06/09/2025
أنا بنية عمري 23 سنة نشتغل في الصيدلية قبل سنتين ڪان يجي للصيدلية شاب الله يبارڪ ڪل الصفات الي تتمناها ڪل بنوتة فيه جمال أخلاق أسلوب احترام وطريقة لبسه ڪل شي فيه ڪان ياخذ العقل من أول مرة شفته قلبي ڪان يدق بسرعة مع إني مش من النوع اللي يؤمن بالحب من أول نظرة ولا عمري عطيت لمشاعر زي هذي لڪن هو ڪسر ڪل قناعاتي بدون حتى ما يقصد ڪنت نستنى أي لحظة يخش فيها للصيدلية حتى لو ثواني ڪان يجي ياخذ علاج السڪري لمامتة وڪنت نحس إن ڪل مرة نشوفه فيها عجابي بيه يزيد ڪل يوم أڪثر من اللي قبله صار حضورة مرتبط بنبض قلبي وصار غيابه يقلقني حتى من غير سبب مرت سنتين والمشاعر في داخلي تڪبر وتنضج وما ڪنت نقدر نقول أو نوضح اي شي نڪتم ونضحك قدام الناس وڪأن ڪل شي طبيعي لڪن داخلي عالم ثاني محد يعرفة الا الي جرب شن معنى الحب من طرف واحد
في يوم من الأيام ڪان الجو صقع ومطر والريح قوية ڪنت مريضة وتعبانة عقلي يقول ارتاحي لڪن قلبي ڪان يقول ما تقدريش تغيبي يمڪن يجي اليوم وفعلا رغم البرد والتعب مشيت للصيدلية
المهم في اليوم هداڪا لقت أختي معاي للصيدلية تساعدني وتوقف مڪاني شوية لين نرتاح خشينا وأنا قعدت مقعمزة في الڪرسي اللي ورا الڪونتر وهي وقفت في الريسبشن أول ما خش زبون ڪانت تاخد منه الوصفة تسألني بهدوء عالدواء الله يبارڪ ريحتني هلبا الصيدلية ڪانت هادية الزبائن ڪانوا طالعين خاشين وأنا نراقب ڪل تفڪيري في دوختي لين وصلت الساعة واحد تقريبا وهني صارت اللحظة اللي قلبتني خش هو الولد اللي خاطف قلبي عقلي من سنتين الولد اللي ڪنت نحسب ڪل يوم باش نشوفه فيه ونحڪي معاه بـڪلمة ولا ڪلمتين على العلاج عادي زي أي زبون بس أنا ڪنت نفرح هلبا هلبا
اليوم أول ما خش للصيدلية عينه جت عأختي
وهاداڪ الوقت حسيتە تبدل ملامحه شدت صوته اختفى حتى ڪيـف يوقف ڪيـف يتنفس مش هو نفس الشخص اللي ڪنت نعرفه حافظة ڪل تفصيلة
عيونه معلقة على أختي يتبع فيها يرڪـز في ڪل حرڪة ڪأنه نسى الدنيا ڪلها وحتى نسى هو علاش جي
طبعا أختي ماشاء الله ما تحتاجش حد يمدحها جمال أسلوب هدوء وڪـل شي فيها يشد الانتباه
وأنا
أنا اللي نشوف فيه من سنتين وقلبي يدق ڪل مرة نشوفه ما عمره دورني ما عمره رفع عينه ليا ولا حتى قاللي ڪلمة زيادة
ڪنت عائشة فالوهم نبني أمل عادي يمڪـن يوم يحس بيا لڪن لا خدى الدواء وطلع بعد اليوم هدا الوليد اختفى معاش بان نهائي الشهر الاول ڪان صعب صعيب اني نجي للصيدلية بجسمي بس روحي وعقلي مش موجودين تاهوا وراه يدوروا فيه بين وجوه الناس
ڪل مرة الباب يفتح نقول هو قلبي يدق نرفع راسي بسرعة لڪن لا يطلع مش هوا
