28/09/2025
تحليل فني لمباراة المريخ – أول اختبار قاري يُظهر ملامح "فريق منظم"
المريخ -الزعيم 1908
عبدالعزيز مكاوي محمد
لأول مرة منذ زمن، يمكن القول إن جماهير المريخ اتفقت وبالإجماع على أن مجلس الإدارة أصاب في اختيار المدرب. والسبب بسيط: في أول مباراة قارية تنافسية، ظهرت بصمات واضحة وشخصية فنية تُبشّر بمشروع حقيقي.
يبدو أن المريخ، بقيادة المدير الفني الصربي داركو نوفيتش، قدّم أداءً تكتيكياً عالياً رغم الظروف الصعبة التي واجهها الفريق، خاصة بعد طرد لاعب الوسط المالي فادي كوليبالي في الشوط الأول. من الواضح أن نوفيتش تعامل مع الوضع بحنكة ومرونة، واستطاع أن يُحدِث تغييرات استراتيجية حافظت على تماسك الفريق، بل وجعلته الطرف الأفضل رغم النقص العددي.
نقاط بارزة من الأداء:
الحنكة التدريبية لنوفيتش: تغيير الاستراتيجية بسرعة بعد حالة الطرد وامتصاص الضغط، دون السماح بانهيار الفريق.
الضغط العالي واللعب من لمسة واحدة: المريخ أظهر شكلًا مغايرًا عمّا اعتاد عليه الجمهور في الفترة الماضية، وهذا يشير إلى بداية ظهور "بصمة" نوفيتش التدريبية.
فرص التسجيل الضائعة: الفريق كان قريباً من التسجيل، ولكن سوء الطالع وسوء إنهاء الفرص حرما المريخ من هدف كان كفيلاً بقلب الموازين.
الخروج بأقل الخسائر خارج الأرض: في ظل الظروف، يمكن اعتبار النتيجة إيجابية، خصوصاً أن الأداء كان مقنعاً من حيث الانضباط والروح.
ملاحظات:
عودة موسى كامارا لمستواه ستكون مفتاحًا مهمًا في المباريات القادمة.
استمرار التنظيم والانضباط التكتيكي سيكون أساسًا في المنافسات القارية.
بشكل عام، يبدو أن داركو نوفيتش يسير بالمريخ في الاتجاه الصحيح، والأداء الأخير يمكن أن يكون نقطة انطلاق نحو مستويات أفضل.
🔴 أبرز ملامح التنظيم داخل الملعب:
1. بناء اللعب تحت الضغط العالي
المريخ خرج بالكرة من مناطقه الدفاعية بثقة رغم ضغط المنافس، والتمركز كان ذكي جدًا من اللاعبين لخلق زوايا تمرير آمنة.
2. اللعب من لمسة واحدة وتبادل سريع
شاهدنا تنقلات سريعة للكرة، من خط الدفاع إلى خط الوسط، مرورًا بالرشيد الذي لعب دور "الريجيستا"، وانتهاءً بتمريرة كاسرة للخطوط وضعت موسى كامارا في مواجهة مباشرة مع الحارس.
3. تنوع الحلول الهجومية
الفريق لم يعتمد فقط على الكرات الطويلة أو الفرديات، بل رأينا تحركات منظمة، تبادل مواقع، وبحث دائم عن المساحات بين الخطوط.
4. الهوية والجرأة
المريخ كان يلعب ليُهاجم ويُسجّل، لا ليُدافع عن "اللاشيء". ودي من أهم صفات الفرق الكبيرة.
خلاصة:
لو استمر الأداء بهذا التنظيم والجرأة، ومع شوية صبر واستقرار فني، حنكون قدام نسخة من المريخ قادرة تنافس بجدية على الصعيد القاري، مش مجرد مشاركة شرفية.
هذا هو المريخ الذي نعرفه… وهذا ما كنا ننتظره.