07/09/2025
في عام 2013
ضَجَّت تركيا
بقصة رجل بسيط
إسمه إبراهيم يوجيل
موظف حكومي
وأب لأسرة صغيرة
كان يعيش صرا*عًا
مر*يرًا مع عادة
سيطرت على حياتة
لأكثر من عشرين عاماً
التدخين نعم التدخين
لم يكن يدخن سيجارة
أو اثنتين، بل كان يلتهم
ما يقارب ثلاث علب
كاملة يومياً،
حتى صار جسده
أ*سيراً لها،
وأنفاسه تخت*نق
مع كل محاولة فاشلة
للتخلص منها.
الضر*بة القاصمة جاءت
حين فقد والده،
الذي كان مدخناً أيضًا،
بسبب سر*طان الرئة
مشهد أبيه الممدد
على سرير المر*ض،
يلفظ أنفاسه الأخيرة،
ظل يطارد إبراهيم
ليل نهار
حينها أدرك
الحقيقة القاسية
"إن لم أتوقف الآن
فسأمو*ت مثله،
وربما أسرع".
جرّب كل الوسائل المعروفة الأدوية، العلكة، اللصقات،
وحتى جلسات الإقناع
مع الأطباء
لكن قوة الإد*مان
كانت أقوى من إرادتة
كان يعود في كل مرة
إلى السيجارة
كمن يعود إلى قيود سجنه.
حتى جاء اليوم الذي قرر فيه أن يواجه نفسه بحل لم يخطر ببال أحد. دخل ورشته الصغيرة، وأمسك بقطع من الحديد، وصنع شيئًا يبدو للوهلة الأولى وكأنه أداة تعذ*يب من القرون الوسطى: قفص معدني يشبه الخوذة. غطى القفص رأسه بالكامل، لا فتحات إلا للعينين والأنف ليتنفس، ولا منفذ يمكن أن تدخل منه سيجارة.
الأغرب أنه سلّم مفاتيح القفص إلى زوجته وابنته، قائلاً لهما:
"أنا ضعيف أمام هذه السمو*م… لكنني أثق بكما أكثر مما أثق بنفسي. احتفظا بالمفتاح، ولا تفتحا لي مهما توسلت."
ومنذ ذلك اليوم، صار مشهد إبراهيم في شوارع مدينته مثار دهشة وضحك. الناس يرونه يمشي بالقفص على رأسه، يتسوق، يتحدث مع الجيران، يركب دراجته… وكل من يراه لا يستطيع منع نفسه من التعليق أو الضحك. لكنه لم يهتم، بل كان يبتسم ويقول:
"أفضل أن يضحكوا عليّ حيًا… من أن يبكوا عليّ م*يتًا."
داخل هذا القفص، بدأ إبراهيم يستعيد حريته. شيئًا فشيئًا، ضعف اشتياقه للسجائر، وبدأ يستنشق الهواء النقي كما لم يفعل منذ سنوات. ومع مرور الأيام، صار الناس الذين يسخرون منه في البداية، ينظرون إليه بإعجاب وإلهام.
لقد تحوّل القفص من رمز للسخرية إلى رمز للحرية
حرية إنسان
قرر أن يسجن رأسه
ليُطلق سراح قلبه
ورئتيه وحياتة
من نهاية حتمية.