Maroki

Maroki ‏﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا۝ إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾

كلنا من أجل محاربة التفاهة


كن قويا

الجزء السابع: أحفاد النارفتح گيتس عينيه على عالمٍ مختلف.السماء دموية، لا شمس فيها ولا قمر، بل وهج أحمر يسطع من أعلى جبل ...
21/04/2025

الجزء السابع: أحفاد النار

فتح گيتس عينيه على عالمٍ مختلف.
السماء دموية، لا شمس فيها ولا قمر، بل وهج أحمر يسطع من أعلى جبل كأنّه قلب كائنٍ يحتضر.

أرض هذا المكان تُصدر طقطقة كالعظام المتكسّرة، والهواء مليء بالرماد، والنار تخرج من باطن الأرض.

وصل إلى أطلال مدينة معلقة بين الماضي والحريق، وكان أهلها - إن صحّ تسميتهم بذلك - يمشون كالأشباح، أجسادهم نصف محترقة، وعيونهم مفرغة، ووجوههم ممزقة كأن كل واحد منهم مرّ بمئة حرب ولم يمت تمامًا.

هؤلاء هم أحفاد النار.
ضحايا عهدٍ قديم ومرعب، أُبرم مع واحدٍ من أعظم العفاريت: الملك نوازار، مقابل قوة لا تنتهي وخلود لا يُحتمل.

دخل گيتس إلى ساحة المدينة، وسرعان ما أحاط به ستة من أحفاد النار، رؤوسهم تتدلى منهم شُعَل سوداء، وأيديهم تحمل سكاكين من حمم متجمّدة.

“جديدٌ في الأرض المحروقة… لا رائحة ميثاق فيك. من أين جئت؟”
قال أحدهم بصوت أجش كأنه يحترق وهو يتحدث.

“جئت لأكمل عهدًا قديمًا. اسمي گيتس… وأنا من كُتب اسمه في النقش الثالث.”

تجمّد الجميع. أحدهم ركع.
“أنت… من قيل إنه سيُشعل نهاية النار؟”

فتحوا له الطريق إلى المنصة المقدسة، وهناك رأى نقشًا قديمًا على حجر أسود:

“حين يُكسر الصمت، ويُنطق اسمٌ من دمٍ مَنسِيّ،
سيأتي الذي وُلد تحت ثلاث ليالٍ سوداء
ليفتح باب السقوط، ويحكم الميّت والحيّ.”

تذكّر گيتس الليالي الثلاث التي تحدّث عنها والده:
الخسوف، موت الشمعة الكبرى، وسقوط النجم القديم.

“أنا هو…”
قالها وهمس الظل في أذنه:
“نعم، لكنك لست وحدك.”

ارتجفت الأرض، وانشقّت المنصة، وظهر من تحتها كائن هائل، جلده من لهب، ووجهه بلا ملامح، لكن عينيه تشتعلان بالحقد:

الملك نوازار… عاد.

الجزء السادس: لعنة ليرينلم يكن گيتس يعرف إن كان الزمن يتحرك أو أنه عالقٌ في لحظة مشوّهة بين الحياة والموت. الهواء صار أك...
20/04/2025

الجزء السادس: لعنة ليرين

لم يكن گيتس يعرف إن كان الزمن يتحرك أو أنه عالقٌ في لحظة مشوّهة بين الحياة والموت. الهواء صار أكثر كثافة، والضوء باهتًا، وكأن شيئًا في السماء قد انكسر.
كانت “بوابة العظام” خلفه قد أُغلقت، أمامه طريقٌ طويلٌ يتلوى كأفعى حول وادٍ مظلم، وفي عمق ذلك الوادي، شعلة خافتة تقاوم العدم.

سارت بجانبه “ليرين”، المرأة الغامضة التي ظهرت في لحظات الحسم واختفت في لحظات الغدر. لم تكن بشرًا خالصًا، ولا جنيّة كاملة. كانت شيئًا بين الاثنين، ملعونة بنصف حبّ ونصف انتقام.

