10/05/2024
إخترنا لكم أصدقاء رواية 👇
رواية صغيرة, أرسلها الكاتب النمساوي ستيفان زفايج للناشر قبل انتحاره, ونُشرت بعد وفاته سنة 1942.
كيف تؤثر العزلة لفترة طويلة والفراغ على عقل الانسان, لدرجة استخدامهم كوسيلة لاستجواب السجناء السياسيين
وقدرة الانسان على التحكم في تفكيره للحفاظ على توازنه العقلي والنفسي
أسلوب زفايج جميل ومشوق وكان رائع في وصف مراحل الاختلال العقلي لبطل الرواية.
تدور الرواية الصغيرة حول لعبة الشطرنج، التي لم أعرف كيف ألعبها يوماً. حول البطل القروي الذي أبهر العالم منذ صغره بنبوغه في الشطرنج، رغم خلّفيته الاجتماعية المتواضعة، وقد نقول جهله وبلادته في أي عمل آخر، فأصبح العالم لديه عبارة عن رقعة شطرنج وأحجارها، وقد قاده هذا الصعود المتواصل إلى الغرور وعبادة المال.
والشخص الآخر "السيد ب" الغامض، الذي سرد علينا قصّته، وكيف تبدّلت أحواله من محامٍ إلى معتقل في غرفة فندق لا يُكلّم أحداً ولا يسمع صوتاً حتى شارف على الانهيار، وفي لحظة ما، وقع على كتاب عن لعبة الشطرنج، وقضى بقية أيام اعتقاله يلعبها مع نفسه
ويضع الخطط حتى أُصيب بلوثة في دماغه!
وتشاء الأقدار أن يلتق الرجلان في اللعب. وهنا في هذا الجزء من القصة، وكأن إعصاراً أو صداماً يحدث بين عقلين وإرادتين وشخصيتين مخلفتين!
إبدع زفايغ في وصف الشخصيتين وفي تصوير خلٌفيتهما الاجتماعية وتطوّر الشخصيات. خصوصاً بما يتعلّق بعقل كُلّ منهما! وأظن بأن الرواية تُسلّط الضوء على قدرات الدماغ البشري بالدرجة الأولى. والظروف التاريخية التي كُتبت فيها، حيث كانت ألمانيا النازية في أوج قوّتها وصدام بين الديمقراطية والأنظمة الفاشية. وكيف أن السجن الانفرادي خارج الزمان والمكان يقود الإنسان إلى الجنون، وأن الاعتقال والتعذيب والأعمال الشاقة مع مجموعة لهو أفضل من الوحدة المطبقة!
رواية مذهلة، تُشعرك بالشبع والامتلاء، فعلاً وكأنني أتدثّر بالعديد من الأغطية الدافئة! وكأنني بعدها اكتفيت من القراءة!
تأليف