12/10/2025
في كل مئة عام، تعصف ببلادنا مجموعة من التغيرات والاضطرابات التي تسبب انهيار في البنى الاجتماعية والاقتصادية بفعل الاستعمار أو الديكتاتورية البعثية أو الديكتاتورية الدينية (الجولانية) كما الآن، وتظهر دائماً مجموعات تحاول مقاومة هذا الانهيار من خلال البحث عن مشتركات في المعايير الأخلاقية والإنسانية بين المواطنين السوريين والابتعاد عن إشعال النزاعات ومحاولة حلّها بطرق ذكية ودبلوماسية بعيداً عن لغة التدمير وإراقة الدماء والتضحية بالناس وآمالهم.
من خلال صفحتنا نسعى إلى الدفع باتجاه أن تجد هذه الجماعة ذاتها بغض النظر عن خلفياتها، وأن تكون شجاعة وقادرة على ملاحظة خبث المشروع الإقليمي الذي يدق أسافين الاختلاف الطائفي والعرقي بين السوريين/ات، ويحاول إذكاء كل صراع ودفعه نحو أقصى درجات التوحّش والدموية، وما الذي يهمها فلا الأرض أرضها ولا الدماء دماء ذويها؟؟!
ونقول: إن السلطات تأتي وتذهب، وأيّاً كانت سلطة اليوم وما أوصلت إليه البلاد بسبب غباءها السياسي وارتزاقها فهي زائلة لا محالة، ويبقى هذا الشعب المسكين الذي مزقت صفوفه السلطات المرتزقة المتعاقبة، قادراً بلحظة وعي ويقظة على إدراك مكانته واستحقاقه بأن يحيا بأمان ورفاه اجتماعي واقتصادي، بمجرد ما أسقطَ رموز السلطة واعتبرها كياناً يعيث فساداً ودموية بكلّ مختلِفٍ عنها أو يهدد عرش معتليها.
ندعو جميع السوريين/ات إلى اعتبار أنفسهم قادة ووطنين، وألّا يلتفّو حول من يطبل لهم الإعلام العالمي والمحلي، وأن يختارو نخبهم بأنفسهم فهم أدرى بهمومهم من أي شخص يدّعي القيادة وموجود في الساحة اليوم ومُرتهن لأجندة خارجية.