الخيبة ڪانت تتڪرر يوم ورا يوم والوجع يزيد
حتى ريحته اللي ڪانت دايما معبية الصيدلية اختفت صوته طريقته ملامحه ڪلى بدا يختفي من عقلي الا قلبي قلبي مقدرش ينسى
ڪنت نخمم يا ترى شن صار علاش معاش جى
مريض سافر ولا شاف اللي ينسيه حتى الصيدلية
هالاسئلة ڪانت تعدب فية تخليني نرقد ونفيق
وبعد ما بدا الامل يموت داخلي وبعد ما بديت نقنع في روحي إنه اللي حسيت بيه ڪان مجرد وهم وبعد شهرين ڪاملين فجأة خش
وقتها قلبي بدا يدق بطريقة ما صارتليش من زمان حسيت روحي رجعتلي وعيوني اتعبت بالدموع من الفرحة مش مصدقة نفسي اني شفتة قدامي
قالي السلام عليڪم يا اختي اليوم ما جيتش عشـان دوا عندي موضوع ثاني
انا قلبي طار عقلي مشي بعيد قلبي سبقني للفرحة ڪل تفڪيري إنه بيقول الڪلمة اللي ڪنت نحلم نسمعها قلت خلاص بيطلبني رسمي وبيحققلي الحلم اللي ڪنت نعيش فيه بروحي لڪن المفاجأة ڪانت أڪبر من أي توقع قاللي بصراحة اختك عجبتني من اول ما شفتها ومن يومها وهي في بالي وناوي نخطبها
وقتها الدنيا ضاقت بيا حسيت الأرض تهز تحتي وحسيت روحي مخنوقة مش قادرة نتنفس
شبحتلة وسڪتت ما قدرتش حتى نرد عليه ڪلمة
وانا نحاول نتماسك نبين عادي قدامه بس الحقيقة ڪانت نموت الف موتة طلع من الصيدلية
دموعي نزلت زي المطر وقلبي تحطم
روحت واني من داخل نفسيتي مهدودة وتعبانة نحاول نبين اني عادي وڪويسة قدام اهلي باش ما حدش يلاحظ قعدت نتوجع بيني وبين روحي لين ما خديت قرار نحڪي لاختي قلتلها تتفڪري الوليد اللي جي للصيدلية يوم رفعتك
راه نعجب بيك ويبى يتقدملك
اختي تفڪرته وبمجرد ما حڪيتلها حسيت الفرحة باينة ف عيونها
طبعا ما قلتلهاش اني ڪنت معجبة بيه ولا شن ڪان يدور في قلبي ناحيته
ثاني يوم رجع للصيدلية عطيتا رقم بابا
ما طولش ڪلم وتقدم وخطب اختي
اختي فرحتها ما تنوصفش ڪانت ڪانها تعرفه من سنوات طويلة
واني من داخل نحاول نمحي ڪل تفڪير فيه
بدت حياتي ڪلها شغل وهروب من المشاعر الي ڪانت داخلي ڪنت نشتغل نص دوام
بديت نشتغل دوام ڪامل في البداية ڪان قلبي يتقطع من الوجع لڪن لما نشوف فرحة اختي ونشوف ڪيف متفاهمين ننسى وجعي
نقنع نفسي ان نصيبي مش هو رح يجيني العوض
فاتو الايام وحددنا موعد البيان اختي دارت بيان ڪبير ڪل العيلة والجيران وحتى الصحاب والاحباب حضروا ڪانت فرحة لا توصف خصوصا اول مناسبة في عيلتنة اول ما شافت بنت عمي خطيب اختي فتحت عيونها وسڪرتهم ڪأنها ما صدقتش بعدين سألت بنبرة فيها ريبة وفضول
قلت لي اختي وين تعرفتي علية ڪانت مضايقة هلبا مش قادرة تخفي غيظها اختي لاحظت التصرفات هذي لڪنها ما عطتهاش اي اهمية ڪانت فرحانة ومش مهتمة نهائيا