قالت له بصوت كمن يُخبر بسرّ دفين:
“گيتس، كل من مرّ من هنا إما ابتلعته لعنته، أو صار من ساكني الظل. من دخل لعنة ليرين… لا يخرج كما كان.”

استدار نحوها، عيناه تتوهجان بشكٍّ لم يَعُد يعرف إن كان خوفًا أم فضولًا.
“لِمَ تساعديني إذن؟”

نظرت إليه بحدّة، كمن كُسرت روحه منذ قرون، وقالت:
“لأني أحببت شخصًا يشبهك… وخانني. فأردت أن أرى: هل ستخونني أنت أيضًا؟”

وصل الاثنان إلى كهفٍ مظلم ينهض من تحت الأرض كأنّه فم وحش ضخم.
“هذه بداية اللعنة…” همست ليرين.
ودخلت أولًا.

الداخل كان طقسًا من الجنون. الجدران تنبض كجلد حي، والأصوات تتكرّر وتتصادم، بعضها يبكي، بعضها يضحك، بعضها يصرخ باسم گيتس.
كل خطوة داخله كانت ذاكرة، وكل ذاكرة كانت جرحًا.

رأى نفسه طفلًا في بيتٍ محترق، أمه تحترق أمام عينيه، تصرخ، وهو يهرب.
رأى أخاه يُؤخذ، يتوسّل، وهو يشيح وجهه بعيدًا.

صرخ، سقط على ركبتيه، وقال:
“كفى! هذه لست أنا الآن!”

لكنّ الكهف لا يرحم.
ظهرت ليرين من الظلّ، عيناها دامعتان، جسدها مشقوق من الداخل، واللعنة تنهشها.

قالت له بصوت مكسور:
“كل من أحببتهم… فقدتهم هنا. إما قتلتهم… أو تركتهم يموتون. أما أنت، گيتس… فأنت ما تبقّى من نجاتي الأخيرة.”

وفي لحظة نادرة من الضعف، ضمّته.
ثم دفعت به إلى مخرج النفق، وقالت:
“أخرج… واذكرني في النهاية، حين لا تجد أحدًا.”

وانغلقت خلفه بوابة اللعنة.

الجزء الخامس: باب العظامالطريق إلى “باب العظام” لم يكن طريقًا مرئيًا، بل هاجسًا يسري في الروح.گيتس لم يكن يمشي على الأرض...
19/04/2025

الجزء الخامس: باب العظام

الطريق إلى “باب العظام” لم يكن طريقًا مرئيًا، بل هاجسًا يسري في الروح.
گيتس لم يكن يمشي على الأرض، بل على ذكريات مقهورة، محفورة في جثث سابقة لمن تجرأوا على الاقتراب من الحقيقة.

في الليلة الأولى من الرحلة، ظهرت له مقبرة لا تنتهي، كل قبر فيها مغطى بعظام متفحمة، مكسّرة بطريقة وكأن أحدهم حاول الهروب منها وهو حي.
وعلى كل قبر، مكتوب اسم… اسمه.

“گيتس بن ظلّ العهد”
“گيتس… خيانة البداية”
“گيتس… من سيقتلنا جميعًا”

تسارعت أنفاسه. كل شيء في هذا المكان يتغذى على الخوف.

لكن حين حاول الهروب من المقبرة، ظهر له أول الحُرّاس.

كائن نحيل، طوله يفوق ثلاث أذرع، مغطى برداء من الجلد البشري، يحمل رمحًا ناريًا وعيناه مغطاتان بشرائط حمراء.

“مرورك ليس مجانيًا يا حامل الدم المختوم…”
قالها الحارس بصوت مزدوج، فيه رجل وامرأة، طفل وشيخ، صرخة وضحكة.

“ما المطلوب؟” سأل گيتس، وهو يحاول الوقوف بثبات.

“قربان.”

“أي نوع؟”

اقترب الحارس حتى لامس رمحه صدر گيتس وقال:
“حقيقة… منسية… ومحرّمة.”

