20/10/2025
سر "3I/أطلس": زائر فلكي غامض يثير حيرة العلماء
يكمن سر الجرم الفلكي "3I/أطلس" (3I/ATLAS)، الذي اكتشف في يوليو 2025، في طبيعته الغامضة وغير المألوفة التي تتحدى الفهم الحالي للأجرام القادمة من خارج نظامنا الشمسي. فهو ليس مجرد مذنب عابر، بل زائر من الفضاء البينجمي يحمل خصائص فريدة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط العلمية وصلت إلى حد التكهنات بكونه جسماً اصطناعياً.
ما هو 3I/أطلس؟
"3I/أطلس" هو ثالث جرم بينجمي يتم رصده في نظامنا الشمسي، وقد أُطلق عليه أيضًا اسم "C/2025 N1". اكتشفه نظام التنبيه الأخير لاصطدام الكويكبات بالأرض (ATLAS)، وهو عبارة عن شبكة من التلسكوبات المخصصة لمسح السماء. وما يميز هذا الزائر هو حجمه الكبير الذي يقدر قطره بحوالي 10 إلى 20 كيلومترًا، مما يجعله أضخم بكثير من الأجرام البينجمية السابقة التي تم رصدها، مثل "أومواموا" و"بوريسوف".
لغز سلوكه الغريب
تكمن الإثارة الحقيقية حول "3I/أطلس" في سلوكه الذي لا يتوافق تمامًا مع سلوك المذنبات المعروفة. فقد رصد العلماء انبعاثات غازية منه تتجه نحو الشمس، وهو أمر غير مألوف، حيث أن الرياح الشمسية تدفع عادة ذيول المذنبات بعيدًا عن الشمس. هذا السلوك الشاذ، بالإضافة إلى لمعانه غير المتوقع على الرغم من بعده، دفع بعض العلماء، ومن أبرزهم البروفيسور آفي لوب من جامعة هارفارد، إلى طرح فرضيات جريئة.
الفرضيات المطروحة:
مذنب غير عادي: يرى معظم العلماء أن "3I/أطلس" هو مذنب طبيعي لكن بتركيبة كيميائية وسلوك لم نشهده من قبل. قد تكون تركيبته الغنية ببعض المواد هي المسؤولة عن نشاطه غير المتوقع.
"حصان طروادة" تكنولوجي: يذهب البروفيسور آفي لوب إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يشير إلى أن سلوك "3I/أطلس" قد لا يكون طبيعيًا بالكامل، ويقترح إمكانية أن يكون جسمًا مصنعًا من قبل حضارة أخرى، متنكرًا في هيئة مذنب.
أهميته العلمية
بغض النظر عن طبيعته النهائية، فإن دراسة "3I/أطلس" تمثل فرصة فريدة للعلماء. فهو يقدم نافذة نادرة على مكونات أنظمة كوكبية أخرى، حيث أن الأجرام البينجمية هي بمثابة "عينات" من تلك الأنظمة البعيدة. ومن خلال تحليل الضوء المنبعث منه، يأمل العلماء في معرفة المزيد عن المواد والعمليات التي شكلت عوالم خارج نظامنا الشمسي.
يبقى "3I/أطلس" لغزًا فلكيًا مثيرًا، وسيبقى محورًا للرصد والدراسة المكثفة في الفترة القادمة لكشف المزيد من أسراره، سواء كان ظاهرة طبيعية مذهلة أو أول دليل محتمل على وجود تقنيات خارج كوكب الأرض