قصة #حبل المشنقة
الفصل الثاني
الكاتبه ايه محمد
بنت عمي ماقدرت تتحمل تشوف أختي فرحانة الغيرة ڪانت باينة في عيونها حتى وهي تحاول تضحڪ معاها لڪن ڪان الحقد واضح ڪأنها ما تقدرش تقبل الفرحة هذي الحمدلله تم البيان على خير أختي ڪانت ترقص من الفرح
فاتو أيام ورجعت للصيدلية نخدم عادي خدمتي بس إنهم يجبو الوصفة ونعطيهم العلاج لڪن الناس يعاملو فيا ڪأني دڪتورة صحة عامة يجو يشرحوا أعراضهم ويطلبوا علاج من عندي ڪل واحد يقولي على مرضه الشي هذا ضايقني هلبا في وقت ڪنت مشغولة بترتيب الرفوف في الصيدلية مرڪزة مع الأدوية جي ولد ما شفتش ملامحه لڪن حسيت بيه واقف خطواته مترددة يقدم ويوخر ڪأن فيه شي حاير فيه حسيت إنه مرتبڪ وقاعد يجمع في شجاعته وبعد شوية قدر يطلع ڪلامه بصعوبة قاللي بصوت واطي شوية ومهزوز يا بنت الناس بالله سامحيني لو ضايقتڪ لڪن والله نيتي صافية عاجبتيني من زمان لي سنين نراقب فيڪ بنية مؤدبة لبسك محتشم نبي نتقدملڪ بالحلال أنا والله تجمدت حسيت الوقت وقف عيوني توسعت ووجهي ولى احمر تحشمت هلبا قلبي يدق بسرعة مش طبيعية حسيت برهبة نسمع في صوته وهو يڪمل ڪلامه بڪل احترام أنا ما نبي نضايقڪ بس حسيت الوقت فات وقلت يمڪن الفرصة ما تجيش مرة ثانية لو في نصيب يڪون خير جتني الجرأة قعدت نشبحله لقيت عيونه صافية مش شايفة فيها لعب أو ڪذب ڪلامه بسيط لڪن صادق مش متصنع ما قدرتش نرد عليه بسرعة ڪنت ساڪتة نحاول نفهم شن صاير وشن نحس وفي نفس الوقت نخبي إحراجي قدامه ڪمل ڪلامه قالي اسمعي ما نبيش نطول خدي وقتك فڪري على مهلك نعطيڪ يومين لو موافقة نڪلم بڪ ونجي بالحلال والله حسيت لساني مربوط ما عرفت شن نرد بس قلتله بڪل خجل نفڪر ونقولك
طلع من الصيدلية وأنا راسي بيتفجر من التفڪير مرات حني نبو ناس ما يعطوناش حتى قيمة نجرو وراهم نحبهم ونتمنى رضاهم وننسو اللي فعلا شايفين فينا قيمة يحترمونا يشوفونا بعين المحبة وبدون ما يطلبو شي
مروا الأيام والولد ما عاد شفتة ما عطيتش للموضوع هلبا قيمة ڪملت خدمتي ڪالعادة جي بابا روح بيا من الصيدلية والابتسامة على وجهه قعد يهدرز معاي في السيارة فجأة قاللي وهو يبتسم ابتسامة خفيفة بنيتي نبي نقولك حاجة في ولد جاني قبل يومين قال يبي يتقدملك ما قلتلڪش من وقتها لين نسأل عليه ونتأڪد واليوم سألت وطلع ولد ناس محترم غدوة جاي
أني في اللحظة هديڪ ارتبڪت سڪت قلت في سري معقولة يڪون هوا وجا اليوم الثاني جهزنا أني ماما ضايفة جاني خوي طلعت للمربوعة لقيت نفس الولد محترم هادي حسيت براحة غريبة لما شفته الطيبة والحنية تبان على وجهه
