03/10/2025
كتاب "الهمجية" زمن علم بلا ثقافة
تاليف الفيلسوف الفرنسي *ميشيل هنري
ترجمة جلال بدله
الناشر دار الساقي
تاريخ النشر 2021
تاريخ النشر بالفرنسية La barbarie Book by Michel Henry 1987
الفكرة المركزية
يركز الكتاب على نقد الحضارة الحديثة من منظور فلسفي فينومينولوجي، حيث يرى ميشيل هنري أن صعود "البربرية" لا يعني العنف البدائي فقط، بل إنكار "الحياة" كخبرة ذاتية وعاطفية، لصالح العقلانية العلمية والتكنولوجيا التي تقوض جوهر الإنسانية. يدعو هنري لاستعادة الحياة الداخلية والفن والوعي الذاتي كسبيل لمقاومة هذه البربرية الحديثة.
محاور الكتاب الرئيسية
توطئة: ما لم تره عين
تمهيد لفكرة البربرية الخفية في الحضارة الحديثة، وضرورة الانتباه لما وراء العلم والتكنولوجيا.
يقدم هنري تصورًا عن عالم يُخفي الحياة الذاتية تحت شعارات التقدم العلمي، ويهيئ القارئ لفهم البربرية على أنها تهديد وجودي وليس مجرد عنف مادي.
الفصل الأول: الثقافة والهمجية
تعريف البربرية وأثرها على الإنسان والثقافة.
يوضح كيف أن الإعلام الجماهيري، التعليم الموحد، والسياسة الحديثة تقلص الفرد إلى كائن وظيفي، منكرًا تجربته الذاتية.
يعرض أمثلة على استلاب الفرد من خلال استبدال الفن والثقافة بالمعرفة التقنية المجردة.
الفصل الثاني: الحكم على العلم بمعيار الفن
الفن كوسيلة لمقاومة البربرية واستعادة الذاتية.
يرى هنري أن العلم لا يمكن أن يكون معيارًا للإنسانية، ويطرح الفن (الرسم والموسيقى) كفضاء لتجربة الحياة الحسية.
يستشهد بأمثلة من الفن الحديث، مثل لوحات كاندينسكي، لإظهار كيف يعبّر الفن عن تجربة ذاتية أصيلة.
الفصل الثالث: العلم بمفرده: التقنية
سيطرة العلم والتكنولوجيا على الحياة الإنسانية.
يناقش هنري هيمنة المعرفة العلمية والتقنية (scientisme) على المجتمع، وتحويل الإنسان إلى كائن آلي، مما يهدد التجربة الذاتية ويقوض الثقافة.
الفصل الرابع: آفة الحياة
أزمة الذاتية الإنسانية في المجتمع الحديث.
يبين كيف يؤدي إنكار الحياة الذاتية إلى إنتاج أفراد منفصلين عن ذواتهم، غير قادرين على التفكير النقدي أو التجربة الحية.
يقارن بين الإعلام الجماهيري الذي يقتل التجربة الفردية والفن الذي يعيدها.
الفصل الخامس: أيديولوجيات الهمجية
الأيديولوجيات التي تدعم البربرية.
ينتقد هنري المواقف الفكرية والسياسية التي تشرعن أو تغفل تأثير العلم والتكنولوجيا على الإنسان، بما في ذلك النزعة الاستهلاكية والانغماس في الكفاءة الميكانيكية.
الفصل السادس: ممارسات الهمجية
مظاهر عملية للبربرية في الحياة اليومية.
يشرح كيف تتجلى البربرية في التعليم، العمل الآلي، الإعلام، والسياسات العامة، حيث يُنتج المجتمع أشخاصًا غير واعين لذواتهم.
الفصل السابع: تدمير الجامعة
المؤسسات التعليمية كضحايا للبربرية.
يناقش انهيار الجامعات والثقافة الأكاديمية تحت تأثير التوجهات العلمية الخالصة، وفقدان الاهتمام بتنشئة التفكير النقدي والحياة الذاتية للطلاب.
في الخفاء
الاستمرارية الخفية للبربرية في المجتمع المعاصر.
يحذر هنري من أن البربرية ليست دائمًا ظاهرية، بل يمكن أن تتغلغل في كل جوانب الحياة اليومية، حتى عندما يبدو المجتمع متحضرًا ومتقدمًا.
الاستقبال النقدي
يُشاد بالكتاب لعمقه الفلسفي وتحليله النقدي للعلاقة بين العلم، التكنولوجيا، والثقافة.
يُنتقد أحيانًا لكثافته الفلسفية ولأسلوبه المعقد، مما قد يصعب الوصول إليه على القراء غير المتخصصين.
يُعتبر مصدرًا مهمًا لفهم نقد الحداثة من منظور فينومينولوجي.
المغزى الفكري
يحث هنري على إعادة التفكير في معنى الحياة الذاتية والوعي الفردي.
يرى أن الفن والتجربة الذاتية هما أدوات مقاومة للبربرية الحديثة.
يربط بين التحولات العلمية والتكنولوجية وأزمة القيم الإنسانية، داعيًا إلى وعي نقدي مستمر.
نبذة عن المؤلف
ميشيل هنري (Michel Henry, 1922–2002)، فيلسوف فرنسي بارز، أحد رواد الفينومينولوجيا الحديثة، ركز على الحياة الذاتية كموضوع فلسفي أساسي، وانتقد الحداثة القائمة على التقنية والعقلانية المفرطة.
خلاصة نهائية
الكتاب هو نقد فلسفي عميق للحضارة الحديثة يربط بين العلم، التكنولوجيا، والفن في تحليل للبربرية المعاصرة. يقدم الكتاب رؤية مترابطة حول كيفية تآكل الحياة الذاتية للإنسان في ظل العقلانية المفرطة، مؤكدًا على الفن والوعي الفردي كسبيل لمقاومة هذا التدهور. يُوصى به للفلاسفة، علماء الاجتماع، ودارسي النقد الثقافي والفني.