
18/07/2025
في زمن صارت فيه الرجولة نادرة كالذهب خرج رجل من بين الركام واقفًا لا يطلب شيئًا سوى الإنصاف للساكنة المنكوبة لا يحمل أجندة خفية ولا حقيبة انتخابية بل فقط قلبًا ينبض بالغيرة على أهله وناسه ولكن ولأن الرجولة باتت مشبوهة عند بعض أبواق السلطة هبّوا كالعاصفة يتهمونه بأنه يستغل الوضع لأغراض انتخابية وكأن الوقوف بجانب المتضررين صار جريمة يعاقب عليها القانون فالمعنيّ بالأمر لم يركب موجة ولم يوزع وعودا كاذبة ولم يظهر فجأة أمام الكاميرات حاملاًالشعارات بل كان هناك منذ البداية يواسي يدعم، ويتكلم باسم من لا صوت لهم لكن البعض ممن احترفوا ركوب الأمواج السياسية ونسج الروايات الركيكة لم يتحمّلوا فكرة أن يظهر رجل فعلاً رجل في هذا المشهد المرتبك فلو كانوا يمتلكون ذرة من الرجولة الحقيقية، لما انزعجوا من وجوده بل لشكروا مواقفه وتحركاته لكنّ الغيرة تأكل قلوبهم لأنهم لا يستطيعون أن يظهروا كما ظهر هو بلا مصالح بلا شعارات فقط إنسان يقف بجانب الإنسان
ويقولون إنه يروّج لنفسه؟ بل أنتم من يروّج لنفسه على حساب ألم الناس وهو من يقف ليُطفئ نيران المعاناة لا ليشعلها بمزايداتكم يريدون من الجميع أن يكونوا إمّا أبواقًا صامتة أو متفرجين خائفين لكنّ هذا الرجل رفض أن يكون كذلك فصنّفوه خصمًا او عدوا ثم يتحدثون عن ركوب الموجة بل أنتم من أتقنتم ركوبها منذ سنوات تصطادون في كل كارثة فرصًا لمصالحكم أما هو فمجرد رجل قرر أن يقول كفى عندما سكت الجميع. في الواقع أن مشكلتكم ليست معه بل مع ما يمثله الجرأة الشجاعة والنزاهة وكلها صفات يبدو أنها باتت مرفوضة في زمن الخنوع والصفقات مشكلتكم أنكم لا تتحملون من يذكّركم بعجزكم كلما تحرّك من تلقاء نفسه.
ففي النهاية نقول له امضِ أيها الرجل، فصوتك هو ما تبقى لنا في هذا الضجيج أما هم فليواصلوا العزف على أوتار التشكيك فلا شيء يزعج الباطل أكثر من وجود الحق
ولعل أكثر ما يثير الضحك والشفقة في آنٍ واحد هو وصفهم لتحركاته بأنها شعبوية وكأن الوقوف مع الأرامل والمشردين والمحرومين صار نوعًا من الشعبوية الرخيصة بينما هم يوزّعون الابتسامات أمام الكاميرات يلتقطون الصور بجانب الأنقاض ثم يعودون إلى مكاتبهم المكيفة لكتابة تقاريرهم عن النجاحات الميدانية التي لم يرها أحد.
هو لم يتقدم بطلب لافتتاح حملة انتخابية ولم يرشّح نفسه لأي منصب لكنه ترشح في قلوب الناس وفاز بثقتهم دون صناديق اقتراع لأن الرجولة لا تُقاس بالأصوات بل بثقل المواقف ورغمًا عنهم يبقى الوحيد الذي لم يساوم على الألم ولم يُسعر وجع الفقراء في بورصة المصالح أما من يعتبرون أنفسهم المراقبين والمدافعين عن حقوق الناس فهم أول من خانوا هذه الحقوق عندما اختاروا الصمت أو الأسوأ الكلام المغشوش. يكتبون بيانات الاستنكار من مكاتبهم ويتهمون من يوسّخ يديه بالطين والدموع بأنه يبحث عن الأضواء والأغرب أنهم يحذرون من التوتر بين الساكنة وكأن توتر الناس سببه هذا الرجل لا الزلازل التي دمّرت بيوتهم ولا الوعود الكاذبة التي أدمت قلوبهم
والطريف في الأمر أن هذه الأصوات الناقدة تعرف في قرارة نفسها أنها لا تستطيع مجاراته لا في الهمة ولا في المروءة، ولا حتى في النية ولذلك لا تملك سوى وسيلة واحدة الهجوم عليه عسى أن تسحب النور من على صورته لعلّ ظلامهم يبدو طبيعيا.
في الختام نقول لكل من تزعجه الرجولة آسفون فأنتم تعيشون زمنا ليس على مقاسكم زمنًا لا تُمنح فيه الصدارة للمتسلقين بل يُرفع فيه الصادقون على أكتاف الناس دون دعم من حملات أو تمويلات أو منابر رسمية.
فليصرخوا ما شاءوا فالرجل لا تُزعزعه صرخات الحاقدين بل تزيده ثباتًا وليعلموا أن الرجولة، مهما حوربت ستبقى عيبهم الأكبر لأنهم ببساطة لا يملكونها.
توقيع:
مواطن يؤمن أن الصوت الصادق أقوى من ألف مكبر كاذب 🤝💪📝