
24/05/2025
ورقة عمل: مقترح حلول مجتمعية لمعالجة ارتفاع أسعار العقارات في سوريا
مقدمة
تشهد السوق العقارية في سوريا حالة من الاحتكار والارتفاع المفرط في الأسعار، خارجة عن إطار العرض والطلب الطبيعي، نتيجة غياب الرقابة، احتكار الأراضي، وتدهور سعر صرف الليرة. وأمام غياب حلول حكومية فعالة، تبرز الحاجة إلى حلول مجتمعية واقعية قابلة للتطبيق الفوري من قبل المواطنين والمجتمع المحلي.
أهداف الورقة
توفير سبل تملك سكن بأسعار عادلة دون الاعتماد على الدولة.
كسر احتكار المطورين العقاريين.
إعادة التوازن للسوق العقارية عبر مبادرات من القاعدة.
المقترحات العملية
1. إنشاء تحالفات شراء جماعي (النموذج التشاركي):
تكوين مجموعات من 10–20 شخصًا يتشاركون في شراء أرض أو مبنى غير مكتمل.
يتم تنظيم التملك عبر عقود موثقة ومرنة.
تُقسم الأرض أو البناء إلى وحدات سكنية حسب المساهمة.
يوفّر هذا النموذج القدرة على التفاوض المباشر مع المالك، بعيدًا عن المضاربين والمكاتب.
2. تشكيل جمعيات إسكان مدنية غير ربحية:
تُدار من أعضاء المجتمع المحلي أو من خلال النقابات.
تُجمع الاشتراكات من الأعضاء لبناء مشاريع سكنية صغيرة (طابقين إلى 3 طوابق).
يكون البناء على أراضٍ منخفضة التكلفة، حتى خارج التنظيم، مع السعي لاحقًا لتنظيمها.
يتم البيع بسعر التكلفة دون هامش ربح.
3. تشجيع الاستثمار الريفي بدل التكدّس الحضري:
نشر الوعي حول جدوى السكن في مناطق ريفية قريبة من المدن.
دعم مشاريع إسكان في القرى بمواصفات مقبولة وبكلفة أقل بـ70% من المدينة.
إطلاق حملات توعية بأن السكن الريفي خيار اقتصادي وليس ضعفًا اجتماعيًا.
4. إطلاق مبادرات مجتمعية رقمية لرصد الأسعار وفضح التلاعب:
إنشاء منصة وطنية شاملة تنشر الأسعار الحقيقية للمناطق.
جمع شكاوى المستأجرين والباحثين عن سكن حول المكاتب المتلاعبة.
عرض العقارات المتاحة بسعر منطقي لتسهيل الوصول للسكن دون وسيط.
5. إعادة استثمار الأبنية المهجورة:
التعاون مع البلديات لحصر الأبنية المغلقة منذ أكثر من عامين.
إنشاء قاعدة بيانات للعقارات غير المشغولة، والتواصل مع مالكيها أو الوصاية القضائية لإعادة استخدامها (إيجار طويل الأمد، تأجير مؤقت، أو تحويل سكن شبابي).
6. التوسع في البناء الجاهز منخفض التكلفة (Modular Housing):
اعتماد تقنية البناء مسبق الصنع لبناء وحدات سكنية قابلة للنقل أو التوسعة.
كلفة الوحدة تتراوح بين 10 إلى 15 مليون ليرة، وتُنجز خلال أسابيع.
تُنفذ من قبل مستثمرين محليين أو عبر شراكات مع منظمات تنموية.
الجدوى الاقتصادية والاجتماعية
تكلفة الشقة في هذه النماذج أقل بـ50–70% من سعر السوق الحالي.
الشراء الجماعي يقلل كلفة الأرض والبناء بنسبة تفوق 30%.
تعزيز الثقة المجتمعية وتقليل التوترات السكانية الناتجة عن الإيجارات المرتفعة.
الحد من النزوح الداخلي الناتج عن فقدان القدرة على السكن.
الحلول المجتمعية ليست بديلًا عن الدولة، لكنها ضرورة في غياب دورها. يمكن لهذه النماذج أن تنمو، وتتكرّر، وتُعمّم، لتشكّل نواة حقيقية لكسر دوامة الأسعار، وإعادة السكن إلى وظيفته الأساسية: حقٌ لكل مواطن، لا سلعة بيد قلة.
#العقارات