14/08/2025
التوسل "“"""""
والتوسل قسمان:
القسم الأول:
توسل مشروع وهو أنواع:
1 - النوع الأول: التوسل إلى اللّه تعالى بأسمائه وصفاته، كما أمر تعالى بذلك في قوله: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الأعراف: 180
2 - النوع الثاني: التوسل إلى اللّه تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة: التي قام بها المتوسل، كما قال تعالى عن أهل الإيمان: { رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ } آل عمران: 193 . وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فسدت عليهم باب الغار، فلم يستطيعوا الخروج، فتوسلوا إلى اللّه بصالح أعمالهم، ففرج اللّه عنهم (هذا مضمون الحديث وهو متفق عليه) فخرجوا يمشون.
3 - النوع الثالث: التوسل إلى اللّه تعالى بتوحيده، كما توسل يونس عليه السلام: { فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } الأنبياء: 87
4 - النوع الرابع: التوسل إلى اللّه تعالى بإظهار الضعف والحاجة والافتقار إلى اللّه، كما قال أيوب عليه السلام: { أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } الأنبياء: 83
5 - النوع الخامس: التوسل إلى اللّه بدعاء الصالحين الأحياء، وكما كان الصحابة إذا أجدبوا طلبوا من النبي ﷺ أن يدعو اللّه لهم، ولما توفي صاروا يطلبون من عمه العباس ﷺ فيدعو لهم (رواه البخاري) .
6 - النوع السادس: التوسل إلى اللّه بالاعتراف بالذنب: { قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي } القصص: 16
القسم الثاني:
توسل غير مشروع: وهو التوسل بطلب الدعاء والشفاعة من الأموات، والتوسل بجاه النبي ﷺ والتوسل بذوات المخلوقين أو حقهم، وتفصيل ذلك كما يلي:
1 - طلب الدعاء من الأموات لا يجوز: لأن الميت لا يقدر على الدعاء، كما كان يقدر عليه في الحياة، وطلب الشفاعة من الأموات لا يجوز، لأن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان ومن بحضرتهما من الصحابة والتابعين لهم بإحسان لما أجدبوا استسقوا وتوسلوا واستشفعوا بمن كان حيا، كالعباس وكيزيد بن الأسود، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا بالنبي ﷺ لا عند قبره ولا عند غيره، بل عدلوا إلى البدل كالعباس وكيزيد، وقد قال عمر: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل بعم نبينا فاسقنا، فجعلوا هذا بدلا من ذلك لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه.
#اللهم القبول