11/06/2025
تمر علينا اليوم الذكري 55 لأجلاء القواعد الأمريكية عن أرضِ الوطن ليبيا بما يمثله هذا اليوم من عزة وكرامة.
فقبل ان تبدأ أخي الكريم في قراءة هذا المنشور، دع كل ميولاتك السياسية جانبا وأقرأ على مهلك، و يسعدنا بعدها جدا أي تصحيحا لغويا كان أم تاريخيا، فالكمال لله وحده، وأبتعد عن أي أسقاط يمثل وجهة نظر شخصيه ضد اي أحد.
فهنا سردا تاريخيا لسير الاحداث من البداية وحتي النهايه.
* المقدمه:
لا يمكن إلا لمكابر أن ينفي عن 11 يونيو انه يمثل حدث تاريخيا أنجزه ابناء الشعب الليبي، وذلك بالتخلص من الوجود الاستعماري المباشر على أرضه، لانه قبل هذا اليوم لم يكن له حول ولا قوه أو أي سلطة سيادية على تلك القواعد الأجنبية التي مثلت انتقاصا لسيادة ليبيا.
ومن ثم يحق للشعب الليبي أن يحتفل بهذا اليوم، لأنه كان وما يزال انتصارا لإرادة الشعب، على قوى جثمت علي الارض بقوه وبتسلط بالرغم من انها كانت بمقابل من وجهة نظر المستعمر أو من يؤيد وجوده ويبرر تواجده .
*- تـاريخ قـاعدة ويلس الجويــة :
في سنة 1911 غزت إيطاليا ليبيا، ولكنها وجدت مقاومة كبيرة من المجاهدين لم تستطيع ايقافها رغم قوتها وجبروتها، وهكذا اضطرت إيطاليا لادخال الطائرات لأول مرة في التاريخ لضرب قوات المجاهدين، ولهذا السبب كانت مضطرة لاقامة مهبط لهبوط طائراتها فاختارت في سنة 1923 موقع ملاحة.
كانت شرقي مدينة طرابلس وعلى شاطئها وتبعد عنه حوالي 11 كلم، لتكون مهبطا لطائراتها، وتم إنشاء مهبط أو قاعدة الملاحة في سنة 1923 م على الاحداثيات التالية :
شرقا 39,53، 32 وشمالا 34، 12, 13 .
وفي 8 يناير 1943 بعد استيلاء بريطانيا على طرابلس أستغلت من قبل التاج البريطاني، ثم في تاريخ 15 أبريل 1945 أُستغلت القاعدة من قبل السلاح الجوي الأمريكي لغرض التدريب.
بتاريخ 17 مايو 1945 اعيد تسميتها باسم الملازم طيار ريتشارد ويلس الذي سقطت به طائرة في إيران في اوئل تلك السنة.
دخلت قاعدة الملاحه العمل الفعلي في 1 يناير 1948، وفي 15 مايو 1948 عطلت القاعدة واوقفت عن العمل، ثم اعيد تشغيلها كقاعدة خدمات جوية في 1 يونية 1948 م.
وفي سنة 1951 تم عقد اتفاقية تشغيل لمدة 20 عام مع الحكومة الليبية مقابل عدة ملايين في العام ووافقت الحكومة بسبب عدم وجود مصادر دخل للدولة (لم يكتشف النفط الي أواخر الخمسينات ).
كانت القاعدة أكبر قاعدة أمريكية خارج الولايات المتحدة في تلك الفترة ، وظلت القاعدة تقوم بدور استراتيجي علي الصعيد الإقليمي مع أربع قواعد أمريكية أخرى فوق الأراضي الليبية.
السكن وعمل بالقاعدة الضخمة أكثر من 4600 أمريكي، ووصفها سفير سابق للولايات المتحدة الأمريكية في ليبيا بكونها "أمريكا مصغرة على ضفاف البحر المتوسط..
