
19/09/2025
أغرب موقف مر علي بحياتي..
على باب خيمتي في مواصي خانيونس يفترش 5 أشخاص الأرض، مع عدد من الحقائب وما تبقى من منزلهم الذي تركوه خلفهم في منطقة اليرموك بمدينة غزة ونزحوا قسراً إلى الجنوب..
امرأة و3 من اطفالها سألتهم هل تحتاجون مساعدة فأجابو لا نحن بخير، كان المنظر أقسى على قلبي من تركهم والمضي قدماً..
فعدت انا وعدد من الجيران اهل النخوة من خانيونس وكررنا نفس السؤوال وسألتها أين "زوجك" إذا أردتم المبيت هذه الليلة في خيمتنا المتواضعة بدلاً من النوم في الشارع فقالت بأن زوجها ذهب ليبحث عن مكان يأويهم عند صاحبه ولو دخلنا خيمتك ، وعاد زوجي فلن يجدنا .. قلت اعطني رقم هاتفه قالت لا يملك هاتف ، اعطيني رقم صاحبه قالت انا ايضاً لا املك هاتف ، فقد بعنا هواتفنا في غزة لنستطيع النزوح الى "تبة النويري" وقد وصلنا الى هنا في المواصي مشياً على الاقدام..
قام ابنها يمشي يبحث عن والده ويقف على راس الشارع فلاحظنا بانه يتعرج على قدميه ، فقالت الان كنا نائمين في الشارع الليلة الماضية فقامت سيارة لا تملك لا اضواءاً ولا كوابح بدهس اقدامنا جميعاً 🤦🏻♂️😢
وعن ابنها الاخر "الملفوف" بقطع من القماش ، قالت لقد حوضرنا قبل اسبوع داخل منزلنا الدي احترق بالكامل ونحن بداخله وخرجنا منه بصعوبة..
عرض أحد الموجودين مكاناً ينصبون فيه خيمتهم فقالت الأم : أثناء نومنا على الطريق بين المواصي ودير البلح الليلة الماضية سرق احد اللصوص ما نملك من خشب "وشوادر" 🤦🏻♂️..
واثناء الحديث حضر الزوج وجلس في خيمة احد الموجودين وقدمنا لهم ما يحتاجون من طعام وشراب حتى الصباح..
عائلة حوصرت بالنار ، باعت هواتفها لتستطيع الهرب من الموت الى المجهول، نامت في الشوارع وبين الطرقات 3 ليالي، دهست سيارة اقدامهم اثناء النوم في الشارع، سرق اللص ما يملكون من خشب ونايلون، نزحوا الاف الامتار مشياً على أقدامٍ متعبة مجروحة مكسورة..
هذه ليست مناشده ، هذه قصة عائلة واحدة من 450 ألف نازح من مدينة غزة بإتجاه الجنوب..
كلمة نزوح خلفها ملايين القصص والمآسي والموت..
منقول عن الصحفي مهند قشطة