
06/09/2023
محافظ مقاطعة فشودة بولاية أعالي النيل رونجو يور دينق ل(الموقف)
- المنطقة مهددة بفجوة غذائية بسبب النزاع في السودان
- ليست هنالك مليشيات حكومية في المقاطعة، هنالك فقط قوات جونسون اولونج
- جاهزون لخوض الانتخابات على مستوى المقاطعة
- ما زلنا نعمل من أجل استرجاع بقية الأطفال المختطفين بواسطة مليشيات " مكواج"
- السلام والاستقرار من اولوياتنا ويجب علينا العمل في محاربة القبلية
#ولد محافظ مقاطعة فشودة رونجو يور عام 1970 في قرية "يودو" بمنطقة كدوك، وترعرع فيها حتى شاءت الأقدار ان ينتقل مع بعض أفراد أسرته إلى الخرطوم حيئذاك بسبب ظروف الحرب حينذاك
تلقى تعليمه الأولي بمدرسة كدوك الإبتدائية في عام 1977م، والمتوسطة في عام 1982م، ولظروف الحرب لم يواصل تعليمه في منطقة فشودة إلا بعد إنتقاله إلى الخرطوم ليواصل تعليمه بمدرسة "المرابيع" المتوسطة ومنها جلس لإمتحانات الشهادة الثانوية بمدرسة "فشودة" الثانوية في الخرطوم عام 1993م، وإلتحق بكلية الخرطوم لتأهيل المعلمين وتخرج منها بدرجة بكالريوس في الدراسات اللاهواتية والتربوية. وفي عام 2000م عقب تخرجه من الكلية عُين مدرساً بمدرسة كدوك للاساس، ومنها تدرج في السلم التعليمي حتى أصبح مديراً بمدرسة كدوك للأساس المختلطة، ثم فيما بعد أصبح ناظراً بمدرسة كدوك بنات، ليصبح بعد ذلك مشرفاً تعليمياً بفيام "ديطوك" التابعة لمقاطعة فشودة.
شغل من الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان بمقاطعة فشودة في عام 2006،ثم عُين عضواً بالمجلس المحلي لمقاطعة فشودة، ونن ثم عُين مستشار فني بوزارة التربية بولاية فشودة سابقاً في 2019م، ومنها مستشاراً فنياً بوزارة الطرق والجسور بولاية أعالي النيل.
وفي هذا العام 2023م نال ثقة قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت وقيادة الحزب بالولاية وعٌين محافظاً بمقاطعة فشودة.
أجرينا معه الحوار التالي بعد وصوله إلى جوبا، قادما من المقاطعة. فإلى ما جاء في مضابط الحوار.
#حاوره: اوبج اوتر
- مرحبا بك في ضيافة صحيفة الموقف؟
شكراً لكم في صحيفة لموقف، وهي صحيفة رائدة. فقد كنت ومازلت من قراءها الدائمين.
- هلا حدثتنا عن التحديات التي تواجه السلطات في المقاطعة؟
نعم هناك تحديات كثيرة، وكما تعلم بأن مقاطعة فشودة تعرضت مؤخراً لهجمات من قبل المليشيات التي تسمى "مكواج"، بجانب أثار الفيضانات التي ضربت المنطقة ودمرت المشاريع الزراعية والأوضاع العامة. الأمر الذى أدى إلى عدم قدرة المواطن على ممارسة نشاطه الزراعي في موسم الأمطار الماضي نعكس ذلك على عدم توفر الغذاء الكافي لمواطن المقاطعة. إنسان فشودة بطبعه يعتمد على الذات في الكثير من الحالات، فمن أكبر التحديات التي تواجه المواطن في مقاطعة فشودة منذ أن توليت السلطة هي أن الوضع يشير إلى أن هناك فجوة غذائية ستحدث خلال الفترات المقبلة، بجانب تدفق العائدين والنازحين من الخرطوم بصورة كبيرة جراء الأحداث هناك وهذا تحدي أخر لأن هناك شح في الغذاء وتدني في مستوى الخدمات الصحية. حاولنا بدورنا كسلطات في المقاطعة مجابهة هذه التحديات، لكنها تفوق قدراتنا مما يدعونا لمطالبة الحكومة الولائية والمركزية المتمثلة في وزارة الشؤون الإنسانية، بجانب المنظمات العاملة في المجالات الإنسانية، للمساعدة والمساهمة في حل هذه المشكلات، ونشيد بالدور الذي تعلبه منظمة الصليب الأحمر في المنطقة بدعمها المتواصل في تطوير مركز "كدوك" الصحي، وأيضا نشكر نساء فشودة من الخارج على مساهمتهن بأودات طبية لمركز كدوك الصحي.
