19/11/2025
بيان سياسي صادر عن المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية بمناسبة الذكرى الثامنة لتأسيسه
في هذه الذكرى الوطنية، يستحضر المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية مرور ثمانية أعوام على تأسيسه، وهي لحظة تستعيد فيها ذاكرتنا الجمعية الظروف التاريخية المعقدة التي وُلِد خلالها المجلس استجابةً لحاجة وطنية مُلحّة لتوحيد الصوت السياسي الأحوازي، وترجمة تطلعات شعبنا في الحرية والتحرير ضمن إطار وطني مؤسسي قادر على حمل القضية إلى المجتمع الدولي بلغة موحدة ورؤية واضحة. لقد جاء تأسيس المجلس في مرحلة طغى عليها تصاعد القمع والجرائم المنظمة بحق أبناء شعبنا، ومحاولات طمس الهوية العربية، وغياب الأطر المؤسسية القادرة على الدفاع عن حقوقنا الوطنية، وفي ظل سعي بعض الأطراف الفارسية للحديث باسم الأحواز ومصادرة قرارنا الوطني ومحاولة إفراغ قضيتنا من مضمونها التحرري. كما جاء في سياق استهداف الاحتلال للكوادر والقيادات الوطنية، حيث شهدت تلك المرحلة اغتيالات واعتقالات واسعة هدفت إلى منع تشكل أي إطار وطني جامع، مما أكد ضرورة إنشاء مؤسسة سياسية تحمي القرار الأحوازي المستقل وتمنع أي فراغ تستغله القوى الفارسية لتمرير مشاريعها في المحافل الدولية.
ومن هذا الواقع، تأسس المجلس الوطني ليكون صوت الشعب العربي الأحوازي في الداخل والخارج، وإطارًا سياسيًا يعبّر عن إرادة التحرر، ويقدم القضية الأحوازية باعتبارها قضية شعب أصيل واقع تحت الاحتلال منذ عام 1925، وليست قضية أقلية كما يروّج العدو. وقد عمل المجلس منذ تأسيسه على تعزيز الحضور السياسي والدبلوماسي لقضيتنا، والتواصل مع المؤسسات الدولية، وتقديم الملفات الحقوقية المتعلقة بجرائم الاحتلال، وترسيخ الهوية الوطنية الأحوازية على المستويات العربية والدولية، وبناء شبكات علاقات تضمن للقضية مكانتها الطبيعية ضمن قضايا التحرر العالمية.
وتأتي هذه الذكرى في لحظة تاريخية حساسة يعاني فيها الاحتلال الإيراني من أزمات داخلية متفاقمة، وتصدعات قومية عميقة، وصراعات بين مراكز نفوذه، فضلًا عن عزلة دولية متصاعدة بسبب سياساته العدوانية والإرهابية. إن هذا التراجع البنيوي يفتح أمام شعبنا فرصة استراتيجية لتعزيز مشروعه الوطني، ويُبرز أهمية المجلس الوطني كمؤسسة قادرة على إدارة المرحلة ومخاطبة العالم باسم شعبنا، وتثبيت الحقوق الوطنية في مواجهة محاولات التهميش والتزييف.
وإذ يستحضر المجلس الوطني في هذه المناسبة أرواح جميع شهداء شعبنا منذ بداية الاحتلال، من الذين قدّموا دماءهم في معارك الدفاع عن الهوية، وفي الانتفاضات، والمجازر، وميادين النضال، فإن المجلس يؤكد أن تلك التضحيات هي مصدر شرعية نضالنا وقوة حاضره ومستقبل تحرره. كما يوجّه التحية للأسرى والمعتقلين الذين يقاومون بصمودهم خلف القضبان، ويحيّي شعبنا الصابر في الداخل الذي يشكل خط الدفاع الأول في وجه الاحتلال.
وفي هذه المناسبة، يدعو المجلس الوطني جميع التنظيمات السياسية والمدنية، وجميع النشطاء والطاقات الوطنية، إلى توحيد الصفوف والانخراط تحت مظلة المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية، بوصفه الإطار الجامع القادر على بناء مشروع وطني متماسك، وحماية الهوية الوطنية، وتوحيد الجهود الثورية والسياسية، وترسيخ الحضور الأحوازي في المحافل الدولية. إن وحدة الصف هي الضمانة الوحيدة لبناء قوة سياسية قادرة على انتزاع حقوق شعبنا، وتجنب محاولات التشتت التي استغلها الاحتلال لعقود من الزمن.
وخاتمةً، يؤكد المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية أن معركتنا مع الاحتلال الفارسي معركة وجود لا معركة حدود، وأن إرادة شعبنا أقوى من آلة القمع، وأن راية الحرية التي رفعها شهداؤنا ستبقى خفّاقة حتى تعود الأحواز حرّة عربية ذات سيادة كاملة. نعلنها اليوم، كما أعلنها أجدادنا بالأمس: لن نتراجع، لن ننكسر، ولن نُهزم. فالأحواز وطنٌ يُستعاد، لا قضية تُدار. والنصر الذي تأخر زمنه لن يفلت من يد شعبٍ قدّم الدم طريقًا إلى الحرية.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية لأسرانا، والنصر لشعبنا العظيم حتى التحرير الكامل وإعلان الدولة الأحوازية المستقلة.
المجلس الوطني لقوى الثورة الاحوازية
١٨/١١-٢٠٢٥