07/11/2025
من هم ( الجنجويد ) أو ( قوات الدعم السريع )
التي ترتكب مجـ ـازر الفاشر .. ؟
وصف الكاتب السوداني ( بركة ساكن )
الجنجويد بلغة رفيعة ودقّة موجعة ، فقال :
قومٌ عليهم ملابس متسخة مشربة بالعرق والأغبرة
يحيطون أنفسهم بالتمائم الكبيرة
لهم شعور كثّة تفوح منها رائحة الصحراء والتشرّد
رضعوا من ث*ي الشمس الحارقة ونشأوا على القتل
لا خُلُق ولا أخلاق لهم
الواحد منهم يطأ أخته وأمَّه ، لا حرمة لديه .. !!!
أوباشٌ أو أضلّ،
على أكتافهم بنادق تُطلق النار لأتفه الأسباب
نُزعت من قلوبهم الرحمة
يُكبّرون تكبّرًا لا تأدّبًا ، ولا يعرفون معنى للتكبير
ثم ختــم قائلاً :
إنهم شرٌّ خالص ….… ليسوا قبيلةً ولا عنصرًا
يُولَد الإنسان خيّرًا
ثم يختار أن يكون إنســانًا ، أو يكون جنجــويدًا
كلمة جنجويد
مصطلح ســوداني ، مركّب من مقطعــــين :
( جن ) بمعنى جنيّ
ويقصد بها أن هذا الجني ( الرجل )
يحمل مدفعا رشاشا من نوع ( جيم 3 )
المنتشر في دارفـــور بكثرة
و (جويد ) ومعناها : الجــــواد
وبالتالي معنى كلمة جنجويد :
الرجل الذي يركب جوادا ، ويحمل مدفعاً رشاشا
في مطلع التسعينيات ، تحديدًا سنة 1991
اندلع تمرّد مسلّح في ( دارفور )
نتيجة السياسة العنصرية التي انتهجها عمر البشير
ضد القبائل غير العربية
تكبّد الجيش السوداني هزائم فادحة
إذ لم يكن مؤهلاً لخوض حرب العصابات
ووجدت الحكومة نفسها في وضع استراتيجي حرج
خاصة بعد الهزيمة في ( الفاشر )
وردّ البشير حينها
باستخدام نفس اسلوب المتمردين
فسلح ميليشيات عربية محلية من البدو والرعاة
لا سيّما من قبيلة ( البقارة ) ، لمساندة الجيش
في مواجهة المتمرّدين
ومن تلك المجموعات
تشكّلت نواة ما عُرف لاحقًا باسم .. الجنجويد
منذ عام 2003،
ارتكبت هذه الميليشيات فظائع مروّعة
بحق المدنيين الأفارقة :
قتل جماعي ، واغتصاب واسـع النطاق
وتهجير مئات الآلاف من السكان
وقد وُجّهت اتهامات
بالإبادة الجماعية إلى كبار المسؤولين السودانيين
وعلى رأسهم الرئيس عمر البشــير
أمام المحكمة الجنائية الدولية
خلال الحرب
استولت الجنجويد على جبل عامر الغني بالذهب
وجعلت منه مصدر تمويل ذاتي
ما منحها استقلالًا ماليًا ونفوذًا متعاظمًا
وكان زعيمها السابق …. ( موسى هلال )
يحقق أرباحًا سنوية تقارب 54 مليون دولار
وذلك بحسب تقرير أممي سرّي صدر عام 2016
وبفضل تلك الثروة
صار هلال الحاكم غير المعلن لدارفور
يفرض الضرائب على المناجم ومعظم القوافل .. !!
كانت الجنجويد تصدّر الذهب السوداني
عبر قنوات غير رسمية إلى الخارج
وخصـــوصًا إلى دولة الإمارات العربية
التي كانت تستحوذ
على نحو 90% من الذهب السوداني المهرّب
مقابل تمويل هذه الميليشيا
بالأسلحة والأموال السخية لقادتها ، وفي مقدمتهم
موسى هلال و محمد حمدان دقلو ( حميدتي )
ترك البشير هذه الميليشيا
لتستفيد من الذهب وتبطش كما تشاء
في سبيل تثبيت حكمه
ثم حاول لاحقًا إضفاء صبغة رسمية عليها
فحوّلها عام 2013 إلى قوة نظامية
تعرف حاليا باسم ( قوات الدعم السريع )
وأسند قيادتها إلى حميدتي ،
وهو أحد أفراد الجنجـويد ، ( راعي إبل سابق )
وابن عم موسى هلال من قبيلة المحاميد ،
وبعدها تم اعتقال موسى هلال وإقصاؤه .
ورغم تبعيتها الاسمية للبشير
فإن قوات الدعم السريع احتفظت بولائها لحميدتي
وتحولت إلى قوة ضخمة
تمتلك تسليحًا وتمويلًا هائلين من تهريب الذهب
وأصبحت تمارس نفوذًا واسعًا داخل السودان كلها
لقد منحت سيطرة حميدتي على جبل عامر
موارد هائلة جعلت منه أغنى رجل في السودان
وفتحت أمامه باب التحالف مع الإمارات
الوجهة الأولى لتصدير الذهب السـوداني
حميدتي أصبح يسعى للسلطة
مقابل تنفيذ اجندة اماراتية لسياستها الخارجية
بعد سقوط البشير سنة 2019
دخلت قوات الدعم السريع في صراع مع الجيش
بقيادة …. عبد الفتاح البرهان
وفي أكتوبر 2021
تحالف الرجلان مؤقتًا للإطاحة بالحكومة المدنية
بقيادة … ( عبد الله حمدوك )
لكن ذلك التحالف لم يدم طويلًا
إذ ازداد تقارب حميدتي مع الإمارات
فانفجر الوضع في أبريل 2023 لحرب أهلية شاملة
وخلالها …. عادت مشاهد الجنجويد القديمة
من نهبٍ واغتصابٍ وقتلٍ وتجويعٍ كما يحدث اليوم في الفاشر
وهكذا … يبقى الشعب السوداني وحده
الخاسر الأكبر من كل هذا الدمار و الخراب
🔺تنبـــيه ..
قصص التاريـــخ لا تحكى للأطفـــــال لكي ينامــوا
بل تحكى للرجــــــال لكي ينهضـــوا ويستعــــدوا
إذا أتممت القراءة صل على محمد رسول الله ( ﷺ )
🖤💔