10/08/2024
خولان : قبيلة يمنية قديمة يرى علماء الآثار أنهم شعب من شعوب اليمن القديم لمعاصرة سبأ ومعين. توجد في اليمن قبيلتين باسم خولان، قبيلة خولان (الطيال/العالية) في مأرب وصنعاء والبيضاء، وهم حالياً جزء من بكيل. وقد جاء ذكرهم ّفي نقوش ملوك سبأ باسم «خولن» لأول مرة في القرن السابع قبل الميلاد. وقبيلة خولان (بن عامر/عمرو) في صعدة وعسير (السراة) المذكورة في نقوش ملوك همدان باسم «خولن جددن» خولان الجديدة.[1] وقد حشر النسابة خولان في عدة أنساق أنسابية، فهي خولان بن قحطان في قول، وخولان من قضاعة في آخر، وخولان من كهلان في قول.[2] وعند الهمداني فإن خولان العالية منها هي كهلانية، أما خولان صعدة فهي عنده قضاعية حميرية فاصلا بالتالي بينهما، وقد عارضه نشوان الحميري في ذلك قائلا بأن كلا من الفرعين ينتميان إلى قضاعة.
النسب
اختلف النسابة في نسب خولان، وفي ذلك قال بدر الدين العيني:«حكى الهمداني في كتاب (الإكليل) قال: خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وخولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد. قال: وخولان حضور وخولان ردع هو ابن قحطان».[4] فقسم الهمداني خولان إلى ثلاثة أنساب مختلفة، مما يبين إنها حلف قبلي تحت اسم خولان.[5] وقد ذهب ألويس اشبرنجر وكارستن نيبور إلى أن خولان هي حويلة بن كوش بن حام إحدى القبائل العربية المذكورة في التوراة،[6]كما ذهب لقولهم مجموعة من المؤرخين العرب،[7]ولكن خالفهم جواد علي في هذا الرأي.[8]
وردت نصوص سبئية قديمة بخط المسند تشير إلى خولان وإلى سنحان عدة مرات ودائما ما يذكرون معاً مما يرجح أنهم وسنحان يقطنون على مقربة بالمنطقة ذاتها.[9] والملاحظ أن هذه ينطبق على كل من خولان الطيال وسنحان في صنعاء وعلى قبيلة خولان في إقليم السراة القاطنين على مقربة من سنحان قحطان. وفيهم يقول جواد علي: :«خولان من القبائل الكبيرة القوية التي ذُكرت في عدد كبير من الكتابات العربية الجنوبية, وقد رأينا اسمهم لامعًا في أيام المعينيين. وقد ذكرت أنهم هاجموا مع السبئيين قافلة معينية كان يقودها "كبيران"، وحمد المعينيون آلهتهم وشكروها على نجاة هذه القافلة، وهي من القبائل العربية الحية السعيدة الحظ؛ لأنها ما تزال معروفة، ولها مع ذلك تأريخ قديم قد نصعد به إلى الألف الأول قبل الميلاد».
يوجد قبيلتين تحمل اسم خولان، قبيلة خولان في محافظة صنعاء ومأرب والبيضاء، وقبيلة خولان في منطقة صعدة و السراة في المملكة العربية السعودية
خولان صعدة والسراة
لا يزال أفراد قبائل خولان في جبال السروات يتحدثون لغتهم الأم وهي لغة يمنية قديمة مهددة بالانقراض وينقسمون إلى 30 قبيلة وهم:
سراة خولان صعدة وفيفا وبني مالك والريث وبلغازي وآل تليد وسحار ورازح وبني جماعة ومنبه ومعين وحريص وشدا
بني مالك
فيفا
بني منبه
الريث
سحار
بني جماعه
رازح
آل تليد
بلغازي
بنو معين
غمر
بني حريص
قيس
آل ثابت
هروب
منجد
بني ودعان
بنو مجهل
الصهاليل
العبادل
آل جابر
آل نخيف
آل سفيان
بني امشيخ
بنو أحمد
آل الصهيف
حلفي
عبس (العزي والحقو)
جهوزي (بني زبيد - بني كرب - بني واس..