*- لمحة تاريخيه عن الاتفاقيات المبرمه بخصوص ايجار القواعد بين ليبيا و امريكا :
بصدور قرار الاستقلال رقم 289 في 21 نوفمبر 1949 القاضي باستقلال ليبيا قبل أول يناير 1952، دخلت الحكومة الأمريكية في مباحثات حثيثة مع رموز المملكة الليبية وحكومتها المؤقتة لتنظيم وجود قواتها في البلاد بمقابل مالي، والملفت ان التاريخ المحدد للإستقلال هو نفسه اليوم الذي وقعت فيه إتفاقية القواعد الامريكية وفيما يلي عرض لأهم ما تضمنته الاتفاقيات الأمريكية الليبية والآثار الناجمة عنها :-
- الاتفاقية الأمريكية الليبية في 24 ديسمبر1951:-
أسفرت مباحثات الولايات المتحدة الأمريكية من خلال القائم بأعمالها في طرابلس” اندروج لنش” مع نظام العهد الملكي “الملك إدريس” لوضع نصوصٍ لاتفاقيةٍ شاملة ، أقرها الملك إدريس السنوسي ،ثم أصدر أوامره إلى رئيس وزرائه "محمود المُنتصر" بالتوقيع عليها.
فتم ذلك تحديداً يوم إعلان الاستقلال في الرابع والعشرين من ديسمبر 1951م، وهذه الاتفاقية مؤلفة من سبع وعشرين مادة وأربعة كتب متبادلة، مُنِحت أمريكا بموجبها مايلي:-
1- حق البقاء في قاعدة هويلس الجوية لمدة عشرين عاماً.
2 – حق السيطرة الكاملة على الأجواء والمياه الليبية وحرية الوصول والحركة للقوات الأمريكية في جميع أجزاء ليبيا.
3 – سمحت لأمريكا ودول أخر أو أشخاص آخرين باستعمال القواعد العسكرية الأمريكية.
4 – إعفاء القوات الأمريكية من جميع الرسوم والضرائب وعدم سريان القانون الليبي على أفراد هذه القوات “وما يجري في القاعدة”
لقد كانت كل تلك الحقوق المُعطاة لأمريكا مقابل مليون دولار تدفعها الحكومة الأمريكية كل سنة لليبيا ، تحت ستار”خير الشعب الليبي ومساعدة الحكومة الليبية في إدراك اقتصاد مُستقرٍ للمواطنين”.
كان من المفترض أن تُعرض الاتفاقية على البرلمان الليبي (مجلسي النواب والشيوخ) بمجرد تكوينه لإبداء الرأي فيها لكن ذلك لم يحدث، إلى أن أُثيرت من قبل أحد أعضاء مجلس النواب في الخامس من يوليو 1952م بالتساؤل عن الوضع بشأن مطار الملاحة وتوسع السلطات الأمريكية في الاستيلاء على بعض الأراضي الزراعية المجاورة لضمها للمطار، وما إذا كان هذا الإجراء يتم بموجب اتفاقية أُبرمت، فإذا كان الأمر كذلك فهل تنوي الحكومة عرض هذه الاتفاقية على المجلس لينظر فيها أم أنها وضعتها موضع التنفيذ بدون أن تلتفت إلى (الاعتبارات الدستورية).
يُذكر أن "محمود المُنتصر" أجاب على التساؤل في 21 يوليو 1952 بالقول :
”استجابت الحكومة الليبية لهذا العرض ( الأمريكي لإجراء مفاوضات لتنظيم الوضع القانوني لقواتهم في ليبيا) لإقرار وضع قائم في ظروفٍ يتطلبها الأمن العالمي،وهذا وضع يتفق مع مصلحة البلاد ولا يتنافى مع سيادتها واستقلالها، وقد وقعه وزير الخارجية يوم إعلان الاستقلال، وذلك بالنيابة عن الحكومة الليبية، وسيعرض هذا الاتفاق على مجلسكم في أقرب فرصه لمناقشته وإقراره”.
