مجلة بيادر

  • Home
  • مجلة بيادر

مجلة بيادر Contact information, map and directions, contact form, opening hours, services, ratings, photos, videos and announcements from مجلة بيادر, Magazine, .

مجلة فكرية وثقافية بإشراف ثروان حسين (ابن الحصن )، تهتم بالتأملات، الفلسفة، التنمية الإنسانية، والهوية التراثية. نكتب لنوقظ الوعي، ونوثّق التجربة، ونرسم حكاية فكرية تنمو من عمق الحياة.

https://www.facebook.com/share/19K5hK5BJC/?mibextid=wwXIfr
11/07/2025

https://www.facebook.com/share/19K5hK5BJC/?mibextid=wwXIfr

حين تتحدث عن الشارقة، فإنك لا تتحدث عن مدينة فحسب، بل عن رؤية شاملة، مشروعٍ ثقافيّ وإنسانيّ متكامل، جعل من الإمارة عاصمةً للثقافة، وجسرًا ممتدًا بين الأصالة

https://www.facebook.com/share/p/19GN5wfrrr/?mibextid=wwXIfr
21/06/2025

https://www.facebook.com/share/p/19GN5wfrrr/?mibextid=wwXIfr

نارجيل ظفار… حين تذبل الشجرة بصمت

بقلم: معمر اليافعي(ابن الحصن)

في محافظةٍ تُعرف بعطر الخريف، ورائحة الأرض، وبتلك الأيادي الطيبة التي تسقي التراب كما تُسقي الأرواح، هناك شجرة ليست ككل الأشجار. شجرةٌ إن ذبلت، ذبل معها جزء من ذاكرة المكان: النارجيل.

كانت النارجيلة في ظفار رمزًا للحياة؛ تُشرب على الأرصفة، وتُقطف من الحقول، وتُهدى للضيوف بفخر، وتُباع في السوق كأنها هبة من الأرض لأبنائها. كانت الشجرة واقفة كجملة شعرية في مشهد ريفي؛ تهب ظلالها للأطفال، وثمارها للبيوت، ونكهتها للمدينة. لم تكن مجرد شجرة، بل كانت طقسًا اجتماعيًا، وموردًا زراعيًا، ولمسة من هوية المكان.

لكن منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، بدأ شيءٌ ما في التغيّر. الثمار صغرت، وذبلت، وخفت طعمها. توقّفت بعض الأشجار عن الإثمار، وأخرى بقيت واقفة فقط لأن جذورها لم تتعلم الانهيار. شيءٌ خفي تسلّل إلى الجذوع: مرض، صمت، وربما إهمال. مزيجٌ قاتل أدى إلى مشهد واحد… شجرة تموت بصمت، من دون أن يعبأ بها أحد.

يُقال إن الهند مرّت بتجربة مشابهة، حين أصيبت أشجار النارجيل بآفة العث، لكن حكومتها لم تصمت. تحرّكت، درست، أنفقت، وتعاونت مع مراكز البحوث، حتى استعادت شجرة جوز الهند عافيتها. أما في ظفار، حيث النارجيل ليست غريبة، بل من نسيج الأرض، فما زال المرض قائمًا، والثمار غائبة، والصمت مستمر.

المفارقة المؤلمة أن سلطنة عُمان كانت من أوائل الدول التي أدركت خطر هذه الآفة، فأنشأت في تسعينيات القرن الماضي مشروعًا بيولوجيًا في صلالة، ونجحت في إنتاج فطر طبيعي مفترس يَكافح العث دون اللجوء إلى المواد الكيميائية. كان المشروع رياديًا، نال جائزة دولية، وشكل بصيص أمل. ولكن… ماذا بعد؟ لا أحد يعلم.

المشروع لم يتحول إلى خطة وطنية مستدامة، ولم يُوسّع ليشمل كل الحقول. اختفى كما تختفي الأشياء الجميلة في زحام الروتين، وذاب صوته كما يذوب الندى تحت شمس الإهمال.

وفي المقابل، نشاهد حملات دائمة لرش ومكافحة آفات نخيل التمر في محافظات السلطنة، باستخدام الطائرات وبخطط واضحة وميزانيات معلنة. وهذا أمرٌ محمود. لكنه يثبت أن القدرة موجودة… حين تكون هناك إرادة.

