
27/07/2025
"إذا احتاج النهار إلى دليل.. فلا عجب أن تُصبح البديهيات ألغازًا!"
بقينا نعيش فراغ مخيف بين تعاليم ديننا الواضحة، وبين العادات والتقاليد اللي بتشوّهها أو بتعارضها أحيانًا.
من الحاجات البديهية في الإسلام – واللي ما مفروض نختلف حولها – إن تضامن المسلم مع أخيه المسلم، أيًّا كان حاله، من صميم الدين.
عشان كدا استغربت جدًا من الناس اللي سخروا أو اعترضوا على المسيرة التضامنية مع "عزّة".
الجهل ما عيب، طالما في قابلية للتعلم وتغيير الموقف إذا ظهر الحق.
لكن الكارثة بتبدأ لما الجهل يتزاوج مع الغباء والسخرية.
النتيجة؟ وقاحة مؤلمة بتخلي الزول يشعر بالغثيان.
من التعليقات الباردة المؤسفة:
> "خلت راجلها ممدود ومشت تعزّي في محمود!"
بالله دا كلام؟!
أنا زول طولي بالي مع الناس باختلاف قناعاتهم، لكن الوقاحة دي بالذات نفسي تأباها.
في وسط تفكير زي دا، ما ممكن يكون في مكان لفضيلة عظيمة زي "الإيثار".
أذكّركم بقصة الصحابي الجليل: لما ضاف ضيف رسول الله ﷺ، وما كان عنده إلا عشاء أطفالو.
قال لزوجتو تغشّيهم وتنومهم، وتطفي السراج، وتظاهروا إنهم بياكلوا، وخلوا الأكل للضيف.
النبي ﷺ قال ليهو:
"لقد ضحك الله من صنيعكما الليلة!"
ونزل فيهم قول الله تعالى:
> "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة..."
طيب لو الزول اللي بيعلّق بتلك السخرية سمع القصة دي، كان حيقول ليك:
> "يا خي خلونا من الألغاز دي!"
ويديك مثل سوداني مشوّه: "الزاد لو ما كفى ناس البيت يحرم على الجيران!"
التفريق بين الفاشر وعزّة وكأنهم خصمين أو قضايا منفصلة، من ظلمات الجهل والتجزئة اللي محتاجين نتحرر منها.
المضحك المبكي؟
الزول البسخر من التضامن، لو مشى دولة تانية واتعرض للتمييز أو المعاملة القاسية، حتلقاه بيصرخ:
> "وين الإنسانية؟ وين الإسلام؟ إحنا كلنا مسلمين!"
نفس الزول ده عنده تلفون بثمنه ممكن ينقذ روح،
لكن بيعيش حياته طبيعي، يسافر، يتفسّح، يرفّه عن نفسه،
ويجي آخر اليوم يسخر من الناس الواقفة مع قضايا إنسانية،
لأنها ما شافت الأمور بمنظوره الأبيض والأسود.
وفي النهاية، معظم الناس الواقفة مع عزّة هم نفسهم الواقفين مع الفاشر وغيرها،
بل تنسيقية الفاشر نفسها نزلت بيان تضامن مع عزّة قبل كدا.
المؤلم فعلًا،
إننا بقينا نكتب عن "الواضحات"،
كأنها ألغاز بتحتاج تفسير وتبرير!
أسأل الله من قلبي،
ألا يردّنا إلى حال نبصر فيه الحق ولا نعرفه،
وتعمى قلوبنا بعد أن كانت تبصر..
> "فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور."