29/07/2025
الجنرال أغسطينو مدوت… عهد من الإنجاز 1—————5
بقلم: جورج قبريال وركوك
يقال ان الوطن لايبني بالشعارات بل بسواعد الصادقين وبهذه الرؤية الواضحة لقد كانت خطه الجنرال أغسطينو مدوت منذ سنوات في ساحة الاتحاد العام لكرة القدم في جنوب السودان لا كمسؤول عابر بل كقائد حقيقي آمن بأن كرة القدم يمكن أن تكون جسرًا نحو الوحدة، وأداة لبناء الطموح الوطني، وايضاً منصة لصناعة الأمل وسط التحديات الطائلة ومنذ أن تولّيه قيادة الاتحاد العام دخلت كرة القدم الوطنية مرحلة جديدة من التأسيس والتطوير.
لم يكن ذلك مجرد انتقال إداري فقط كما هو معلوم بل كان تحولًا نوعيًا بشكل فارقًا حقيقيًا في مسيرة اللعبة في البلاد، حيث أصبحت كرة القدم أداة للتغيير وبابًا للأمل وجسرًا نحو الانتماء الوطني.
لقد حمل على عاتقه مهمة شاقة بدأت من إعادة بناء المؤسسة الكروية من الداخل مرورًا بإعادة الثقة بين الجماهير والاتحاد وانتهاء بتمثيل الوطن بشرف في المحافل الإقليمية والدولية وقد شهدت البلاد خلال فترته تطورًا لافتًا في البنية الإدارية والفنية، فازدهر الدوري الممتاز وأصبح أكثر احترافية، بينما سجلت المنتخبات الوطنية حضورًا مشرفًا في بطولات سيكافا وتصفيات كأس الأمم الأفريقية، مؤكدة أن كرة القدم في جنوب السودان تسير في الاتجاه الصحيح.
ومن بين الإنجازات المفصلية، نجح مدوت في قيادة الاتحاد إلى رئاسة اتحاد دول شرق ووسط أفريقيا لكرة القدم (سيكافا) وهو إنجاز غير مسبوق يعكس حجم الثقة التي اكتسبها جنوب السودان إقليميًا بفضل العمل المؤسسي المنظم والرؤية الواضحة نحو المستقبل .
كما أطلق الاتحاد بقيادته سلسلة من البرامج التنموية التي تستهدف الشباب في المدن والأرياف، وتُعزز من مشاركة المرأة في مختلف مجالات اللعبة، إلى جانب ترسيخ مبادئ الشفافية والحوكمة الرياضية.
وفي الجانب الفني كذلك لم يكن بعيدًا عن هذا الزخم فقد شهدت البلاد ما يُشبه الثورة في مجال تدريب الكوادر فخلال الفترة ما بين 2021 و2025، تم تدريب أكثر من 1,738 مدربًا من جميع الاتحادات المحلية الستة عشر من خلال دورات نوعية ومعتمدة من الاتحادين الدولي (فيفا) والإفريقي (كاف).
وقد شملت هذه الدورات تخصصات دقيقة مثل حراسة المرمى، كرة القدم للناشئين، القاعدية، الكشافة، كرة الصالات، اللياقة البدنية، وحتى كرة القدم الشاطئية.
وهذ ه ليست أرقام إعتيادية ، واستطاع الاتحاد أن يمنح ثلاثين مدربًا شهادة دبلوم كاف C، بينما حصل ستة مدربين على شهادة كاف B، كما تم تأهيل خمسة وعشرين مدربًا محليًا كمحاضرين لتدريب المدربين اثنان منهم نالوا ثقة الفيفا وتم ترقيتهم إلى مستوى محاضر دولي ولم يقف الطموح عند هذا الحد ، بل تم تطوير فلسفة وطنية موحدة تُعتمد كأساس لجميع المنتخبات الوطنية في جنوب السودان ، إلى جانب إعداد مناهج دبلوم كاف A وB، حيث تم تقديم مقترحات كاملة في هذا الإطار، وبعضها في انتظار الموافقة النهائية من الجهات المختصة.
كما تم وضع نظام موحد لتسجيل المدربين وتوزيعه على كل الاتحادات المحلية ابتداً من يناير 2024، وتم الانتهاء من وثائق حماية الأطفال في الأكاديميات الكروية، وهي الآن بانتظار المصادقة من مجلس الإدارة.
أما في الجانب الهيكلي فقد أُنجزت المرحلة الأولى من تحليل بيئة كرة القدم للهواة، وهو مشروع تحليلي يسهم في فهم واقع اللعبة خارج الإطار الرسمي، وتنتظر الآن الخطوة التالية منه بما يُسهم في دمج القواعد الشعبية في مسيرة التطوير.
إن ما تحقق في عهد الجنرال أغسطينو مدوت لم يكن محض صدفة بل كان ثمرة لإرادة صلبة وإيمان راسخ بأن كرة القدم في جنوب السودان تستحق موقعًا مرموقًا بين دول القارة، وأن الشعب الجنوبي يستحق أن يفرح ويعتز بمنجزاته الكروية لقد أعاد للاتحاد هيبته، وللمنتخبات روحها وفتح أبواب الأمل أمام الشباب وشابات الوطن.
واليوم، ومع اقتراب موعد الانتخابات، يعود السؤال إلى الواجهة: هل سنختار الاستمرار في طريق الإصلاح والبناء، مع من وضع اللبنة الأولى وأسّس لنهضة كروية متكاملة؟ أم سنغامر بمرحلة جديدة مجهولة المعالم؟.
في عهد أغسطينو مدوت، لم نكسب نقاطًا في الملاعب فقط، بل كسبنا احترام العالم، ورفعنا اسم بلادنا في المحافل الدولية .
وهذه ليست مجرد حكاية انتخابية، بل حقيقة يدركها كل من تابع مسيرة كرة القدم الجنوبية منذ 2021 حتى اليوم.وسنخوض في تفاصل اكثر عن ابرز الإنجازات في المادة القادمة وجزاكم الله خيراً.