أما شجرة النارجيل، فقد تُركت وحدها تواجه مصيرها، كأنها نبتة دخيلة لا تنتمي إلى هذه الأرض.

واليوم، يُستورد جوز الهند من الهند إلى أسواق ظفار. نأكله مستوردًا، ونبيعه للزوار على أنه منتج خارجي. نعم، صرنا نشتري ما كنا نزرعه. نبتاع نكهة كنا نملكها.

فهل بلغ بنا الحال أن نستورد ملامح هويتنا؟ هل نخون الشجرة كما نخون الذاكرة؟ أهو جهل؟ أم تجاهل؟ أم صمت ألفناه حتى غدا مريحًا؟

النارجيل ليست مجرد شجرة. إنها حكاية، وسوق، ومورد، وذكرى. صورة معلقة في ذاكرة طفل، ورزقٌ كان ينتظره مزارع كل موسم. إنها مرآة لعلاقتنا بالأرض، وصدقنا مع هويتنا.

ومن هنا، نرفع الصوت. لا لنهاجم، بل لنسأل. لا لِنعاتب، بل لنطالب. لا لِنُدين، بل لِنُذكر.

فالشجرة حين تذبل، لا تطلب شيئًا… فقط تريد أن نراها، ونفهم ألمها، ونرد لها الحياة التي أعطتنا إياها.

ظفار لا تستحق هذا الصمت، والنارجيل لا تستحق هذا الغياب. وعلى الجهات المعنية أن تعيد النظر. أن تُطلق خطة إنقاذ علمية، تستند إلى التجربة السابقة، وتتعاون مع من نجحوا في العلاج. أن تُعلن تقارير دورية، وتُصغي لصوت الأرض، والمزارع، والمستهلك.

لا نريد شعارات، بل خطوات. لا نحتاج استيراد الثمرة، بل استعادة الجذر.

فالأرض لا تخون أحدًا… لكنها تذبل حين نخونها نحن بصمتنا.

صوت من ظفار

لأن الشجرة تتكلم حين نصمت… ولأن التراب لا ينسى من خانه.

https://www.facebook.com/share/p/1BwY6SiMrY/?mibextid=wwXIfr
12/06/2025

https://www.facebook.com/share/p/1BwY6SiMrY/?mibextid=wwXIfr

الذهب الأبيض لعُمان… لماذا لم يصبح علامة تجارية؟

بقلم: معمر اليافعي (ابن الحصن)

في جبال ظفار، حيث يهمس الريح بين الأشجار العتيقة، ينتشر عبير اللبان العُماني في الهواء. هناك، في تلك الأرض الطيبة، يولد "الذهب الأبيض" الذي حملته قوافل الزمان من عُمان إلى أقاصي الأرض. هذا اللبان، الذي كان جزءًا من التبادل التجاري والحضاري في العصور القديمة، ظل يحمل معه كل ذكرى، وكل رائحة، وكل حكاية عن هذه البلاد الطيبة.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: لماذا لم يتحوّل اللبان العُماني إلى علامة تجارية عالمية رغم ما يمتلكه من خصائص فريدة؟ لا نفتقر إلى المكونات، ولا إلى التاريخ، ولا إلى الأصالة. لدينا اللبان، والخنجر، والنقش، والقصب، والفخار، وكل ما يمكن أن يصبح مادة خامًا لهوية اقتصادية. لكن مع ذلك، ظل اللبان مجرد منتج خام يُصدَّر إلى الخارج، دون أن يصعد إلى المكانة التي تليق به في عالم العلامات التجارية الكبرى.

ماذا يعني أن نُصدر اللبان؟ يعني أننا نُرسل جزءًا من روح عُمان، من عمقها الحضاري، من ثقافتها العريقة. لكنه لا يُترجم إلى منتج اقتصادي متكامل يحمل قصة، وهوية، وتجربة. يُباع في الأسواق كمجرد سلعة، لا كتجربة ثقافية، ولا كرائحة وطن. وهنا الخلل.

