22/06/2025
https://www.facebook.com/share/p/1EzBauttnV/
العقيد عميد حمود من بطل الشرف إلى زنزانة "العدالة الانتقائية": هل تُحاكم المبادئ في لبنان؟
بيروت ـ سمارت
في بلدٍ تتقاطع فيه خطوط السياسة مع مسارات العدالة، يقبع اليوم العميد المتقاعد حمود خلف القضبان، لا بسبب جريمة جنائية، بل بتهمة "الرحمة بلا ترخيص". الرجل الذي واجه بصلابة أحداث 7 أيار 2008، ورفض أن يكون شاهداً على انكسار الدولة، يُلاحق اليوم لأنه مدّ يد العون للفقراء.
لم يكن "مركز السلام الطبي" سوى مبادرة إنسانية بحتة، عالجت آلاف المرضى من اللبنانيين والنازحين السوريين بأسعار شبه رمزية، في ظل تقاعس الدولة عن أداء دورها. وبينما تذرّعت السلطة بـ"العمل الطبي غير المرخّص"، تشير الوقائع إلى أن طلبات الترخيص قُوبلت بتعطيل متعمّد، ما يثير تساؤلات حول التوقيت والدوافع الحقيقية خلف هذا التوقيف.
لكن ما يضج به الشارع الطرابلسي، وما تؤكده شخصيات دينية واجتماعية، هو أن حمود يُستهدف لمواقفه التي خرجت عن "النص السياسي"، منذ استقالته الشهيرة احتجاجًا على حياد الجيش إبان اجتياح بيروت. استقالة رسمت له مسارًا خارج الصفقات، وجعلته رمزًا لضباط اختاروا الولاء للمبادئ لا للنفوذ.
اليوم، تُفتح دفاتر قديمة ويُطوى دفتر الإنسانية، ليُقدَّم من خدم الدولة عقودًا ضحيةً لتصفية حسابات، فيما يتمتّع المتورّطون في هدر المال العام وخرق القانون بحصاناتهم المذهبية والسياسية. المفارقة صادمة، والعدالة موضع مساءلة.
فهل تتحوّل مساعدة الناس إلى جرم؟ وهل تهمة حمود الحقيقية هي نزاهته وتمرّده على المحسوبيات؟
في زنزانة واحدة، تُسجن الأخلاق، وتُعلّق العدالة على حبال السياسة.
#لبنان #العدالة #سمارت