فاتو الأيام وتعرفنا على بعض ڪان يهتم بيا ڪل يوم يجي للصيدلية يجيبلي في سندوتشان هدايا ويڪلم فيا ڪل يوم يسألني شن ديرتي شن فطرتي ڪيف خدمتك مهتم بأدق تفصيل في حياتي وأني نقوله علاش تدير معاي في هدا ڪله يقولي خاطر انتي وليتي همي وفرحتي انتي دعوة من قلبي ربي عطاهالي والله حسيت ربي عوضني بيه بعد ما ڪنت نقول معاش فيه حد يهتم بيا ولا يحس بيا جا هو ونساني في ڪل الألم حسيت بيه جا بلطفه بڪلامه الحلو بخوفه عليا عرفت إنه ختياري الصح راجل ما يتعوضش وأني ما عادش محتاجة حد طول ما هو جنبي ♥
بنت عمي بدت تجي هلبا لاختي طول الوقت لاصقة فيها مش مخلية ليها فرصة تتنفس فيها تبات عندنا بالرغم من إن حوشهم جنبنا خطوة بس هي ڪل همها تضايق اختي وين تمشي أختي تلحقها تقعد تسأل هلبا وڪأنها تبي تجذبها ليها بشتى الطرق وأني ڪل مرة نشوفها عندنا قلبي يضيق نختنق نبي نقولها ما عادش تجي لڪن ما نقدرش نقول شي باش ما نسببش مشاڪل واللي زاد خوفني أسئلتها هلبا على خطيب أختي مرات تسألها شن جابلك شن عطاك شن لون الحوايج اللي لبسهم شن قالك في المڪالمة وحتى شن نوع العطر اللي يستعمل فيه حسيتها اسئلة مش بريئة بالعڪس حسيت فيها فضول زايد وڪأنها قاعدة تجمع معلومات عليه وتدقق في ڪل تفصيل وڪل حرڪة حتى نظراتها لاختي مرات نحسها مش طبيعية تحسها تقول في داخلها علاش هي مش أنا
وبدت ڪل يوم تجي تلبس وتحنى وتتعطر حتى صوتها يتغير تضحڪ هلبا وتحاول تبرز روحها أني بديت نضايق منها هلبا عارفة إن في شي مش طبيعي في يوم وأني مروحة من الخدمة تعبانة راسي يوجع روحت للحوش نشبح في بنت عمي في يدها قفطان اختي عيوني توسعو قلت بالڪ نتخايل لين رڪزت قلت شن جاب القفطان أختي عندها خشيت للحوش بسرعة وقلبي يدق بقوة خشيت لقيت اختي تشرب في قهوتها تضحڪ ڪأن ما صار شي قلتلها أني معصبة بصوت عالي وواضح علاش بنت عمي طالعة بقفطانڪ ردت بڪل برود وڪأنها تستنى في السؤال قتلي عادي عرس ولد خالها ما لقتش قفطان قفطاني عجبها وخداته عادي ما فيش داعي من تڪبير الموضوع أني ما قدرتش نتحمل البرود اللي هي فيه قلتلها من امتى تعطي قفطانڪ من امتى حد ياخد في حوايجڪ وشن ناقصها هي حالتهم المادية ممتازة مافيش شي ناقصها حتى لو نقص عليها شي تطلب من عمي يجيب هالها مش محتاجة قفطانڪ باش تمشي بيه للعرس اختي تبي تسڪتني قتلي علاش مضايقة هڪي أني عارفتها تلبسه وترده سڪت قلبي مش مطمن وماني قادرة نهدى نفسي مشيت لداري سڪرت الباب عليا بڪيت شوية رڪعت صليت قلت يا ربي استر من اللي جاي بعدين ڪليت حاجة خفيفة ورقدت بس النوم ما جانيش عيوني مسڪرات لڪن راسي بيتفجر من ڪثر التفڪير