لطالما اعتدنا أن نراه جزءًا من الماضي، جزءًا من الموروث، دون أن نمتلك الجرأة لتحويله إلى مشروع تجاري متكامل، يُباع كمنتج فاخر في محلات العطور، أو في معارض التصميم، أو على أرفف المتاجر العالمية. اللبان العماني ليس أقل شأناً من أفخم العطور الفرنسية، لكنه يفتقر فقط إلى الرؤية، والتعبئة، والتسويق، والجرأة على أن نمنحه قيمة جديدة لا تنتقص من أصالته، بل ترفعها إلى العالم.

في دول كثيرة، تحوّلت مكونات بسيطة إلى علامات تجارية ضخمة، لا لأنها أفضل من اللبان، بل لأنها وُضعت في قالب اقتصادي ذكي. في فرنسا، اللافندر ليس فقط نبتة، بل صناعة. في المغرب، زيت الأركان أصبح منتجًا فاخرًا في السوق العالمية. في تركيا، القهوة باتت جزءًا من الهوية الوطنية المُصدَّرة. كل ذلك تحقق لأن هناك من قرأ التاريخ بنظرة اقتصادية، ومن قرأ الجغرافيا بوصفها سوقًا.

لماذا لم نفعل الشيء نفسه؟ لماذا لا يُعبّأ اللبان في عبوات تليق بعراقته؟ لماذا لا تُصنع منه خطوط عطرية فاخرة تحمل أسماء مستوحاة من الجبال والوديان؟ لماذا لا تكون هناك شركة وطنية تُدير هذا الكنز، وتُسوّقه عالميًا باسم "الذهب الأبيض لعمان"؟ لماذا لا يحمل اسم "اللبان العماني" علامة تجارية مسجلة دوليًا، تُحفظ قانونيًا وتُسوّق ثقافيًا؟ لماذا لا نُدخله في صناعات التجميل، والطب البديل، والشموع، والمعطرات، والأزياء؟ لماذا لا نصنع له متحفًا ومركزًا دوليًا للدراسات والابتكار، يجذب السياح ويُلهم المبدعين؟

ما نحتاجه ليس فقط منتجًا… بل رؤية. رؤية تدمج التاريخ بالاقتصاد، والهوية بالصناعة، والذاكرة بالتمويل. رؤية تقول إن ما نملكه ليس مجرد ماضٍ نتغنى به، بل مستقبل نستثمره. اللبان لا يحتاج إلى خطاب جديد، بل إلى عقد جديد: عقد اقتصادي، تشريعي، تسويقي، يربط بين الأرض التي تنبته وبين العالم الذي يبحث عن معنى في كل رائحة.

نحتاج إلى حراك وطني يُعيد تعريف هذا المنتج، وإلى خطة تسويقية حكومية وخاصة تجعل من اللبان مشروعًا استراتيجيًا لا ثانويًا. نحتاج إلى أن نخرج من فكرة "التصدير كمادة خام" إلى "التصدير كقيمة"، من منتج يُشترى بالكيلو، إلى تجربة تُشترى بالمعنى.

إن صناعة اللبان ليست ترفًا اقتصاديًا، بل ضرورة وطنية. لأنه حين يتحول اللبان إلى علامة عالمية، فإن عُمان كلها تصبح أقرب إلى العالم، أكثر تأثيرًا في السوق، وأشد حضورًا في ذاكرة الناس.

لدينا الذهب الأبيض، لكن لا تزال أيدينا تتعامل معه كما لو أنه تراب. والوقت قد حان لنرفعه إلى مكانته الحقيقية، ليس فقط في الأسواق… بل في خيال الناس وقلوبهم.
إذا لم نُعد تعريف ما نملكه… خسرناه.
وإذا لم نمنح تراثنا اقتصادًا… فلا نلوم الزمن حين يسرقه منا.
الهوية التي لا تُصدّر… تُنسى.
والذهب، إن لم يُصغَ بعقل… يصبح غبارًا في مهب الريح.

في الختام ،من فلسفة "ثروان"
صوتٌ من الداخل… ينحت الكلمات كما تُنحت الذات

https://www.facebook.com/share/p/16Qyt18DBL/?mibextid=wwXIfr
12/06/2025

https://www.facebook.com/share/p/16Qyt18DBL/?mibextid=wwXIfr

بين الخنجر واللبان .. حين تتحوّل الهوية إلى اقتصاد

بقلم: معمر اليافعي (ابن الحصن)

في عالم يتسابق نحو استثمار كل ما يمكن تحويله إلى قيمة اقتصادية، تبقى ثرواتنا اللامادية – من التراث والهوية والذاكرة الجمعية – رهينة النوايا الطيبة والجهود المتفرقة. في عُمان، لا تنقصنا العناصر الغنية بالفرادة، من اللبان إلى النقش، ومن الخنجر إلى الحكاية، لكن ينقصنا ما هو أهم: الرؤية الشاملة التي تترجم هذه الرموز إلى مشاريع حيّة قادرة على المنافسة والتصدير.