من هنا نرى أن الاتفاقية قد وقعت رسمياً وعَملت بموجبها أمريكا دون أن يُقرها المجلس الدستوري مجلس النواب، كما حملت بقية إجابات "محمود المنتصر" الموافقة الكاملة على الوجود العسكري الأمريكي بليبيا على أساس أنه أمرٌ واقع، بقوله:
”إن وجود القوات العسكرية الأجنبية في ليبيا والأمريكية منها بوجه خاص هو وضعٌ قائمٌ ضمن السياسة الدولية الرامية إلى المحافظة على السلام في العالم ….وأن الحكومتين الليبية والأمريكية لا تبتعدان عن روحه في علاقات بعضها ببعض، وصحيح أن المطار يقع في ناحية زراعية مهمة كما أنه قريب من مدينة طرابلس الغرب …فقد اتسعت رقعته(المطار) بأن استأجرت قيادة المطار الأراضي التي كانت في حاجة إليها …فلا يبقى أمامنا إلا قبول الأمر الواقع فيما يخص المطار".
وأن الحكومة الليبية أخفت عن مجلس النواب حقيقة هذه المباحثات التي استمرت مجدداً في الفترة من أغسطس 1953 حتى 28 فبراير 1954، بعد مطالبات من الحكومة الليبية في شخص "محمود المنتصر" لزيادة أجور استخدام القاعدة التي اعتبرتها أمريكا نهائية بموجب الاتفاقية،ثم وافقت على ذلك بشرط بقاء جميع مواد الاتفاقية المبرمة في 24 ديسمبر 1951 دون أي تعديل.
- المعاهدة الأمريكية الليبية في التاسع من سبتمبر 1954:-
بزيارة مصطفى بن حليم للولايات المتحدة الأمريكية في شهر يونيو عام 1954، والتقائه بالرئيس الأمريكي دوايت دايفيد آيزنهاور(1961-1953 عن الحزب الديمقراطي)، انتهت المعاهدة الأمريكية الليبية بصورتها النهائية بثلاثين مادة وثلاثة ملاحق، وقد تم التوقيع عليها رسمياً في بنغازي في التاسع من سبتمبر عام 1954 من قبل” مصطفى بن حليم” ممثلا للحكومة الليبية و”م .سمرس ” ممثلا للحكومة الأمريكية.
وأبرز ما تضمنته من جديد عما ورد في مواد الاتفاقية المبرمة بينهما في 24 من ديسمبر1951 ما يلي:-
1- للحكومة الأمريكية الحق في استعمال المناطق التي تشغلها الآن للأغراض العسكرية أو أية أغراض أخر يتفق عليها بين الحكومتين .
2 – أن تراقب الحكومة الأمريكية السفن والطائرات والمراكب المائية التي تدخل للمناطق المتفق عليها ، وأن تنشئ في هذه المناطق أو خارجها وسائل المواصلات السلكية.
3 – أن تتفق الحكومتان على استعمال منطقة متفق عليها واشتراك طرف ثالث تكون بينه وبين الحكومتين معاهدة صداقة وتحالف(هي بريطانيا) أي الملكية المشتركة للأراضي التي تستأجرها الولايات المتحدة الأمريكية.
4 – الوصول الحر للطائرات والقوات والمركبات المائية الأمريكية ،ومنحها حق الحركة الحرة في القطر الليبي .
5 – إعفاء القوات الأمريكية من جميع أنواع الضرائب على المواد والمعدات والمؤن والبضائع وإعفائهم من كل الرسوم الجمركية لبضائعهم ولوازمهم الموردة.
6 – تحصلت أمريكا على حق إقامة مطارٍ في الوطية(التي تبعد 60كم جنوب زواره)، وسارية إذاعية في مصراتة، ورادارات في منطقة طرابلس ودرنه وطبرق بالإضافة لمحطة تلفزيون في قاعدة هويلس.