- إذن ماهو دوركم كسلطات في المقاطعة تجاه هذه المشكلات؟
نعمل جاهدين من أجل اللسيطرة على هذا الوضع في حدود إمكانياتنا القليلة، كما أشرت من قبل، أن أوضاع الإنسانية في المقاطعة تحتاج لمساندة من قبل السلطات الولائية والحكومةالقومية، أما من الناحية الأمنية، المنطقة مستقرة وهؤلاء المواطنين يتحركون دون أي عراقيل، التحدي الأكبر هو التدفق السكاني إلى المنطقة وسيؤثر ذلك على الأوضاع المعيشية للمواطن، في الأوانة الأخيرة هنالك تجار في سوق كدوك لعبوا دور إنساني وقدموا مساعدات عينية من مواد التموينية للمواطنين العائدين وهو دور إيجابي يساهم في حل وإنقاذ الوضع لكنه غير كافي مقارنة بحجم كثافة المواطنين العائدين، نحن نشجع المزارعين للعمل في هذا الموسم وإستهدفنا زراعة 80 ألف فدان لهذا العام، وقررنا إعفاء جميع المزراعين من أي ضرائب من اجل تشجيع المزراعين للعمل، لكن الصعوبة التي تواجهها المزراعين أصبحت في مصادر تمويل الموسم. نعم منطقة فشودة توجد فيها موارد غير الزراعة كالصمغ والأسماك وهذه الموارد إذا تم إستغلالها جيداً ستساعد في الدعم ومواجهة هذا الخطر المعيشي المرتقب، لكنها تحتاج لأدوات وعوامل للمساعدة في تدوير العمل في هذه الجوانب، المقاطعة أيضا كانت في السابق تعتمد على طريق السودان لجلب المواد الغذائية لكن الأن الوضع إختلف لظروف الحرب هناك في السودان.
- معظم المواطنين الذين كانوا في إستقبالك محافظاً لمقاطعة فشودة كانوا من المقاطعات المجاورة مقارنة بعدد المواطنين من مقاطعتك، هل يعني هذا أنك غير مقبول وسط شعبك، ام هناك أيادي سياسية عملت على عرقلة إستقبالك؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، ، المواطنين في مقاطعة فشودة بمختلف ألوان طيفهم كان حضورهم حاشد، ويمكنك تالقول أن مثل هذا الإستقبال لم يحدث في السابق أبداً، أنا عاجز عن وصف هذا الوضع من شدة إمتناني لهؤلاء المواطنين بمختلف إثنياتهم، نعم مقاطعة فشودة يها مواطنين يخلا ف اثنية "شلو"، أما المناطق المجاورة دورها كان ملحوظا ربما لأنهم يعروفني شخصياً كمعلم درست في مختلف المدارس طيلة الفترات السابقة في المقاطعة، وبالطبع المدرسين هم في الأساس أناس مشهورين في الوسط الناس وهذه الشهرة نتيجتها كان إستقبالي بتلك الصورة الحاشدة. عندما أتيت إلى المقاطعة ، حتى هولاء المواطنين من شدة فرحهم الكبير لعبوا دور كبير في نظافة منزلي والفناء حول المنزل (ما في زول أجبرهم) علىفعل ذلك، أنا شخصياً ممتن على دور هؤلاء المواطنين حقاً وسنعمل من أجلهم.
