
13/07/2025
في حضن الأطلس، حيث يلتقي البرد الجبلي بدفء الذاكرة، تقف ميدلت شامخة كمرآة صادقة لتاريخ غني، وهوية متجذرة في التنوع، وعنوان لمغرب عميق لم يفقد صوته رغم العزلة والنسيان.
ليست ميدلت فقط "مدينة التفاح"، بل قلب نابض لتراكمات إنسانية وجيولوجية وثقافية، تعايشت فيها طقوس المسلمين واليهود والمسيحيين، وتمازجت فيها الأعراق والديانات كما تتمازج طبقات الأرض الغنية بالمعادن.
⛏️ منجم للمعادن... ومنجم للعقول :
من أعماق ميدلت خرجت المعادن، نعم، لكن الأهم أن منها خرج المفكرون والمثقفون. شخصيات مثل أوليفييه كارّي، الذي وُلد بين جبالها، وارتقى إلى مصاف كبار الباحثين في الفكر الإسلامي والعلاقات الدولية، هم دليل حي على أن هذه المدينة لا تُنبت التفاح فقط، بل تُنبت الفكر كذلك.
✝️🕌🕍 ميدلت: فسيفساء روحية :
قبل أن يُصبح العيش المشترك شعارًا عالميًا، كانت ميدلت قد جسّدته بالفعل. في أزقتها عاش اليهود بجانب المسلمين، وتجاورت المساجد مع الكنائس، وسط روح من التآلف والاحترام. وحتى اليوم، تقف الكنيسة القديمة، والصوامع المرفرفة، كشواهد صامتة على هذا التنوع الثري.
🛤️ حين كانت الطريق تمر من هنا... :
في الزمن الاستعماري، كانت ميدلت محورًا استراتيجيًا يربط شمال المغرب بجنوبه الشرقي، تمر بها القوافل، والجنود، والقطارات، وحتى الطائرات الصغيرة. كل ذلك لم يكن عبثًا، بل لأن هذه الأرض كانت، ولا تزال، ذات قيمة لا تُقدّر.
🌱 ميدلت اليوم... بين الذاكرة والتجدد :
رغم سنوات النسيان، حافظت ميدلت على جوهرها. جمال طبيعي ساحر، تراث مادي ولامادي متنوع، وسكان يحملون في عيونهم حكمة الجبل وصلابته. هي مدينة تُلهم، تستحق أن يُعاد اكتشافها، لا كمرحلة عابرة، بل كوجهة متكاملة للعيش والتأمل.
🎙️ميدلت... مدينة تستحق أن تُحكى بصوتٍ عالٍ.
#ميدلت ُنسى