فاتو الأيام بنت عمي قعدت أسبوع ڪامل في العرس روحت لحوشهم والغريب من وقتها ما عاد جت لا ڪلمت اختي فات شهر فات شهرين هي ما رجعتش القفطان ڪأنها هربت وما تبيش ترده وأني ڪل يوم نقول لاختي وين قفطانڪ وهي تتحشم وتغير الموضوع بسرعة تقوللي اڪيد نست تو ترده لڪن عقلي مش مرتاح من الشڪوك والتفڪير بعد فترة ما عاد قدرت نصبر تصلت بيها من غير أي مقدمات قلتلها وين القفطان ما عاد ردتيه لا عاد شفناك ردت بصوت مش مريح ڪأنه تحاول تخبي حاجة قالت والله ڪل يوم نقول اليوم نرده لڪن ڪل مرة يصير ظرف وما يصيرش حسيت بالڪذب من صوتها مش مريح سڪت شوية وبعدين قلتلها خلاص اختي جاياتك جهزيه وفعلا خليت اختي تمشي تجيبه جابت القفطان معاها ورجعت به بهدوء من غير أي مشاڪل
لحظت بعد ما اختي جابت القفطان تصرفاتها تغيرت هلبة تقولي مخنوقة نحس في روحي مش مرتاحة قلبي يوجع فية وڪل مرة نشوف فيها نلقى فيها بروحها تبڪي من غير سبب واضح حاولت نقرب منها نحڪي معاها نسألها شن صاير نحاول نخفف عليها نبيها تحڪي ما تقول اي شي
خطيبها يتصل وما تردش علية حسيت في صدري غصة ما نعرفش شن ندير شن يلي غيرها وزنها ڪل يوم في نازل ووجهها شاحب في عيونها حزن ما عادش نفس اختي اللي نعرفها ضحڪتها اختفت ڪلامها قليل ما عادش تحب تهدرز مع حد تنسى هلبا سرحانة ديما دارها مسڪرا قلت يمڪن تعارڪت مع خطيبها
فاتو الايام بسرعة جي العيد الڪبير ووڪنا فرحانين على الاخر بابا ڪيف بدي يدبح فجأة من غير اي مقدمات اختي عيطت بصوت عالي صوت يقطع القلب ڪأنها هي اللي اندبحت مش الخروف من الفاجعة بابا طاح منه الموس قلبه قريب وقف وقعد يجري لختي وانا نحاول نسڪت فيها لڪن هي شادة رقبتها وتعيط بطريقة هستيرية ووڪلامها مش مفهوم بابا جاب المصحف قعد يقرا عليها قرآن لين رقدت بصعوبة استغرب بابا ڪيف صار هيڪي اول مرة تصير معاها حاجة بالشڪل هدا خوي ڪمل الدبح وهو يفڪر في اختي والجو ڪله تبدل من فرحة العيد تحولت لخوف على اختي
ما استناش بابا بدل حوايجة رفعها على طول للعيادة الدڪتور شافها وطلب تحاليل وطلعت النتيجة ان عندها نقص حاد في الفيتامينات والدڪتور قال ان فتامين دال صفر والشي هدا يسبب تخيلات ووجع في الجسم وحتى نوبات هلع عطاها ڪورس علاج
بابا دارلها مية رقية ڪل يوم تاخد منها مع العلاج ڪانت تشرب المية وهي ساڪتة وعيونها فيهم خوف لڪن مع الوقت بدينا نلاحظ فيها تتحسن ابتسامتها رجعت وبدت تهتم بنفسها بدت تتڪلم مع خطيبها تسأل عليه تضحڪ معاه الحمد لله تغيرت هلبا اختفت من عيونها النظرة الحزينة
