07/06/2024
في بلدة صغيرة في إيطاليا القديمة، كان هناك رجل يُدعى "باولو"، معروف بكسله الشديد وذكائه الفائق. كان باولو يعيش في قرية تعج بالفلاحين النشيطين الذين يستيقظون مع شروق الشمس للعمل في الحقول. لكن باولو كان مختلفًا، فهو يفضل النوم حتى الظهيرة وقضاء يومه في التفكير في طرق للحصول على الأشياء بأقل جهد ممكن.
ذات يوم، قرر رئيس القرية إقامة مسابقة لأكثر الشخصيات كسلًا ودهاءً في البلدة، وأعلن أن الفائز سيحصل على كيس من الذهب. رأى باولو في هذه المسابقة فرصته الكبيرة، فقرر المشاركة ووضع خطة محكمة للفوز.
في يوم المسابقة، اجتمع سكان البلدة في الساحة الرئيسية. كان على المشاركين اجتياز مجموعة من التحديات التي تتطلب الدهاء والكسل معًا. التحدي الأول كان عبارة عن سباق لنقل الماء من النهر إلى الساحة باستخدام أكواب صغيرة. بينما كان الآخرون يركضون ذهابًا وإيابًا، قرر باولو الجلوس عند النهر وملء كوبًا كبيرًا جدًا في كل مرة، مستخدمًا خرطومًا طويلًا اخترعه من نباتات القصب، مما جعله ينقل الماء دون جهد كبير.
في التحدي الثاني، كان على المتسابقين جمع أكبر عدد من التفاح من شجرة عالية. بينما تسلق الآخرون الشجرة بحماس، جلب باولو كرسيًا وجلس تحت الشجرة مهزًا إياها بعصا طويلة، فسقط التفاح بسهولة في سلة أمامه.
أما التحدي الأخير، فكان عبارة عن حل لغز معقد. جلس باولو بهدوء واستمع إلى اللغز، ثم أعلن أنه سيأخذ قيلولة قصيرة ليجمع أفكاره. بينما كان الآخرون يعملون بجد، استلقى باولو في ظل شجرة ونام. عندما استيقظ، كان الوقت قد انتهى وكان الجميع متعبين ومتوترين. نظر باولو إلى اللغز بعيون مسترخية وحلّه في بضع دقائق باستخدام ذكائه الفطري.
أعلن رئيس القرية فوز باولو بجميع التحديات، وقدم له كيس الذهب. ولكن باولو، بروحه الكسولة، اقترح أن يُقسم الكيس بين الجميع في البلدة لأنه لا يريد حمله إلى المنزل. ضحك الجميع على فطنته وكرمه، ووافقوا على اقتراحه.
أصبح باولو بطل القرية، ليس فقط بسبب ذكائه ودهائه، ولكن أيضًا بسبب طبيعته الكسولة التي تحولت إلى مصدر للفرح والإلهام للجميع. وعاش الجميع في سعادة ومرح، وتعلموا أن الذكاء والكسل قد يكونان مزيجًا ناجحًا أحيانًا.