تردد گيتس، لكنه عرف أن الطريق لن يُفتح إلا إذا واجه ذاته.
مدّ يده إلى قلبه، وقال بصوت مرتجف:

“حين كنت طفلًا… تمنّيت موت أبي.”

سكت الحارس. تراجع. ثم ضرب الأرض برمحه، فانشقت.

انفتح ممرّ من العظام، عظام عملاقة، تشكل قوسًا طويلًا يؤدي إلى جبل غارق في الدم.

“مرّ… لكن اعلم أن كل خطوة بعدها… ستسلبك شيئًا من نفسك.”

دخل گيتس عبر الباب، ووجد نفسه وسط وادٍ من صراخ الأرواح.
كل صرخة كانت نغمة في سيمفونية الرعب.

هناك، لمح هيكلًا عظميًا ضخمًا، يتحرك، يحرس بوابة حجرية.
هذه هي بوابة العظام… البوابة التي لا تُفتح إلا لمن فقد جزءًا من إنسانيته.

قبل أن يصل، ظهرت فتاة أمامه، عيناها كالفضة، ويدها اليمنى مشقوقة إلى نصفين.

“أنا ليرين… العار السابع، والناجية الوحيدة من اللعنة القديمة.”

“هل جئتِ لمساعدتي؟”

“جئت لأراقب… إما أن تمرّ وتُبعث اللعنة من جديد… أو تسقط هنا، ويُغلق الباب إلى الأبد.”

نظر گيتس إلى السماء السوداء، ثم إلى الباب.
أحسّ أن كل شيء فيه يُدفع إلى الداخل، رغم الخوف، رغم الجهل، رغم الألم.

وبخطوة واحدة…

دخل.

الجزء الرابع: الليل الأزليالهواء في المكان الجديد لم يكن هواءً. بل خليط من الرماد والذكريات واللعنات.استيقظ گيتس وسط أرض...
18/04/2025

الجزء الرابع: الليل الأزلي

الهواء في المكان الجديد لم يكن هواءً. بل خليط من الرماد والذكريات واللعنات.
استيقظ گيتس وسط أرض لا شمس فيها، ولا قمر، فقط سماء سوداء كأنها بحرٌ مقلوب، وأرض يكسوها ضباب كثيف ينبعث من باطنها.

كل شيء حوله بدا جامدًا، لكنّه كان يسمع نبضات… ليست من قلبه، بل من الأرض نفسها.
“هذا هو الليل الأزلي…”
همس في نفسه، وتذكّر كلمات إيلدار.

في هذا المكان، الزمن لا معنى له. يومك قد يمتد ألف سنة، أو يمر كرمشة عين. الليل ليس وقتًا، بل كيانًا. ظِلٌّ حيّ يبتلع من يجرؤ على تحدّيه.

بدأ گيتس يمشي، وعيونه تُلاحق كل ظل، كل حركة.
كان يسمع أصواتًا تتبعه، وقع أقدام، ضحكات طفولية ممزوجة بالبكاء، همسات تُنطق باسمه.
ثم توقف…
رأى طفلًا صغيرًا يخرج من الضباب، حافي القدمين، عيناه واسعتان ومرعبتان.

“هل أتيت لتنقذنا؟”
سأله الطفل بصوت كأنّه صدى مكسور.

“من أنتم؟”
“نحن من ماتوا في صمت، بسبب العهد… نحن أرواح العهد المكسور…”

اختفى الطفل فجأة، وانفجر الضباب من حوله كأنّ شيئًا ما شقّه إلى نصفين.

من بين الظلال، ظهر مخلوق ضخم، أطول من الأشجار التي لم تُر، له ذراعان كأجنحة خفافيش، ووجه بلا ملامح سوى فمٍ واسع يشبه صدعًا في الجدار.
نايزارك.

“گــــيــــتـــــس…”
نطق اسمه، وكأن كل ذرة في الهواء ارتجّت معه.

