
05/09/2025
✍🏼 نبذة عن الشيخ : حسن التهامي
هو أبو عبدالله محمّد بن عبده بن صلاح شيخ، المعروف باسم (حسن التهامي)، من اليمن، من قرية كرعة في عزلة الحوادل في تهامة، ينتهي نسبه إلى الأشراف من آل البيت في الحجاز، ولد في مكة المكرمة يوم الأحد بتاريخ 28 جماد أول 1392ه، الموافق 9 يوليو 1972م، وأمه هي آمنة بنت عايش بن إسماعيل شيخ، والتي ينتهي نسبها إلى الأشراف من آل البيت في الحجاز أيضاً. أبناؤه من الذكور (عبدالله، القاسم، والحسين)، وله سبع من البنات.
خرج من بلاد الحرمين مع أسرته إثر أحداث أزمة الخليج الأولى عام 1990م، وَلِـيَ الخطابة والإمامة في أحد مساجد الحديدة...
تلقى تعليمه النظامي في مكة المكرمة إلى المرحلة الثانوية، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكر، ودرَس مبادئ العلوم الشرعية في رحاب الحرم المكي، وولي الإمامة في بعض مساجد مكة المكرمة، وكان له التدريس في بعض حلقات العلم...
وفي اليمن درّس في المعاهد العلمية...
وعاش سنوات في دار الحديث بدماج مفيداً ومستفيداً في عهد الشيخ مقبل رحمه الله...
وحُبّب إليه علم أشراط الساعة وأحاديث الفتن والملاحم، فكانت له عناية فائقة بهذا الفن، حتى أصبح لا يُشق له غبار ولا يُجارى أو يُبارى في هذا الباب...
ثم رجع إلى أرض الحرمين...
وبعد مدة ألقي عليه القبض، واشتهر أمره وتطاير خـبره في مكة بسبب قصة مثيرة حدثت له، ويمكن الرجوع إلى تفاصيل تلك القصة للتعرف على أحداثها ووقائعها من خلال منشور بعنوان "المسيح الدجال يطوف بالكعبة"، في محاولة ممن سمعوا القصة منه أن يدونوا تفاصيلها، حيث قاموا بنشرها أثناء فترة احتجازه لدى سلطة الحوثي، مطلع 2018م...
ولتطابق كثـير من الصفات الواردة في شخصية الإمام المهدي عليه السلام، ثارت مخاوف السلطات السعودية، فحاولوا القبض عليه ثانيةً، ففر إلى اليمن خائفاً يترقب، فيما أُلقي القبض على أهله صغيرهم وكبيرهم حتى قاربوا المائة...
ثلاثون منهم بين طفل وامرأة، وسبعون من أهله وأقاربه وأصدقائه؛ منهم والده الذي كان يزحف عمره إلى الثمانين؛ وتوفي من أثر صدمة اعتقال كثـيرٍ من أهله. ولم يتم الإفراج عنهم إلا بعد أن قضوا في السجن مدداً تصل إلى ثمانية أعوام. (شاهد تفاصيل ذلك في فيلم جوار الحرم) الذي صدر لمؤسسة الكرامة في 2013م...
وعليه فإنه تم اعتقال في السعودية أثناء فترة تردده عليها من خلال طرق التهريب أربع مرات، ورغم ذلك لم يحدث أن تمكنت السلطات السعودية من التعرف على شخصه، وأفلت من قبضتهم بفضل الله...
أما في اليمن قد ألقي القبض عليه أثناء حكم علي عبدالله صالح، بطلب من السلطات السعودية بحجة ادِّعاء المهديَّة، والتي لا تعتبر جرماً يُكترث له في اليمن نظراً لكثرة المدعين لها...