- في تصريح سابق لك بمطار جوبا عقب وصولك، قلت أنكم كسلطات مقاطعة فشودة إستلمتم عدد "36" طفل من الأطفال المختطفين من قبل مليشات "مكواج"، كم العدد الكلي لهؤلاء الأطفال المختطفين؟
نعم إستلمنا عدد 36 طفل من الأطفال المختطفين وحتى الأن لم نصل للعدد الكلي للأطفال المختطفين، لكن العدد المعروف هو "79" طفل، والعدد الذي تم تسلمه من مكان إستلام هؤلاء الأطفال 41 طفل،مليشيات "مكواج" شككت في إسم أحد الأطفال بسبب مطابقة إسمه بأسماء قبيلة "النوير" وفتمسكوا بهذا الطفل وقالوا أنه من أبناء "النوير" ورفضوا تسليمه، العدد الذي وصل إلى ملكال بلغ 40 طفل، 4 منهم إستلمهم ذويهم بملكال مباشرة بعد وصولهم، أما نحن في مقاطعة فشودة إستلمنا عدد 36 طفل، بالتالي العدد المتبقي 39 طفل حتى الأن من جملة العدد الكلي المعروف بـ79 طفل. نحن نتشكك في هذا العدد حتى الأن لأن في الأونة الأخير هناك فتاة تبلغ من العمر 18 عاماً هربت وتركت طفلها الصغير يبلغ من العمر عاماً ونص، وقد هربت عبر منطقة "قاواه" ومنها إلى منطقة "ميد"، وعندما وصلت إلى هناك قابلت سائقي البوتات وحكت قصتها وهم بدورهم جلبوها إلى ملكال، ومنهل إلى فشودة وإستلمناها، وقد أكدت أن عدد الأطفال هناك أكبر بكثير من العدد المعلن المعروف بـ 79 طفل فقط، حتى الأن نحن كسطات ليس لدينا إحصائية حقيقة لعدد الأطفال.
- هل مازالت هنالك إجراءات لإسترجاع هولاء الأطفال المتبقين؟
نعم هناك إجراءات متواصلة ، لكن الحاكم جيمس اوضوك اوياي هو المسؤول المباشرة ولديه تواصل مع "مكواج" بجانب المنظمات الدولية والحكومة القومية، وهم مازالوا في مناقشات مع المدعو "مكواج" لإسترجاع هؤلاء الأطفال إلى ذويهم، بالطبع هناك ضرورة عاجلة لإسترجاع الأطفال من أجل الإستقرار.
- اهناك شكاوي من قبل سائقي البوتات بين طريق ملكال- رنك النهري بأن الضرائب الذي تفرضونها باهظة فوق العادة دون مراعاة المناشير الحكومية، كيف ترد؟
هذا غير صحيح، النقل النهري نشط جداً دون عراقيل سوا كان من سلطات المقاطعة او من السلطات الولائية، سائقي البوتات يمارسون عملهم دون فرض ا رسوم للعبور بطريقة غير قانونية، وإذا كانت هنالك مثل هذه العراقيل، فعلى أصحاب البوتات تقديم شكاويهم لسلطات المقاطعة، وبكل تاكيد سنعرف من وراء هذه الشائعات.
- ما طبيعة علاقتك مع القيادات السياسية بمقاطعة فشودة؟
الحقيقة لا يوجد إنسان يكون مقبولاً من الجميع، ولا يبقى مرفوضا من الكل ابضا، أنا شخصياً أعتبر نفسي خادماً للمقاطعة وعلاقتي مع القيادات السياسية وما أياً كان هي علاقة يحكمها الواقع والخدمة التي أقدمها خلال الفترة التي سأكون فيها محافظاً، لكن أنا أعتبر ان السؤال هو ما مدى قبول ورضى المواطن حيال شخصي وطريقة إدارتي للمقاطعة لأن المحافظ هو منصب لخدمة الناس وهؤلاء الناس هم المعنيين بفصل بين الحق والباطل، نحن نعمل بجهد متواصل من أجل تقديم الخدمة للمقاطعة وإنسان المنطقة وللمواطنين الساكنين فيها.
- لكن السياسين لهم رأي فيما تفعل، يمكن أن يعرقلون عملك وما تسعى إليه؟
من المعروف أن السياسين لهم مصالحهم وهم يريدون أن يتلقدوا هذا المنصب وهذا حق مكفول لهم، فلا مانع لدي في ذلك، لكن أفتكر أن (كل زول من المفترض يشتغل شغله)، وإلا اذا كان السياسين هم ضد خدمة إنسان المنطقة، أما السياسين الذين في السلم الإداري معي لدينا معهم لوائح وقوانين تفصل في أعمالنا، لا أعتقد أنه يمكنهم القيام بأي تجاوزات في ذلك، لأن تبعات ذلك ستكون سلبية وسنتعامل معها وفقاً لقوانين الحكم المحلي والدستور.
