
24/07/2025
🔹 ظاهرة السلكة بعد الوفاة.. تراث روحي عميق ومعنى يفوق الكلمات
في زمن تتسارع فيه الحياة وتُنسى فيه القيم بسهولة، تبقى بعض الممارسات الروحية شاهدة على عمق تراثنا الإنساني والديني. من بين هذه المظاهر، تبرز "السلكة"، وهي ختم القرآن الكريم جماعةً بعد وفاة شخص، كرمز نبيل للحب، والدعاء، والوفاء للميت.
في مشاهد مثل التي نراها في الصورة، لا يجتمع الناس فقط لتلاوة القرآن، بل يتجمّعون حول فكرة عظيمة: أن لا يموت الإنسان وحده، وأن تبقى له صدقات جارية من قلوب محبة، وألسنة ذاكرة، وأرواح صافية تدعو له بالرحمة.
السلكة ليست عادة شكلية، بل هي لغة مجتمعية للتعاطف، تعبر عن أن الراحل لم يكن مجرد فرد، بل كان جزءًا من النسيج الروحي للجماعة. هي تربية على الوفاء، وتذكير للأحياء بأن ما ينفع الإنسان بعد رحيله هو عمله الطيب، وعلاقته بالله، وآثاره الجميلة في القلوب.
✍️ قد يراها البعض عادة تقليدية، لكنها في الحقيقة مدرسة للتأمل في الموت والحياة، في المصير والعمل، في البركة التي تفيض من كتاب الله حين يُقرأ بنيّة الرحمة والمغفرة.
فلنحافظ على هذه العادات الأصيلة، ولنُحييها بنية صادقة، فهي من بقايا النور في هذا العالم الذي يُغرقه المادّي والسطحي.
🕊️ رحم الله موتانا وموتى المسلمين، وجعل القرآن شفيعًا لنا ولهم يوم لا ينفع مال ولا بنون.
#السلكة