وقد استقبل الأمن السياسي بصنعاء لجنةً من المحققين السعوديين، تم تكليفها من وزير الداخلية آنذاك نايف بن عبدالعزيز، إلا أنهم خرجوا خاليي الوفاض، لأسباب طرحها الجانب اليمني على السعودي، منها بطلان تهمة ادعاء المهديَّة، والتي وإن صحت فإن القانون لا يعاقب عليها بالإعدام الذي يطالب بتنفيذه الجانب السعودي، ومنها أن القانون اليمني يمنع تسليم مواطنيه لدول أخرى، وآخرها استعداد الجانب اليمني لإيقاع أي عقوبة حال ثبوتها بالأدلة والقرائن المعتبرة؛ وهو ما عجز الجانب السعودي عن تقديمه. ولم تلبث القوى الأمنية سوى فترة وجيزة لم تتجاوز في مجملها الأربعة أشهر حتى أخلت سبيله...
***
ولم يسلم من ملاحقة آل سعود أثناء حكم عبدربه منصور هادي، وأفلت من محاولات القبض عليه مرتين في منطقتين مختلفتين من صنعاء، حيث دفعت السلطات وحدات أمنية مختلفة مشكلة من قوى الأمن تتضمن المدرعات والأطقم العسكرية وسيارات النجدة وقوات مكافحة الشغب، وبأعجوبة وأمام أنظارهم خرج بهيئته البسيطة حاملاً حقيبته البلاستيكية، مفلتاً من الإمساك به في المرتين...
وأمام هذا الإصرار في تعقبه وترصده لجأ لاستخدام اسم مستعار للتواري خلفه من بطش آل سعود وملاحقاتهم المتكررة، فكان أن تسمى بـ (حسن التهامي)، الاسم الذي أصبح اسمه الظاهر والمعروف بين الناس...
وأثناء فترة سيطرة الحوثي على صنعاء تم استهداف منزل أحد أبنائه صبيحة يوم الجمعة 25 أغسطس 2017م في حي عطان من قبل قوات التحالف بالقصف الجوي، مسترشدين بسيارة أخيه المتوفى صلاح. ورغم الدمار الذي خلفه القصف للمساكن المحيطة إلا أنه نجي ولم يصب من أسرته أحد رغم كل الأنفس التي أزهقت ظلماً وعدواناً...
كما لم يسلم من الاعتقال من قبل الحوثي حيث تم اعتقاله في يناير 2018م، ثم تم الإفراج عنه بعد شهرين، والاعتذار عن الاعتقال غير المبرر...
وهو الآن قيد الاختطاف والإخفاء مرة أخرى من قبل السلطات الحوثية منذ نوفمبر 2019م، وترفض السلطات الإقرار بذلك.
***
يسعى لأن يُوحِّد الجماعات بتعديل أفكارها الخاطئة، ومع صعوبة الأمر فقد حقق نجاحاً ملموساً، بل وأصبح صاحب فكرٍ تجديدي تمكن كثيرٌ من أتباعه ومحبيه أن يستوعبوه، بل وأصبحوا يعملون على نشره...
لن يتمكن أحدٌ من تصنيفه على جماعة من الجماعات العاملة في الساحة مطلقاً؛ فلا يمكن اعتباره بأي حالٍ منتمياً إلى القَـاعدة ولا إلى الإخوان المسلمين، ولا إلى جماعة الدعوة والتبليغ ولا إلى الجماعة السلفية أو غيرها من الجماعات، بعيداً عن التشيع الغالي والتسنن المتشدد، بل يظل رمزاً لآل البيت الأطهار، حافظاً لعهد جده في وصيته لأمته إذ يقول: (الله الله في آل بيتي من بعدي) (أوصيكم الله في آل بيتي من بعدي)، حاضاً على أداء عهد الله فيهم (قل لا اسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى)، عاملاً بسنة جده بعلم صحيحٍ وتأويلٍ صائب لا يجانب فيه الحق ولا يفتري فيه الباطل...
يستحضر وصف الله تبارك وتعالى لإبراهيم عليه السلام بقوله عز من قائل: (حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين)، فلم يكن من المفرقين ولا المفترقين.
