
05/09/2025
المؤازرة الوطنية: "كرة القدم كأداة لتعزيز التماسك والوحدة الوطنية."
بقلم/ رمضان أجاك أيانق
مساء اليوم، تترقب الجماهير الرياضية في جوبا وجنوب السودان بأسرها، فعاليات المواجهة المرتقبة على أرض استاد جوبا الدولي، حيث يخوض منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراة حاسمة أمام منتخب الكونغو الديمقراطية ضمن التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026. هذه المباراة تتجاوز كونها مجرد حدث رياضي، بل تمثل اختباراً وطنياً يجسد الانتماء المشترك ويعزز روح الوحدة الوطنية، متجاوزةً حدود الملعب لتلامس جوهر مشروع الدولة الحديثة.
إن دعم المنتخب الوطني اليوم ليس مجرد واجب رياضي، بل هو مسؤولية وطنية وأمانة جماعية تقع على عاتق كل مواطن ومواطنة. فالتشجيع سواءً في المدرجات أو عبر شاشات التلفاز، والالتفاف حول العلم والشعار الوطني، يمثل مشاركة فعالة في صناعة اللحظة الوطنية. لحظة تجعل من كرة القدم أداة لتوحيد القلوب، ومسرحاً تتلاشى فيه الانقسامات السياسية والاجتماعية، لتحقيق هدف واحد: تعزيز مكانة جنوب السودان على الساحة الدولية.
في العديد من البلدان الأفريقية، أثبتت كرة القدم أنها تتجاوز كونها مجرد لعبة، فهي بمثابة لغة مشتركة توحد الشعوب، وتغرس الأمل في نفوس الشباب والناشئة بمستقبل مشرق. تمثل مباراة اليوم أمام الكونغو الديمقراطية فرصة تاريخية لنا كجنوبيين لإثبات أن المنتخب ليس حكراً على اتحاد كرة القدم أو اللاعبين فحسب، بل هو ملك للشعب بأكمله. لذا، فإن تحقيق الفوز أو حتى تقديم أداء مشرف يعكس قوة الروح الوطنية التي يمكننا الاستفادة منها في مجالات أخرى لبناء الوطن.
إن الدعم الجماهيري الواسع يمنح اللاعبين طاقة إضافية لمواجهة خصم قوي بحجم الكونغو الديمقراطية، مؤكداً أن المنتخب ليس منعزلاً عن شعبه، بل هو تجسيد لطموحات هذا الشعب وإصراره على تخطي التحديات. كل هتاف تشجيع من المدرجات، وكل دعاء صادق من القلوب، يمثل رسالة للاعبين بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المباراة، بل يقف خلفهم وطن بأكمله يدعمهم.
يتعين على الدولة بمؤسساتها الرسمية، والأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، والإعلام الوطني، أن تنظر إلى مباراة اليوم كفرصة لتعزيز الخطاب الوطني الموحد، ودعوة صريحة لنبذ الخلافات الضيقة. فكما يتحد اللاعبون في الملعب بقمصانهم الوطنية المختلفة، يجب على الجمهور أيضاً أن يتحد خلف رسالة الانتماء المشترك.
لا شك أن كرة القدم، على الرغم من أنها ليست العامل الوحيد لبناء الأمم، إلا أنها تفتح آفاقاً للأمل، وتعزز الثقة بين المواطنين والدولة، وتعمل كجسر للتواصل بين الأجيال. في هذا اليوم، ومع مواجهة منتخبنا الوطني لجمهورية الكونغو الديمقراطية، يجب أن نعتبر التشجيع مسؤولية وطنية، والدعم أمانة لا يمكن التخلي عنها. إنها ليست مجرد مباراة مدتها تسعون دقيقة، بل هي رمز لصراعنا من أجل الوحدة والهدف الواحد.
في الختام، قد تنتهي المباراة بفوز أو تعادل أو حتى خسارة، ولكن الأهم هو قدرة شعب جنوب السودان على الالتفاف حول العلم الوطني من خلال الرياضة، وتحويل كرة القدم إلى مرآة تعكس وحدتنا الوطنية، وتؤكد أننا أمة واحدة تتوق إلى السلام والتقدم.