هذا المقال ليس دعوة إلى حفظ التراث من الاندثار فقط، بل هو نداءٌ لتحويله إلى مشروع وطني استثماري، تُبنى عليه الصناعات، وتُخلق من خلاله فرص العمل، ويُعاد من خلاله تعريف الهوية على المسرح العالمي. فحين تُقابل الذاكرة بنظرة اقتصادية ذكية، تتحول من عبء عاطفي إلى فرصة استراتيجية
ليست مشكلتنا في النقص، بل في الرؤية الناقصة. فعُمان، بما تملكه من تاريخ عريق، وهوية متجذّرة، وتراث غني، لا تعاني من فقر في الموارد، بل من فقر في تنظيم ما نملكه وتحويله من ممارسات فردية متوارثة إلى صناعات معترف بها عالميًا.

لسنا بحاجة لاختراع الجديد، بقدر حاجتنا لإعادة النظر فيما بين أيدينا. لدينا اللبان، والخنجر، والنقش، والزي، والفخار، والقصب، والحكاية، وحتى رائحة الجبال… لكنها ما تزال عالقة بين الذاكرة والفولكلور، لأننا لم نمنحها النظام والرؤية التي تنقلها من الهوية إلى السوق، ومن الماضي إلى المستقبل.

في تجارب عديدة حول العالم، تحوّلت الصناعات التقليدية إلى علامات تجارية عالمية، لا لأنها انطلقت من بيئات أغنى، بل لأنها تأسّست على رؤية شاملة تضم عناصر التمويل، والتعليم، والتنظيم، والحماية القانونية.

فماذا لو كانت هناك هيئة مستقلة تُعنى بتحويل التراث إلى اقتصاد؟ وماذا لو توفرت جهة تمويل تمنح كل شاب فرصةً لتحويل مشروع جدته إلى منتج عالمي؟ ماذا لو التحق الحرفيون ببرامج تطوير تصون هويتهم وتُنمّي مهاراتهم؟ وماذا لو تجاوزنا مرحلة الدعم الرمزي إلى استثمار استراتيجي في الذاكرة الوطنية؟

التراث العُماني، إن لم يتحوّل إلى منتج قابل للتداول والتسويق، سيتحوّل إلى ذكرى جميلة لا تغيّر من الواقع شيئًا. نحن بحاجة إلى تحويل كل قطعة من التاريخ إلى كيان اقتصادي حيّ: مصانع تُنتج منتجات تراثية بمواصفات عالمية، تُباع في الأسواق الخليجية والدولية، ومنصات إلكترونية تعيد تعريف اللبان والخنجر والفن الشعبي وتُدمجها في مجالات التصميم، والعطور، والأزياء، والتقنيات الحديثة.

نحن نملك، لكن لا نُحسن استخدام ما نملك. وإذا لم تتوفر رؤية وطنية ثاقبة – مدعومة بتشريعات، وتمويل، وتنظيم – ستظل الحرف حبيسة الورش الصغيرة، وستبقى الأسواق الكبرى مفتوحة لمنتجات أقل أصالة… لكنها أكثر جرأة وانتشارًا.

نحن بحاجة إلى قرار وطني يُعيد ترتيب المشهد: يحوّل الحرف إلى صناعة، والهوية إلى اقتصاد، والتاريخ إلى مستقبل.

هذه ليست ترفًا، بل ضرورة. فنحن لا نحافظ على التراث لنرثيه، بل لنُعيده إلى الحياة بشكل قابل للنمو والمنافسة والتصدير.

الإرث بلا رؤية يذبل، والهوية التي لا تجد تمويلًا وتنظيمًا تُصبح عبئًا على أهلها. لكن حين تُقابل الذاكرة بنظرة اقتصادية ذكية، تتحوّل إلى كنز متجدّد.