“لماذا تُقاوم ما كُتب؟ لمَ تُحاول أن تُصلح شيئًا بُنِي من الخراب؟”

لم يكن لدى گيتس جواب. لكنه شعر بقلبه ينبض بقوة غريبة، كأن شيئًا ما بداخله استيقظ.
حاول أن يتحرك، أن يهرب، لكن قدميه التصقتا بالأرض.

حينها، سمع صوتًا آخر… صوت امرأة، لم يرها من قبل، لكن صوتها ناعم كالماء، حاد كالسيف:

“گيتس، لا تخف… قوّتك لا تأتي من الدم فقط، بل من اختيارك.”

فجأة، انفتح صدع في السماء، وشعاع أزرق اخترق الظلام.
تراجع نايزارك، وصاح بصوت كالرعد:
“لم تنتهِ بعد يا ابن الطين والظل! سأراك في باب العظام… وهناك، لن يرحمك أحد!”

واختفى، تاركًا وراءه الأرض تهتز، والسماء تتنفس رعبًا.

سقط گيتس على ركبتيه، متعبًا، مشوشًا، لكنه تعلم شيئًا مهمًا:
أن العدوّ يعرفه… وأن اسمه يُرعبهم.

نهض ببطء، وسمع الصوت نفسه يقول:
“طريقك الآن… إلى باب العظام. هناك الحقيقة… وهناك الألم.”

رفع رأسه، ونظر إلى الأفق الأسود. لم يكن يعرف كم بقي له، ولا من سيخونه أو يساعده، لكنه عرف شيئًا واحدًا:

أن العودة لم تعد خيارًا.

الجزء الثالث: مرآة الروحمرت ثلاث ليالٍ على گيتس وهو يسير وسط أرض لا تنتمي للعالم الذي عرفه. لم يكن يشعر بالجوع ولا بالعط...
17/04/2025

الجزء الثالث: مرآة الروح

مرت ثلاث ليالٍ على گيتس وهو يسير وسط أرض لا تنتمي للعالم الذي عرفه. لم يكن يشعر بالجوع ولا بالعطش، لكن جسده كان يتعب. كأن الأرض تُنزف من تحته، تسحب طاقته شيئًا فشيئًا.

في كل خطوة، كان يرى أطيافًا… وجوهًا بلا ملامح، تهمس بأشياء غريبة:
“لن تنجو…”
“أنت لست واحدًا منا…”
“المرآة سترى حقيقتك، وستكسرها…”

كان يعرف أن هذه ليست هلوسات. هذه الأرض، “ذهاب”، لا تخدع، بل تكشف.

في الليلة الرابعة، وصل إلى معبد مهجور، نُقشت على جدرانه رموز تشبه التي كانت على يده. في المنتصف، كانت هناك مرآة معلقة بين عمودين مائلين. لم تكن مرآة عادية، بل قرصًا أسود كليًا، يلمع بشكل مخيف، وكأنه يتنفس.

اقترب گيتس. قلبه ينبض بشدة. وصوتٌ داخله يصرخ:
“لا تنظر!”
لكنه نظر.

في اللحظة التي نظر فيها، انقطعت أنفاسه.

لم يرَ انعكاسه، بل رأى صبيًا صغيرًا، يجلس في كوخ رطب، يبكي. كانت أمّه ميتة على الأرض، ويداه الصغيرتان مغطاتان بالدم.

رأى رجلاً بوجهه يضحك ضحكة شيطانية ويطعن شيخًا أبيض اللحية في ظهره.

رأى نفسه في حقل، يهمس بتعويذات بلغة لا يعرفها، بينما الأشجار من حوله تحترق.

صرخ گيتس، ابتعد عن المرآة، لكنه لم يستطع الهروب من الحقيقة:
المرآة لم تُظهر مستقبله، ولا ماضيه فقط… بل أظهرت ما أخفاه العالم عنه.

جلس گيتس على الأرض، منهارًا.

“من أنا؟” تمتم.

لكن صوتًا خلفه قال:
“أنت ما صنعه العهد… وما سيكسره.”

