20/06/2025
#الإنارة | تدوينات - تعليقا على ما توصف بـ"العلاقة السرية" التي ربطت الرئيس السابق #محمد ولد عبد العزيز بالنائب #بيرام الداه اعبيد؛ خلال العشرية؛ كتب القيادي الناصري #الخليل ولد الطيب :
تعرفت على بيرام سنة 2003 ،في إطار التحالف الـشعبي التقـدمي، ثـم انقطعـت الصلة به إلى أن التقيت بوفد من أنصاره ونحن إذ ذاك في حزب عادل، وجاءوا بهـدف شرح ما أقدم عليه الرجـل مـن حـرق لكتـب فقهيـة وحديثيـة مهمـة، أدت إلـى غـضبة شعبية عارمة، انتهت بسجنه.
وكنـا يومهـا في لقـاء يـضم المـصطفى ولـد اعبيـد الـرحمن، ويحيـى ولـد أحمـد الوقف، وفاطمة بنت خطري، ومحمد فال ولد بلال، وقد بدأ الوفـد الزائـر في تقـديم الشروح والرؤى والاعتذارايات، وتلقوا هجوما فعليا أو انتقادا لاذعا لتصرف الرجل المدان قطعا تجاه الكتب الإسلامية.
ومن جهتي فقد حاولت التخفيف مما قـام بـه الرجـل، ودافعـت أيـضا عـن حـق المطالبين بإنهاء العبودية، والقضاء على مظاهرها، وتجريم آثارها.
ويبدو أن رفاقه المذكورين نقلوا إليه الموقـف الإيجـابي أو المخفـف لمـا أقـدم إليه، وفي اليوم الموالي زارتني نفـس المجموعـة في المنـزل، لتقـدم لـي تحيـات بيـرام وشكره، واعتذاره عما أقدم إليه.
وكان مما نقلت المجموعة قوله "إنه وقـع ضـحية فتـاوى ومواقـف قـادة حـزب تواصل واتحاد قوى التقدم، وتكتل القوى الديمقراطية، وأنه يريد مني بحكم علاقاتي مع مسعود ولد بلخير، ومع محمد ولـد عبـد العزيـز، أن أبـذل جهـدا كبيـرا مـن أجـل
إطلاق سراحه.
وفي الصباح الباكر اتصلت هاتفيا بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأطلعته على التفاصيل التي جرت بيني، وبيرام ولد الداه ولد اعبيدي، وطلبت منه الإذن في زيارته
داخل السجن، وأذن لي بذلك، ثم أخـذت رخـصة زيـارة مـن النيابـة العامـة، وجئتـه، وأبلغتــه أن لــدي ملاحظــات متعــددة علــى أدائــه الــسياسي, لكننــي ســأحفتظ بهــذه
الملاحظات حتى يفرج عنه, لأنني سبق أن سجنت وأعرف أن أعتى الرجال لا يمكن أن يدخل السجن إلا هزه وأثر فيه سلبيا.
وبشكل عـام أكـدت لـه أننـي آخـذ عليـه الخلـط بـين نـضاله في مواجهـة العبوديـة وآثارها, والدفاع عن حقوق الإنسان بقضايا سياسية وارتهان لعلاقات خارجية تضرك وقضيتك أكثر مما تنفع.
وفي النهاية عبر هو عن ندمه الـشديد علـى مـا أقـدم عليـه مـن تـصرف تجـاه تلـك الكتب ومن تصرفات سياسية سلبية أخرى، وتعهد إذا أفرج عنه بتكـريس كـل جهـوده لقضيته الوحيدة وهي ملف حقوق الإنسان, ومحاربة العبودية, كمـا سـيكرس مـساره السياسي في التقارب والتنسيق مع ما سماه الجناح الحداثي والمنفتح في النظام والذي يمثله الرئيس محمد ولد عبد العزيز وشخصيات أخرى عدني منها.
وأضاف بيرام أنه يريد مني أن أبذل جهدا في الإفراج عنه, متعهدا أنه لن يتكرر مـا أقدم عليه.
أجبته بأنني سأتحرك من أجل ما يريد, لكنني أريد أن يكتب لي رسالة بمـا يريـد, وسأنقلها إلى الـرئيس محمـد ولـد عبـد العزيـز, وكـان في هـذه الرسـالة تعهـد منـه بأنـه
سيلتحق بعد الخروج من السجن بالجناح التقدمي في السلطة, مؤكدا أنه ارتكب غلطا ولن يتكرر غلطه هذا.
وقلت له: لا ترسل معي إلا ما لن تندم عليه إذا نشر بعد ذلك في أي وقت.
وفي المساء وصلتني رسالته, واتصلت بالرئيس محمد ولد عبـد العزيـز, وأبلغتـه بوجـود تلـك الرسـالة لـدي, فقـال لـي سـوف أرسـل لـك مـن يـستلمها حـالا, قبـل أن يتصل بعد ذلك بقليل قائلا: أنا مسافر الليلة خارج البلد, وانقـل الرسـالة إلـى صـديقك محمد ولد الشيخ الغزواني.
وتـم الأمـر فعـلا في اليـوم المـوالي عنـدما اتـصلت علـى قائـد الأركـان, وأبلغتـه بالرسـالة المـذكورة وما يتعلـق بهـا, واتفقنـا علـى مكـان وموعـد محـدد, حيـث سـلمته
الرسـالة, وشـرحت لـه وجهـة نظـري, وأن بإمكـان الـسلطة أن تـستوعب بيـرام, وأن تخفف من غلوائه.
وبعـد شـهر تقريبـا وأنـا في الباديـة, جـاءني اتـصال مـن الرئاسـة, ربطنـي بـالرئيس محمد ولـد عبـد العزيـز وقـال لـي: قـل لـصاحبك –يعنـي بيـرام− أن يتقـدم مـن خـلال
محاميه بطلب حرية مؤقتة, وسيتم الإفراج عنه.
فعدت إلى العاصمة نواكشوط, وزرته في السجن مجددا, وأخبرته بما أبلغنـي بـه ولـد عبد العزيز, وبعد أيام أفرج عنه, ليزورني بعد فترة غير طويلة في المنزل ممتنا وشاكرا.
وكنت في هذه الفترة قد اقترحت على الرئيس محمد ولد عبد العزيـز, اسـتيعاب بيـرام وتأطيره والتفاهم معه, وتمرير بعض الـسياقات الحقوقيـة والـسياسية مـن خلالـه, ووعـدني بأنه سيفعل ذلك, وسيكلف به أحد مستشاريه الموثوق بهم, وكنت أظن يومهـا لاعتبـارات سياسية متعددة أنه سيكلف مستشاره عبد االله ولد أحمد دامو بهذا التنسيق.
وبعد ذلك بفترة جاءني بيرام في المنـزل, وأبلغنـي أن الرئاسـة تواصـلت معـه عـبر المستشارأحمد ولد اباه الملقب احميده, وانقطعت عني أخبار علاقاتهما بعـد ذلـك».
.....
سيرة ومسيرة مذكرات القيادي الناصري الخليل ولد الطيب 281
#الإنارة