20/10/2024
الحرب لن تتوقف: قراءة تاريخية وتحليل سياسي لأطماع بني إسرائيل في أرض فلسطين
مع تصاعد العدوان المستمر ضد أهلنا في فلسطين، لا يمكن فهم الواقع الراهن دون الغوص في جذور الأطماع الدينية والسياسية التي تدفع بني إسرائيل لتحقيق مشروعهم التاريخي.
الرؤية التوراتية والسياسية لبني إسرائيل:
لطالما آمن اليهود بنبوءة ظهور الماشياح أو المخلص، وهي عقيدة راسخة في كتبهم المقدسة (المحرفة) والتي تشير إلى أن هذا المخلص سيأتي في وقت يتسم بالفساد والاضطراب العالمي، ليعيد بناء الهيكل الثالث المزعوم في القدس ويحكم العالم لمدة ألف سنة من "مملكة اليهود" في الأرض المقدسة. ومنذ ذلك الحين، سيخضع العالم لحكم اليهود، ويعودون إلى الهيكل وفقًا لمعتقداتهم.
هذه العقيدة الدينية ليست مجرد إيمان نظري، بل تُعتبر دافعًا قويًا وراء الكثير من السياسات والأحداث التاريخية التي نشهدها اليوم. إذ يُعتقد أن فساد العالم وتعاظم الحروب والفوضى هو ما سيعجل بظهور هذا المخلص، وبالتالي فإن جهود اليهود وبعض حلفائهم الصهاينة تُكرس لإفساد العالم وتجهيزه لاستقبال هذا الحدث المنتظر.
التوافق بين اليهود والصهاينة المسيحيين:
ليس اليهود وحدهم من يعتقدون بضرورة عودة مملكة إسرائيل، فهناك دعم قوي من الصهاينة المسيحيين البروتستانت، خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا. هذه الطوائف تؤمن بأن تحقيق عودة اليهود إلى الأرض المقدسة وبناء الهيكل الثالث سيهيئ لعودة المسيح (المسيح وفق العقيدة المسيحية)، والذي سيعمل بدوره على تحويل اليهود إلى المسيحية.
هذا التحالف الديني والسياسي بين اليهود والصهاينة المسيحيين هو أحد أبرز ملامح السياسة الدولية في الشرق الأوسط، حيث يتم توجيه الجهود لضمان استقرار "ما يسمى بإسرائيل" والسيطرة على الأراضي التي يعتقدون أنها جزء من مملكة إسرائيل الكبرى، بما يتماشى مع نبوءاتهم الدينية.
النظام العالمي الجديد: بين الواقع والنبوءة:
من هذا المنطلق، يمكن القول إن مشروع "إسرائيل الكبرى" ليس مجرد مشروع استعماري غربي كما قد يعتقد البعض، بل هو مشروع عقائدي ديني، يجمع بين الرؤية الدينية اليهودية والمسيحية البروتستانتية. يسعى هذا المشروع إلى فرض نظام عالمي جديد تكون فيه السيادة لليهود، ليس فقط على المنطقة، بل على العالم بأسره.
حتى مع او بدون حدوث طوفان الأقصى، ستستمر إسرائيل في مساعيها لتحقيق الهيمنة على الأراضي الفلسطينية واستكمال مشروعها العقائدي ولكنها لن تنجح لأن وعد نهايتها سيأتي لا محالة.
الحرب المستمرة: سؤال المستقبل
أن الأطماع التوراتية والصهيونية ستظل محركًا رئيسيًا للصراع في المنطقة، وهو ما يفسر استمرار الحرب والصراعات دون تدخل اي دولة لإنقاذ فلسطين بل على العكس حتى دول الجوار تمد وتساند الاحتلال ضد إخواننا.
في الخلاصة، يمكن القول إن الحرب لن تتوقف، ما دامت هذه الأطماع الدينية والسياسية قائمة. وهو ما سيكون السبب ان شاءالله في نهاية دولة الاحتلال وكل من يساندها.
#منقول
#فلسطين #المغرب #الدارالبيضاء #تونس #ليبيا #لبنان #سوريا #العراق #ايران #العرب #الخليج