عُمان قادرة على أن تكون رائدة في تصدير تراثها… شريطة أن نمتلك الجرأة، لا فقط للحفاظ على ما نملكه، بل لإخراجه إلى العالم بثقة واقتدار.

https://www.facebook.com/share/p/12LXMhkAhu2/
30/05/2025

https://www.facebook.com/share/p/12LXMhkAhu2/

الهوية العُمانية المتجددة… حين يتنفس التراث بلغة المستقبل

بقلم: معمر حسين عبداللاه اليافعي

الهوية ليست متحفًا.وليست تمثالًا محفوظًا في الزجاج.

الهوية، في جوهرها، كائن حي يتنفس، يكبر، يتغير، ويعيد تعريف نفسه عبر الأزمنة.

وحين أتأمل في عمان، لا أراها فقط كأرضٍ تنام على ضفاف التاريخ، بل كـروحٍ تسير بهدوء نحو المستقبل، دون أن تفقد ملامحها الأولى.

الهوية العمانية ليست جامدة، بل متجددة.هي نسيج ناعم بين التقاليد والحداثة،بين البيزار وأسواق المجان،وبين شوارع مسقط الحديثة وأزقة صور القديمة،وبين نزوى التي ما زالت تُلقي ظلها المعرفي على حاضرنا، من خلال قلاعها وأسواقها وأصوات علمائها،وبين الحرفيين الذين ما زالوا يصنعون الخنجر بقلوبهم،وأبناء الجيل الجديد الذين يكتبون الكود بلغات برمجية لا يفهمها إلا المستقبل.

ولا يمكن الحديث عن الهوية العمانية المتجددة دون أن نرجع ببصيرتنا قبل أبصارنا إلى زمن السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه.

لقد كان المعلّم الأول لفنّ التوازن بين التحديث والهوية، بين بناء الدولة الحديثة، والحفاظ على روحها الأصيلة.

نحن جيل عشنا في ظل ذلك التحوّل التاريخي؛ كنا شبابًا نفتح أعيننا على المدارس الحديثة، والطرقات المعبدة، والجامعات، ومراكز الثقافة، لكننا كنا، في الوقت ذاته، نسمع صوته في خطبه يؤكد أن التراث ليس مجرد زخرفة، بل جوهر الأمة.

لقد زرع فينا – دون أن نشعر – حب التراث، واحترام الماضي، وتقدير الحكاية التي جاءت بنا إلى الحاضر.كنا نردد الأهازيج، ونزور القلاع، ونُكرم الأجداد، لا كطقوس ماضية، بل كجزء من وعينا الجديد.

اللبان لم يكن فقط بخورًا، بل كان رمزًا لعمان.والخنجر لم يكن مجرد زينة، بل كان شرفًا وهوية.

وحتى الأغنية الشعبية، كانت في عهده تُذاع إلى جانب النشيد الوطني، في توازن لا يتقنه إلا حاكم يُحب شعبه ويعرف تاريخه.

رحل السلطان قابوس، لكن روحه باقية في كل حجرٍ رمم، وفي كل مهرجانٍ تراثي دُعم، وفي كل شابٍ اليوم يرى في التراث فرصة لا عبئًا.

واليوم، تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله –
نُكمل هذا الطريق برؤية أكثر انفتاحًا، وأدوات أكثر تطورًا،
لكننا نحمل في أعماقنا تلك البذور الأولى التي زرعها القائد المؤسس…بذور الهوية.
فما يمنح هذا التوازن شرعيته وبقاءه، هو أن الهوية العمانية ليست مهمشة على هامش التقدم، بل محمية ومرعية في قلب الدولة.جاءت رؤية السلطان هيثم واضحة:
أن نواكب العصر، لكن دون أن نُفرّط في ملامحنا.
أن تكون التنمية شاملة، لا تمحو الإنسان، بل ترتقي به.
ترى آثار ذلك في القرى المتجددة، في البيوت المصانة، في المعارض التي لا تروّج التراث بوصفه ماضٍ فقط، بل فرصة مستقبلية.في عُمان، لا تجد صراعًا بين الأصالةوالتطور، بل تعايشًا ذكيًا.البيت العماني ما زال يقدّس القهوة،لكن الفنجان صار يُصنع من خزفٍ محلي بتصميم عالمي.الفتاة العمانية ما زالت تعتز بعباءتها،لكنها تحمل حقيبة مصممة بشعار عماني بأسلوب عصري.
إنها ليست "تجديدًا للهوية"، بل امتدادٌ ناعم لها في الزمان.
وهنا يكمن السر:
أن تظل عمان كما هي،
لكن بلسانٍ يستطيع التحدث إلى الجيل القادم.
الهوية المتجددة لا تعني الانفصال عن الماضي،
بل أن تلبسه بثوب يناسب الزمن القادم.