هكذا أُبرمت هذه المعاهدة لقاء مساعدة مالية أمريكية تقدر بنحو أربعين مليون دولار تقسم على عشرين سنة, ذلك بدفع أربعة ملايين دولار سنوياً لمدة ست سنوات من عام 1955 حتى 1960، ثم مليون دولار سنوي بدءاً من عام 1960إلى أن تنتهي سنوات المعاهدة ،ومساعدات إضافية وتقديم كمية من القمح مقدارها 24ألف طن خلال الفترة مابين 1955/1954.
وعند طرح المعاهدة على البرلمان للتصديق عليها ، تمت إحالتها من مجلس النواب إلى لجنة الشؤون الخارجية يوم 25 أكتوبر 1954، التي رفضتها بأغلبية أعضائها الخمسة من أصل سبعة أعضاء، كونها تتعارض مع الدستور وتجرح استقلال البلاد وسيادتها ،أما العضوان اللذان وافقا عليها تحت مبرر فائدتها بالحصول على المساعدة المالية وباستبعاد الفريق المعارض أجازها مجلس النواب بموافقة أغلبية 39 صوتا مقابل12صوتا.
- فترة الستينات :
خلال فترة الستينيات ونتيجة لقوة المعارضة لهذه القاعدة التي ابتدأت من خطاب الزعيم المصري "جمال عبد الناصر" في 22 فبراير 1964بمناسبة الاحتفال بعيد الوحدة ،دعا إلى تصفية القواعد البريطانية والأمريكية التي أبرز دورها في عدوان 1956 على مصر ،وقد كان لهذا الخطاب دورٌ فعال في المطالبة الشعبية بتصفية هذه القواعد.
وبعد حرب يونيو عام 1967 وتوسع إسرائيل بالاراضي العزبية وفوزها بتلك الحرب الخاطفة والتي أثارت رد فعل قوي في ليبيا ولا سيما في طرابلس وبنغازي.
حيث قام العاملين في قطاع النفط وكذلك الطلاب بتنظيم التظاهرات العنيفة ضد سفارات الولايات المتحدة الامريكيه والبريطانية ومكاتب الشركات النفطية لهم في كل من طرابلس و بنغازي أيضا وتضررت المكاتب أثر أعمال الشغب.
عندها قام لفيفٌ من أعضاء مجلس النواب يترأسهم" علي مصطفى المصراتي" بتقديم مشروعي قانونين إلى المجلس يوم 9 مارس 1964 بإلغاء المعاهدات الليبية الأجنبية وتصفية القواعد العسكرية.
ثم وافقت عليهما لجنتا الدفاع والخارجية اللتان أكدتا في مذكرتهما الخاصة بالمعاهدة الأمريكية الليبية بأن السبب الذي عقدت من أجله تلك المعاهدة هو العجز المالي في خزينة ليبيا إذ تدفع أمريكا مبلغ أربعة ملايين دولار سنوياً مع أن ليبيا أصبحت ذات إمكانات مالية تستطيع تغطية كل عجز، بل لديها من موارد البترول ما تستغني به عن الإعانات الضئيلة التي تنقص حرية الوطن وسيادته.
وقد كشفت تقديرات الميزانية الليبية نفسها من خلال عوائد النفط عليها ونسبة الداخل منه في الخزينة الليبية، فبدلاً من إصغاء الحكومة ورموز المملكة لهذه المطالبات، رأت الحكومة العكس وهو أن أجر استخدامها لا يتناسب مع أهمية ما تقدمه القاعدة للقوات والمصالح الأمريكية وخصوصاً في الحرب الباردة.
وفي مؤتمر القمة العربية الذي عقد في الخرطوم في سبتمبر 1967، وافقت ليبيا جنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية والكويت على تقديم الدعم السخي من عائدات النفط لمساعدة مصر وسوريا والأردن ، نتيجةً حرب يونيو مع إسرائيل، وفي المؤتمر نفسه قام الملك "إدريس" بطرح فكرة إتخاذ إجراءات جماعية لزيادة سعر النفط في السوق العالمية.
