27/10/2025
ما زالت ساكنة مشروع الرياض بسيدي حجاج والدواوير المجاورة له (دوار اولاد سيدي مسعود و دوار الحاج موسى) تترقب بفارغ الصبر انطلاق أشغال تهيئة طريق ديفاندي، التي تُعدّ شرياناً محورياً يربط مشروع الرياض بمركز تيط مليل على مسافة لا تتجاوز 1.22 كلم، وتعتبر المنفذ الأقرب والأهم لساكنة المنطقة نحو المدينة ومرافقها الحيوية.
ورغم مرور ما يزيد عن سنتين على مصادقة مجلس جماعة تيط مليل سنة 2023 على مشروع تهيئة هذه الطريق إلى جانب عدد من المسالك الطرقية الأخرى، فإن الواقع الميداني لا يزال على حاله، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر انطلاق للأشغال.
مصادر محلية تؤكد أن ميزانية المشروع، التي تناهز 33 مليون درهم، قد تم تخصيصها بشراكة مع مجلس جهة الدار البيضاء سطات، بناءً على مراسلة رسمية من جماعة تيط مليل، إلا أن غياب أي أثر فعلي لهذه الاعتمادات المالية يثير تساؤلات واسعة حول مصيرها، وعن أسباب تأخر تنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي كان من المفترض أن يُحسّن بشكل ملموس ظروف التنقل ويفك العزلة عن مئات الأسر.
وفي الوقت الذي تعاني فيه ساكنة مشروع الرياض و الدواوير المجاورة له من رداءة المسالك وصعوبة الولوج إلى أقرب مركز حضري، تتعالى الأصوات مطالبة بـتوضيح رسمي من الجهات المنتخبة والوصية حول مصير هذه الاعتمادات، وتحديد جدول زمني واضح لانطلاق الأشغال، حتى لا يبقى المشروع حبيس الوعود والمراسلات.
إن استمرار حالة الغموض التي تطبع هذا الملف يعكس ضعف التواصل المؤسساتي وانعدام الشفافية في تدبير المشاريع العمومية داخل جماعة تيط مليل. فحين تُرصد اعتمادات مالية بملايين الدراهم، ويُعلن عن مشاريع مهيكلة دون أن ترى النور بعد سنتين من المصادقة، يصبح من المشروع التساؤل: أين الخلل؟ ومن يتحمل مسؤولية هذا التعثر؟
هل المشكل مرتبط بإكراهات إدارية؟ أم بتباطؤ في الإجراءات التقنية والمالية؟ أم أن هناك خللاً في أولويات الجماعة في تنزيل مشاريعها؟
إن المجلس الجماعي، باعتباره المسؤول المباشر عن برمجة وتتبع هذه المشاريع، مطالب اليوم بتقديم توضيحات للرأي العام المحلي، والكشف عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخر، وإصدار تقرير مفصل حول مصير الاعتمادات المخصصة لتهيئة المسالك الطرقية منذ سنة 2023.
فالمساءلة والشفافية ليست ترفاً سياسياً، بل هي حق للمواطن وواجب على المنتخب، خاصة حين يتعلق الأمر بمشاريع تؤثر بشكل مباشر على الحياة اليومية للساكنة
أمام هذا الوضع، تتوجه ساكنة مشروع الرياض و الدواوير المجاورة له بنداء عاجل إلى السيد عامل إقليم مديونة ومجلس جهة الدار البيضاء سطات من أجل التدخل لتسريع تنزيل المشروع، وضمان احترام المساطر والآجال القانونية لتنفيذه، حتى لا تظل ملايين الدراهم حبيسة الأوراق والمراسلات، بينما تستمر معاناة المواطنين اليومية مع الطين والغبار