خولان الطيال
جهم
بني شداد
بني جبر
بني ظبيان
بني سحام
بني بهلول
السهمان
بني الاْعروش
قروى
اليمانيتين العليا والسفلا
حسب بعض الإخباريين تنقسم خولان إلى قسمين رئيسيين خولان صعدة (بن عامر/عمرو) وخولان العالية (الطيال) وكليهما من خولان بن عمرو من أصل واحد وفي هذا قال الهمداني:
"خولان العالية من أولاد خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن عمر بن عريب بن زيد بن كهلان ابن سبأ. وهذا خلاف ما عليه خولان العالية، فهم من أول الدهر إلى آخره ينتسبون إلى حمير، ولا ينكرون أخوتهم من خولان بن عمرو بن الحاف بحقل صعدة ونواحيه. وإنما قيل خولان العالية، للفرق بين البلاد لا الفرق بين النسب، كما يقال أزد شنوة وأزد عمان ولا إشكال في أن الجميع من الأزد، وكما يقال طيء السهل وطيء الجبل، وخولان الشام وخولان اليمن وهمدان الجبال وهمدان البون وعذر شعب وعذر مطرة وغير ذلك "
— الإكليل "10/ 293
أخبار خولان العالية في الكتابات القديمة
ورد اسم خولان في كتابات قديمة كثيرة فمن هذه الكتابات نص يخبر عن نشوب حرب في أيام ملوك سبأ، سقط منه اسم الملك، وسقطت منه كلمات عدة وأسطر أضاعت المعنى. وقد شارك أصحاب هذه الكتابة في هذه الحرب، وعادوا منها موفورين سالمين، ويفهم من الكلمات الباقية في النص أن قبيلة خولان كانت قد ثارت على ملك سبأ، فجهز السبئيون حملة عسكرية عليهم، دحرت خولان، وتغلبت عليها، وحصل السبئيون على غنائم كثيرة. وكان يحكم خولان قيل لم يرد في النص اسمه، ولعله سقط من الكتابة، وقد أشير إليه ب (ذي خولان).
في عهد الملك شمر الحميري حصلت معركة في تهامة في مكان إسمه «بيش» (محافظة بيش) في منطقة جازان وكان قائد الحملة ضابط برتبة مقتوى إسمه «أبو كرب» من قبيلة خولان وذكر أنه حارب قبائل عك و«سهرة» و«حرة».[11][12]ثم سيّرت حملة عسكرية أخرى من الخولانيون بقيادة مقتوى آخر من خولان إتجاه حريب في مأرب ثم اتجه نحو منطقة خيوان قرب صنعاء ثم وادي أملح في صعدة ثم نحو عسير مرة أخرى[13][14][15]
وتقع صرواح عاصمة السبئيين ضمن نطاق بلاد خولان العالية، وقد ذهب (الويس شبرنكر) و (نيبور) إلى إن قبيلة خولان هي قبيلة حويلة، ولكن هناك صعوبات كثيرة يراها الدكتور جواد علي تحول دون قبول هذا الرأي
أخبار خولان صعدة في الكتابات القديمة
منطقة رازح في سراة خولان
و ورد في نص معيني ما يفيد اعتراض جماعة غازين من الخولانيين لقافلة معينة كانت تسلك طريق معان التجاري، وقد أفلتت من أيدي الغزاة ونجت، وهناك نص آخر يشير حول تعرض الخولانيون والسبئيون لقافلة تجارية معينة في الطريق بين «ماون» «ماوان» و«رجمت» (رقمات). وفي هذه الأخبار دلالة على نشاط الخولانيين في مناطق تقع شمال اليمن قبل الميلاد بأزمان، وأنهم كانوا من الذين يتحرشون بالطرق التجارية ويعترضون سبل المارة، كما يفعل الأعراب. ولعل هؤلاء الخولانيون كانوا من الأعراب المتنقلين أو من خولان الجديدة.
والأجدود هي قبيلة في خولان ذكرت في نقوش أقيال همدان باسم «خولن جددن» خولان الجديدة ويعتقد أن هذه الاسم كان يخص قبيلة الأجدود أو قسم من خولان صعدة وعسير وليس كلهم.
بعد أن عاد الملك شمر من حملته العسكرية على حضرموت، شنَّ حملة أُخرى على المتمردين وقطاع الطرق في خولان الددن (خولن الددن) أرض قبيلة الددن في بلاد خولان وقد كلّف الملك أحد ضباطه الخولانيين بأن يعسكر في مدينة صعدة (بهجرن صعدتم) وضع حماية بها ثم قام بقطع الطريق على بعض الددن وسنحان في وادي دفا، وقد نفّذ القائد العسكري ما طلب منه. ثم عاد الملك شمر فأصدر أمره بالهجوم على سهرتن وحرتن أي أرض قبيلة سهرة وحرت حيث سبق للملك بشن حملات عسكرية عليها.[17] لا تزال سنحان تقطن في وادي دفا حتى اليوم أما قبيلة الددن انقطع ذكرها.