مرو الايام حددنا موعد بياني اجرت صالة متنقلة ثلاث ايام وانا نجهز لڪل شي جي يوم البيان ڪان الجو ڪله حلو بنات العيلة فرحانين اختي لبست القفطان اللي عطاته لبنت عمي ڪل شي ڪان مرتب جو أهل خطيبي جابو معاهم ڪل خير حطينا تعشينا الجو ڪان يهبل لڪن فجأة اختي قالتلي عندي مڪالمة مع خطيبي وما دورنيش حسيت الحزن في وجها عيونها مليانات هم وڪآبة شفت في وجها التعب والضيق قلت يمڪن تتڪلم مع خطيبا ترتاح ترتاح من الدوشة شفتها خشت للحوش فات الوقت الناس ڪلها روحت
خشيت للحوش من شوف اختي ملقتهاش طلعت برة وما لقيتهاش طلعت فوق السطح ملقتهاش شفتها في ڪل مڪان وما ڪانتش موجودة قلبي يدق بسرعة جسمي ڪله يرعشو من الخوف نهدي في روحي وما قدرتش الڪل يسأل وين اختي قعدت نتصل بيها وما فيش اي رد بعدها القيت الرقم مقفل ڪلمت خوتي بابا خوتي وولاد العيلة يدوروا فيها فڪل مڪان ما فيش اي اثر ليها حسيت روحي تايهة وسط ضباب ڪثيف ما نعرفش من وين ندور قعدت نرعش خوي اتصل بخطيبها على امل بالك يعرف لڪن قال بصوت مليان خوف والله من امس ما ڪلمتني ولا ردت على مڪالماتي لما سمعت قال لخوي هيڪي دموعي بدت تنزل قلبي يتمزق من الداخل حاولت نهدي روحي ونقول يمڪن مشت لجيران لڪن خوفي زاد لان اختي مش من عاداتها تطلع من غير علمنا قعدت نرعش قلبي يدق بسرعة عقلي مش قادر يرڪز ڪل ثانية تفوت ڪأنها دهر الوقت يفوت وانا نموت من الرعب على وخيتي
فجأة نسمعو صوت عياط عمي صوته زي الزلزال يهز الارض ويقول لا اله الا الله ڪل جسمي صارلة شلشل قلبي قريب يوقف قعدت نمشي بصعوبة ڪأني نمشي على جمر يحرق فيا لما وصلت ڪانت الصدمة اڪبر من ڪل ما تخيلت اختي ڪانت شانقة روحها قدام حوش عمي والرغوة البيضاء طالعة من فمها منظر يجمد الدم في العروق دموعي بدت تنزل صوتي انقطع منظر ما نقدرش نوصفه عيوني ما عادش شافت شي من ڪثر الدموع وانفاسي تقطع صوتي نبح من ڪثر ما نعيط حتى ما عادش نقدر نطلع حرف عمي خوتي يحاولو يقطعو الخيط بيديهم يرعشو على امل بسيط امل ڪاذب ان اختي تڪون مازالت عايشةقصة حبل المشنقة الاخيرة
قصوا الحبل بصعوبة ڪل ثانية ڪانت تمر وڪأنها سنة طلعوا خوتي بسيارة بأقصى سرعة رڪبت مع عمي وأنا ما نعرفش غير ڪمة وحدة يارب لطفڪ بس لطفڪ
أول ما وصلنا للمستشفى شفت وجوه خوتي ڪلها سواد وعيونهم مليانة صدمة الدم ما ڪانش يتحرك في وجوههم عجزوا عن الڪلام وڪل واحد فيهم يحاول يلقى ڪلمة وما يقدرش خوي جاء لي بصوت مڪسور وقاللي خشي للسعاف شوفيها
حسيت بخوف ڪل خطوة لغرفة الاسعاف أثقل من قبلها أول ما خشبت جت عيوني على سرير وجه مغطى بالأبيض اسئلت دڪتورة على اختي قتلني
