19/07/2025
بيان صادر عن الهيئة الروحية في أشرفية صحنايا
بسم الله الرحمن الرحيم
في ظل الأحداث المؤلمة والدامية التي عصفت بوطننا الحبيب سوريا، والتي راح ضحيتها عدد من الأبرياء نتيجة أعمال عنف طائفية مرفوضة ومدانة بكل المعايير الإنسانية والدينية، ترفع الهيئة الروحية في بلدة أشرفية صحنايا أصدق مشاعر التعزية والمواساة لذوي الشهداء، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، وعلى وطننا بالأمان والاستقرار.
إن ما جرى من سفك للدماء بين أبناء الوطن الواحد يبين لنا خطورة الاقتتال بين الإخوة، وهو ما نهى عنه الله تعالى في محكم كتابه، إذ قال سبحانه:
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا﴾
وقال أيضا: ﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ [المائدة: ٣٢]. صدق الله العظيم
وإذ ندين هذه الأحداث المؤسفة، نؤكد على ضرورة التمسك بقيم العيش المشترك، وتعزيز روح المحبة والتسامح، والعمل على ترسيخ مبادئ السلم الأهلي. فالأديان جميعها، وعلى رأسها الإسلام تدعو إلى مكارم الأخلاق، وإلى احترام الإنسان لأخيه الإنسان، بغض النظر عن معتقده أو انتمائه، وهو ما عهدته بلدة أشرفية صحنايا من أبنائها طوال سنواتٍ مضت. وهذه دعوة صريحة إلى تغليب لغة السلم والتفاهم على لغة الصراع والسلاح.
إن رُقيّ الأمم وتقدم الشعوب لا يتحقق إلا من خلال الحوار البنّاء، والتفاهم المشترك، والاحترام المتبادل بين الأفراد والجماعات، بعيدًا عن التعصب أو التفرقة. وإن مسؤولية حفظ هذا النسيج الوطني تقع أولًا على وعي المواطنين وحرصهم على السلم الأهلي، وثانيًا على الدولة وأجهزتها، التي يقع على عاتقها واجب فرض القانون، وبسط الأمان، ومنع كل ما من شأنه إثارة الفتن أو تقويض الاستقرار.
وندعو إلى التطبيق الفوري لاتفاق وقف إطلاق النار، وفتح المعابر الإنسانية لتسهيل دخول المساعدات الإغاثية والطبية لحماية المدنيين والأبرياء.
كما ندعو جميع العقلاء والمشايخ ورجال الدين والمؤثرين إلى تحمل مسؤولياتهم في إعلاء لغة العقل والحكمة والحوار، ونبذ خطاب التفرقة.
والله ولي الأمر والتدبير
اشرفية صحنايا
٢٠٢٥/٧/١٩