01/07/2025
الذكاء الاصطناعي يحاول تحليل هذه المجموعة من الأرقام والإحصائيات المتعلقة بالمغرب:
عدد المساجد بالمغرب: 45000
المؤسسات التعليمية: 10300
المستشفيات: 150
الأضرحة: 5038
الجامعات: 20
هذه الإحصائيات تكشف عن نمط توزيع الموارد والأولويات الرمزية والاجتماعية في المغرب، وتفتح الباب لتحليل نقدي ومعمّق حول البنية الثقافية والسياسية للدولة والمجتمع. دعنا نتناولها بنداً بنداً، ثم نستخلص المعنى الأشمل منها.
تفكيك الإحصائيات
1. عدد المساجد: 45,000
• رقم ضخم يدل على كثافة الحضور الديني في الفضاء العام.
• يشير إلى أن الدين يُستثمر كمرجعية اجتماعية مركزية، وربما أيضًا كأداة للشرعية السياسية.
• هذا الرقم يعكس أيضًا مدى تغلغل السلطة الروحية في الحياة اليومية، وهو ما يمكن قراءته كعامل استقرار رمزي أو، من زاوية أخرى، كأداة ضبط اجتماعي ناعم.
2. المؤسسات التعليمية: 10,300
• هذا عدد متواضع مقارنة بعدد المساجد، خاصة إذا قُرئ في ضوء الكثافة السكانية والشبابية.
• يظهر أن التعليم لم يكن في صدارة الاستثمار الوطني بنفس القدر.
• يطرح سؤالًا عن الأولويات: أي مجتمع نريد؟ مجتمع معرفة أم مجتمع وعظ وإرشاد؟
3. المستشفيات: 150
• رقم صادم.
• يكشف نقصًا حادًا في البنية الصحية، بما لا يتناسب مع الحاجيات الواقعية لسكان يتجاوزون 37 مليون نسمة.
• يدل على هشاشة الرعاية الصحية، وقد يكون مؤشرًا على هشاشة أعمق في مفهوم الدولة الاجتماعية.
4. الأضرحة: 5,038
• عدد كبير يعكس قوة البعد الصوفي والشعبي للدين في المغرب ويمتل التوجه الشعبي إلى الاستعانة بالأضرحة كصلة وصل إلى الله وهدا يناقض ما يؤمر في المساجد.!!!
• يُظهر كيف أن التصوف (المؤطر تقليديًا من السلطة) يُستخدم للحفاظ على إسلام “معتدل” ومتسامح ظاهريًا، في مقابل التيارات السلفية أو السياسية.
• لكنه أيضًا يكشف تشبثًا بثقافة ميتافيزيقية تقليدية قد تُستخدم لملء فراغات اجتماعية لا تملؤها الدولة عبر الخدمات أو التعليم.
5. الجامعات: 20 فقط
• عدد هزيل في بلد بهذا الحجم الجغرافي والبشري.
• يُضعف قدرة الدولة على إنتاج المعرفة، البحث العلمي، والتأطير النخبوي.
• يعكس رؤية ضيقة للجامعة كوظيفة إدارية أكثر منها كمحرّك حضاري.
المعنى العام والتحليل:
الدين قبل التعليم والصحة:
هذه الأرقام توحي بأن البنية المؤسساتية في المغرب تُفضل الرمزي على الإنتاجي، والعقائدي على العقلاني، والروحاني على الوظيفي.
وكأن الدولة والمجتمع يستثمران في “ما يضبط الضمير” أكثر مما يستثمران في “ما يحرر العقل” أو “يشفي الجسد”.
أداة الضبط الناعم والسيطرة الرمزية:
المساجد والأضرحة تمثل أدوات لتوجيه السلوك والتصورات، أكثر مما هي فضاءات للتفكير الحر أو الفعل النقدي. في حين تبقى المدارس والمستشفيات والجامعات، وهي فضاءات يمكن أن تنتج مواطنًا ناقدًا وواعيًا، محدودة الانتشار والتأثير.
تغليب المقدس على المدني
تشير هذه الأرقام إلى أن النموذج المجتمعي المغربي ما زال أسيرًا لمنطق الهيبة الدينية، أكثر من انخراطه في مشروع حداثي تنموي شامل.
الخلاصة:هذه الإحصائيات ليست مجرد أرقام، بل مرآة لواقع اختلال الأولويات في المغرب:
• وفرة المساجد مقابل قلة المدارس والمستشفيات، توحي أن ما يُبنى هو الطمأنينة الغيبية، لا الكرامة المادية.
• قلة الجامعات تعني تأخيرًا في إنتاج نخب قادرة على التفكير والإبداع.
• وكثرة الأضرحة تؤكد أن المخيال الشعبي ما زال يجد في الموتى ملاذًا أكثر مما يجده في الدولة الحيّة.
السؤال الصعب:
هل المغرب يُبنى ليكون مجتمعًا يؤمن ويطيع، أم مجتمعًا يفكّر ويبدع؟
وهل يمكن للدولة أن تواكب العصر وهي تستثمر في المقدّس أكثر مما تستثمر في بناء المعارف والعلوم، أي بناء الإنسان؟