02/08/2025
🧶 «غرزة الحياة».. حكاية النساء اللواتي قاومن الجوع بالإبرة!
تخيلي نفسك في إيرلندا عام 1846…
الضباب كثيف، البرد قارس، والناس تموت جوعًا.
كانت البلاد تعتمد كليًا على البطاطا، وفجأة ضرب المرض المحصول… ففسدت كل البطاطا، وامتلأت البيوت بالبكاء والصراخ.
حتى إن الناس أكلوا أوراق الشجر… نعم، حقيقة!
لكن وسط هذا الظلام، ظهرت "غرزة" من نور…
ليست من سياسي، ولا من دولة مانحة،
بل من نساء جلسن جنبًا إلى جنب، يحملن إبرة وخيطًا رفيعًا.
في دير صغير، راهبة (يُعتقد أن اسمها "مارغريت" ولكن المصادر غير مؤكدة) علمت خمس نساء كيف يصنعن دانتيل الكروشيه، مستوحى من "فينيسيان لايس" الذي كانت ترتديه نساء الطبقات الراقية في أوروبا.
الغرز كانت دقيقة وصغيرة جدًا، لكن النساء تفوقن في الحرفة، وبدأن بإنتاج شالات وطرحات تُصدّر إلى بريطانيا وفرنسا!
امرأة فقيرة في قرية صغيرة ترسل عمل يدها لسيدات الطبقة العليا في حفلات ملكية!
كانت تلك الغرز تُطعم أطفالهن فعلًا.
كل شال يساوي وجبة طعام، بعض الدفء، وجرعة من الأمل.
ولم يعملن وحدهن:
الفتيات كنّ يصنعن الزهور.
الجدّات يركّبن القطع.
الأطفال يجمعون الخيوط.
كل بيت صار مصنعًا... بل أقوى من مصنع.
والأذكى؟
أنهن كنّ يغيّرن التصاميم بحسب موضة أوروبا ليبقين مطلوبات في السوق!
لم يكنّ يبحثن فقط عن طعام… بل فكّرن كصاحبات مشاريع.
👑 وماذا حدث لاحقًا؟
انتشرت الحرفة في العديد من القرى، وتكوّنت تعاونيات الكروشيه.
النساء لم ينجون من المجاعة فحسب،
بل ربَّين أبناءهن، وفتحْن بيوتًا، وصنَعْن لأنفسهن مستقبلًا.
واليوم، ما يزال "الكروشيه الأيرلندي" يحمل شهرة عالمية في الأناقة والتصميم
الكروشيه لم يكن يومًا مجرد هواية
في بعض الأوقات كان حربًا، وفي أخرى أملاً، وأحيانًا صرخة من امرأة لا تجد قوت يومها…
لكنها لا تطلب صدقة، بل تنتظر إبرة، خيطًا، وبعض التقدير.
#سوريا