم نساء واطفال وشيوخ، وبنفي أخرين الى جزيرة سردينيا و أوستكا، وتجميع البقية في الاماكن التي يسهل السيطرة عليهم فيها.

وكانت خسائر المجاهدون:
عدد الشهداء 170 شهيدا والجرحى 250 جريحا.

ماقيل من شعر حول المعركة:

1- قال فيها الشاعر علي صدقي عبدالقادر (شاعر ليبي ولد في طرابلس 6 نوفمبر 1924 وتوفي سنة 2009) هذه الابيات :
يوم ذكرى الهاني والشط تهتز الضلوع.
وشميمُ الدمِ والبارود في الجو يضوع.
جعل الله له الانجم في الفلك الشموع.
وأنحنى الأفق لذكراه إحتراما في خشوع.

2- قصيدة للمجاهد عمر قرضاب تحدث فيها عن المعركة و الذي كان أحد من شارك فيها:
صار في سنات احداش حرب الهاني.
فنت بعضها الاسلام والطلياني
غار مغيرة.
بعده ثلاث شهور بالتقصيرة.
عمل سالطو الطليان بالصفيره.
رموه رميت الخمخام بالهزاني.
وقعدوا الهوايش شابعة فهبيرة.
الدنفير والقرنيط والحوتاني.
في الليل خان مخينة.
على طرابلس ماله صدور حنينة.
خلى قلوب المسلمين حزينة.
ذبّح تكية ذر والنسواني.
ومن غيضته جبدوا سلاح خزينة.
موزر جديدة خبشته سلطاني.
كثح بارودة.
بين السرايا وطاليا وجنودة.
في القايلة ولت ضبابة سودة.
من غبرة القصدير والدخاني.
خلى الجنايز طايحة مهبودة.
المظلوم والظالم فناه الفاني.
زاد يوم قوز زناته.
خذاه طير عل شط البحر ركزاته.
عطا السينية وبيّت على كوراته.
اللي زايدة ال قدام والنقصاني.
شلم مدفعه والطبّجي جرحاته.
واخذ عليه الكيل والميزاني.
زاد يوم في جدايم.
خلى الحباشه طايحين عرايم.
الميت ملوح والمكسر هايم.
في وين لادكتور لا دوياني.
اجرم وركبها العباد جرايم.
بين الشقاء والبعد والخضاني.
من الساحلي لزواره.
في كل مزرق شمس تركب غارة.
كل يوم يتكاثح رقيق غبارة.
قيصون موش سلاح بوصواني.
وفي الليل يعمل لاتريك بناره.
خايف من الختلان والدوراني.

الخاتمه:

فهذا هو التاريخ الليبي المُشرّف والمجيد الّذي سطّره الأجداد بحروف من ذهب ودم سجلت التاريخ الليبي المعاصر ، وبدمائهم الزكيّة الطاهرة الّتي روت أرض ليبيا في كل بقعه من اجل ان نعيش بعزه وكرامه فوق الارض وتحت الشمس.

فنترحم علي ارواح المجاهدين الشهداء الأبرار ،والمجد والخلود لمن قاوم الغزو والإحتلال والإستعمار في كل مكان وزمان علي هذه الارض، ويارب يلم الشمل ويهدي العباد لصالح هالبلاد .

المصادر:
تم تجميع كافة المعلومات وتنسيقها من العديد من المراجع والمصادر من الانترنيت، ومن كتب المؤرخ الدكتور خليفة التلّيسي و والمؤرخ الطاهر الزاوي ، رحمهما الله.

والي لقاء أخر وتحليل تاريخيا جديد مر علي هذه الارض الطيبه المعطاءه، مع تحياتي AL-TOMMY CENTER.

Address

Tripoli
218

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Al-TOMMY CENTER posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to Al-TOMMY CENTER:

Share