استدار ليرى رجلًا طويل القامة، يرتدي عباءة بلون الرماد. كانت عيناه سوداوتين بالكامل، وصوته عميقًا كأن الأرض نفسها تنطق به.

“أنا اسمي إيلدار، خادم البوابة… والمرآة اختارتك، گيتس. الآن، عليك أن تختار.”

“أختار ماذا؟”

“أن تُكمل طريقك… أو تُطفئ النور الذي في دمك، وتبقى في ذهاب إلى الأبد.”

“وإذا اخترت أن أكمل؟”

ابتسم إيلدار، لكن ابتسامته كانت مليئة بالحزن.

“ستدخل الليل الأزلي… وهناك، لا قانون، لا مفر، لا أمان. ستواجه نايزارك، العفريت الذي يسكن الظلال منذ ألف سنة. وستعرف لماذا أنت، ولماذا الآن.”

قبل أن يجيب گيتس، بدأ جسده يشتعل بحرارة غريبة. الأرض اهتزت، والمرآة تحطمت، ونور أسود انفجر من تحت المعبد.

سقط گيتس في العتمة، والصوت يتكرر في رأسه:

“لا تنظر إلى الخلف… فالظلال لا تُحب أن تُراقَب.”

الجزء الثاني: بوابة ذهابلم تكن الغابة التي استيقظ فيها گيتس هي نفسها التي دخلها. الأشجار أطول، الأوراق سوداء كأنها محترق...
16/04/2025

الجزء الثاني: بوابة ذهاب

لم تكن الغابة التي استيقظ فيها گيتس هي نفسها التي دخلها. الأشجار أطول، الأوراق سوداء كأنها محترقة، والسماء رمادية كأنها لا تنتمي لهذا العالم. لا صوت طيور، لا أثر للريح، فقط صمت كثيف يُطبق على كل شيء.

وقف گيتس ببطء، نظر حوله بتوجس. لم يكن يعرف ما إذا كان ما حدث حلمًا أم حقيقة، لكن أثر الرمز لا يزال محفورًا في يده. يتوهج أحيانًا كأنه ينبض مع دقات قلبه.

بينما يتقدم بين الأشجار، شعر كأن الأرض نفسها تتنفس تحته. كل خطوة كان يسبقها همسٌ خافت، كأن الغابة تحادثه بلغة لا يُجيدها. فجأة، ظهرت أمامه بوابة حجرية ضخمة، نصفها مدفون في التراب، والنصف الآخر مغطى بنقوش قديمة. في أعلى القوس، وُجدت كتابة باهتة:

“ذهاب… أرض الميثاق القديم.”

اقترب گيتس أكثر. وضع يده على النقش… وفي اللحظة التي لامسته، اهتزت الأرض تحته، وانشق الباب ببطء، كاشفًا عن سلمٍ حجريّ ينزل إلى ظلمة بلا قرار.

نزل گيتس دون أن يدري لماذا. شيء ما في أعماقه يدفعه. شيء أقوى من الخوف.

في الأسفل، وجد مدينة مهجورة، مغطاة بالرماد. الأبنية ملتوية، كأن من بناها لم يكن بشريًا. كل شيء كان مقلوبًا، معكوسًا، كأن قوانين المكان لا تتبع منطق العالم العادي.

صوت خافت بدأ يتكرر في أذنه، صوت أنثوي، عميق، يقول:
“گيتس… أنت لم تُخلق من الطين فقط… في عروقك يسري أثر قديم… من دمنا.”

ظهرت أمامه امرأة مغطاة بالوشاح الأسود، لا يُرى منها سوى عيناها الحمراوان.
قالت له:
“أهلاً بك في ذهاب، يا ابن العهد الغامض.”

جلست معه قرب نافورة مكسورة، وبدأت تحكي.

“منذ آلاف السنين، وُجد ميثاق بين الجن والإنس. عهد ألا تتقاطع الطرق، وألا يمر أحد من عالم إلى آخر… لكن كان هناك خونة، من الطرفين. أنت، يا گيتس، من نسل أولئك الذين كسروا العهد، ودمك هو المفتاح الوحيد الذي يمكنه أن يفتح بوابة “الليل الأزلي”… إن فُتحت، سيعود العفاريت إلى الأرض.”