ورغم أنه سافر إلى أفغانستان لعرض فكرته على تنظيم القاعدة، إلا أنه لم يتمكن من اللقاء بأسـامـة بـن لادن...
بينه وبين هذا التنظيم خصومة شديدة، بلغت حد السجن لخلافه الفكري معها، بل وهددته بالتصفية إن هو لم يغادر أماكن سيطرتها...
انتقد بعض أفكارهم التي يخالفهم فيها، مثلهم في ذلك مثل باقي الجماعات والتنظيمات التي انتقدها واختلف معها...
انتقد القَـاعدة في اعتبارها أن الجهاد ثمرة ونتيجة، وهي النقطة الجوهرية التي نشأ فيها خلافه معهم، فيما يرى هو ويقر أن الجهاد ما هو إلا وسيلة، أما الثمرة والنتيجة فهي تعبيد الناس لله عز وجل. الأمر الذي لن تقر به القَـاعدة فلو اقتنع أفراد التنظيم بهذه الفكرة لسلكوا الطرق الأخرى التي تؤدي إلى هذه الثمرة. ولما وجد قادة التنظيم الشباب الذين يحققون أهداف هذا التنظيم...
يقود حركة تجديدية واضحة المعالم، على سنة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم...
يساعده في تلك النجاحات الشخصية الكاريزمية الجذابة التي تحمل في طياتها كل معاني الصدق المحمدي، والذكاء القرشي، والإلهام الرباني...
همه ودأبه هداية الناس وجمع الأمة المحمدية بعد أن شتتها الدجال وجنوده بمؤسساتهم وإمكانياتهم...
يعمل بالأسباب ويتوكل على الله، ومع قلة الإمكانيات فإنه يحقق نجاحات كبيرة وباهرة، تشعرك أن قوة الله معه...
وكم وقف وحيداً طريداً شريداً. تتعقبه أجهزة المخابرات العالمية وتكيل إليه الجماعات والفرق التهم والتشنيع والتسفيه...
هرب ودموعه تنهمر على خديه، اتخذ من قفرة الصحراء فراشاً ينام عليه، ليستيقظ والجـِـراء التي فقدت أمها ترضع أصابع يده –كما يحكي ذلك بنفسه-. يستيقظ وهو في تلك الحالة الرثة، ليستمر في الهرب، ويظل يمشي المسافات الطويلة والشمس تأكل جلده بحرارتها، والعرق يتصبب من كل شعرِه، والخوف ينتابه، والجوع والظمأ يأخذ منه كل مأخذ، وهو يلهث بالدعاء لله أن ينجيه؛ ولسانه ولسان حاله يقرآن (عسـى ربي أن يهديني سواء السبيل)، الكل يسعى للظفر به، والقبض عليه، والكل يتربص لقتله، والفتك به، فالمخابرات تتهمه بالإرهاب، لكن الله كان معه إذ نجاه من القوم الظالمين...
في أوج الطلب وذروة الملاحقة الأمنية من قبل المخابرات السعودية؛ تمكن من الانتقال من اليمن عبر طرق التهريب إلى الأراضي السعودية، ويقبض عليه أربع مرات هناك، ويتم ترحيله في كل مرة إلى اليمن، دون أن تتمكن كل أجهزة الأمن السعودية ووسائلها واستخباراتها وحرسها وقواتها من التعرف عليه...
بل إن الكهرباء التي لا يُعرف أنها تنطفئ في السعودية؛ قد أطفأها الله بأمره إكراماً لهذا الرجل وحمايةً له، وذلك عندما جاء دوره لأخذ بصمات يده على جهاز البصمة الآلي المعروف في المنافذ والمقار الأمنية في السعودية...
***
له نشاطٌ دعوي واسع، وهو كبير منظري حركة أنصار المهدي...
وله فتوحات ربانية وإلهامات خاصة في فن الفتن...