
21/04/2025
الجزء السابع: أحفاد النار
فتح گيتس عينيه على عالمٍ مختلف.
السماء دموية، لا شمس فيها ولا قمر، بل وهج أحمر يسطع من أعلى جبل كأنّه قلب كائنٍ يحتضر.
أرض هذا المكان تُصدر طقطقة كالعظام المتكسّرة، والهواء مليء بالرماد، والنار تخرج من باطن الأرض.
وصل إلى أطلال مدينة معلقة بين الماضي والحريق، وكان أهلها - إن صحّ تسميتهم بذلك - يمشون كالأشباح، أجسادهم نصف محترقة، وعيونهم مفرغة، ووجوههم ممزقة كأن كل واحد منهم مرّ بمئة حرب ولم يمت تمامًا.
هؤلاء هم أحفاد النار.
ضحايا عهدٍ قديم ومرعب، أُبرم مع واحدٍ من أعظم العفاريت: الملك نوازار، مقابل قوة لا تنتهي وخلود لا يُحتمل.
دخل گيتس إلى ساحة المدينة، وسرعان ما أحاط به ستة من أحفاد النار، رؤوسهم تتدلى منهم شُعَل سوداء، وأيديهم تحمل سكاكين من حمم متجمّدة.
“جديدٌ في الأرض المحروقة… لا رائحة ميثاق فيك. من أين جئت؟”
قال أحدهم بصوت أجش كأنه يحترق وهو يتحدث.
“جئت لأكمل عهدًا قديمًا. اسمي گيتس… وأنا من كُتب اسمه في النقش الثالث.”
تجمّد الجميع. أحدهم ركع.
“أنت… من قيل إنه سيُشعل نهاية النار؟”
فتحوا له الطريق إلى المنصة المقدسة، وهناك رأى نقشًا قديمًا على حجر أسود:
“حين يُكسر الصمت، ويُنطق اسمٌ من دمٍ مَنسِيّ،
سيأتي الذي وُلد تحت ثلاث ليالٍ سوداء
ليفتح باب السقوط، ويحكم الميّت والحيّ.”
تذكّر گيتس الليالي الثلاث التي تحدّث عنها والده:
الخسوف، موت الشمعة الكبرى، وسقوط النجم القديم.
“أنا هو…”
قالها وهمس الظل في أذنه:
“نعم، لكنك لست وحدك.”
ارتجفت الأرض، وانشقّت المنصة، وظهر من تحتها كائن هائل، جلده من لهب، ووجهه بلا ملامح، لكن عينيه تشتعلان بالحقد:
الملك نوازار… عاد.