
29/07/2025
أهم ثلاث نقاط الخطاب الملكي السامي
أولًا: خطاب بمقام إعلان سيادي جديد.
جلالة الملك لم يلقِ خطابًا مناسباتيًا بل حدّد معالم مرحلة مقبلة بمنطق القطيعة مع النماذج التقليدية للتنمية. أكّد أن ما تحقق ليس صدفة، بل نتيجة خيارات استراتيجية عميقة، موجهًا الأنظار إلى مغرب صاعد بقوة اقتصاده، وتنوع شركائه، ومتانة بناه التحتية. لكن الأهم أن العاهل شدد على أن التنمية لا تقاس بالأرقام فقط، بل بكرامة المواطن، ورفضه الصريح لمغرب بسرعتين كان إعلانًا واضحًا بأن العدالة المجالية لم تعد خيارًا، بل أولوية سياسية واجتماعية.
ثانيًا: انتقال من الدولة الاجتماعية إلى الدولة المتوازنة مجاليًا.
الملك وضع اليد على جوهر الإشكال الوطني: الهوة بين مراكز النمو والأطراف، بين البنية الفوقية ومطالب الأرض. دعا إلى جيل جديد من البرامج التنموية، يربط الجهوية المتقدمة بالإنتاج والاستثمار والخدمات الاجتماعية، ويضع الماء، التعليم، الصحة والتشغيل في قلب النموذج. هنا نحن أمام تصحيح بنيوي لمسار الدولة، بذكاء استباقي يلتقط التحولات الديمغرافية والمجالية التي كشفها الإحصاء الأخير.
ثالثًا: اليد الممدودة.. لا ضعف فيها، بل إحراج للخصم.
في واحدة من أقوى لحظات الخطاب، جدد جلالة الملك موقفه الثابت تجاه الجزائر، مؤكّدًا أن اليد الممدودة ليست توددًا بل مبدأ نابع من وعي عميق بوحدة الشعوب. في العمق، هو إحراج سياسي حاد للنظام الحاكم في الجزائر، الذي لا يملك سوى التصعيد للهروب من أزماته. وبينما يشدد المغرب على الحوار، يربط ذلك بتمسكه بمبادرة الحكم الذاتي، كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء. التوازن هنا دقيق: سيادة صارمة، وانفتاح مسؤول، وعزل متواصل لمناورات الكراغلة أمام المنتظم الدولي.