وبدلا من المطالبة بالجلاء هنا ارتفعت الأصوات منادية بزيادة أجر القاعدة بدءاً من عام 1960م من أربعة ملايين دولار في العام إلى أربعين مليونا، بالإضافة لمطالبتهم بتحويل الأموال المقدمة في إطار المعونة الاقتصادية مباشرة إلى الميزانية وبتصفية المؤسسات الاقتصادية الأمريكية القائمة في البلاد بهذا بالخصوص، وكانت النتيجة بأن تدفع أمريكا فقط مبلغ 10ملايين دولار سنوياً لمدة خمسة أعوام (من 1960 حتى 1965) يضاف للمبلغ المحدد سابقاً في الاتفاقية.
*- الضرر الليبي والعربي من القواعد الامريكيه:
وفيما يتعلق بالتضرر الليبي والعربي من هذه القاعدة تحديدا، ففي فترة الستينيات شهدت القاعدة الأمريكية نشاطاً مكثفاً تم فيه إعداد طواقم الطيران للقوات العسكرية الجوية لبعض دول حلف شمال الأطلسي فوق القاعدة التي غُيّر اسمها إلى ويلس- فيلدا منذ العام 1964.
وعليه كانت على مدار السنة مليئة بأسراب الطائرات التابعة لدول الحلف ، وتتهم القاعدة مهما كان مدى صحة الاتهام أو عدمه بتدريب الإسرائيليين وبالهجوم الجوي على الدول العربية الشقيقة وبتعريض السلام للشعب الليبي بوجود القنابل الذرية في هذه القاعدة يمكن ان تستخدم عند حدوث مواجهة ساخنة بين الحلف الأطلسي وحلف وارسو في حينه.
الأمر الذي زاد من امتعاض السكان الرافضين لهذه القاعدة وغيرها، والذين حُرِمت عليهم الاقتراب منها والحكومة ذاتها لا تعلم ماذا يحدث فيها، وليس للقضاء ولا القانون الليبي سلطة عليها حتى بعد تضرر السكان منها نتيجة سقوط بعض الطائرات على المواطنين أثناء التدريبات ، ولعل الفتاة البريئة معيتيقة خير دليل على ما ذكر في عدم الاقتصاص من الجُناة ناهيك عن عدة حوادث اعتدائية وغير أخلاقية،حدثت في تلك الفترة.
*- فترة سبتمبر 1969:
بعد سقوط الملكية واعلان الجمهورية في 1 سبتمبر 1969، تغير الوضع وبدأت المفاوضات لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي فوق الأراضي الليبية.
وتم تغيير اسم القاعدة إلى قاعدة عقبة بن نافع الجوية، ثم إلى “قاعدة معيتيقة الجوية” نسبة إلى الطفلة الليبية التي كانت تسكن بجوار القاعدة وماتت إثر سقوط طائرة أمريكية فوق منزلها.
وكشفت وثيقة مفرج عنها من قبل المخابرات المركزية الامريكية، بتاريخ 3 أغسطس 2005م، عن قبول الحكومة الامريكية الانسحاب من قاعدة ويليس الجوية بطرابلس بعد لقاء جمع مجلس قيادة ثورة الفاتح وممثلين عن الولايات المتحدة الامريكية بتاريخ 11 ديسمبر 1969م.
و بينت الوثيقة أن المفاوضات الرسمية بين مجلس قيادة الثورة الجديد والأمريكان بدأت بتاريخ 15 ديسمبر 1969م.
وأكدت الوثيقة إجبار الامريكان من قبل القيادة الليبية على سحب قواتهم وقواعدهم من ليبيا خلال 100 يوم، كما أُجبرت بريطانيا على إجلاء قواعدها، مبينة أن المملكة المتحدة قد عقدت أول جلسة تفاوض بشأن إخلاء قواعدها، طالب فيها الليبيون بانسحابها على وجه السرعة، حيث اتفق وفد المملكة المتحدة بالإجماع على أنه يجب أن يقدم إطاراً وتاريخًا محددًا للانسحاب في الاجتماع الثاني يوم 13 ديسمبر.