عظم الله أجرڪم ڪانت الڪلمة ڪأنه سڪين نغرس في وسط قلبي لحظتها فهمت معنى الإنهيار ومعنى الفقد ڪيف في لحظه تتغير حياة إنسان
عطي دڪتورة لبابا قفطان اختي الي ڪانت لابسته
خمسة ايام مروا لڪن حسيتهم خمس سنين ڪل تفصيلة في الحوش توجع ڪتابها على الطاولة عطرها ضحڪتها ترن في ودني وصوتها ڪأنه قعد لڪن مش موجودة الليل يجي ننخنق نتلفت يمين ويسار ما نلقاهاش نغلط وننادي باسمها نستنا ردها لڪن مافيش اي رد الدنيا من غير أختي ما فيهاش طعم الضحڪة اختفت الفرحة غابت والقلب ما عادش فيه فرح الله يرحمڪ يا قطعة من قلبي الله يعوضنا صبر على غيابك اللي ما يتعوض
بنت عمي اللي ڪانت اقرب وحدة ليها اللي ڪانت تقول اختك أختي يوم الوفاة لا جت لا سألت لا حتى اتصلت بنات العيلة ڪلهم استغربوا وينها وين اختفت فجأة وطبعا ما نسيناش وجوه الناس
الناس اللي ڪنا نحسبوهم اهل وسند وظهر وقت الشدة لڪن اول ما صار الوجيعة اول ما طاح رڪن من رڪاين الحوش تلونت وجوههم وتبدلت نياتهم
يضحڪو ويهدرزو يهمسو ينشرو ف الاشاعات
قالوا ڪلام ما ينقالش ڪلام يجرح الميت قبل الحي ڪلام ما فيه لا رحمة ولا انسانية
الناس ما رحموها بدل ما يترحموا ڪل واحد يضيف من عنده ڪل وحدة تحڪي قصة ڪأنها ڪانت عائشة في عقلها لڪن الدنيا علمتني ان الناس ما ترحم وان اول من يطعنك هو اللي ڪنت تعطيه ظهرك أنت مطمن
تيلفون اختي اختفي منعرفش وين دورنا مش موجود ڪل مرة نحاول نتصل مقفل
مرو الأيام سيبت الخدمة في الصيدلية ما ڪنتش نقدر نتحمل وجوه الناس اسئلتهم نظراتهم مخنوقة حرفيا ڪل حاجة جنبي تضغط علي قلبي ما نقدرش نضحڪ ما نقدرش نحڪي حتى خطيبي ڪل يوم يتصل ومانيش قادرة نرد ما عنديش طاقة نقول الو ما عنديش نفس نحڪي حتى ڪلمة راسي مشغول وتفڪيري غارق غارق بين الف سؤال وغصة ما نعرفلهاش طريق للخروج
نفسيتي مش متحملة الدنيا ڪلها ڪأنها مسڪرة عليا ڪل شيء ما يتحرك الا الوجع والهم والحيرة ڪل خطوة وڪل لحظة تزيد الغصة وتضغط على قلبي نحاول نلقى لحظة هدوء نسڪر عيوني ونشم نفس عميق لڪن ڪل مرة الڪابة ترجع اقوى وڪل ذڪرى تصدمني اڪثر وڪل سؤال بلا جواب يخنقني قعدت نربط في الأحداث وحدة بوحدة
نرجع بذاڪرتي يوم جابت أختي القفطان من بنت عمي يومها ڪانت فرحانة وقتها ڪل شي نقلب
لڪن حالتها بدت تتغير بدت تمرض تفقد طاقتها وجهها يصفر ڪنت نشوفها تدبل قدامي
شي في داخلي منعرفش شن هوا خلاني خديت الموس قعدت نشرڪ ف القفطان قعدت نقص فيه طرف طرف لين وصلت للورده ولما شرڪتها قلبي طاح من الصدمه لقيت مربع ملفوف قعد جسمي ڪلة يرعش لما شفتها عيوني توسعت من الصدمة
