03/08/2025
((منشور توضيحي حول الواقع الخدمي ، وماهي الأولويات، وهل هناك مناطق مهمشة ؟؟))
أولا ، لنثق كل الثقة أن أي مشروع لايراعي التوازن في الإنماء والعدل في التوزيع لايمكن في المحافظة أن يُقبل كطرح فضلا عن أن يُمرر كمشروع للتنفيذ ، سواء كان عن طريق المنظمات او عن طريق المؤسسات الحكومية ،وجميعنا بات يعلم أن تقدير الإحتياج لابد أن يكون وفق رؤية المحافظة وبالتالي إدارات المناطق .
ثانيا ، لاننفي التقصير ولسنا في مواطن التبرير ، ولسنا مضطرين لأننا لانرى أنفسنا أمام أهلنا أصحاب سلطة وهم الشعب، وإنما جميعنا سلطة وجميعنا شعب، فأبوابنا مفتوحة للجميع وأرقام جوالاتنا متاحة للصغير والكبير ، وهذه حساباتنا في المواقع، وعن نفسي لا أعتقد أنني أغفلت أو أهملت رسالة أحد رغم زحمة المشاغل والأعمال ، فكل الاستفسارات تم الرد عليها وكل المقترحات أُخذت على محمل الجد ووصلت للمعنيين وأهل الإختصاص .
ثالثا، لاشك أن القائم بالعمل والمتصدر لشؤون الناس له نظرة تختلف عن نظرة من سواه من الناس، وبالتالي فإن المحافظة ومجلسها الاستشاري يضعون الأولويات وفق مايرونه لصالح المحافظة ككل ، وينظرون من زوايا عدة ثم يجتهدون بمالديهم من صلاحيات وإمكانات ويتخذون القرار ، طبعا هذا القرار (سواء كان صائبا أم غير ذلك ) ستجد الساخطين عليه وتجد المرحبين به ،
والطبيعة البشرية لايمكن أن تتفق ، ولايمكن بحال من الأحوال أن يقوم المحافظ بعرض كل مايُطرح عليه إلى استفتاء شعبي ، وإلا درنا في دوامة التعطيل وتجميد الانجازات والظلم في الخدمات .
رابعا ، نعاني كثيرا من الأنانية المفرطة لدى كثير من أهلنا ، ولا أدري كيف تسللت إليهم هذه الثقافة وهم أهل النخوة والإيثار !!،
نجد الغيرة المفرطة الى حد الحسد اذا جاء مشروع لقرية ولم يأت للقرية المجاورة وتعلو الاصوات والاتهامات بالتهميش رغم أن هذه القرية قد أتاها مشاريع بمجالات ثانية تفوق المشروع السابق بأضعاف ، والأمثلة كثيرة بين بلدة وبلدة ومدينة ومدينة وبين محافظة ومحافظة أخرى ،
أغلب الناس متفرغة للمقارنات ، ولو زرنا كل المحافظات وأجرينا استطلاعات لما وجدنا أحدًا راضٍ عن محافظته بل الجميع يجد نفسه مهمشا مظلوما .
خامسا ، لاشك أن مناطقنا المحررة حديثا في إدلب هي المناطق الأكثر دمارا و حاجًة والأكثر ثوريةً وبذلًا وإقدامًا وعطاءًا ، ورغم الشعور بالتهميش لازالوا على استعداد للبذل والعطاء في سبيل تمكين هذه الدولة ، وهذا لاتغفل عنه القيادة من أعلاها إلى أدناها ، ولأجل ذلك موضوعة في صلب الاولويات ولها تدار الخطط والتوجيهات والتوصيات في أروقة المكاتب على طاولة الوزارات والمنظمات ، وهذا لانقوله لاستجرار العواطف ، وإنما معلومات نراها على الأرض في قادم الأيام ، فماعهدنا عن قيادنا إلا الوفاء والبر بالوعود .
سادسا ، مشروع ال ١٢ مليون دولار لتعبيد شوارع إدلب ، وتوسعة طريق ادلب معرتمصرين ، وبعض النقاط الهامة في الدانا وسرمدا ، ،
المشروع الذي عليه التريند اليوم ، هو مشروع مقرر قبل التحرير بسنة وكان من المفترض أن يكون قد انتهى تنفيذه من سنة كاملة لولا تعطيله بسبب مايسمى بالحراك ثم بعدها بالإنشغال بمعارك التحرير وماتبعها من تغييرات وانتقالات لكثير من الكوادر ، والعامل الأهم هو صرف المبلغ المرصود لصالح المعركة ، وهو حاجة ملحة لمحافظة إدلب ككل وليس فقط لمدينة إدلب ، ولنكن منصفين .. أليست طرقات ادلب سيئة وبحاجة إلى تعبيد ؟ ومع ذلك كان من الممكن تأجيله فيما لو أن الحاجة إليه قد زالت بعد التحرير وفرغت المنطقة من السكان ولكن الذي حصل هو العكس والمنطقة كما يعلم الجميع كيف تضاعفت الأعداد فيها واختنقت مروريا الطرقات ، فكان لزاما الاسراع على توجيه منظمة لإتمام المشروع الذي بطبيعة الحال وعد به الأهالي من سنوات .
