
04/03/2024
فُسيفساء الإرث الكُرَوي لازالت تنقشُ و تُزخرِفُ في نفسِها، لازالت تتوهجُ بألوانها الباهِيةِ و لازالت تُغني بحناجرها المبحوحةِ عن قِصّةٍ غير واقعية بثاثاً، و من سيسمّيِ هذا وفاءً فقط ستعاقبه المحاكمُ الدولية، كما عاقب الملعب البلدي من زعزعَتهُ مراهقته المتأخرة لِتُبَعثِر ألفاظاً .. شتَّتها شُكرُ الله بِقِطارِ بُراقٍ يُدغدِغُ الصبِّي بِيدِ التاريخ، و لأن الموضوع لا يستحق سنعود لما يستحق ...
يوم المًباراة، مشاهِدٌ لِأباءٍ يحملون أطفالهم نحو الملعب، كأنهم يتوجهون بهم لأحد المستشفيات للتلقيح، لكن هذه المرة بِلِقاح الكاك الذي سادَ في عروقِ القنيطريين و القنيطريات بِشكلٍ مُخيفٍ ... شيُوخٌ أعادهم الحنين فاعترفوا بأن حب الخضراءِ كمين، يُحاصِركَ لِتغوص في ولعه لبقية حياتك، كيفما كُنتَ و كما كانَت، أينماَ كُنتَ ستعترِفُ بأنها سادت، فهيّا لِتُنهِضوا مشروع الملعب البلدي من نومه بعد عدم استعابه لأسرةٍ قنيطرية واحِدةٍ و موحدة خلف الألوان و خلف مطلب العودة.
حديثاً عن الترابط، الأخوة و التوارث من جيلٍ لِآخر، سيجرنا بحبل التاريخ لمفهوم الفولكلور الذي يجمعُ في حشاياه مجموعة من التقاليد، العاداتِ، الفنون، و الثقافاتِ التي تجعل مجتمعاً ما أو مِنطقةً ما تتميزُ عن الأخرى و تختلف عنها ...، فإن الإنسان يعبر عن أحاسيسه و مشاعره بطرق مختلفة تراعي لما توارثه من عاداتٍ و سلوكاتٍ عن الجيل السابق، ليبقى الفولكلور مفتوحاً بأبوابه للإضافات التي تقوي من مضامينٍ كانت، و مفتوحاً بصدرٍ واسعٍ لحمايته من الضياع و هذه تبقى من أهم تحديات الحاضر.
الشوط الأول :
" ألوانُنا حولت حياتنا لفولكلور " كان هو مضمون الميساج الرسمي للتيفو، الذي توسطه شخصٌ مجهول يمثِّل المشجع القنيطري، من يقف أمام رسمٍ فولكلوري بوقفةِ دفاعٍ و حمايةٍ له، حمايةٍ من ظن الاندثار زارعاً فيه بريق التوهج، و في جنباته ألوان النادي التي تم رشُّها بالأسود، فعبارة " غرام و ظلام " لا زالت تنسِجُ في خيوطِها و حتى في موسيقتها ..
ألوان النادي الرياضي القنيطري، حولت بقوةِ الحب نفسها إلى فولكلور مُختلِفٍ متوارثٍ سندافع عنه كأولتراس حلالة بويز و كجمهورٍ و مدينة إلى آخر دقةِ قلب، من أجل أن يحسَّ الجيل القادم بما نحسُّه و نحن بين جناحيها، اللذان سيعودانِ للتحليق و لا مفرَّ من هذا، خاصةً في أرضٍ زُرِعَ فيها الأمل بعد أن قالوا ماتت.
الشوط الثاني :
رحلَ أحد مُستكشفينا إلى جناباتِ جدار برلين، ليجِدَ في عالم مجازاتهم مصطلحا يعني تناول العشب أو " كول الكازون " و الذي هو بثوبٍ رياضي، يوجَّهُ للاعبين كمجازٍ من أجل القتالِ في الملعب و إخراج كل مجهوداتهم، و هي رسالة منا للاعبي الفريق لشن الحرب و تحقيق المُراد في كل المباريات المتبقية و إعادة الكاك لمكانها ما دام هذا سينحُثُ أسمائكم في أحد صفحات التاريخ التي قد تعنونُ من الآن بعنوان العودة ... و ما يلزمُنا سوى هِي.