
10/03/2025
باليوم العاشر من شهر رمضان المبارك نتمني لجميع صياماً مقبولا وافطاراً شهياً.
فمن أجل الارشيف المفقود ولتضحيات الجنود يجب أن نقول كلمة حق.
شهر مارس بسنة 1987 له ذكري خاصة بذاكرة قواتنا المسلحة لذلك في مناشير توضيحيه بالأيام التي كانت بها أحداث سنبين ماجري بشكل موضوعي واقعي حيادي عن دور قواتنا المسلحة بتشاد نهاية الثمانينات للقرن الماضي.
فنبداء علي بركة الله ونرجوا أن نكون قد وفقنا في طرحنا وفي سردنا ومالتوفيق إلا من عند الله ولكل مجتهد نصيب ونرجو القراءة بتمعن وللاخر للفهم.
كمين المقرن:
وفي اليوم 8-3-1987 تم التنسيق مع الدورية المتمركزة في "المقرن" للعودة الى "وادي الدوم" على أن تسلم نقطة تمركزها للقوات الصديقة والتي ستستمر في الدورية بدلا من الدورية التابعة لقواتنا.
فتم التنسيق على أن تخرج مجموعة من الدورية لاستقبال دورية القوات الصديقة ومرافقتهم الى مكان تمركز دوريتنا وبعدها ترجع دوريتنا الى قاعدة "وادي الدوم" هكذا كانت التعليمات الموجهة.
وفي صباح يوم 10 مارس 1987 وأثناء انتظار وصول القوات البديلة حدث هجوم على الدورية من قبل القوات التشادية المعادية حوالي الساعة الثامنة صباحا بعربات كسكافيل الفرنسية الصغيرة خفيفة الحركة وسيارات التيوتا المعدة للقتال في الصحراء بالإضافة الى استخدام صواريخ ميلان الحرارية والذي كان سلاح حديث في ذلك الوقت لا تملكه قواتنا، وكان الطقس به غبار كثيف (عجاج) والرؤية غير جيدة.
فأبلغ المخابر الشهيد "رمضان المسلاتي" بالهجوم وطلب الطيران للمساعدة فأخبره مخابر الجحفل الصحراوي العريف "سالم كحكوح" بأن الرؤية غير واضحة ومن الصعب الدعم من قبل الطيران.
وتم أبلاغ غرفة العمليات بالقاعدة في ذلك الوقت الرائد "يوسف المنقوش" فرد في الحال وقال للمخابر:
(قوللهم ينسحبو).
فكرر المخابر الاتصال بالدورية وقال للمخابر:
( قوللهم مجموعة تنسحب ومجموعة تغطي عليهم).
والدورية التي كانت متمركز في منطقة "المقرن" من قام بالهجوم عليها هي القوات الصديقة التي كان من المفترض أنها ستأخذ مكانها والا كان امرها "محمد الدقاش" إلا طبعا مازال لم تعرف نواياه المزدوجة الخبيثة منذ خيانته في "فادا" بعد.
واستشهد الكثير من أفراد الدورية في هذا الكمين وتم أسر كذلك بعض الجنود ولم ينجو منهم إلا عدد قليل.
وفي نفس اليوم صدرت التعليمات والاوامر بتحرك المحور الأول بقيادة الرائد "محمود الزروق" وتبعه المحور الثاني بقيادة رائد "مفتاح جمعة" وتم تكليف الرائد "محمود الزروق " بقيادة المحورين بصفته هو الاقدم.
حيث تغيرت الخطة السابقة الي ان يتم تحرك المحاور بشكل فردي وليس مع بعضها، وأن يكون التحرك بحيث تكون الدبابات في المقدمة وعربات الجراد في الخلف تساندها بالرماية أمام الدبابات المتقدمة، وان تكون عربات بي ام بي بالوسط تتحرك لنقل الجنود.
وتحركت الارتال بأتجاه "وادي الناموس" الى منطقة "المقرن" وكان التحرك في صحراء قاحلة وبمعنويات منهارة وتموين شحيح، ووصلت المحاور حوالي الساعة العاشرة ليلا الي مكان كمين الدورية، فوجدوا جثامين زملائهم مرمية على الرمال والعربات مدمرة.
وتم استلام الموقف كاملا وتم دفن الشهداء وكانت الحصيلة كالتالي حيث استشهد كل من:
1. المخابر رمضان المسلاتي
2. محمد سالم الباشك
3. نوري عمر حسونة
4. مختار عبدالله الفزاني
5. عبدالرؤف الصرماني
6. سعد الرفاعي
7. مصطفى عاشور الجانكو
8. عمر ياسين عمر
9. سعيد ناجي عثمان
10. عبد الله الطاهر بالقاسم الرجباني
11. م اول ميلود خليفة الثابث الورشفاني
كما أسر كل من:
1- م اول ابراهيم مسعود افليفل.
2- مفتاح سعيد موسى.
3- خالد عبدالله فرعون.
4- محمد جمعة.
وبعد تقديم التمام من القوة باحتلال مواقعها وبأن الامور تمام بقت المحاور هناك حتى يوم 18 مارس.
ربى يتقبل شهداء الواجب بواسع رحمته ومغفرته.
يتبع أن شاء الله.
والي لقاء تحليلي أخر وعمل وطني جديد، مع تحيات AL-TOMMY CENTER