وشئنا أم أبينا فأن مركز المحافظة وإصلاح الطرقات فيها ليس ترفا ، والقاطنون فيها ممن هم من خارج أهلها أكثر ممن هم أهلها وبالتالي المستفيد الجميع،
ثم هب أن المستفيد أهالي إدلب ، أليسوا من أهلنا ، لماذا لانبارك لهم وننتظر دورنا القادم قريبا بإذن الله .!
ثم هل حقا مناطقنا مهمشة ولم تأتها المشاريع ؟ سوف أوافيكم بالجواب في الفقرة القادمة وبالأرقام ،
سابعا.. هذه المشاريع في منطقة المعرة وهناك ضعفها مشاريع مختلفة تم رفعا وتنتظر الإقرار إلا أننا لاننشر إلا الذي في الجعبة وقيد التنفيذ .
مشاريع محطات مياه: 4 مليون
ترميم منازل : 2.6 مليون
مراكز صحية و مشافي : 2.5 مليون
مدارس : 1 مليون
ترحيل أنقاض : 1.5 مليون
صرف صحي : 2 مليون
الكهرباء : توسعة كلفة تقديرية 1 مليون
مساجد و معالم أثرية : 4 مليون
ترميم مباني حكومية : 200 الف
المجموع : 18.8 مليون دولار تقريباً
طبعا.
ثامنا ، يجب أن ندرك أن التحديات كبيرة مما يحتم علينا تغليب لغة المنطق على لغة العاطفة ، فالدمار الممنهج خلال ١٤ عام لايمكن ازالته بأشهر قليلة ، ولايمكن إرجاع الخدمات بكاملها بغضون أشهر ، فهذا لم يحصل بأرقى الدول وذات الاقتصاد القوي والمؤسسات الفاعلة ،
للآن لم تتعافى تركيا من الزلزال رغم ان الزلزل كان بولاية او ولايتين ولم يكن ضرره في كل الدولة ، لماذا لم تتعطل المشاريع بباقي الولايات بسبب أن بعض الولايات منكوبة ؟!
لأن الخدمات متفاوتة ولكل منطقة احتياجاتها الخاصة ، وهذا لاشك يقرره من استرعاه الله على امور الناس ، حيث لايمكن تعبيد طرقات في مناطق تحتاج إلى إزالة ركام أولا . وهكذا ..
وليس هناك قدرة لدى الحكومة بالوقت الحالي على إعادة الإعمار لمن يطالب بذلك رغم أن كل مايخدم هذا الملف قد تم العمل عليه من احصاء وتقيييم ورفع احتياج ، والتعويل بذلك بعد الله عز وجل على قوة الدولة ماديا واقتصاديا وسياسيا لتبني تلك للنشاريع ،
وأكثر مايضعف الدولة الوليدة هو اعتياد التسخط الغير مبرر والنقد الهدام الغير محق ، وقد يكون محقا وإنما توقيته او طريقته مؤذية وخاصة عندما يصدر من حاضنتها الأساسية ، لأنه يطمّع ويشجّع غير أماكن بحجة حرية التعبير ،
ولا أقول ذلك لثني الناس عن التعبير أو خوفا من نقد أو عجزا عن رد ، وإنما هي دولتنا جميعا ولا ننزه أنفسنا عن الخطأ أو الزلل أو التقصير ، ولكن نحسب أننا نبذل الجهد لتقديم ماهو أفضل ، وما هو أعدل ، ونجتهد لذلك ما استطعنا ، وننصح الجميع بالتحري والدقة في كل معلومة تنشر وعدم الانجرار وراء الترندات والتعامل بردود أفعال ،
فصندوق الكتابة سهل ومتاح للجميع لكنه ثقيل جدا عند السؤال ، (ستُكتب شهادتهم ويسألون ) ، عن نفسي والسيد المحافظ مسامحون عن السابق واللاحق ، لكن ينبغي أن نعوّد أنفسنا على نبذ الفوضوية والعشوائية في الطرح ، لنرتقي بأفكار بناءة تعكس ثقافتنا الدينية المتناغمة مع أخلاقنا الثورية .
مدير منطقة معرة النعمان الاستاذ "كفاح جعفر"