وكم نحن بحاجة، اليوم، أن نفهم هذه المعادلة:
أن الحفاظ على الروح لا يعني الجمود،
وأن دخولنا في العصر الرقمي لا يعني أن ننسى أثر اللبان، أو حكايات القلاع، أو رائحة الصباح من على سفوح الجبل الأخضر.

إن بناء هوية عمانية متجددة هو مسؤولية كل من يرى في التراث جذورًا،وفي المستقبل أجنحة.
لكنّ هذه المهمة لن تزدهر دون وجود دولة تُنصت لنداء الأرض، وتبني الإنسان، وتمنح للهوية العمانية مكانتها اللائقة في زمن متغير.

ولعل أجمل ما في عمان… أنها لا تُؤرّخ فقط لما كان، بل تصنع ما سيكون.

ابن الحصن

مجنونتي الجميلة…أنتِ اللغز الذي لم أحاول حله، لأنكِ الأجمل حين تكونين متناقضة…أنتِ مجنونة، حين تضحكين بلا سبب، حين تغيّر...
06/04/2025

مجنونتي الجميلة…

أنتِ اللغز الذي لم أحاول حله، لأنكِ الأجمل حين تكونين متناقضة…
أنتِ مجنونة، حين تضحكين بلا سبب، حين تغيّرين رأيكِ في منتصف الجملة، وحين تشتعلين عاطفة في لحظة، وتبردين في اللحظة التي تليها.
لكنّكِ أيضًا… عاقلة بطريقة تُخيفني. تفهمين ما لا يُقال، وتُدركين ما وراء الكلمات، وتقرأينني كما لو كنتُ كتابكِ المفضل.

كيف اجتمعت كل هذه الفصول في قلبٍ واحد؟
كيف تكونين الهدوء والعاصفة؟ الحكمة والعبث؟ العقل والجنون؟
كيف تجعلينني أشتاق إليكِ وأنا في حضنكِ، وأشعر بكِ قريبة وأنا أبعدكِ عني؟

أحبكِ لأنكِ لا تشبهين أحدًا…
لأنكِ حين تكونين مجنونة، أرى فيكِ الحياة.
وحين تكونين عاقلة، أرى فيكِ النجاة.

مجنونتي الجميلة… المجنونة والعاقلة،
أنتِ قصيدتي التي لا تُكتب،
وأنتِ السؤال الذي لا أريد له جوابًا.

سيزر ثروان

مقالات فرانكلية بثوب ثروان(3) الحرية التي لا تُنتزعفي الزنازين التي أُغلقت فيها الأبواب، بقي باب واحد لا يستطيع أحد إغلا...
04/04/2025

مقالات فرانكلية بثوب ثروان

(3) الحرية التي لا تُنتزع

في الزنازين التي أُغلقت فيها الأبواب، بقي باب واحد لا يستطيع أحد إغلاقه…
باب الداخل.

فرانكل علّمنا أن الإنسان قد يُسلب منه كل شيء: بيته، اسمه، أهله، حريته الجسدية…
إلا شيئًا واحدًا:
أن يختار موقفه الداخلي.

وهو يسمي هذا: "الحرية الأخيرة"، الحرية التي لا تُنتزع.

قد تسلبك الحياة أدواتك، ولكنك تملك أن تختار:
هل ستصبح ضحية؟ أم شاهدًا على المعنى؟
هل ستنهار؟ أم تنحني لتلتقط شيئًا أعمق مما أُخذ منك؟

هناك من وقف أمام الألم وقال: "أنا لست ما يحدث لي، بل من أختار أن أكون رغم ما يحدث لي."
وهذه ليست جملة تحفيزية… بل خلاصة تجارب من مشوا حفاة في الجحيم، واختاروا أن يزرعوا زهرة.