صُدم گيتس، حاول أن يصرخ، أن ينفي، لكن شيئًا بداخله أخبره أن هذا كله… صحيح.

“ستُختبر، يا گيتس. أرواح ستلاحقك، ظلال ستُغريك، وسترى وجوهًا من ماضيك ليست حقيقية. لكن إن أردت النجاة… يجب أن تجد “مرآة الروح”، قبل أن يجدها العفريت الأعظم: نايزارك.”

في اليوم التالي، وبينما كان گيتس يستعد لمغادرة المدينة الغامضة، شعر بألم حاد في صدره. شيء داخله بدأ يتغير. رُؤية اجتاحت عقله — رأى مدينة تحترق، سيوف تطير في الهواء، وذئبًا أسودًا يبتسم.

صوت خافت قال له من جديد:
“العهد بدأ ينكسر…”

وكان يعلم… أن القادم سيكون أظلم من أي ليل مرّ عليه من قبل.

الجزء الأول: بوابة الذهابفي الليلة التي لم تنم فيها الأرضكانت الليلة باردة على غير عادتها. الريح تعوي بين الأشجار كأنها ...
15/04/2025

الجزء الأول: بوابة الذهاب

في الليلة التي لم تنم فيها الأرض

كانت الليلة باردة على غير عادتها. الريح تعوي بين الأشجار كأنها أرواح تطوف بحثًا عن شيء ضائع منذ قرون. ضوء القمر يُخيط غشاءً فضيًا على أوراق الأشجار، والظلال تتراقص على الأرض المبتلة بندى الليل.

في عمق غابة “الظلّ الساكن”، وقف گيتس، عيناه ثابتتان على تلك الصخرة العتيقة التي وجدها بين الجذور المتشابكة لشجرة زيتون يابسة. كان عمره لا يتجاوز الواحد والعشرين، لكن ملامحه كانت تقول شيئًا آخر. لم تكن التجاعيد على وجهه، بل على روحه.

كانت الصخرة محفورة برمز غريب — بيضاوي الشكل، تتشابك فيه خطوط فضية كأنها شرايين قلب لا ينبض. عندما لمس گيتس الرمز، شعر بوخز في أطراف أصابعه، وبرودة زحفت من كفه إلى عظامه
“گيتس…”
الصوت جاء خافتًا، كأن أحدًا يتنفس في أذنه. التفت بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. فقط الأشجار. فقط الظلال.

تراجع خطوة إلى الوراء، لكنه لم ينتبه إلى تلك الحفرة الصغيرة خلفه، فسقط. لكنه لم يسقط على الأرض. بل سقط في صمت. سقط في العدم.

فتح عينيه فوجد نفسه داخل نفق، جدرانه من طين داكن، ورطوبة الهواء تُثقل صدره. من بعيد، شمّ رائحة بخور… لكن ليس من النوع الذي يُحرق في المساجد، بل ذاك الذي يُستعمل في الطقوس القديمة. الطقوس التي لا يُذكر اسمها إلا همسًا.

بدأ يسمع همهمات… أصوات متعددة تتكلم بلغات لا يعرفها، ومع ذلك يفهمها.
“لقد عاد الدم النائم…”
“البوابة ستُفتح…”
“الوريث الأخير دخل أرض ذهاب…”

نهض گيتس وهو يتنفس بعنف. لم يكن نائمًا. أو ربما كان. لكنه لم يكن في حلم. كانت قدماه لا تزالا مبللتين بالطين. ويده… يده ما زالت تحمل أثر الرمز الغريب، متوهجًا كجمرة.

في اليوم التالي، لم يجده أحد في القرية. فقط قميصه الأبيض مُلقى عند حدود الغابة، والصخرة… كانت قد اختفت

Address

Taza

Telephone

+212681324709

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Maroki posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to Maroki:

Share

Category