ناديـت مامااا بصوت عالي ماما جت تجري وراها خوتي وبابا من وراهم مصدوم واقف يشبح
حطيت مربع قدامهم ڪأننا نڪتشـف مصيبة
أول ما شاف مربع قال معقولة هذا سحر من وين جا هذا قلتله وأنا نعيط بنت عمي هي السبب
بابا ما ردش حط مربع ملفوف والقفطان في ڪيسة لبس جردة وطلع يجري نادة عمي قالة براء معاي لشيخ
عمي خاف قالة شن في قال بابا تو نمشو تعرف ڪل شي مشى لشيخ الجامع اللي جنبنا
حڪاله عاللي صاير وقاله نبي الشيخ يفتح هاالمربع الملفوف ويفهمنا شن فيه الشيخ رفعهم لشيخ ثاني يعرف ان ڪويس ورفعوله القفطان
ولما فتح الشيخ الورقة فتح بابا عيونه هوا عمي
لقى فيها صورة بنت عمي مش أختي
الصورة داخل الورقة مڪوب فيها انتحار مرض موت بابا ما صدقش نصدم عمي قعد يرعش قال لشيخ والله عرفت بنتي مش طبيعية من يوم بنت عمها توفت هي تبڪشت ڪل يوم صحتها في نازل مترقدش اليل
صور بابا صوره في تلفونه روح ورانا صورة قعدنا مصدومين ڪيف صورة بنت ڪيف اختي صار فيها هڪي بعد العصر جت مرت عمي حاطة وجها لوطه خايفة قالت والله يا بنتي بنتي ما ذنبها يوم الجمعة بعد تم عرس ولد خوي القفطان راح ملقيناه مرت خوي قالت تو ندورا نجيبهولڪم حنى دورنا الحوش ڪله ما لقيناه بنتي اتحشمت من أختك الله يرحمها خافت تقوللها ما لقيتش القفطان مرت خوي بعد أيام القاته مع حوايج حوست العرس هدا علاش عطلت باش رداته
عرفنا وقتها إن السحر ڪان لبنت عمي مش لأختي
لڪن أختي لبست القفطان فڪانت هي الضحية
اللي صار فيها صعب لڪن عالأقل فهمنا
إن أختي ماتت ما ڪانتش هي بعقلها تبي تنتحر
ڪان بسبب شر ناس ما ترحم ويا ويل اللي ڪان سبب ربي فوق الڪل وعدله ما يغيب
بنت عمي اللي ڪنت نحملها فقلبي ذنب أختي تغيرت والله قلبها تبدل تاابت وندمت على ڪل يوم حسدت فيه أختي بس لأنها نخطبت قبلها
بعد اللي صار في اختي صدمتها ڪانت أقوى من أي ڪلام انهارت نفسيا فقدت النطق طلع بيها عمي تتعالج عند دڪتورة نفسية خارج ليبيا قعدت شهور
لڪن لما رجعت رجعت بنت جديدة رجعت معلمة قرآن تحفظ في الأطفال وتقرا القرآن بخشوع يخليك تبڪي ڪانت ڪل يوم تقول ربي سامحني ڪانت نيتي ضعيفة لڪن عمري ما تمنيت موتها
وأنا ڪنت أول وحدة الي شڪيت فيها ڪنت نقول في قلبي هي السبب في موت أختي لڪن ربي ڪبير وهنا تعلمت ليش قال ربي إن بعض الظن إثم
مرت سنين والوجيعة مزالت بس الوقت يضمد شوي والدعاء يعطي قوة
اليوم بعد ڪل هالسنين أنا عندي بنية وسميتها على اسم وخيتي باش يفضل اسمها حي باش ڪل ما نناديها نحس إنها قريبة باش نقول للدنيا اللي يمشي ما يموت يعيش في قلوبنا في أسماءنا في دعواتنا
الكاتبه ايه محمد