الحرية ليست فقط في أن تفعل ما تشاء…
بل في أن تبقى نفسك حين لا يبقى شيء.

حتى في العتمة، هناك ضوء…
لكن لا يُرى إلا حين تنطفئ ضوضاء الخارج ويصمت كل شيء، وتبقى أنت، وحدك، أمام مرآتك الداخلية.

فرانكل لم يكتب عن الفلسفة من كتب، بل من نار.
من بين الركام اكتشف أن الإنسان لا يُعرّف بما يملكه، بل بما يصمد به حين يفقد كل شيء.

أحيانًا يكون النصر الحقيقي ليس في الخروج من السجن، بل في ألا تسمح للسجن أن يدخل إلى داخلك.

ثروان حسين (ابن الحصن)

الرضا:     السلام الذي لا يمنحه أحد سواكفي زحام الحياة، حيث يركض الجميع خلف ما يريد، ينسى كثيرون أن ما يفتقدونه ليس النج...
04/04/2025

الرضا:
السلام الذي لا يمنحه أحد سواك

في زحام الحياة، حيث يركض الجميع خلف ما يريد، ينسى كثيرون أن ما يفتقدونه ليس النجاح، ولا المال، ولا حتى الحب… بل الرضا. تلك الحالة النادرة من التصالح مع النفس، والسكينة مع ما هو كائن، والقدرة على أن تقول في قلبك: "هذا يكفيني الآن."

الرضا لا يعني الاستسلام، بل هو أن تسعى دون أن تحترق، أن تحلم دون أن تتعذب، أن تعمل دون أن تعلق قلبك بنتائج لا تملكها. هو أن تبذل ما تستطيع، ثم تضع رأسك على وسادتك مطمئنًا، لأنك فعلت ما عليك، والباقي ليس بيدك.

الرضا لا يُشترى، ولا يُعلَّم، بل يُدرك. لحظة صافية بينك وبين نفسك، تدرك فيها أن الكثير من الألم سببه التوقع، وأنك كنت بخير طوال الوقت، لكنك لم تكن ترى.

الناس تتغير، الظروف تتقلّب، لكن من يملك الرضا… لا تهزّه الريح. لأنه اختار أن يكون في سلام مع ذاته، ومع ما كتبه الله له، ومع الطريق، بكل ما فيه.

الرضا هو الثراء الذي لا يُرى، والنجاح الذي لا يُصفّق له أحد، لكنه يسكنك… ويكفيك.

ثروان حسين (ابن الحصن)

مجنونتي الجميلةلا تسأليني لماذا أحبك،فأنا نفسي لا أملك جوابًا،ولا أبحث عنه…كل ما أعرفه أني أحبك،بجنوني، ببساطتي، بقلبي ا...
04/04/2025

مجنونتي الجميلة

لا تسأليني لماذا أحبك،فأنا نفسي لا أملك جوابًا،
ولا أبحث عنه…كل ما أعرفه أني أحبك،بجنوني، ببساطتي، بقلبي الذي صار لا يعرف غيرك.
أنتِ هدية من السماء…
جاءتني حين كنت أغرق في صمتي،
وحين ظننت أن لا شيء جميل سيأتي…
فجاءت أنتِ، بلونكِ المختلف، وروحكِ التي تشبه الحلم.
كلما اقتربتُ منكِ،أشعر بكِ تبتعدين،لكنني لا ألومك، ولا أغضب…
فأنا المجنون الذي يلاحق الضوء ولو اختبأ في عتمة السماء.

أنتِ حبيبتي،
أنتِ جنوني،
أنتِ فراشتي التي لا تطير إلا في حدائق روحي،
أنتِ لؤلؤتي الصغيرة،
وأنتِ زينة حياتي، وجومانتي الثمينة.

فلا تفكّري في الفقد،
ولا تُرهقي قلبكِ بالرحيل…
أنا لا أرحل، ولا أنسى،
وسأبقى هنا،
كلما نادتكِ الحياة،
ستجدينني:
أحبك، كما أنتِ… مجنونتي الجميلة.

سيزر ثروان

-

Address


Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مجلة بيادر posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Shortcuts

  • Address
  • Alerts
  • Claim ownership or report listing
  • Want your business to be the top-listed Media Company?

Share