21/09/2025
الدنيا دار عمل وكل ما ينجزه الإنسان فيها يكون زاد له لملاقاة ربه في الآخرة بالإضافة أن التاريخ يخلده من خلال مواقفه وأعماله وبطولاته المشرفة ويدونها في الكتب ليكون مثالا للإنسان الناجح والفعال وقدوة في المجتمع وكل شخص يعمل بالخير او الشر فإن الله رقيب لكل عمل يقوم به ليجزيه عليه لأن الجزاء يكون من جنس العمل.
واليوم نشاهد الناس تتكنى بأننا احفاد أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان بن عفان والإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنهم ونتسائل جميعا أين نحن من صدق ابو بكر واين عدالة الفاروق واين رحمة عثمان وأين حكمة علي في عصرنا هذا؟
ولنذكر أن التاريخ سرد لنا هذه القصة القصيرة جدا عن الخليفة الأموي الثامن عمر بن عبد العزيز رحمة الله عليه وعلى الرغم من قصر مدة حكمه للبلاد والتي لم تتجاوز السنتان واربعة أشهر إلا أنه لم يبقى في البلاد فقير واحد من دولة امتدت من شرق الصين إلى جنوب فرنسا وكان المنادي ينادي في شوارع دمشق
من يريد الزواج...زوجناه!!!
من يريد يبني بيتا... بنينا له!!!
من عليه دين فضيناه له!!!
من يريد الذهاب الى الحج او العمره حققنا طلبه!!!
ما أحوجنا في هذا الزمان لمثل
هذه العبارات... لم تقال في عصرنا الحالي ولا في عصر النهضة الأوروبية ولم تقال في عصر الدول الغنية ومع العلم ان الخليفة عمر بن عبد العزيز توفي وهو لم يتجاوز عمره 40 عاما فقط.
ولا ننسى الكلمة المشهوره له عندما جاءوا إليه بأموال الزكاة... فقال رحمه الله: انفقوها على الفقراء.... فقالوا: لم يبقى فقير في الأمة يا أمير المؤمنين.
فقال لهم : جهزوا بها الجيش!
فقالوا: جيوش الإسلام تجوب الأرض يا امير المؤمنين
قال لهم : زوجوا بها الشباب
فقالوا: من كان يريد الزواج زوجناه وبقية المال يا امير المؤمنين
قال لهم: اقضوا الديون عن المدنيين
فقالوا: قضيناها وبقي مال يا امير المؤمنين!
فقال لهم: انظروا إلى (النصارى واليهود) من عليه دينا فسددوه عنه
فقالوا: فعلنا وبقي مال يا امير المؤمنين!
فقال لهم: أعطوا أهل العلم
فقالوا: أعطيناهم وبقي مال يا امير المؤمنين!
فقال لهم جملته الشهيره التي خلدها التاريخ رحمة الله عليه: قال اشتروا القمح و وانثروه على زرى الجبال
حتى لا يقال: جاع طير في بلاد المسلمين!!!
ولذلك هذا هو الرجل الذي بكى عليه الروم فعندما وصل خبر وفاته إلى ملك الروم قال مات ملك العرب مات الرجل الصالح أجل أخذ حاشيته ونزل إلى الساحة وبكى عليه الناس كثيرا أجل نتحدث عن الروم الذين كانوا أحقر الناس اتجاه الإسلام ولكي ننهض اليوم بالمجتمع يجب أن يكون في داخل كل فرد فينا أخلاق وسلوكيات الخليفة عمر بن عبد العزيز لينهض المجتمع من جديد.
واذا صلح الراعي صلحت الرعية
حسين علي عبد العزيز