Mody Mohammad

Mody Mohammad عِشْ ما شِئتَ، فإنك ميّت،
وأحبِبْ من شِئتَ، فإنك مُفارِق. https://t.me/ourstoryone قناة تيلقرام

 الفصل الأول: الشرارةالمشهد 1: يوم في سوق الأنقاضكان النهار في غزة يشبه الغبار... لا يبدأ فعلاً، ولا ينتهي.الشمس مائلة إ...
14/05/2025



الفصل الأول: الشرارة

المشهد 1: يوم في سوق الأنقاض

كان النهار في غزة يشبه الغبار... لا يبدأ فعلاً، ولا ينتهي.
الشمس مائلة إلى الصفرة، كأنها تراقب المدينة بخوف.
في شارع اسمه قد نُسي، تحت مبنى محترق، وقف "آدم" يربط خيط حذائه المهترئ.

كان يحمل على ظهره كيسًا بلاستيكيًا، فيه قطع معدنية مشوهة، أسلاك، زجاج محطم، وربما ذاكرة من زمن قد مضى.

مرّ بجانب "سوق الأنقاض"، وهو ليس سوقًا حقيقيًا، بل مجرد ساحة مليئة بأناس يبيعون الخردة، الأحلام، وحتى الأمل.

صرخ رجل من بعيد:
— "أنتَ! تعال هات شو جايب اليوم؟"

اقترب آدم، وضع الكيس أمامه، وانتظر.
تفحّص الرجل القطع بعيون باهتة، ثم تمتم:
— "سعرهم؟ شيكل ونص، بالكاد يسوى التعب."
رد آدم بصوت متماسك رغم غضبه:
— "بس فيها لوحة أم من جهاز قديم… مش عادي."
ضحك الرجل وقال وهو يدفعه بيده:
— "لو كانت تشتغل، كنت بيعت غزة كلّها واشتريت رام الله."

آدم لم يرد. التفت، حمل كيسه، ومشى.

كان يعرف أن العالم لم يعد كما كان.
غزة لم تعد غزة…
أصبحت حبيسة جدار غير مرئي، قبة تحيط بها من كل الجهات، تقطع الإشارة، وتحجب الرؤية…
يقول البعض إن الخارج مات، وإننا آخر من بقي.

لكن "آدم" لم يصدق هذه القصص.
كان يشعر بشيء… إحساس خفي بأن هذا ليس قدره.
ليس مجرد صبي يجمع خردة.

---

سار في شارع خلفي، بين جدارين متفحمين،
توقف عند زاوية رأى فيها "صندوق كهرباء قديم"، كان مكسورًا نصفه، يخرج منه سلك كأنه حي.

مدّ يده…
ولكن فجأة، صرخة!
من الخلف، صوت أقدام تركض، وصوت رجل يصيح:

— "أمسكه! لا تدعه يهرب!"

يتبع...

---

10/05/2025

Address

Gaza
P900-P929

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Mody Mohammad posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share