
14/04/2025
إلى السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة،
تحية مغلَّفة بالغضب والاستياء العميق،
نخاطبكم اليوم لا لطلب امتياز ولا للمجاملة، بل لنرفع إليكم صرخة مدوّية من قلب المؤسسات التعليمية التي تحوّلت إلى فضاءات للفوضى، والانفلات، والتسيّب الأخلاقي والسلوكي.
لقد جرّدتم الأطر التربوية من كل وسائل الضبط والتأديب، ورفعتم عنهم الغطاء القانوني الذي كان يحمي كرامتهم وسلامتهم، لتمنحوهم بدلًا من ذلك "مذكرة البستنة"، وكأننا أمام تلاميذ يبحثون عن هواية لا عن سلوك إجرامي معرقل لرسالة المدرسة.
كيف يُعقل أن نُطالَب بتهذيب متعلّم عنيف ومعتدٍ على زملائه وأساتذته، بمجرد حصة بستنة يملك الحق في رفضها؟ أين هو القانون؟ أين هي هيبة المدرسة؟ أين هو احترام الأستاذ الذي أصبح مستباحًا في وضح النهار؟
سيدي الوزير، في أقل من أسبوع، فقدنا أستاذة ومديرًا على يد تلاميذ استغلوا هذا الفراغ القانوني، وهذه السياسات المرتبكة التي جعلت من المؤسسة التعليمية أرضًا خصبة للعنف، والإفلات من العقاب، وانهيار القيم.
نحمّلكم المسؤولية الكاملة عن هذا الانحدار الخطير، ونطالبكم، بصوت كل من يقف في الأقسام على حافة الانهيار، بإعادة النظر الجذري في منظومة الضبط والانضباط داخل المدرسة. كفى استخفافًا بكرامة الأستاذ، وكفى قرارات نظرية تقطع الصلة بالواقع.
إن لم تُتخذ إجراءات فورية وواقعية، فإنكم تدفعون بمستقبل هذا البلد إلى الهاوية، وتتركون المدرسة العمومية فريسة للجهل، والعنف، والتخلف.
والسلام على من لا يزال يقاوم.