وأشارت الوثيقة، إلى رفض القيادة الليبية للمهلة التي طلبها الأمريكان للرحيل والمتمثلة في مدة زمنية من ستة إلى تسعة أشهر ، وأضافت أن هناك عناصر في وزارة الدفاع الامريكية كانت تؤيد تمديد المهلة لأطول فترة ممكنة، لعدة أسباب، منها إمكانية استئناف التدريب الجوي، والخوف من دعوة الليبيين لعناصر معادية لإدارة القاعدة، والاعتقاد بأن التعجيل بالانسحاب سيشجع مجلس قيادة الثورة لاتخاذ إجراءات مستعجلة تضر بالولايات المتحدة على نحو خطير، ومصالح النفط.
يجب الاشاره الي انه كان "العقيد دانيال جيمس" قد عُين آمر لقاعدة ويلس من فترة قصيرة في أغسطس 1969 كقائد لسرب 7272 الجناح المقاتل.
وقد تفاوض "دانيال" مع "القذافي" شخصياً لاغلاق القاعدة، كان الوضع يتدهور بسرعة في 16 أكتوبر 1969، ودعا القذافي الى "تصفية القواعد الأجنبية على الأراضي الليبية."
بعد 14 يوما، تلقت القاعدة مذكرة من ليبية رسمية بإجراء مناقشات بشأن إجلاء القوات الأمريكية، وايقاف الرحلات الجوية و تدريب القوات الجوية الأمريكية في مطار ويليس من قبل الجانب الليبي.
سعت الولايات المتحدة لتأخير التداول حتى سبتمبر 1970 ولكن أصر المفاوضين الليبيين أن الرحيل النهائي للقاعدة في موعد اقصاه 30 يونيو 1970.
"دانيال جيمس" الذي سيرتفع لاحقا إلى رتبة أربع نجوم كقائد للقيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية، وأشرف على انسحاب 4000 جندي و 21 مليون دولار من الأصول القابلة للإزالة.
يذكر "دانيال جميس" أن "القذافي" هدده و سحب عليه السلاح وحدثة مشاده اثناء المفاوضات والرحيل خلال شهر، وتم الاستجاب لطلب "القذافي" و رحلت قاعدة ويليس خلال شهر .
كان الرحيل عن القاعدة بالنسبة لامريكا حزين جداً و تم إغلاق القاعدة يوم 11 يونيو عقب انهاء الوجود البريطاني المتمثل بثلاث قواعد بريطانية كبرى متواجدة شرق البلاد في 28 مارس 1970.
- نص كلمة العقيد معمر القذافي خلال مفاوضات اجلاء القواعد الامريكية 11-6-1970 :
بسم الله الرحمن الرحيم
وباسم ارادة الشعب الليبي التي فجرت ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة تحقيقا لحريته الكاملة ، نفتتح الجلسة الاولى لمفاوضات اجلاء القوات الامريكية عن ارض الجهورية العربية الليبية .
أولا : اني احيي الشعب الامريكي ، صانع الحضارة الامريكية و غازي الفضاء و رائد عصر التكنولوجيا ، وانا اسمع ان امريكا تقول انها زعيمة العالم الحر ونحن نؤمن ان الحر هو من يقدس قضية الحرية في كل مكان .
ثانياً : على امريكا الان ان تبرهن الان على مدى ايمانها بحرية الشعوب عندما تسحب قواتاه فورا دون قيد او شرط .
ثالثاً : اذا كان دخول القوات البريطانية الى ليبيا له ما يبرره ذلك الوطت فان اقامة القاعدة الامريكية فوق الارض الليبي لا مبرر له على الاطلاق سوءا بجهل حكام ليبيا السابقين او جهلهم المطبق من جهة اخرى و الشيئ الذي بني على باطل فهو باطل و المعطيات الخاطئة تؤدي الى نتائج اخطا .
