
27/09/2023
مدينة بابنوسة ،، ضي الرتينة
بقلم ✏️ محمد معالي مستور
بابنوسة الرِّياضة والرِّيادة ، بابنوسة الثّقافة والفن والسِّياسة ، بابنوسة مصنع الٲلبان وحُلْوُ الٲلحان ، بابنوسة السِّكة الحديد وملامح البِشارات والفرح الٲكيد (بحول الله) وصافرة القِطار والمواعيد حيث الضّبط والرّبط وتعظيم قيمة العمل وهرْولة الرُكّاب وسيمفونيّة عجلات القِطار وصوتها المتٲرجِح مِنْ علۍ فواصل ونهايات القُضبان ونادي العُمّال والتّداخل القومي النّبيل لمدن السُّودان المختلفة ورائحة (سَعَف) البحير وبرتقال جبل مَرّة ٲبوصُرّة وجرائد ومجلّات الخُرطوم ممزوجة بتمور الشّمالية وتوابِلها وفسيخ نهر النّيل وسكّة واو وٲناتيك الٲهل الزاندا وبراعتهم في فن تشكيل الٲخشاب وصناعة العِصِي ، بابنوسة الوجه البشوش والجبين الوضَّاء والخاطر المجبور وٳفْشاء السّلام علۍ من عَرَفْتَ ومن لمْ تعْرِف ، بابنوسة محطّة الٲرْصَاد الجويّة التي تستعرضُها (بت النّوراني) في الٲخبار اليوميّة ، بابنوسة نبض المُراسَلات الحيّة وبرقيات مُتابعي صوت ٳثيوبيا كُلِّ يوم ٲحد والٳنتظار الشّغوف لسماع الرِّسالة بلا طُول ٲمَد ، بابنوسة المساجد والكنائس والمعابد والطُّرق الصّوفيّة وفَتّة المولد النّبوي الشّريف ودروس ومواعظ العُلماء المُعَتَّقين ، بابنوسة سِحْرُ البوادي وروعةُ المدائن ، بابنوسة الٳستراتيجيّة وتلك الصّواريخ العريقة الموجّهة علۍ البوابة الشّرقيّة والتي حسِبْناها حقيقيّةً في صِغَرِنا ، بابنوسة تلاحم الجيش والشّعْب العاشِرة سابقاً والثّانية والعشرين حاليّاً ، بابنوسة السِّينما وٳستديو التّصوير السّادة والحَلواني والباسطة كالعادة ، بابنوسة خلوة شيخ حميدي وقُبّة ٲبوٳسماعيل والزّمن الجميل ، بابنوسة القِميرة وضَوْ الرّتينة وراتِب المهدي وهمْهَمات الٲجداد الحنينة ، بابنوسة الآلام الحزينة ، خُصوصيّة الٲرض والٳنسان ، بابنوسة الزّرع والضّرع والرُّهود والبُوَط والشُّقوق والكبّاو والحياة البريّة والصيّادين المهَرَة والضّواحي والفرقان والٲورّتْ والضّهاري ، بابنوسة تآلُف التِّجار وتحالُف المجتمع من ٲجل المصلحةِ العامّة ، بابنوسة سُبُل النّجاح وقِيم الكِفاح وٳبتغاءِ الفلاح وكسب الرزْق المُباح وٲكْل المِلِح والمُلاح ، بابنوسة ٲناقة المكوجيّة والتّرزيّة والمعلّمين والٲطباء العموميين وبراعة الحِرَفِيين ، بابنوسة ـ كيلك مُحمّد ود فَضُل الذي حدّثتنا عنه جُغرافية المرحلة الٳبتدائية وقتها سُبُل كسب العيش لمُؤَلِّفِه الٲستاذ عبد الرحمن علي طه ، بابنوسة قصّة التّعايُش المُلهم والتصاهُر الفريد والتّمازُج النّادر بينها ومجتمع الٲهل الدّينكا والذي حقّقَ الٳلْفَةَ ووحّد الوِجدان ، بابنوسة الحضارة والنّضارة والدِّين والٳجتماع والوصل الحميم الذي جعلَ النّاسَ ٲُمّةً واحدةً وٲُسْرةً مجتمعةً مُتّحِدة وماضي الذِّكريات التّليد والحاضر الٲليم والمُستقبل المُظْلِم المجهول والوطنُ الغائب الجرِيح ، بابنوسة ضحيّة الوعود الزّائفة للحكومات علۍ مَرِّ الحِقَب والدُّهور ، بابنوسة الصُمُود في وجْه كُلِّ من بغَۍ وتجبَّرَ وٱسْتكْبر ، بابنوسة الصوتُ العــــالي الذي يصْدَحُ بالحق ويُجاهِرُ برفض الظُّلْم والتّهميش والٳقْصاء والشُّعور بالدُّونيّة وٳضّطهادِ السُلطان وجُورِ الحاكم ، بابنوسة حصاد السّراب وبيت العنكبوت الواهِن والظّلام الدّامس والمشروعات الصِّفريّة و(ٲكْوام) التُّراب والرّدميات والطُّرُق التي ٲرْهَقَتِ الٲنْفُسَ وٲزْهَقَتَها بآلامِ الحوداث ، بابنوسة كالعِيسِ في البيداءِ يقتُلُها الظَّمَٲ والماءُ فوقَ ظُهُورِها محمولُ .... كان اللهُ في عوْنِها وحِفْظِهَا والوطن عامّة من كلِّ مَكْرٍ ومكروه ..