عرنة لؤلؤة السياحة .......درة جبل الشيخ
تقع بلدة عرنة جنوب غرب مدينة دمشق بمسافة 55 كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر 1800 متر يحدها من الشرق قرية الريمية وبقعسم ومن الغرب والشمال تحدها سلاسل جبل الشيخ المحاذية للسلسلة الشرقية لجبال لبنان، أما من جهة الجنوب فتجاورها أراضي قرية دربل.
يحضنها جبل الشيخ الأشم وتتوضع على تلة صغيرة تتلاصق بيوتها القديمة جنبا إلى جنب كالبنيان المرصوص نجد التعاون بين أ
هلها لمواجهة الطبيعة ومواطنها طيب كريم النفس تسلق الجبال وعانق الأرض وقبلها, ابتل عرق جبينه بترابها ليجعل منها جنة وارفة بأشجارها المثمرة يغرس لأبنائه وينعم بخيراتها التي ما بخلت بعطائها الدائم، وتعود تسمية عرنة بهذا الاسم إلى قبيلة الحوريين الآرامية حيث سكنت السفوح الجنوبية الشرقية لجبل الشيخ لكثرة المياه، وهذه البقعة آرامية نظراً لوجود أسماء آرامية كثيرة لا تزال تطلق على أسماء عديدة لوقتنا الحاضر مثل قبر خشخش، شوثيه، حصية، الزيره، شره،حربون، الرشاشيح.
طبيعة ساحرة وأوابد أثرية
تكتنز عرنة الكثير من الآثار والأوابد التاريخية التي تحكي عن ماضي وتاريخ البلدة, بدءاً من قصر «شبيب التبعي» في قمة الجبل وصولاً إلى بقايا الخراب والحصون والقبور القديمة المتناثرة حولها, والتي تدل على أنها بلدة قديمة و ذات تاريخ عريق.
وتعود أقدم الآثار المعروفة فيها إلى العصر الروماني, وقد بقي في القرية من آثار هذا العصر حجر من معبد «زيوس» أمام بيت أحد سكان القرية, نقش عليه أحد عشر سطراً باللغة اليونانية.
الثلج و الغابة والماء والجبل
الدرب يوصلك إلى قرية اقترن اسمها بالتفاح وعيون الماء والطبيعة الساحرة حيث ينتشر اللون الأخضر على جنبات المكان والشجر والثلج والماء، وهناك دائماًُ من ينتظرك في القرية، بيوتها ومقاصفها السياحية الشعبية وعيون مائها الزرقاء وأماكن التزلج على الثلج، حيث يتعانق الوادي مع الجبل والماء والربيع والشجر مع الجبل والثلج في لوحة فنية طبيعية رسمها الخالق.
تنام القرية بين أحضان جبل الشيخ وتمتد سهولها على بساط اخضر يقصده كثيرون من السياح والوفود الطلابية والزوار.
الكثيرون منهم مروا من القرية فاستراحوا لبعض الوقت تحت ظل أشجار التفاح وشربوا من ماء عيونها العذبة وتناولوا طعامهم في مقاصفها الشعبية.
اليوم تشهد القرية تنظيم مهرجانات غنائية زجلية يحتشد فيها الشعراء والزجليون من سورية ولبنان كحدث غنائي وحضاري وثقافي في القرية، ومن أهم معالم القرية السياحية انتشار العشرات من المقاصف والمنتزهات على جانبي الطرقات وفي السهول و التلال المجاورة للقرية.
تفاحها مذاق لذيذ و حلاوة منفردة
تشتهر عرنة بأشجار التفاح بنوعية «الكولدن والستاكينغ» إضافة إلى نوع «التفاح السكري» الخاص بالقرية دون سواها، ويقدر إنتاج عرنة من التفاح سنوياَ ما بين 12 إلى 15 ألف طن ومن الكرز ما يقارب 6000 طن و من الخوخ ما يقارب 2 طن وتنتج أيضاً الدراق والأجاص والمساحة المزروعة بأشجار التفاح تبلغ قرابة 6700 دونم، وقد اقترن اسم التفاح هنا نسبة إلى اسم القرية وأصبح يعرف في الأسواق السورية بتفاح عرنة، وهذا يدل على مذاقه الطيب والنكهة المميزة لتفاح القرية الذي يعزوه الكثير من المهندسين الزراعيين إلى الماء العذب وطبيعة المنطقة الباردة شتاء والمعتدلة صيفاً.