و حيث ان القاعدة لا مبرر لها من البداية فكيف يكون لها مبرر البقاء في النهاية و شعب ليبيا رفض حكامه الخونة ليلة الفاتح من سبتمبر و يرفض القاعدة هذه الليبية ليلة الساع من شوّال .
رابعاً : ان الجمهورية العربية الليبية اطلقت مبدا الحياد المطلق لعدم الانحياز و هذا يتعارض مع وجود قاعدة اجنبة متورطة في حرب دامية مع شعب كشعب فيتنام .
خامساً : نحن نؤمن بالسلام القائم على العدل و بذلك لا نرضى ان تكون بلادنا قاعدة انطلاق و عدوان لحلف شمال الاطلسي او غيره من الاحلاف .
سادساً : ان الشعب الليبي لا يذكر تاريخ القاعدة الامريكية باي خير وانما يذكر مأساة الفتاة البريئة معيتيقة و يتهم القاعدة مهما كان مدى صحة الاتهام او عدمه بتدريب الاسرائليين و بالهجوم الجوي على الدول العربية الشقيقة و بتعريض السلام للشعب الليبي بوجود القنابل الذرية في هذه القاعدة او عند مواجهة ساخنة بين اطلس و وارسو .
كما يتهمها حتى باعمال التخريب و التهريب وما تهريب اليهودي الليبي في صندوق بعد الثورة ببعيد وما اخراج بنادق القناصة و قضية الاخوان بلزوني بخافية .
سابعاً : وعلى العموم نحن امة قد تغفر ولكنها لا تنسى .
ثامنا : رغبة منا في اقامة علاقات سليمة مع الشعب الامريكي العظيم و ايمانا منا ايضا ان كافة المعاهدات و الاتفاقات و المعاهدات التي اقيمت بين ليبيا و امريكا في ضل القاعدة العسكرية الامريكية تنقصها الشرعية من جهة و مرفوضة الان من جهة اخرى .
فاننا نرفض اخلاء القاعدة فورا دون اي قيد ليصفو بعد ذلك الجو بين البلدين لبناء علاقة نافعة على اساس من الصداقة و المساواة لا على اسس الاكراه و التهديد بالقوة .
ثامناً : ان الشعب الليبي الذي يطالب بالجلاء التام الناجز الان فهو يملك بكل تأكيد حق الدفاع عن نفسه و ارادة تحقيق حريته فوق ارضه لانه قادر ان يتحول الى جيش قوامه مليون و نصف مقاوم وان امريكا ادرى من غيرها بفاعلية المقاومة الشعبية و عجز الاساطيل و الجيوش النظامية مهما كانت قوتها .
تاسعاً و اخيرا : انا على ثقة من ان روح التعاون و التفاهم الودي و الاحترام المتبادل متوافرة اليوم .. والسلام
*- المصادر :-
1- نبدة عن القوات الجوية الليبية في الويكيبيديا.
2- نبدة عن قاعدة ويلس باللغة الانجليزية في الويكيبيديا.
3- مطار أمعيتيقة الدولي على الويكيبيديا.
4- صفحة فيكتوريا الشخصية على الموقع الفيسبوك.
5- مدونة باللغة الإنجليزية تحكي تاريخ القاعدة.
6- منتديات ستار تايمز / أرشيف التاريخ العالمي والإسلامي / كتبه المستشار الليبي بتاريخ 2010/12/29م الساعة 17.02 ).
7- THE YEARS OF FORMER U.S. AIRFORCE BASE WHEELUS (MAETIGA).
8- http://alpotee.blogspot.com/2014/11/wheelus-air-base.html?m=1
9- https://maktabeti.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A/
10- https://youtu.be/ysyL2I1Q880.
11- https://youtu.be/9TiJ4CJqYIo.
12- http://www.airforcemag.com/MagazineArchive/Pages/2008/January%202008/0108wheelus.aspx.
والي لقاء وتحليل اخر لذكري وحدث وطني كبير، ومع تحياتي AL-TOMMY CENTER.