01/12/2025
طَابَ الخَيَالُ وَجَالَ الحِبْرُ وَالقَلَمُ
وَانْسَابَ فِيهِ نَدَى التَّوْصِيفِ وَالكَلِمُ
مَا زَالَ شِعْرِي بِذِكْرِ الْفَضْلِ يَرْتَسِمُ
حَتَّى غَدَا نَسَمًا يُرْوَى وَيُحْتَكَمُ
يَا وَاعِظَ النَّاسِ يَا إِصْلِيتُ فِي خُطَبٍ
يَسْمُو بِنَا قَوْلُهُ وَالعِلْمُ وَالحِكَمُ
تَجْرِي مَعَانِيهِ كَالْأَنْهَارِ صَافِيَةً
إِذْ يَرْتَقِي بِهَا بَيْنَ النَّاسِ مُنْعَزِمُ
عِيسَى كَلِيمٌ وَيَا بَدْرٌ لِزَاوِيَةٍ
سَامَتْ مَنَاقِبُهُ وَازْدَانَتِ القِمَمُ
أَبُو الفُيُوضِ عَزِيزُ النَّفْسِ مَنْهَلُهُ
عَذْبٌ وَيُسْقِي طُلَّابَ العِلْمِ وَالحِكَمُ
يَجْلُو الصُّدُورَ بِلُطْفٍ فِي مَقَاصِدِهِ
كَأَنَّهُ نَسَمٌ يَسْرِي بِهِ النَّسَمُ
تُزْهَى المَجَالِسُ إِذْ يَحْضُرْ بِبَهْجَتِهِ
وَيَسْتَبِينُ بِنُورِ العَقْلِ مَنْ فَهِمُوا
تَتْلُو المَنَابِرُ ذِكْرًا مِنْ مَفَاخِرِهِ
وَيَفْتَخِرْ بِهِ أَهْلُ العِلْمِ وَالقَلَمُ
إِنْ قَامَ قَامَتْ مَعَ التَّقْوَى مَهَابَتُهُ
وَالرَّأْيُ يُنْصِتُ لِلتَّفْسِيرِ وَالكَلِمُ
تَرْنُو إِلَيْهِ وُفُودُ العِلْمِ مُعْتَرِفًا
كُلٌّ لَدَيْهِ يُرَاجِيهِ وَيَلْتَزِمُ
فِي زَاوِيَاهُ مَقَامُ السِّلْمِ وَالكَرَمِ
وَمَنْ أَتَاهُ أَتَاهُ الخَيْرُ وَالنِّعَمُ
يُرْسِي المَعَارِفَ فِي نَفْسٍ وَفِي جَسَدٍ
حَتَّى يَكُونَ عَلَى الآدَابِ يَلْتَزِمُ
تَسْعَى المَدَائِنُ نَحْوَ الذِّكْرِ مُعْتَنِقًا
وَيَفْخَرُ الزَّمَنُ المَاضِي وَمَا قَدِمُوا
وَالفَيْضَةُ الكُبْرَى تَجْرِي مَعَالِمُهَا
كَنَهْرِ عِلْمٍ إِذَا مَا جَادَ وَانْهَدَمُوا
لَا زَالَ يَسْقِي دُرُوبَ الخَيْرِ فِي سَخَطٍ
وَيَرْفَعُ الرَّايَةَ الغَرَّاءَ وَالعَلَمُ
إِذَا تَكَلَّمَ أَصْغَى النَّاسُ مُنْتَبِهًا
وَاسْتَوْقَدُوا مِنْ بَيَانٍ عِنْدَهُ الفَهِمُ
مَجْدٌ تَنَامَى عَلَى التَّقْوَى وَمَكْرُمَةٍ
فَزَادَهُ اللَّهُ تَوْفِيقًا وَمَا حُرِمُوا
وَيُحْسِنُ القَوْلَ إِذْ نَادَى بِمَسْأَلَةٍ
فَيَنْجَلِي الشَّكُّ وَالإِفْصَاحُ وَالقَسَمُ
لَا زَالَ يُعْطِي بِلَا مَنٍّ وَلَا طَلَبٍ
وَيَرْتَقِي فَوْقَهُ التَّقْوَى وَمَا نَدِمُوا
وَالفَيْضَةُ الكُبْرَى مِيرَاثٌ لِمَكْرُمَةٍ
فِيهَا يَدُ اللَّهِ تَهْدِي مَنْ هُمُ خَدِمُوا
سِيرُوا عَلَى خُطُوَاهُ العُذْبِ تَذْكُرُهُ
كَمْ نَالَ مَنْ سَارَ فِي نُصْحٍ وَقَدْ حَلِمُوا
هَذَا ابْنُ يُوسُفَ مَنْ فِي الخَيْرِ مَرْتَبَةٌ
وَفَضْلُهُ بَيْنَ أَهْلِ العِلْمِ مُخْتَتَمُ
صَلَّى عَلَيْهِ إِلَهُ العَرْشِ مَا طَلَعَتْ
شَمْسٌ وَحَلَّقَ فِي الأُفْقِ السَّنَا الإِضَمُ
يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ دُنًا
مَا حَرَّكَ الذِّكْرَ أَلْسَانٌ وَمَا نُظِمُوا
هُوَ الشَّفِيعُ الَّذِي نَرْجُو شَفَاعَتَهُ
يَوْمَ القِيَامَةِ إِذْ يَخْشَى الوَرَى النَّدَمُ