- وبعد تعيينك محافظاً لفشودة طالبت جميع أبناء المقاطعة بمرافقتك إلى المقاطعة، ماذاكان قصدك وراء ذلك؟
شكراً على هذا السؤال، نعم عندما تم تعييني محافظاً طلبت من جميع أبناء المنطقة المتواجدين في جوبا ليرافقوني إلى "كدوك" رغم الإختلافات في الألوان السياسية، وذلك كان بهدف مشاركة أبناء المقاطعة في خدمة المنطقة، إتصلت لهم جميعهم ومنهم من ذهب معي إلى الولاية وهناك بعض ممن لم يذهبوا بسبب إرتباطاتهم بأعمالهم لم يستطيعوا الذهاب معنا، لكن كان لدى الجميع قبول لهذه الدعوة. طلبت منهم جميعاً بأن (نلم يدينا من أجل مصلحة المواطن والمنطقة)، هذه كانت أول دعوة أطلقتها. لدي نظرة بأن الجميع عليهم المساهمة في خدمة المنطقة ونسعى لجلب الجميع في بوتقة واحدة.
- ما إستعدادتكم كحركة شعبية في المقاطعة لخوض الإنتخابات القادمة؟
نعم مقاطعة فشودة تتنظر الصافرة الأخيرة نحن في اتم الجاهزية لخوض الإنتخابات المقبلة ونرى ضرورة قيام الإنتخابات لأن قيام الإنتخابات يعني الإستقرار ويسهم في جلب المستثمرين من الخارج مما سيساعد في العملية التنموية، ونحن في حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان بداءنا في التجهيزات والإجراءات اللازمة لخوض هذه الإنتخابات ونحن في صف واحد مع قيادتنا في المكتب السياسي ومجلس التحرير ومع جميع الهياكل التنظيمية في الحزب، نشكر قيادة الحزب في شخصية الرئيس ونوابه والأمين العام على دورهم الكبير في إدارة البلاد، نقف في صف واحد مع إعلان قيادة الحزب عن مرشحنا للرئاسة وهو قائدنا ورئيسنا الفريق أول سلفاكير ميارديت رجل السلام الذي ظل يردد مقولته "أنا ما داير البلد يرجع للحرب تاني"، هذه هي دعوة لإحلال السلام والإستقرار بدوره سيعيد الطمأنينة إلى نفوس المواطنين، مما سيسهم في جلب المستثمرين ويساعد في التنمية، ونحن بدورنا نعمل من أجل وقف الحرب والعمل من أجل السلام والإستقرار.
- هناك أنباء عن وجود مليشات حكومية وغير حكومية في المقاطعة فشودة، ما مدى صحة ذلك؟
هذا غير صحيح ، أولاً لا نوجد ما يسمى بمليشيات حكومية، الحكومة ليست لديها مليشيات، مقاطعة فشودة خالية تماماً من أي مليشات الأن، هناك قوات تابعة لـ"جونسون أولونج" وهم أصبحوا جزء من الحكومة وسيتم تنظيمهم بواسطة الجهات المعنية بترتيباتهم، هناك بعض أفراد لم يتم تنظيمهم سابقاً ، فأي شخص لم يتم تنظيمه سابقاً أكيد هو مواطن دون شك.
- ولكن يمكنهم أن يعرقلوا ويلعبوا دور سلبي فربما في أياديهم سلاح؟
لا يمكن ان يعرقلوا لأن الحكومة موجودة وقادرة على السيطرة على الأوضاع، بالتالي أي شخص عليه الإلتزام بالسلام في سبيل الإستقرار.
- ماذا تقول لمواطنين فشودة وأعالى النيل؟
حقاً أنا سعيد بمقابلتي مع صحيفة "الموقف" وهي صحيفة صديقة وعبرها نطالب ونشجع أبناء جنوب السودان في مقاطعة فشودة وأعالى النيل عامة على المساهمة في إحلال السلام والإستقرار، لنحارب القبلية لأن القبلية أصبحت كمرض يساهم في تشتيت شملنا وإذا لم نحاربها ستنتهي منا جميعاً، علينا أن نعمل من أجل التنمية ونطالب الحكومة بجميع أركانها وأطرافها يالعمل من أجل ذلك.
- شكراً جزيلاً.
شكراً.